|
هل يحب برهان غليون السمك مع الخاثر؟
خلف علي الخلف
الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 01:52
المحور:
كتابات ساخرة
في عام 2011 في تشرين الثاني | أكتوبر؛ كنا بلقاء مع برهان غليون؛ رئيس المجلس الوطني للتو بولاية مستعجلة من ثلاثة شهور! وأخوة أفاضل من أعضاء المكتب السياسي للمجلس الوطني باسطنبول. كان المجلس جديدا ويجهز نفسه لتولي قيادة سوريا بعد إسقاط النظام. كنّا حوالي ثلاثين شخص أو أقل قليلا، لا أظن أحد منهم رحل عن هذه الدنيا الفانية. كان الإخوة أعضاء المكتب السياسي للمجلس قد بدأوا فترة التدريب "البراكتيك" أي اكتساب الخبرة العملية السياسية بالتجريب بنا نحن الشعب؛ طبعا ليس من المعقول أن يتدربوا بالشعب المصري أو الأفغاني أو التركي؛ من الطبيعي أن يتدربوا ببلدهم وسكانهم.
كان ذلك اللقاء في نهاية ورشة تدريب من خبراء تغيير سلمي؛ فكان اقتراح هذا اللقاء لنجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي؛ فالتقينا بقيادتنا، حيث كان ذلك متاحا لنا كشعب؛ أي أن القصة التي سأرويها ولم ولن يشب لها أحد؛ ليست من بنات أفكارنا للأمانة؛ لأننا كنا عدم مثل ناصر* في استراتيجيات وتكتيكات التغيير السلمي. في ذلك اللقاء قلنا أشياء كثيرة لأنه استمر طويلا من الوقت؛ لكني سأذكر نقطتين ما زلتُ اتذكرهن. واحدة كانت اقتراح تقدمت به والثاني اقتراح تقدمت به صديقة جزراوية من المشاركين الكرام أثارتا ضحك وقهقهة وتعجب واستغراب وغضب القيادة السياسية المعارضة ذلك الحين؛ ولكنهم سامحونا لأننا مازلنا "جهال" ذلك إنّا نسولف سوالف "مكشمة" بدافع الحماس.
الاقتراح الأول؛ الذي تقدمت به الصديقة الجزراوية فحواه: أنه ياجماعة مثل ما تعرفون ولا يهونون الحاضرين؛ أبناء ناعسة يجهزون لدستور جديد، لماذا لا تتبنون طرح مسودة دستور موازية؛ يعني على الأقل تاخذون نصف الأخبار المتعلقة بدستور ولد ناعسة، لأن الإعلام عندما يتناول مسخرتهم الدستورية! سوف يعرض دستوركم. يعني على الاقل سوف تحتلون فقرة "ومن الجدير ذكره..." التي سيعقبها الإشارة لمسودة دستوركم.
انبرى صديقنا جورج صبرا الرئيس القادم للمجلس والائتلاف والتفاوض والدستور، لبهدلة صديقتنا وبهدلتنا جميعا معها، لكنه سامحنا بالنتيجة لأن غبائنا ينطلق من حسن النوايا. وقد جاء في خطاب البهدلة: لا أحد مخول من الشعب السوري لطرح دستور. من الذي خولنا لنطرح مسودة دستور، ها؟ الشعب السوري العظيم فقط هو المخول بطرح دستور. وأشار بإصبعه متوعداً، ثم خبط على الطاولة [خراس ولااك. من إنتَ ومن إنتِ ومن نحن لنحكي باسم الشعب السوري العظيم]. والجملة الأخيرة حرفية بدون خراس ولاك طبعا التي استنتجتها من نبرته، لكن المشهد متخيل. ربيعتنا التي قدمت الاقتراح رأسها يابس فلم تخرس؛ بل أردفت بعد أن وقفت وتخوصرت: بالله بالله شتگول [ماذا تقول] استاذ جورج! بالله لا أحد مخول! إذاً، من الذي خولكم طلب تدخل أجنبي، طائرات وصواريخ ومدافع؛ إذا أنتم غير مخولين لكتابة ورق مسودة! والمشهد أيضاً متخيل لكن الجمل حرفية. حتى أن ربيعتنا قالت بآخر جملة "ديْ عاد". وهو تعبير جزراوي متعدد المعاني لكن أحد معانيه باللهجة الحلبية "طلّع عـ هالمسخرة" أو بالعربية الفصحى: أنظر إلى هذا الهراء. لكن الجزراويات مؤدبات. وللأمانة والتاريخ كان صدر الرئيس اللاحق جورج رحباً فسامح ربيعتنا، وسامحنا معها لأننا لم ننضج بعد.
الاقتراح الثاني تقدمت به بجلالة قدري، بصفتي مواطناً عادياً في ذلك الوقت! وأعيد التأكيد أنه كان بناءا على التدريب الذي كان نقطة تحول بالنسبة لي في فهم المسارات المحتملة للثورة السورية؛ تقدمت به مباشرة إلى الرئيس الحالي [بالفصحى وباللهجة اليمنية] للمجلس الوطني، فضحك وضحك وضحك حتى بانت نواجذه! ضحكت القيادة أيضاً وضحك بعض المتدربين بناءا على ضحك القيادة! ولكن للأمانة ربعي لم يضحكون وهم أكثرية وكانوا ينظرون إلى بعضهم البعض متسائلين: لمَ يضحك الرئيس ولماذا يضحك بقية المكتب السياسي القائد! وبعضهم نظر إليّ يطلب تفسيرا، لأني كنت مدير الحوار بالتزكية. و من الجدير ذكره أن هناك صوت واحد اعترض على إدارتي للحوار.
