أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون إنهاء الاحتلال وحل الدولتينِ؟















المزيد.....

هل يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون إنهاء الاحتلال وحل الدولتينِ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6898 - 2021 / 5 / 14 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستبقى إسرائيل تحلم بالسلام الوهم وهي تحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 54 عاما بالتمام والكمال، وتحاصر سكان قطاع غزة. كما ستبقى إسرائيل تحلم بالسلام الوهم وهي تصر على ممارسة التغيير الديمغرافي الموجه ضد العرب في مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية (حيّ الشيخ جراح نموذجاً)، بل وفي المدن المختلطة في إسرائيل ذاتها، ستبقى إسرائيل وشعبها يحلمان بالسلام الوهم ما لم تنهِ احتلالها وتكف عن تهويد القدس الشرقية وممارسة التمييز ضد العرب فيها. لا يمكن لشعب يبقى تحت الاحتلال هذه العقود الكثيرة دون أن يواجه قوى الاحتلال بالانتفاضة والغضب. هذا ما تحدثت به صحيفة هارتس أول أمس مثلاً وما قالته البروفيسورة هيلگا باومگارتن Helga Baumgartren، الإسرائيلية المختصة بشؤون الشرق الأوسط في إسرائيل لقناة ZDF الألمانية يوم 13/05/2021.
لم أقل هذا وحدي، بل قاله ويقوله يهود منصفون في إسرائيل ذاتها، ويهود منصفون وعقلانيون في الولايات المتحدة وفي غيرها من دول العالم، كما يقوله أمين عام الأمم المتحدة حين يؤكد على الشرعية الدولية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن المسائل المشار إليها في أعلاه إنها باختصار إدان للسياسة اليمينية المتطرفة التي يمارسها بنيامين نتنياهو إزاء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
إن حياة السلام والعيش المشترك لإسرائيل وشعبها من أتباع مختلف الديانات، لاسيما اليهود والعرب المسلمين والمسيحيين، في منطقة الشرق الأوسط يفترض أن يعي ويدرك مسؤولو إسرائيل أهمية وجود علاقات سليمة، سلمية وديمقراطية، قائمة على أسس التعاون والاحترام المتبادل وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، وإن الإخلال بها يقود إلى عواقب وخيمة عليها وعلى بقية شعوب المنطقة والعالم. فإسرائيل محاطة بالدول العربية من كل حدب وصوب وهي بحاجة إلى سلام شامل ودائم، ولكن شعوب المنطقة كلها بحاجة إلى سلام أيضاً، وبالتالي فالطريق السوي للوصول إلى سلام عادل ودائم ومكفول دولياً يجب أن يقترن بالشروط الآتية التي لم أحددها أنا أو غيري بل يفرضها ويستوجبها الواقع القائم في إسرائيل وفلسطين والمنطقة بأسرها:
1. إنهاء الاحتلال والانسحاب الكامل والعاجل من أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.
2. تنفيذ قرار وجود دولتين إسرائيل وفلسطين على الأرض الفلسطينية قبل قرار تقسيم فلسطين عام 1947.
3. اعتبار القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية على وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
4. إيقاف عمليات الاستيطان وحل المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية وتسليم الدور إلى السلطة الفلسطينية القائمة.
5. إيقاف عمليات التغيير الديمغرافي بتخلية المناطق العربية في القدس وفي غيرها من سكانها العرب وإحلال مستوطنين إسرائيليين مكانهم.
6. إيجاد سبل عملية لحل مشكلة سكان فلسطين المهجرين قسراً بعد صدور قرار التقسيم.
إن وجود مثل هذه الإرادة والعمل الفعلي بموجبها سيقودان إلى نتائج عملية فائقة الأهمية لشعب إسرائيل والشعب الفلسطيني وعموم شعوب المنطقة في آن واحد، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. زرع الأمل في نفوس الفلسطينيين والفلسطينيات في استعادة حقوقهم المغتصبة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وإنهاء حصار قطاع غزة.
2. إضعاف النهج والتيار اليميني المتطرف في إسرائيل والداعي إلى التهام ما تبقى من فلسطين في الدولة الإسرائيلية ومنع قيام دولة فلسطينية قابلة للعيش في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
3. إضعاف فعلي للتيار الإسلامي السياسي المتطرفة والسلفي المتشدد في فلسطين (الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة) التي دار أو ما زال يدور في بالها شعار "رمي إسرائيل في البحر" الذي لم يعد تعمل به منظمة التحرير الفلسطينية ولا الدول العربية منذ اعترافها الفعلي بدولة إسرائيل.
