أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - تحدي الديمقراطية في العراق قيامها من دون ديمقراطيين















المزيد.....

تحدي الديمقراطية في العراق قيامها من دون ديمقراطيين


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 09:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي في العراق في 2003 تأمل العراقيون اقامة النظام المدني الديمقراطي الحقيقي الذي يقطع الطريق على اي مسعى لإعادة بناء نظام شمولي استبدادي قمعي تحت اية ذريعة او واجهة . الا ان الذي حصل بعد 2003 هو الفشل في تحقيق ما تطلع اليه العراقيون من اقامة الدولة المدنية الديمقراطية . وان الأزمات التي شهدها ويشهدها العراق منذ التغيير في 2003 وحتى اليوم ليست معزولة عن تركة النظام المباد الثقيلة وطبيعة نظام الحكم ومنهجه المعتمد على نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية في الادارة وفي بناء مؤسسات الدولة , المدنية والعسكرية وتغليب الهويات الفرعية على المواطنة العراقية الجامعة . كما انها ليست معزولة عن تسييس الدين وتوظيفه , وتفاعل العديد من العوامل الداخلية والخارجية وما تعرض له العراق من عنف وتخريب وموجات ارهابية دامية في ظل تعمق الطابع الريعي والاستهلاكي للاقتصاد الوطني واعتماد السوق المفتوحة وغياب الرؤية الاستراتيجية المتكاملة لتحقيق تنمية متوازنة مستدامة , بجانب تفشي الفساد في الدولة والمجتمع واحتدام معركة شعبنا ضد الارهاب وداعش , اضافة الى بعض الصيغ حمالة الأوجه في الدستور والانتقائية والممارسة الخاطئة في تفسير وتطبيق مواده كما جاء ذلك في وثائق الحزب الشيوعي العراقي . اذن العراق يعاني من حالة استعصاء سياسي ناجمة عن الصراعات بين الكتل المتنفذة وفي داخلها .
في ظل هذه الأجواء المتأزمة وفي ظل نظام المحاصصة القائم في العراق هل توجد ديمقراطية حقيقية ؟ تعني الديمقراطية حرفيا ( حكم الشعب ) حيث انها شكل من اشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة في اقتراح وتطوير واستحداث القوانين والتي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي . فهل هذا موجود فعلا في العراق ؟
من اركان الديمقراطية التي ينبغي توفرها في المجتمع حتى نطلق عليه نظام ديمقراطي :
1) الانتخابات : حيث يتم اضافة الشرعية على الديمقراطية عن طريق الانتخابات النزيهة والحرة ( فهل توجد في العراق انتخابات حرة ونزيهة وغير مزورة وبدون تهديد السلاح والضغوطات ؟ ) كون الانتخابات وسيلة لمنع البعض من تفضيل مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة وتحد من احتكار السلطة لصالح فئة معينة او مذهب معين كما يحصل في العراق .
2) التسامح السياسي : وتكمن اهميته في تحقيق التنمية المستدامة والتوصل الى عموم الفائدة على جميع الفئات المجتمعية دون غض الطرف عن اي منها . فهل يوجد تسامح سياسي في العراق ام صراعات سياسية من اجل المناصب والنفوذ ومغانم السلطة وامتيازاتها بل ان الصراعات موجودة حتى داخل الكتل السياسية نفسها .
3) سيادة القانون : اذ توجد علاقة وثيقة ما بين الديمقراطية وتطبيق القانون حيث يمكن للمواطن الحكم على شرعية الحكومة بعد اخضاع العملية السياسية للقوانين ووضعها ضمن اطار تنظيمي . وفي العراق لا يوجد شيء اسمه قانون !
4) حرية التعبير : تدل حرية التعبير على حرية المجتمع وتعد الصحافة الحرة التي تسمح للأفراد بمناقشة القضايا المختلفة دليلا على ديمقراطية النظام السياسي التابع لذلك المجتمع. وفي العراق على الرغم من ان الدستور العراقي النافذ قد اكد في بعض بنوده على حرية التعبير والرأي وحرية التظاهر السلمي الا ان السلطات الحاكمة رفضت ذلك عمليا وقامت بقتل المتظاهرين السلميين من الشباب الذين عبروا عن رأيهم وراح ضحية ذلك اكثر من 700 شهيد واكثر من 30 ألف جريح , اضافة الى قيامها بغلق عدد من الإذاعات والفضائيات المخالفة لها في الرأي , فأي ديمقراطية هذه في العراق ؟!!! .
5) المساءلة والشفافية : تعد الحكومة المنتخبة من قبل الشعب مسؤولة امامه , ومن اجل التحقق من انجازاتها وقيامها بواجباتها كتقديم الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الاجراءات وينبغي وجود مؤسسات محايدة في الدولة لتقييم ذلك كسلطات قضائية مستقلة .وفي مجال تقديم الخدمات في العراق فهناك تقصير واضح جدا في تقديم الخدمات للمواطنين من قبل كل الحكومات المتعاقبة منذ 2003 وحتى اليوم وهذا كا احد الأسباب التي دعت للانتفاضة الشعبية التي عمت مدن العراق المختلفة ويفترض بالشعب محاسبة هذه الحكومات في ظل الديمقراطية الحقيقية وليست المقزمة كما هو الحال في العراق .
