أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم امين مؤمن - الاجتماع بالحكومة من رواية قنابل الثقوب السوداء















المزيد.....

الاجتماع بالحكومة من رواية قنابل الثقوب السوداء


ابراهيم امين مؤمن

الحوار المتمدن-العدد: 6940 - 2021 / 6 / 26 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاجتماع بالحكومة
من رواية قنابل الثقوب السوداء
بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن
حان الموعد المحدد والتقى الرئيس مهديّ بالوزارة.
ولقد عزم في قرار نفسه ألّا يصدق كلامهم، فما تخفي صدورهم أكبر، ولذلك فقد قرر أن يعرف خبأ نفوسهم من خلال ملامح وجوههم وحركات أجسادهم التي تبدي تفاعلا مع الحدث.

قال: «بعد تخلّي صندوق النقد الدوليّ وكذلك تخلّي الجهات الأجنبيّة عنّا ليس لدينا إلّا الاعتماد على أنفسنا، فماذا تقترحون؟»
قال وزير المالية: «ليس أمامنا إلّا خيار واحد، هو دعوة الشعب للإسهام بماله مقابل إعطائهم شهادات استثمار تصرف أرباحها بعد فترة معينة.»
علق مهديّ على كلامه: «وكيف نحفّزه على شرائها؟ وكيف يثق هذا الشعب في دولة كادتْ تعلن إفلاسها حتى تحاشتْ ذلك ببيع القضية الفلسطينيّة على خلفية الاتفاقيّة الرباعيّة التي كانت تقضي بإخلاء قطاع غزة للإسرائيليين.» زفر زفرة طويلة ثمّ استأنف: «لابدّ من إنجاز عمل كبير كي نستنفرهم على إخراج ما يملكون ثمّ يضعونه في البنك سواء بشراء شهادات استثمار أو غير ذلك. أعلمُ أنّهم مستَنفَرون قبل ذلك من خلال حملة التدشين التي قام بها رؤساء الأحزاب المختلفة، لكن هذا لا يكفي، لا يكفي بتاتًا، لابدّ من عمل كبير من جنس ما يُطلب منهم ولاسيما بأنّ غالبيتهم تحت خطّ الفقر.»
وزير التكنولوجيا: «يكفي يا سيادة الرئيس قيامنا بعملية أنهار الطائرات، فقد جلبت حب الشعب لك.»
علق مهدي: «ها أنت قلت، حب الشعب لي، فأين حب الشعب للحكومة؟»
لقد استدعى السؤال الصمتَ فخيم على المجلس، وبعضهم تصبب عرقا، فرائحة الكلام تدل بأنه يريد شيئا من الحكومة، وماذا يريد منها غير المال؟
نظر إليهم مهدي وقد تفجر حزنًا من داخله، لكن ما خف عنه حزنه بأن الأفضل منهم اتخذ موقفًا رافضًا (يقصد المجلس العسكري).
هبّ وزير السياحة وكسر الصمت وقال: «مصر بلد السياحة، وما ضُربتْ السياحة إلّا بسبب التوتر الأمني الداخليّ والخارجيّ، والضربة الموساديّة الأخيرة بتفجير الكنائس لم تاتِ من فراغ، حيث إنهم استغلوا النزاع المتجذر بين المسلمين والقبط على مرِّ التاريخ وعملوا على نزع فتيله ففجّروا هم من ناحية ومن ناحية أخرى قامت بعض التيارات المتطرّفة من التيار الإسلاميّ بالتفجير بسبب عداوات قديمة ترجع جذورها إلى اختلاف الديانات. هذه الضربة كانت بمنزلة دمار السياحة، أقصد أنّ السياحة مرتبطة دائمًا بالأمن الداخليّ، فإذا استطعنا أن نحافظ على الأمن ستنتعش السياحة، ويتوفر بعض الدعم.»
