أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من أطماع إيرانية وتركية ودولية بالعراق؟















المزيد.....

هل من أطماع إيرانية وتركية ودولية بالعراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير معطيات الواقع والسياسات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط حالياً إلى وجود مواقد حروب كثيرة، إضافة للمشتعلة منها حالياً، يمكنها أن تتفجر في كل لحظة، سواء أكانت حروباً أهلية، أم فيما بين دول المنطقة. وفي أغلبها تلعب الدول الكبرى دوراً ملموساً وبصيغ متباينة على وفق مصالحها الخاصة. فهناك الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية والتغيير الديمغرافي فيها والحصار ضد قطاع غزة، الذي يتفجر بين فترة وأخرى بحرب وموت ودمار هائل لغزة بشكل خاص. وهناك الحرب المديدة في سوريا والحرب اليمينية والواقع الليبي المعقد ومخاطر اندلاع حرب في القرن الأفريقي وأوضاع دار فور في السودان ومخاطر النزاعات المسلحة. كما يمكن الإشارة إلى صراع إسرائيلي-إيراني سياسي-إعلامي على نحو خاص لا يحتمل أن تنشأ عنه حرب بين الدولتين.
أما العراق، وهو موضوع هذا المقال، فيواجه أنواعاً عديدة من الصراعات الداخلية والخارجية المتشابكة، إلا أن أخطرها على المدى الجاري هو 1) الصراع بين الشعب العراقي وقواه المدنية والديمقراطية، وبين الطغمة الحاكمة المستندة إلى إيران والمعتمدة على هيئة الحشد الشعبي وميليشياتها الطائفية المسلحة والذي يمكن أن يتفجر في كل لحظة إلى نزاع دموي بسبب تشابك الأهداف والمصالح المهنية لفئات الشعب المختلفة مع قضية الاستقلال والسيادة الوطنية للخلاص من التبعية الراهنة لإيران. و2) الصراع بين الدولة التركية والشعب العراقي بكل قومياته، والذي يتجلى بمطامع تركيا في مناطق واسعة من الموصل وكركوك وعموم إقليم كردستان. و3) احتمال تبلور وبروز أكثر لصراعٍ جارٍ حالياً دون ضجيج كبير بين الدولتين الجارتين للعراق من الجانب الشرقي (إيران) والشمال (تركيا). وهما دولتان طامعتان بالعراق وتسعيان بكل السبل المتوفرة المشروعة وغير المشروعة إلى استعادة امبراطوريتهما الفارسة والعثمانية واستعادة نفوذيهما في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا. وأطماعهما بالعراق كبيرة ومتفاقمة لقناعتهما بأنه أصبح اليوم غنيمة سهلة لأسباب كثيرة منها:
** هشاشة الدولة العراقية وتلفها مؤسسياً وفسادها كنظام سائد ومعمول به محلياً وإقليمياً ودولياً.
** صراعاتها القومية والدينية والطائفية بسبب سياسات الدولة الطائفية بسلطاتها الثلاث ووجود نظام سياسي طائفي محاصصي فاسد.
** وجود قوى وأحزاب سياسية ومنظمات وميليشيات طائفية مسلحة تعتبر أذرعاً تابعة لهما في العراق، إضافة إلى وجود الدولة العميقة بأيدي عراقية متشابكة مع سلطات الدولة الثلاث.
** وجود قوى أجنبية إيرانية وتركية في العراق، سواء أكان من الحرس الثوري وفيلق القدس في بغداد والوسط والجنوب ومع قوى الحشد الشعبي ومنشآته وميليشياته، أم قوات عسكرية وقواعد عسكرية لتركيا في نواحي عديدة من محافظة نينوى وإقليم كردستان العراق وفعالياتها العسكرية العدوانية المستمرة.
** ضعف الحركة المدنية والوطنية الديمقراطية رغم مرور 18 عاماً على إسقاط الدكتاتورية البعثية الفاشية، التي ألحقت أكبر الخسائر البشرية والسياسية والاجتماعية بالحركة المدنية والقوى الوطنية والديمقراطية، لاسيما اليسارية، في البلاد، إضافة إلى غياب التحالفات السياسية الضرورية لمواجهة هذه الأوضاع المعقدة، رغم النضال الباسل لهذه القوى خلال السنوات المنصرمة ومنها قوى الانتفاضة التشرينية والأحزاب الوطنية.
** عجز الدول العربية والجامعة العربية عن مساعدة العراق بسبب طبيعة هذه الجامعة وسياسات دولها الرجعية والمستبدة عموماً والبعيدة كل البعد عن أجواء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، وهي كما عبرّ عنها المونولوجست عزيز علي "والعتب على جامعتنا... جامعتنا الما لمتنه"، جامعتنا اللي ضيعتنه!
** كما لم يعد للعراق أهمية كبيرة لمجلس الأمن الدولي، إذ ترك الأمر للولايات المتحدة التي تتعامل مع الواقع العراقي على أساس مصالحها المباشرة ومدى تردي أو تحسن علاقاتها مع إيران، مع رغبتها في الحفاظ على مستوى معين من وجودها الضامن لمصالحها الاستراتيجية في العراق.