6) اللامركزية : تشجع اللامركزية المواطنين ليصبحوا اكثر وعيا من اجل المشاركة في الديمقراطية , وتسهم في تقليل نفوذ القوى السياسية , كما تشير الى مدى اقتراب الحكومة من حكم الشعب. ولنجاح الديمقراطية ضمن اللامركزية ينبغي توافر موارد بشرية وكفاءة مؤسسية وتمويل لامركزي .
7) المجتمع المدني : ويشمل العديد من الأنشطة والمشاركات كالمجموعات التي تهتم بقضايا معينة مثل حقوق الانسان وغيرها او المنتديات المجتمعية او الاندية او الجمعيات الخيرية او النقابات اضافة لمجموعات واسعة من الأعمال التطوعية وغيرها من النشاطات التي تندرج ضمن المجتمع المدني والتي تساعد بدورها على نمو الديمقراطية الشعبية في المجتمع ...
اهداف الديمقراطية :
تهدف الديمقراطية الحقيقية الى تحقيق الأهداف الآتية , فهل تحققت هذه الأهداف في العراق ؟
1) تحقيق المساواة بين جميع المواطنين عند تحقيق مصالحهم وأخذ آرائهم بعين الاعتبار دون الانحياز الى احد . فهل المساواة موجدة في العراق بغض النظر عن الدين والمذهب والمعتقد والجنس ؟!!!
2) حماية الحريات العامة بمختلف انواعها وحقوق الانسان . وهذه الأمور منتهكة في العراق من قبل النظام الحاكم الذي يستخدم القوة المفرطة من اجل اسكات المعارضين وقتلهم .
3) تطبيق النظام الديمقراطي يساعد على استبعاد انظمة الحكم الدكتاتورية والاستبدادية .
4) حكم الشعب نفسه بنفسه , فالديمقراطية تتيح للشعب امكانية اختيار حكومته وبالتالي فإن مدى رضاه عن الحكومة يرتبط باختياراته لأنه هو صاحب القرار في هذا الاختيار . هذا اذا كانت الانتخابات غير مزورة ونزيهة تعبر فعلا عن ارادة الناخبين من الشعب وهذا الأمر لم يحصل في العراق .
اذن يمكن القول انه لا توجد ديمقراطية حقيقية في العراق في ظل نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية وفي ظل نظام يقوم على قتل المعارضين السلميين ويفضل مصالحة الشخصية على مصالح الشعب والوطن , وفي ظل وجود قيادات لا تؤمن بالنظام الديمقراطي الحقيقي . وان مشكلة الانتخابات في العراق انها لا تزال غير قادرة على انتاج نظام ديمقراطي حقيقي يرعى مصالح الشعب والوطن , حيث ان القيادات والأحزاب المتنفذة لا تزال تدور في دائرة نظام المحاصصة الذي يعتمد على توزيع مغانم السلطة بين الاحزاب المتنفذة . ان انعاش الديمقراطية الحقيقية في العراق لن يكون الا بتغيير النظام الانتخابي الحالي ( سانت ليغو المعدل ) الذي يرسخ هيمنة الاحزاب والقيادات السياسية المتنفذة ويهمش الاخرين والتخلص من نهج المحاصصة الطائفية – الاثنية الذي هو أس البلاء في العراق .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب انهيار بنى الدولة المركزية ومؤسساتها ,في ضوء التقرير ا ...
- الملوحة والتلوث في شط العرب وانهار البصرة هدية من ايران
- بم تتميز السياسة المالية في العراق ؟
- تطوير البنى التحتية في العراق وعدم زيادة المديونية
- الفقر في العراق من العوامل المعوقة للتنمية المجتمعية
- من مظاهر الفساد الكبرى في العراق غسيل الاموال الذي لم تعالجه ...
- هل حقق العراق الاكتفاء الذاتي , أم أنه يعتمد الاستيراد لتلبي ...
- هل يمكن وضع حد لتدهور الاقتصاد العراقي والنهوض به ؟
- هل يوجد تخطيط للتنمية المكانية في العراق بهدف تحقيق التوازن ...
- الحزب الشيوعي العراقي وموقفه من الاعلام
- اصلاح القضاء والنظام القانوني في العراق من وجهة نظر الحزب ال ...
- نتائج سوء الادارة والتخطيط في العراق
- هل ما يزال العراق متخلفا في مجال البحث العلمي وتسخيره لتطوير ...
- الاقتصاد السياسي سلاح هام بيد الطبقة العاملة وكل الكادحين
- موقف الحزب الشيوعي العراقي من الرياضة
- من الإنجازات المهمة للحكومات العراقية المتعاقبة حل معضلة الك ...
- الدولة المدنية الديمقراطية , كما يراها الحزب الشيوعي العراقي ...
- العوامل المشجعة على الاستثمار في العراق
- هل العراق دولة فاشلة؟
- ما أسباب ارتفاع نسب البطالة في العراق وتفاقمها المستمر ؟


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - تحدي الديمقراطية في العراق قيامها من دون ديمقراطيين