أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - الأخضر بن يوسف .. وداعاً .














المزيد.....

الأخضر بن يوسف .. وداعاً .


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6932 - 2021 / 6 / 18 - 02:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأخضر بن يوسف .. وداعاً.
في موت شاعر كبير بقيمة سعدي يوسف ، ليس غريباً إن يتصدر الترند الأول في الميديا والاعلام والناصيات والمواقع ، منذ اللحظات الاولى للاعلان عن رحيله فجر يوم 12 حزيران 2021 في عاصمة الضباب لندن ، وقد حملت وتقاطعت بعض الآراء والتقيمات حول أرثه ومواقفه السياسية تحيداً تجاه ما أصاب العراق في سنواته الآخيرة من أحتلالات وضياع وتشظي . وكانت بعض تلك الآراء والمواقف مجحفة بحق الشاعر الراحل سعدي يوسف وبعيدة عن الوقائع وقريبة الى الغبن والتشفي ، ولاسيما من بعض الأنفار ، كانوا يوم أمس من أبواق الدكتاتورية وحروبها وعطايا مهرجاناتها الشعرية ومداحي أم المعارك ، ومن بعض مروجيه الاحتلال الامريكي ودعاة الطائفية .

كتب الشاعر والمترجم العراقي محمد مظلوم -على صفحته في فيسبوك- بيتا من قصيدة يوسف، مستفتحا بها بيانا رثائيا يرثي به صاحب القصيدة:
أيها الموت لا تفتخر
وسلاما أيها الولد الطليق.

وقد تعرض الشاعر ” الشيوعي الآخير ” في سنواته الآخيرة الى حملة تشويه شنيعة بسبب مواقفه السياسية تجاه الاحتلال الامريكي للعراق ونظام الحكم الطائفي ، ولكن للتذكير لم يعد مخفياً على متابعي الشأن العراقي إنزلاقات الشاعر في بعض المواقف السياسية والتصريحات التي لا تناسب أرثه النضالي والشعري والفكري وتضحياته ، وقد أستغلها بعض الموتورين والمصابين بعمى الرؤية لصب جام غضبهم على مرحلة سياسية صعبة عاشها الشاعر ورفاقه . شكل الشاعر سعدي يوسف جزء مهم من وعينا الوطني والانساني في مرحلة مهمة من تاريخ العراق السياسي في طاحونة القمع والحروب وحكم صدام حسين . في مرحلة الجامعة في بغداد في مطلع الثمانينات ، كنت أحمل مع كتبي الجامعية أحد دواوين الشاعر سعدي يوسف مغلفاً بجريدة أو مجلة ، وذات مرة في مكتبة الأداب ، وأنا أتصفح ذلك الديوان رآني الشاعر صادق حسين صابر المقيم حالياً في باريس ، فصاح ديوان سعدي يوسف بصوت مسموع مما أرعبني في لحظتها ، وسحبه من أمامي من على الطاولة ، ورجوته حينها أن يكون الآمر بيننا ، خوفاً من عين الرقيب لأنها التهمة ستكون بمثابة أي منشور حزبي معارض آنذاك ، ولم يعيد لي صديقي الديوان . شكل الشاعر سعدي يوسف جوانب مهمة ومؤثرة في تاريخ ثقافتنا الوطنية ، ويعد أحد أهم رموز الشعر والثقافة في العالم العربي .

آخر ما كتبه قبل موته …

يردد حفيدي شهاب مقولته كل مساء
حين تهدأ غرفته ويكف ضجيج الممرات
" مامن بيت بنيناه يدوم ، والفراشة ما ان تخرج من شرنقتها حتى تموت "
بعد ايام يوارى الثرى
لندن اقرب لي من بيوت الطين في حمدان
معلقة على سعف النخيل
مازالت عذوقها محملة بالرطب
ومازال الفتى سعدي يقطع شارعها
المغبر في عز الظهيرة .
ماذا تريد ايها الأخضر وقد ذويت
الجزائر بحر لا تسعه السماوات
والبصرة سماء اطبقت على اليم
لن ترتوي بعد هذا النأي بماء شط العرب .
..............................
في اول الليل زارني امرؤ القيس
وخلفه كان ريتسوس يقرأ معلقة
قفا نبكي ...
لماذا البكاء يا صاحبي ؟
الفجر منطلق القصيدة
والذكريات جميلة
أمرها اجمل من ساعة منفى
وانا مثلكم
تائه ربما ، لكني اذكر علامات الطريق
قد نلتقي مرتين
مرة في القصيدة وأخرى عند مصب النهر
هل ادرك السياب قنطرة على نهر بويب
ام ظل في منتصف الطريق
يصحح آخر بيت من قصيدته
انت الغريب على الخليج يوما
وانا الغريب سنوات عمرك كلها يا بدر
هل نلتقي تحت السدر ام تحت النخيل ؟
قريبا سينبلج الفجر
وترحل روحي في هدوء
هل تسقط الراية الحمراء
ام تبقى يدي معلقة بها
ونرحل في سماء الفجر
آه يالوني المفضل
بغداد تمر بخاطري
حمراء هذا الفجر
مثل اليمامة ،
مذعورة ، تحيط صغارها ...
يكفي
فقد تعبت من لون الوسادة والشراشف
خلف الستائر ينتظر الأحد
هيا ... هيا الى مرعى السماء .

الحملة التي تعرض لها الشاعر سعدي يوسف بعد مماته ونبش قبره تحمل في طياتها أبعاد عميقه حول الشخصية العراقية وادارة الصراع وروح الانتقام ، حيث لا أحد فوق لغة النقد ومن حق الجميع ان يلوم وينتقد لكن ما تعرض له سعدي خارج هذا السياق ، وكيف أذا كان ميتاً .

مالمو/حزيران2021



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمرأة من الشرق .
- الشيوعيون العرب وقرار التقسيم .
- مواضيع ذات صلة بإنسان ومناضل .. صدى الشيخ عطا والحزب الشيوعي ...
- رسالة خاصة الى الشيوعيين في العراق .
- صدى سنين الخوف/الدكتور جليل كمال الدين .
- لاأمل في إجراء إنتخابات في العراق .
- موت طبيب ومناضل .
- قراءة في كتاب 3 . والأخيرة .
- قراءة في كتاب 2 .
- شيوعيون يهود في العراق .
- بيني وبين نفسي حكايات من الأرشيف الشخصي للحركة الشيوعية العر ...
- قراءة في كتاب .1
- بين شعارين وحدة فورية واتحاد فدرالي ضاع العراق .
- سيرة رجل زاهد .
- فردية الفرد العراقي .
- النفخ في قربة مخرومة .
- السماح بالتعليق والتصويت .
- ماركس والماركسيون .
- وقفة في كتاب عمرو موسى .
- ناظم كزار في حضرة شامل عبد القادر .


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - الأخضر بن يوسف .. وداعاً .