ومن الجدير بالإشارة إلى أن الدولة العراقية بواقعها الحالي ونهجها الطائفي وسياساتها التمييزية المتخلفة والفاسدة لا يمكنها بأي حال الدفاع عن أرض الوطن ولا مواجهة العدوان التركي من جهة، والتدخل المتنوع والكبير لإيران في العراق، إذ أصبح العراق دولة شبه مستعمرة لإيران تلعب ميليشياتها بالبلاد كما تشاء إيران وترغب من جهة أخرى فإيران عبر الدولة العميقة تنهب من الأموال العراقية ما تشاء، وتجمد عقوداً مع دول أخرى كما تشاء، وتوقف العمل بمشاريع اقتصادية على وفق مصالحها كما تشاء، وتختطف وتقتل النشطاء المدنيين متى تشاء، وتوجه الوزارات العراقية وتتدخل في شؤونها اليومية، بواسطة السفير الإيراني أيضاً كما تشاء، وتقصف بالصواريخ الإيرانية القواعد العسكرية والمناطق السكنية والمنطقة الخضراء حيث السفارات والمباني الحكومية متى تشاء.
هذا الواقع المرير، إضافة إلى أوضاع الشعب المعيشية والخدمات المتدهورة، هو الذي وفر الأرضية الصالحة لانتفاضة الشبيبة العراق في تشرين الأول 2019. وهذا الواقع لم يتغير بل زاد سوءاً وبؤساً ورثاثة وبعداً تدميرياً لوحدة الشعب والوطن، هو الذي يوفر الأرضية الصالحة لانتفاضة شعبية جديدة تعمل على الخلاص من براثن الطغمة الطائفية الفاسدة الحاكمة ومن القوى الأجنبية المتحكمة بالعراق وشعبه. لا بديل للشعب، بسبب إصرار الطغمة الحاكمة على مواصلة نهجها التدمير، عن الانتفاضة الشعبية. يدعو رئيس الحكومة لانتخابات حرة ونزيه وعادلة، وهو لم يجرأ على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الشروط الضرورية لانتخابات حرة ونزيهة وعادلة. رئيس الحكومة يتحدث بخبث استعادة الثقة بالطغمة الحاكمة وعن عقد مؤتمر وطني يجتمع فيه الحاكم الظالم مع المحكوم المقهور، والقاتل مع المعرض للقتل دون حماية. السلاح بيد الحشد الشعبي وميليشياته والسلاح المنفلت بيد العشائر والأشخاص وقوى الجريمة المنظمة وصوت رصاصهم الملعلع يصل إلى عنان السماء ونقودهم الفاسدة مفروشة على مساحة العراق كله لتلتقط بها أصوات الناخبين، والأجهزة التي زيفت الانتخابات السابقة مستعدة لممارسة ذات القذارة من جديد.، فأي ثقة يريد هذا الحاكم بأمر غيره استعادتها ولمصلحة من؟
لن يكون للعراق صوت حر ومستقل مع وجود الدولة العميقة ومنشآتها العسكرية والسياسية والأمنية وأموالها المنهوبة من خزينة العراق، لن يسترد الشعب حقوقه المغتصبة والمصادرة مع قبل الطغمة الحاكمة الحالية دون تحقيق التغيير الجذري. ومن هنا تنشأ الحاجة الملحة إلى التغيير الجذري، ومن هنا تنشأ الحاجة لوحدة القوى المدنية والديمقراطية العراقية للتصدي لمن يريد للدولة أن تبقى هامشية ومهمشة، وألاّ يكون للشعب صوت يعلو فوق صوت بندقية الميليشيات وكاتم الصوت الموجهة إلى صدور أبناء وبنات الشعب العراقي المستباح.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المرجعية الشيعية مسؤولة عن وجود وحل الحشد الشعبي وميليشيا ...
- هل الحشد الشعبي للعراق أم على العراق؟ [في ضوء اجتياح واحتلال ...
- هل المسلمون العرب عنصريون؟
- هل الانتفاضة الجديدة إعادة إنتاج موسعة في العمق والشمولية؟
- هل الحفاظ على زخم المعركة السياسية والاجتماعية في العراق ضرو ...
- نحو جبهة مدنية ديمقراطية واسعة وتحالف فاعل في عراق اليوم
- العلاقة الجدلية بين البنية الاقتصادية والبنية الاجتماعية في ...
- هل يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون إنهاء الاحتلال وحل الدول ...
- هل شعبنا على وعي بما يجري وما يراد له من تدمير في العراق؟
- هل مصطفى الكاظمي ينتهج درب الجزار عادل عبد المهدي في قمع الت ...
- إلى ماذا دعا الكاظمي في مؤتمره الصحفي؟
- إيران تحارب الولايات المتحدة في العراق وسوريا واليمن ولبنان ...
- مادة نقاشية: دور المواطنات والمواطنين الجدد (الأجانب) في أور ...
- هل يجوز لأحزاب مدنية ويسارية ديمقراطية التحالف مع أحزاب سياس ...
- الكوارث المأسوية للصابئة المندائيين في ظل الدولة الطائفية في ...
- الفنان المسرحي والكاتب والشاعر المميز الدكتور موفق ساوا
- فاجعة العراق الأكبر في دولته المهمشة والتابعة بسلطاتها الثلا ...
- العنصرية وباء اجتماعي - سياسي - اقتصادي - ثقافي (أيديولوجي) ...
- هل في مقدور الجاليات العراقية في الشتات عمل شيء لتغيير النظا ...
- من أسقط هيبة الدولة في العراق؟


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من أطماع إيرانية وتركية ودولية بالعراق؟