4. إضعاف المزايدات القومية العربية اليمينية المتطرفة والقومية الفارسية المتطرفة (نظام الطائفي المتطرف في إيران) على الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة في سبيل الحل السليم والعادل والمشروع للقضية الفلسطينية على وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
5. لا ينفع إسرائيل كثيراً إقامة علاقات اعتيادية مع بعض الدول العربية في حين لا تبذل الحكومة الإسرائيلية أي جهد لمعالجة المشكلات الأساسية الأكثر أهمية، لاسيما إنهاء الاحتلال وحل الدولتين والقدس الشرقية.. إلخ، بل على العكس من ذلك إذ تمارس سياسات يمينية متطرفة تزيد الأمور تعقيداً، وبالتالي تسمح للتطرف والمتطرفين في التنامي في إسرائيل ولدى العرب أيضاً. فحماس والجهاد الإسلامي يزدادان قوة ويتسعان بسبب إصرار إسرائيل على استمرار الاحتلال وتهويد القدس كلها والحصار ضد قطاع غزة، وغياب أفق فعلي لتنفيذ قرار حل الدولتين.
6. كما أن موقف الانحياز الكامل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما) وإلى حد كبير دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب إسرائيل دون التمييز المطلوب يزيد الأمر تعقيداً ويصب مزيداً من الزيت على النار المشتعلة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. والحاجة الماسة إلى رؤية محايدة إيجابية لصالح حل المشكلة لصالح السلام والعيش المشترك للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
7. إن كل ذلك من شأنه أن يضعف إلى حدود بعيدة معاداة السامية والدولة الإسرائيلية من جهة، ومعاداة العرب والمسلمين عموماً والفلسطينيين خصوصاً من جهة أخرى ويخلق أجواء إيجابية تدريجية للعيش المشترك والتجاور السلمي والديمقراطي المبني على الاعتراف والاحترام المتبادلين ورفض الكراهية وتجاوز الأحقاد.
إن المعارك الجارية حالياً بين إسرائيل والشعب الفلسطيني وسقوط عشرات القتلى في الجانب الفلسطيني وبعض القتلى في الجانب الإسرائيلية وتدمير هائل للبنية التحتية ودور السكن في غزة، وإطلاق المزيد من الصواريخ على المناطق المدنية لن تعالج المشكلات القائمة ولن تجلب الهدوء والراحة والسلام للجميع، بل ربما ستتوقف قريباً لتعود ثانية. ويبقى الموت والخراب والدمار ومزيد من الكراهية الأحقاد هو الذي يواجه جولات جديدة من المعارك المحتملة ما دام الوضع جامداً غير متحرك لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
إن شعوب إسرائيل وفلسطين وبقية دول منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى أمن وسلام دائمين، بحاجة إلى تنمية وتعمير ومكافحة التخلف والفقر والعوز، ولن يتحقق ذلك في ظل الأوضاع الراهنة، بل يمكن أن تتسع رقعة الصراع لتتحول إلى حرب دامية ومدمرة. والحرب كما هو ثابت لا تحل المشاكل فحسب بل تزيدها تعقيداً وتَلِد حروباً أخرى. في حين يحتاج الجميع، إلا المتطرفون، إلى سلام شامل ودائم وعادل بحماية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، علماً بأن هذه المنظمة الدولة ومجلس أمنا لم يثبتا حتى الآن قدرتهما على التخلص من الانحياز والتأثير الأمريكي المباشر على قرارته (الفيتو) أو حتى تنفيذ ما اتفق عليه منذ أعوام كثيرة حتى الآن!!!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل شعبنا على وعي بما يجري وما يراد له من تدمير في العراق؟
- هل مصطفى الكاظمي ينتهج درب الجزار عادل عبد المهدي في قمع الت ...
- إلى ماذا دعا الكاظمي في مؤتمره الصحفي؟
- إيران تحارب الولايات المتحدة في العراق وسوريا واليمن ولبنان ...
- مادة نقاشية: دور المواطنات والمواطنين الجدد (الأجانب) في أور ...
- هل يجوز لأحزاب مدنية ويسارية ديمقراطية التحالف مع أحزاب سياس ...
- الكوارث المأسوية للصابئة المندائيين في ظل الدولة الطائفية في ...
- الفنان المسرحي والكاتب والشاعر المميز الدكتور موفق ساوا
- فاجعة العراق الأكبر في دولته المهمشة والتابعة بسلطاتها الثلا ...
- العنصرية وباء اجتماعي - سياسي - اقتصادي - ثقافي (أيديولوجي) ...
- هل في مقدور الجاليات العراقية في الشتات عمل شيء لتغيير النظا ...
- من أسقط هيبة الدولة في العراق؟
- رؤية سياسية للمناقشة - الحلقة الثالثة والأخيرة: سبل وآليات ا ...
- رؤية سياسية للمناقشة الحلقة الثانية: توصيف وتحليل موقف الدول ...
- رؤية سياسية للمناقشة: التحديات العاصفة التي تواجه العراق وسب ...
- هل نحن في بلاد -الواق واق- أم في -العراق-؟
- ما العمل بعد الاحتفال بالعيد السابع والثمانين لنشوء وتطور ال ...
- رسالة تحية وتهنئة في الذكرى ال 87 لميلاد الحزب الشيوعي العرا ...
- مواقف الحزب الشيوعي العراقي إزاء القضية الفلسطينية
- الميليشيات الإسلامية الإرهابية تجتاح بغداد وتستبيح الدولة وك ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون إنهاء الاحتلال وحل الدولتينِ؟