أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - تعويذة خائفة ............رواية ميادة الحسيني الجديدة














المزيد.....

تعويذة خائفة ............رواية ميادة الحسيني الجديدة


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 6936 - 2021 / 6 / 22 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


استاذ متمرس - جامعة الموصل
بعد مجموعتها القصصية (حكايات من مدينتي) ، ها هي الكاتبة والقاصة والروائية الاخت الاستاذة ميادة حمزة الحسيني تصدر روايتها الجديدة ( تعويذة خائفة ) ، وقد صدرت عن(ديوان العرب للنشر والتوزيع - بورسعيد - جمهورية مصر العربية 2021 .
وكنت قد كتبتُ عن مجموعتها القصصية (حكايات من مدينتي ) في موقعي الفرعي في الحوار المتمدن ورابطه التالي : https://www.ahewar.org ، وقلت ان ميادة الحسيني قدمت في مجموعتها القصصية صورا عن الناس في مدينتي ، وهم يتحركون يروحون، ويغدون لكنهم يعانون ويأملون ويترقبون يوم الخلاص من الظلم والظلام .وتعود اليوم في روايتها الجميلة (تعويذة خائفة ) لتسجل ماعاناه الموصليون من الآلآم والفواجع والدمار خلال سيطرة عناصر داعش على مدينتهم مابين 2014-2017 ، وحسنا فعل الناقد الاستاذ رجب الشيخ ، حين كتب عن الرواية عبر مقالته (التطورات اللامرئية في أحداث الهجرة .... للكاتبة ميادة حمزة الحسيني ( في رواية ) تعويذة خائفة )وقال ان الروائية أججت نوازع الذات في واحدة من اكبر حوادث النزوح البشري في العالم قسوة ، وعنفا ، وصورت وبفرشاة خارجية سوداء كيف استبيحت الموصل من وراء الحدود لتدمر ما ورثه الأبناء عن الآباء والأجداد من معالم ، وتحف معمارية وقفت منارة الحدباء ذات ال( 850) ربيعا في قمتها .
والرواية بصفحاتها ال (217) ، وبصورها المعبرة من واقع حياة الموصل زمن داعش تأخذك حيث الموصل أُم الربيعين ، فتدخلك احيائها ، وازقتها ، واسواقها ، وابتداء من حزيران 2014 لتريك كيف ابتدأت جريمة ما اسمته ( وأد الحياة ) في هذه المدينة ، والتي امتدت لثلاث سنوات عجاف كانت من أصعب واقسى السنوات .قوات الجيش بفرقه الثلاث انسحبت ومعها الشرطة المحلية والشرطة الاتحادية وتركوا اهل المدينة لا بل أهل محافظة نينوى يواجهون مصيرهم ... لاعمل - لارواتب - لاحياة "شهر رمضان على الأبواب ،وزوجي بلا عمل ،وراتبي الشهري لم يصرف بعد ،وضعنا المادي بدأ بالتدهور لكننا كنا صامدين رغم كل شيء " تلك كانت (البداية ) .
والرواية تمضي ، وتسجل كل لحظة من لحظات بطلتها " قبل انتهاء شهر رمضان طبق قرار الزي الجديد النقاب الاسود ، والعباءة الفضفاضة ، والخمار ذي الاغطية الثلاث يوضع على الرأس ، ويغطى به الوجه كاملا وكف اسود لليدين وجوارب سوداء ومن تمتنع وتخرج من المنزل دون هذا الرداء ، يحاسب ولي امرها ، ويجلد في الشارع امام الناس " .
وتتواصل فصول الرواية ، وتمر الايام والسنون العجاف والقوانين تنهال على الناس والكل خائف .وفي الفصل التاسع وعنوانه (عقول جائعة ) نقف عند وصف الروائية لما يحدث : "باتت مدينتي مرتع لهم وكأنهم هم اصحاب الارض والقرار بعد ان تخلى الجميع عن المدينة واهلها وكل من رفض ان يتركها " .. لم يبق متنفس لأهل المدينة بعد قطع الاتصالات والانترنت ومنع الستلايت ..