أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - خواطر ما بعد الحرب














المزيد.....

خواطر ما بعد الحرب


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. جاسم الصفار
20-05-2021
إسرائيل هي آخر مشروع استعماري أوروبي في العالم، وبحكم مصادرتها لواحدة من أقدس المناطق بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود، فإنها ستبقى مركز اهتمام العالم طيلة وجودها ككيان استعماري عنصري. ليست هنالك في العالم دولة أخرى، عدا الولايات المتحدة الامريكية، تتمتع بقدر غير محدود من التساهل من الدول الغربية، في أي عمل اجرامي تقوم به على أراضيها أو خارجها، الا إسرائيل. وليست هنالك دولة لا تخضع للقانون الدولي، عدا أمريكا، الا اسرائيل التي تمنح نفسها الحق بقصف دول الجوار، وإغراق السفن الأجنبية، واحتلال ومصادرة أراضي الغير، والاستهتار بسيادة الدول الأخرى وتصفية من ترغب بتصفيته من الفلسطينيين على أراضي تلك الدول، وخطف من ترى ضرورة اختطافه حتى من الولايات المتحدة الامريكية دون خوف من عقاب أو الاهتمام لاحتجاجات المنظمات الدولية.
كل القيم الغربية التي تدعي إسرائيل انتمائها اليها لها معاني أخرى عندها، كما أن لها فهمها الخاص "لحرية التعبير" و "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان". وعلى الرغم من خروج مئات الآلاف من الناس حول العالم اليوم لدعم الفلسطينيين، الا ان الأنظمة الغربية ووسائل اعلامها الجبارة لا تردد سوى ما يرضي نتنياهو والصهاينة الغربيين.
المثل الروسي يقول إن ألوز لا يخاف البلل، هذا صحيح في الظاهر، ففي الوقت الذي تظهر فيه إسرائيل عدم مبالاتها بأي انتقاد غربي لجرائمها فهي تخفي قلقها على مستقبلها وضمانات وجودها. انها تدرك تماما أن قطرات الماء يمكنها تهشيم الصخور. فاتهامات منظمة هيومن رايتس ووتش، المقربة من المؤسسة الليبرالية الامريكية، للدولة العبرية بسياسة الفصل العنصري ليست ثرثرة لا أثر لها كما يحسب البعض في اسرائيل. كما أن تشبيه الجناح اليساري للحزب الديمقراطي الأمريكي لتصرفات الإسرائيليين بإرهاب الشرطة الأمريكية للمواطنين الأمريكيين المسالمين، كما يقولون، يمكنه أن يبدد شيئا فشيئا أجواء التضامن الأمريكي غي المحدود معها. تدرك إسرائيل، بعد سلسلة من الجرائم التي لم تعاقب عليها، أن ما يقال اليوم على هامش السياسة الرسمية الغربية، سيحمل لمشروعها أخبارا غير سارة ويبشرها بمستقبل عدمي.
منذ نهاية الحرب الباردة، نظر الليبراليون الجدد في أوروبا الشرقية إلى الصراع في الشرق الأوسط حصريًا عبر منظار أمريكي. بينما يرى المحافظون الامريكيون أن ما يجري في فلسطين هو صراع الحضارة البيضاء ضد الإسلام المتوحش. هذا دون أن يحددوا ما هو المقصود بالإسلام، أهو "القاعدة" التي أنشأتها أمريكا، باعتراف هيلاري كلنتون، أم المجاهدون السوريون المدعومون من الولايات المتحدة وإسرائيل، أم الإسلام الوهابي السعودي المدعوم من أمريكا وإسرائيل. انهم بالتأكيد يتحدثون عن وحش إسلامي هم من نفخ فيه ورعاه واستخدمه لتمرير مشاريعه.
ليس غريبا أن نجد معظم المعادين للسامية والكارهين لليهود، هم من أكثر المؤيدين لمشروع الدولة الإسرائيلية تطرفا. فلطالما كان المعادون للسامية، من ألليبراليين الجدد في أوربا الشرقية الى الأصوليين المسيحيين الأمريكيين هم أفضل أصدقاء إسرائيل. انهم يحبون رؤية "أصدقائهم" اليهود ليس في أقسام الجامعات، أو وسائل الاعلام الغربية الكبرى أو في إدارة المصارف والمشاريع المالية، ولكن في ثكنات في وسط الصحراء.
يقول القوميون الأوكرانيون، بعد أحداث الميدان واستلامهم السلطة في كييف، باستخفاف إنهم مستعدون لدعم اليهود طالما بقوا بعيدًا عن أوكرانيا. وهم يعلمون جيدا بأن هذا الدعم لفظيا ولن يدوم طويلا لأن حرب إسرائيل الأبدية، هناك حيث هي الان في فلسطين، محكومة بمصير واحد، فأي مصارع، مهما كانت قوته، ان لم يتوقف عن النزال المستمر ليعيش يوما حياة طبيعية ستكون خاتمة بطولاته السقوط بضربة ابهام يد.

كتب المؤرخ الماركسي اليهودي العظيم إسحاق دويتشر: يمكن لإسرائيل أن تهزم الفلسطينيين إلى ما لا نهاية، لكنها لا تستطيع التغلب عليهم. لا يمكن لهذه الدولة أن تقدم للمضطهدين الفلسطينيين أي شيء سوى العنف، لكن من المستحيل ببساطة أن تجلس على الحراب إلى الأبد. في يوم من الأيام، ستدور الدوائر ويتخلى الرعاة الأجانب عن إسرائيل، ويسقط المجتمع الإسرائيلي في حالة من الفوضى، وعندها فقط سنكتشف من سيقف مع صيانة إنسانية اليهودي ومن يرجم شيطانه.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممهدات الحرب الاخيرة في فلسطين
- مقاربات بين احتلالين
- لمصلحة من، التقارب السعودي الايراني
- عودة السياسة الامريكية الى سياقها التاريخي
- لا جديد غير الايديولوجيا
- متى سنكون ما نريد
- الاليات الجديدة للسياسة الامريكية
- مقاطع من فصول كتاب -الاعتقال السياسي، صفحات لم تنطوي بعد-
- لكيلا يدق المسمار ألأخير في نعش الحياد العلمي
- قرار الحرب لم يعد أمريكيا
- الحدث الايراني...متابعات صحفية وتكهنات أولية
- سطور من سنوات عجاف
- من اجل قيم حضارية انسانية
- زيف الديمقراطية الامريكية
- انتشار الوباء، بين الوهم والحقيقة
- هل أذربيجان دولة شيعية
- العراق و-غابة رايكن-
- وهم التطبيع
- حركات الاحتجاج الشعبية وافاقها
- بيروت عاصمة منكوبة


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - خواطر ما بعد الحرب