أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الفاز - بؤس فلسفة التطبيع















المزيد.....

بؤس فلسفة التطبيع


مصطفى الفاز

الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلسطين والتاريخ, تلك العلاقة العميقة الجذور, الممتدة في الزمن التاريخي على الأقل إلى العصر الحديدي حوالي 4000 سنة. علاقة وثيقة وأصيلة سواء من حيث المنطلقات والاسس المشكلة للهوية الفلسطينية أو من حيث الاهداف والمرامي المتمثلة في محاولات الخروج من نصوص السرديات التاريخية التوراتية. إنها مهمة صعبة ولكن ضرورية اعتمدت المنهج العلمي التاريخي و الربط بين المنطلقات والاهداف وان كل محاولات الفصل بينهما إنما يتم بغرض تغليب الطرح الديني للقضية الفلسطينية على حساب الطرح السياسي. في المقابل احتل موضوع ابراز الهوية الفلسطينية والتشكل الوطني لهذه الهوية جزء من الصراع الدائر على مستوى الوعي الثقافي التنويري التحرري...كيفما تعددت الأسماء لكن ساهم هذا الوعي في استمرار حضور الذاكرة الفلسطينية بكل حمولاتها ضمن سيرورات الصراع.
فهل نحن بحاجة إلى تأريخ جديد؟
وهل يلزمنا الرجوع إلى التاريخ القديم لاثباث الحق في الأرض؟
وهل فلسطين الجغرافيا والتاريخ حكر على سلالة اثنيه محددة؟
إنها أسئلة مركزية تتحدى المدرسة التاريخية الفلسطينية, التي انكبت على محاولات الانتقال من الكتابة عن القضية الفلسطينية أو عن القومية وفلسطين إلى الكتابة عن تاريخ الشعب الفلسطيني أو التأريخ للهوية وتشكل الشعور الوطني والأشكال البدائية للتعايش في ظل التعدد العرقي والديني والتناول السياسي للتاريخ في قلب الصراع مع الاستيطان الصهيوني مند فترة الانتداب البريطاني.
المحاولات كانت جد مبكرة قادتها حركة شيوعية واشتراكية تقدمية من عرب ويهود في عشرينات القرن الماضي تميزت بعنصرين اساسيين هما القطع مع الاممية الثانية والاعلان عن معاداة الصهيونية ونقد فكرة ارض الميعاد والوطن القومي.
هذا نموذج لإحلال الحامل السياسي للقضية عوض الحامل الديني, ومساهمة في تكسير الانسداد التاريخي الذي أخذ في تشكيل ترتيبات جيوسياسية على الأرض خاصة بعد انهيار نموذج الخلافة العثمانية وصعود النموذج التاريخي الاستعماري الأوربي (ترتيبات سايكس بيكو). في المقابل كانت هناك نماذج تاريخية احتارت في وضع مسافة بين الغرب صاحب ثقافة الانوار بحمولتها الفلسفية في الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وبين الغرب الامبريالي التوسعي صاحب المشروع الصهيوني.
حركة الإصلاح ذات البعد الوطني في سوريا الكبرى حسب التقسيم الإداري العثماني ترعرعت في كنف طبقة ارستقراطية تجارية ارتبط همها في حماية مصالحها الاقتصادية بالجمع بين السلطة السياسية على القبائل وإبراز البعد الوطني المستقل عن العثمانيين في مرحلة الضعف والأوربيين في مرحلة التمدد, ووضعها الطبقي لم يسعفها في فهم العلاقة بين الرأسمالية في توهجها الامبريالي بخلفية صهيونية والتحضير لمنطقة نفوذ يربط المحاور التجارية المنتهية إلى مداخل البحر الأحمر والبحر الأسود بالشريان المتوسطي.
إن مهمة التأريخ للشعب الفلسطيني هي مهمة تكريس للهوية المتجذرة لهذا الشعب في التاريخ, وهي مهمة تستفز المثقف العربي من خلال البحث عما قدم لهذه القضية عربيا وغير عربيا.
وهي أيضا مهمة تطرح تحدي مزدوج, من جهة التأكيد على الاستقرار القديم المتبث تاريخيا ومن جهة أخرى الكشف عن خيوط المؤامرة التي حيكت ضد هذا الشعب من الداخل العربي بتجميد عنصر الوطنية القومية الفلسطينية لصالح خدمة أجندة القومية العربية, فمن هنا تبدأ النكبة وحياكة خيوط التطبيع.
اهم معركة كانت مطلوبة لتغيير موازين القوى لصالح الفكر التحرري هي عدم التفريط في الربط بين مقاومة الاستبداد السياسي للأنظمة الرجعية العربية الحاكمة والاستبداد الامبريالي الصهيوني, والتفريط فيه أو الاعتقاد في بناء وطنية قومية تحررية في ظله أدى إلى سيطرة نوعين من الخطاب السياسي : الاول يجلد الذات بمبرر اننا قد تخلينا عن الله فتخلى الله عنا وهزمنا امام اسرائيل والثاني يعترف باننا لم نتخلى عن الله بما فيه الكفاية ولم نلج عصر الحداثة والتطور التكنولوجي فكانت الهزيمة. لكن كلا الخطابين تعايشا مع منظومة الاستبداد السياسي وافرزا من داخلهما فكر المهادنة وقبول فكرة يهودية فلسطين بثوبها الصهيوني واتخذا مسافة من خطاب التغيير الجدري المتمثل في ان اسقاط الاستبداد شرط لتحرير الارض والانسان.