رجل كبير في السن حنى الدهر ظهره قتل ثلاثة من اولاده بات يبيع اكياس النايلون في الشارع ، هدرت كرامته - أُسر تبحث عن من يخرجها من المدينة عن (مهرب ) والتهريب صار تجارة مربحة - دور لمواطنين باتت مستباحة لعناصر التنظيم - صراخ ، وانين يرتفع من هنا وهناك - اطفال أُصيبوا بالذهر من هول ما شاهدوا من اعدامات في الشوارع - المخزون الغذائي بدأ ينفذ - المياه تتقطع ، ولاكهرباء ، ولاتعليم ، ولامدارس ولاجامعات ، ولادوام ، ولارواتب ، ولاعمل والتواصل بين الاسر صار معدوما - الذعر هو سيد الموقف ، والروائية تسجل كل هذا في روايتها (تعويذة خائفة ) وتجعلك أنت ، وقد عشت الاجواء كلها وخلال السنوات الثلاث وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا انت بطله او على الاقل أنتَ أحد أبطاله ، وبعبارة رشيقة وبلغة رفيعة ، استطاعت ميادة الحسيني ان تسجل تاريخ الموصل خلال سيطرة عناصر داعش 2014-2017 ( روائيا ) .
بوركت ميادة الحسيني ، لقد اجدت ونجحت في ان تنقلي لنا الاحاسيس والمشاعر بدقة متناهية ، وعندها جاء الفرج وتقدم الجيش مع القوات الامنية المتجحفلة معه لتحرر الموصل " سمعت اصواتا عند الباب - تقول بطلة الرواية - زوجي وصديقه أحمد ..دخل زوجي مسرعا قال تعالي واسمعي ماذا يقول : ان المنطقة خالية منهم كلهم هربوا والشوارع مكتظة بالعوائل العوائل تتجه نحو القوات الامنية وأُذن لصلاة الفجر فجر جديد وارتفع علم العراق وعندئذ فقط عرف الجميع أن علم العراق ، ليس قطعة من قماش بل حياة ، وتحرر ، وكرامة وانسانية ويوم سارت بطلة الرواية في شارع المنصة والتقت ابطال التحرير وفي مقدمتهم البطل الساعدي عبد الوهاب ، وانتبهت الى التعويذة تعويذة الشر الخائفة فماكان منها الا وان القتها في النهر فتلاشت وانتهت وعاد النهر ، عاد دجلة ليُسطر تاريخا جديدا للموصل .
شكرا اختنا الكاتبة والروائية ميادة الحسيني على هديتك ، وحقا قضيتُ معها وقتا ممتعا ، ومما اسعدني انني قرأت فيها بعضا مما عشته في الموصل خلال تلك الايام الحالكة .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد سامي عبد الكريم ومجموعته القصصية ( مقهى المغنى العربي)
- زيد الشهيد وروايته (السفر والاسفار)
- رؤوف الكبيسي ودوره في حياة العراق السياسية والادارية
- الشاعر سعد العبيدي ومجموعته الشعرية الجديدة (اتجاهات عكس الر ...
- الدكتور سليمان غزالة رائد المسرح الشعري في العراق
- رضا الشاطي 1924-2013 الممثل الكوميدي العراقي الكبير .... ... ...
- فارس السردار يؤرخ للموصل روائيا
- ابراهيم أحمد في ذكرى وفاته ال (21)
- في مستقبل الحزب الشيوعي
- عزيز السيد جاسم .......نم بطمأنينة فزرعك اليوم يُحصد
- رسائل عالم الاجتماع العراقي المتمرس الكبير الاستاذ الدكتور ع ...
- تاريخ جامعة آل البيت 1924- 1930 في بغداد
- المس بل Gertrude Bell في العراق
- مع لُبابة السر .............رواية شوقي كريم الجديدة
- لن تُورق الكروم .........................رواية جديدة للروائي ...
- علي لفتة سعيد شاعرا وناقدا وروائيا
- مذكرات غانم العناز
- أرصفة الحرب .........مجموعة شعرية جديدة لشاعر الموصل الاستاذ ...
- مدن الرماد ...........المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر سعد ال ...
- التاريخ المحلي وأهميته :تاريخ كركوك انموذجا


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - تعويذة خائفة ............رواية ميادة الحسيني الجديدة