ردّ مهديّ ساخرا مستنكرا: «موت يا حمار، تريدني أن أعمل على توفير الأمن لأوفر حفنة من الدولارات للمصادم؟ ننتظر خمسة سنوات حتى يتوفر الأمن وتنتعش السياحة، وخمسة أعوام أخرى لنكسب ثقة الدول التي ترسل رجالها إلينا، ثم تأتي حادثة موسادية أخرى لتضرب السياحة فنعود إلى نقطة الصفر.»
رد الوزير عليه: «ما قصدت ما قصدته يا سيادة الرئيس!»
قال مهدي: «إذن أخبرني مقصدك بالتحديد.»
وضح الوزير: «أمران يا سيادة الرئيس: الأول أنّ انتعاش السياحة سينعش الاقتصاد، والآخر وهو الأهم أنّه من الممكن تحويل المصادم من معمل اختبارات يُنفق عليه إلى مشروع لإنتاج الأسلحة، فالعالم مقبل على حرب نووية، وهذا سيدفع الدول التي ستخوض الحرب بالدفع بعلمائها إلى FCC-2 لعلهم يتمكنوا من ابتكار سلاح أقوى من النووي فتنتهي الحرب قبل أن تبدأ. وعندها نطلب مبالغ ماليّة مقابل حضورهم، عندك مثلاً أمريكا وروسيا وحلفاؤهما سيرسلون علماءهم لدينا، وهذا ليس بجديد ، ونلمس ذلك في إبان الحروب الباردة التي كانت بين أمريكا وروسيا؛ فما بالك بحرب، وأيّ حرب، إنّها حرب عالميّة في عقيدتنا واسمها هرمجدون في عقيدة اليهود.»
أُعجب مهديّ بكلام وزير السياحة وانشرحَ صدره.ورغم هذا الإعجاب فلم يجد في كلامه ما ينمّ عن التضحية من أجل مصر.
استأذن وزير التعليم العالي والبحث العلميّ قائلا: «إنّ المسائل الفنيّة الخاصة ببناء المصادم ككلّ ستستغرق ما بين 5-7 سنوات، وهذه فترة تعتبر قصيرة نسبيًا إذا ما قارناها بالوقت الذي استغرق فيه عمل المصادم الجديد FCC-1 بجنيف والذي شيد بعد المصادم الأول HLC. وتكلفة مصادمنا FCC-2 قد تصل ما بين 250-300 مليار دولارًا حسب إحصائي وإحصاء المتخصصين لديّ، وهذه المبالغ كبيرة جدًا على شعب يسكن الجحور ولا يجد شربة الماء بعد أن فقد نهر النيل في الزمن الغابر.»
عاود وزير الماليّة مُعلقًا على كلام وزير التعليم العالي والبحث العلميّ بعد أن أذن له مهديّ: «وهذه تمثل عبئًا كبيرًا على الحكومة،
وقد ترجعنا لعشر سنين إلى الوراء في وقت لدينا فيه عجز نسبيّ في الموازنة.»
ردّ مهديّ عليهما مشيرًا بسبابته تقترب وتبتعد عن وجهه: «لو كلنا يحبّ مصر لاستطعنا تشييده دون أىّ عناء، فمثلاً يا سادة ممكن تتبرعوا بنصف مرتباتكم أو حتى ربعها لمصر لحين الانتهاء من بناء المصادم، وممكن تجميد الزيادات السنويّة لمرتبات القوات المسلحة لفترة 2-4 سنوات مثلاً مثلاً.»
ساد الصمت المجلس، حيث اعترض الخوف حناجرهم فلم يستطيعوا الكلام. عيونهم اختلجتْ والتمعت نظرات غضبٍ سرعان ما اختفت تحت غيم الكظيم، أساريرهم تقلّصتْ، وجوههم اكفهرّتْ، أجسادهم أصابتها رعدة فور ذكر كلمة مهدي الأخيرة.
سارقهم مهديّ النظر، ولذلك قال لهم جميعًا بعد أن أخرج خبء نفوسهم: «أعلم ما يدور بأذهانكم، خسارة وألف خسارة، ولكن اعلموا إن لم نبدأ نحن المسئولون والحكام بتدعيم المصادم فلن أستطيع أن أحفّز الشعب واستنفره على التدعيم، وسيظلُّ متثاقلاً لا يودّ الحراك. وإن كان لا يجد شربة الماء، وإن كان يسكن الجحور فلديهم سواعد وعزائم قد تصنع المستحيل بشرط أن يجدونا نحن أهل تضحيةٍ وعطاء.» صمت مهدي لحظات، ثم لحظات أخر ثم قال: «لتكن شهادات استثمار المصادم المصريّ.»