وفحوى اقتراحي الذي تقدمت به للرئيس، لماذا لا نعمل منذ الآن على جعل انتخابات 2014 معضلة دولية لأبناء ناعسة. نطلب من المجتمع الدولي أن نشارك بالانتخابات حتى لو بقي ابن ناعسة الثاني حتى ذلك الوقت. كانت المجازر في عام 2011 في بداياتها ذلك الحين ولم يبدأ مسار التسليح بعد رغم الانشقاقات. وكان اقتراحي يتضمن أن نقدم مسودة دستور مثلما ذكرت صديقتنا ونطلب من المجتمع الدولي أن يساعدنا لإجراء انتخابات بالألفين واربعة عشر بناءً على ذلك الدستور تحت إشرافه ومراقبته.. ونلح على هذا المجتمع الدولي: دخيلكم ساعدونا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. هذا كان اقتراحي الذي تحول إلى غاز مثير للضحك للرئيس برهان وربعه في المكتب السياسي الذين مازالوا في فترة التدريب. وجهة نظر الرئيس برهان كانت على الشكل التالي: يول أنت غشيم، أم غائب عن الوعي، أم مدمر من قبل الأعداء، أم لا تدرك، أم حدث لك شيئ آخر لا نعرفه؟ هل تمزح حقا! هل تمزح! الدراسة خربت عقولكم. أتريدنا أن ننتظر حضرتك يا أفندي -يا ظالم نفسه- وابن ناعسة لعام 2014؟ وقد لفظ العام بشكل بطيء وممطوط بشكل متعمد لتبان ذلك العام بعيدا جدا. يافهمان مدة ولايتي ثلاثة شهور قاربت على الانتهاء ويجب أن نخلع ابن ناعسة قبل نهايتها فهمت. وحينما نظرت إلى الرئيس اللاحق جورج، ضبطته يأمل خلعه في ولايته القادمة لأن الذي يُخلع في عهده سيصبح الرئيس التجريبي المؤقت للشعب السوري العظيم. طبعا للتوضيح الرئيس برهان ذلك الوقت لم يقل الجمل التي نقلتها عنه، فهو شخص مؤدب ولطيف لكن هذه ترجمتي للهراء الذي قاله ولا اتذكره حرفيا بل أذكر معناه. أقول قولي هذا بناء على الحراك السوري الخاص بلا شرعية انتخابات ابن ناعسة الجارية الآن! واستنتج من ذلك أن برهان وجورج ليسوا بطيئين حقاً لكن الزمن سريع. ---
* ناصر طفل سوري كان كسول في المدرسة في الصف الأول جاء يوما إلى والده فرحاً مهللاً وقال له: يابه اليوم الآنسة "باستني" وقالت لي "أنت عدم يا ناصر عدم".
#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في نقد الإستجابة الإقليمية لمنظمة الهجرة الدولية للأزمة السو
...
-
حازم صاغية في فخ الذاكرة الثقافية السورية المزورة
-
حان وقت رفع راية استقلال إقليم الجزيرة الفراتية عن سوريا
-
عن انقلاب الرفيق رياض الترك على قيادة الشباب للثورة السورية
-
الضربة الأميركية والمعارضة الموالية للنظام
-
هل اقتربت نهاية حكم حيوان الغاز القاتل
-
حين لا تجد الأمم الكلمات لوصف المذبحة السورية
-
هل كان سعدالله ونوس صنيعة نظام الأسد
-
فضائح المنظمات الإغاثية الدولية
-
عن العنصرية الخفيّة واتنزاع الأطفال من ذويهم في السويد
-
فنون الوحشية عند تنظيم الدولة الإسلامية
-
أين أخطأ البارزاني في مشروع استقلال كردستان
-
قضية الأهواز كمدخل عربي لمواجهة إيران
-
الصراع الديني في الشرق الأوسط من منظور غربي
-
الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية
-
الخلف: ضعف كفاءة المعارضين جعلهم يحسبون العملية السياسية مجر
...
-
خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود
-
عن العشائر والبيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية
-
كشّاشو حمام الثورة السورية
-
الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد
المزيد.....
-
عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس: حتشبسوت كانت ملكة بدينة
...
-
مسقط.. فيلم الخنجر يُعرض للجالية الروسية
-
-مَلِكي-.. منى زكي تشكر حلمي في تكريمها بمهرجان البحر الأحمر
...
-
المغرب: الممثل الأمريكي شون بن يثني على مهرجان مراكش السينما
...
-
عروض عالمية وقصص إنسانية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
-
هجرات وأوقاف ونضال مشترك.. تاريخ الجزائريين في بيت المقدس وف
...
-
جينيفر لوبيز تحدثت عن زياتها للسعودية وكواليس دورها بفيلم Un
...
-
من منبر مهرجان مراكش.. الممثل الأميركي شون بن يفتح النار على
...
-
ورد الطائف يُزهر في قائمة التراث العالمي لليونسكو والحناء تل
...
-
معرض العراق الدولي للكتاب يستقطب الشخصيات الثقافية والرسمية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|