ارتكزت الأبحاث التاريخية عن الشعب الفلسطيني على المقولات الفكرية الأساسية منها الشق الانتروبولوجي في مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية واللغوية وركزت على الفكرة البديهية القائلة " حيثما كانت هناك زراعة كان هناك استقرار" وبينت تشكل المجتمع الزراعي الفلسطيني ثم خصائص الانسان الفلسطيني المحب للعمل وكيف تحول في فترات الجفاف إلى ممارسة المهن الحرفية اليدوية والتي ازدهرت في الخزف والنسيج ودبغ الجلود وصناعة البسط والسجاد وصناعة الزجاج وصناعة الصابون اضافة إلى المعادن والخشب, وبينت كيف أن هذه الحركية هي المستهدف الأول من الاستيطان الصهيوني. فمن بين الوثائق التاريخية الأساسية للقضية الفلسطينية تقرير هوب سمبسون المنجز على اثر انتفاضة 1929 والذي أقر بضرورة وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين بسبب أن حوالي70% من الاراضي الزراعية هي في ملكية الفلسطينيين وأن الاستحواذ عليها بالقوة يؤدي إلى كوارث انسانية وارتفاع نسب البطالة. فليس غريبا أن يرفض هذا التقرير من طرف الوكالة اليهودية ورفضه يعني تمادي الانتداب البريطاني في تشجيع الاستيطان لأنه المدخل الرئيسي لقيام الوطن القومي الخالص لليهود، وتسريع وثيرة الاستيطان بالرفع من قيمة الضريبة على ديون الفلاحين الأهالي إلى نسبة 30% ونزع الاراضي بعد العجز عن الدفع.
ما كان الغرب قد تجاوزه باعتماد منهج تاريخي عقلاني تنويري لتأسيس عصر الحداثة وتقزيم نفود الكنيسة, قام بتكريسه لبناء اقتصاد كولونيالي يصب في مصلحة بناء الدولة القومية التيوقراطية, فكان لابد من ارضاء كل مكونات الحركة الاستعمارية الباحثة عن مجال حيوي على انقاض دولة الخلافة العثمانية خاصة روسيا, فرنسا وانجلترا وحدثت اتفاقيات حول توسيع أملاك الكنائس المسيحية استفادت الكنيسة الأرثودوكسية الروسية بالنصيب الأوفر بجانب الدعم المالي المقدم لهذه الاملاك.
الهيمنة الاستعمارية إذن على فلسطين كانت متعددة الاوجه من احتلال بريطاني إلى غزو صهيوني إلى مصادرة الأملاك والثقافة والتاريخ و مصادرة الوطنية الفلسطينية المجسدة لاستقلالية القرار والعمل الفلسطينيين باسم الوحدة العربية, فكان ضروريا انبثاق نزعة في الكتابة التاريخية تركز على الشعب ومقاومة هذا الشعب لمخططات الاجتثاث وطمس الهوية وارتباط هذه المقاومة الوثيق بالأرض والتعبير عن ذلك بوعي وشعور وطني صمد أمام لجنة الانتدابات بعصبة الأمم لتكريس الهيمنة الامبريالية الانجليزية، وكان واعيا بأبعاد الترابط بين البورجوازية اليهودية والرأسمالية العالمية بقيادة بريطانيا.
مهمة مزدوجة إذن تلك التي حتمت على الحركة التأريخية الفلسطينية دحض الرواية السردية الاستعمارية سواء من حيث الانتداب أو من حيث رفع النص التوراتي إلى درجة الشاهد التاريخي، ومهمة إبراز تاريخ الشعب الفلسطيني حتى قبل تشكل حركة وطنية مناهضة للاستعمار العثماني.
فلسطين الأرض وفلسطين الشعب كانا البناء الغير قابل للهدم في إطار إداري متعدد انصهرت فيه الهوية والدين واللغة والأشكال الاقتصادية المعيشية على مر التاريخ, فهي وطن وموطن الشعب الفلسطيني على أرض كنعان والتي لا يمكن فصلها اركيولوجيا عن جنوب الشام كيفما تنوعت نقط هجرة هذا الشعب سواء من جزر شرق المتوسط خصوصا كريت أو الهجرات العربية, ولم يمحو الاستقرار اليهودي للمنطقة في فترة الإمبراطورية الرومانية هوية هذا الشعب في تعدده خاصة أمام عدم توفر ما يثبت رواية الطرد بعد تدمير هيكل سليمان حوالي سنة 70 للميلاد المؤسسة لأسطورة يهود الشتات.