بعد ذلك اعتدلَ في جلسته وتناول ورقة كانت مدونة فيها ما كان يضمره من قبل، وأخذ يتلوها كأنّه كأحد الكتب المنزّلة من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لفرط عزمه وإمضاء ما انتوى عليه بلا مناقشة مع أنّ الحزن والألم والحسرة يعصرون قلبه بسبب مواقف الوزراء المخزيّة ونقص عزيمة المجلس العسكريّ بشأن دعم المصادم.
قال مسطرًا لهم وللتاريخ كيف يكون رئيس جمهورية مصر العربية: «1-تخفيض مرتب رئيس الجمهوريّة بنسبة 70% لحين الانتهاء من بناء المصادم، ووضع كلِّ الهدايا والمنح التي تأتيه من الداخل والخارج لدعم المشروع.
2-إصدار قرار بوقف زيادة المرتبات السنويّة لأفراد القوّات المسلّحة لمدة ثلاث سنوات، وتُردّ إليهم في صورة منح بشرط نجاح المشروع.»
حملق في المجلس وأدار عينيه عليهم جميعًا ثمّ استأنف: «3-تخفيض مرتبات الوزراء بنسبة 30% مع وقف الزيادات السنويّة لحين الانتهاء من بناء المصادم.
4-وضع حد أقصى للأجور بحيث لا يتعدى ال ... كذا...لحين الانتهاء من بناء المصادم، فإذا انتهينا ترجع الأجور كما كانت.
5-تخفيض مرتبات الكوادر الخاصة من عمال الشعب بنسبة 30%.
6-رفع الضرائب بنسبة 10% على شركات القطاع الخاص لحين الانتهاء من بناء المصادم.
7-حثّ المصريين وخاصة المقيمين في الخارج على شراء شهادات استثمار المصادم المصريّ بالنسبة التي يحددها البنك المركزيّ.
8-استقدام كلّ من له خبرة في بناء هذا الصرح على المستوى المحليّ والدوليّ.
9-تعمل المؤسسة العسكرية بكامل طاقتها للمساهمة بالمال والعمل حتى الانتهاء من بنائه.»
ثمّ همّ بالنهوض وترْك المجلس كما يفعل القاضي في نهاية الجلسة وهو يقول: «رُفعت الجلسة.»



#ابراهيم_امين_مؤمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضي مرآة المستقبل ج2
- الاتجاه المعاكس
- أنهار الطائرات
- العقرب الطائر
- رواية قنابل الثقوب السوداء.الجزء السادس
- رواية قنابل الثقوب السوداء ...الجزء الخامس
- قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل ج4
- مقامة الرقصة الأخيرة
- رسائل الأمهات
- رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل
- فلسفة الجمال والقُبح
- أسباب الأزمة اليمنية ومقترحات لحلها
- كشف النقاب عن مصاير الموجودات
- صرخة أنثى .. رحلة لعالم الجنِّ..
- الابُّ الفيلسوف.............المجموعة الثانية
- الاب الفيلسوف.............
- خاطرة رقيقة بعنوان ... يا قلبى وروحى وعمرى
- صرخة افعى .... قصة قصيرة .... نسخة منقّحة ..... قسم الادب او ...
- قصيدة .......... ثورات الربيع العربي
- مقال : الامانى المميتة


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم امين مؤمن - الاجتماع بالحكومة من رواية قنابل الثقوب السوداء