من يريد اتباث قدم الحضور العبراني وتشكله القومي في إطار أمة استقرت في بلاد كنعان عليه أن يتبث ذلك خارج المخطوطات التوراتية المكتشفة لأنها لا تتجاوز القرن الثاني قبل الميلاد وخارج النصوص التوراتية المرتكزة على أسطورة مملكة سليمان وداود أو مملكة يهودا بسبب غياب أي اكتشاف أثري يمنح صفة العلمية لهذه الروايات, وبالتالي سقوط ربط الشعب اليهودي بأرض إسرائيل عندما سرقت من حاملها الديني إلى الحامل الجيوسياسي.
لكن في المقابل تشهد النصوص التاريخية على حسم الحركة الصهيونية مع "الحلول الجزئية " كما اعتبرها زئيف جابوتنسكي زعيم الجناح اليميني في المشروع الصهيوني, في إشارة منه إلى رفض الأقليات اليهودية للتحول من الغيتو- الانعزال إلى الانفتاح أو الهاسكالا - تبني قيم فلسفة التنوير الأوربية لان هدا الانفتاح سوف يحطم فكرة النقاء اليهودي ويتناقض مع فكرة الخلاص. ف " تاريخ الشعب اليهودي في المنفى ليس تاريخا صنعه اليهود وإنما هو التاريخ الذي صنعوه لليهود" هكذا كانت صناعة الأفكار المؤسسة للقومية اليهودية في تنظير جابوتنسكي في سعيها إلى أن تصبح امة بقيادة البورجوازية اليهودية التي تربعت على قيادة المشروع الصهيوني.
تشهد أيضا النصوص التاريخية على احتضان الامبريالية الرأسمالية الأوربية للمشروع الصهيوني واستعماله للتخلص من أقلية يهودية رافضة للمدنية الأوربية في بعدها التنويري المبتعد عن الكنيسة رغم مساهمتها في التراكم الرأسمالي واستعمالها للتوسع وفرض السيطرة على منطقة شاسعة تشرف على أهم الممرات البحرية التجارية في العالم, الم يصرح H.J PALMERSTON وزير خارجية بريطانيا في العام 1840 قائلا "ستكون فلسطين اليهودية سدا في وجه أي محاولات شريرة لإنشاء دولة عربية تضم مصر والشام وتهدد مصالحنا من جديد."
وحتى قبل هذا التاريخ كان عصر النهضة الأوربية وجزء من فكر الأنوار متضمنا للتشكل التدريجي للمشروع الصهيوني, نذكر على سبيل المثال كتاب عيسى ولد يهوديا MARTIN LUTHER 1544 وكتاب روما والقدس MOSES HESS 1862 الأول تضمن الأفكار المؤسسة للصهيونية المسيحية المعبرة عن نجاح البورجوازية الهولندية في تأسيس جمهورية على أساس المعتقد البروتستانتي و أيضا بروز جمعيات بين اليهود والمسيحيين اتخذت شعار وطن بلا شعب لشعب بلا وطن, والثاني تخصص بحكم نزوعاته الاشتراكية في بناء حركة صهيونية عمالية لم تكن في الحقيقة سوى التعبير الطبقي البورجوازي الليبرالي والوطنية القومية في قيادة ثورات نهاية منتصف القرن 19 بألمانيا وتأسيس الاتحاد الكونفدرالي الألماني على أنقاض الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
وقد نبه كارل ماركس إلى هدا الجنوح الاشتراكي نحو تبني الطرح القومي عندما عارض فكرة الخصوصية اليهودية و فكرة التحرر أو الانعتاق باسم العرق أو الدين في كتابه حول المسالة اليهودية.
كان قيام دولة إسرائيل 1948 واعتراف الاتحاد السوفيتي بالدولة وبقرار التقسيم قبل ذلك 1947 مدخلا لتكلس العقل التنويري الحداثي في المنطقة العربية وصمت واندحار للفكر السياسي اليساري وعجزه عن إبداع نظرية ماركسية تحررية مستقلة عن حسابات الروس نابعة من واقع الصراع الطبقي الداخلي وحسمت مع توجهات القومية الليبرالية الساعية إلى التموقع في النظام العالمي الجديد بعد الحرب الكونية الثانية ومنبثقة من القراءة الجيدة لمتناقضات الصراع ومكتسبة للتحليل العلمي لسيرورات هذا الصراع. فهل التفت الخطاب الماركسي إلى ضرورة المساهمة في التصدي لمحاولات تشويه التاريخ بالاعتماد على الواقع لا على موسكو؟.
وفي المقابل كان اعلان الدولة الإسرائيلية محفزا لتشكيل أكبر تجمع للباحثين في التاريخ وعلم الآثار لإثبات الرواية التوراتية وكانت مراكز البحث الأولى منتشرة في أمريكا وجامعة كوبنهاجن وسويسرا وفتحت مواقع التنقيب الأثري داخل فلسطين وفي القدس دون أن تتمكن من العثور على اكتشاف واحد يزكي الطرح الديني التوراتي والأبحاث الأخرى التي عملت على رفع اللغة العبرية وجعلها إما اللغة الأم للغات الأخرى خاصة اللغة الآرامية أو على الأقل تميزها كلغة سامية مستقلة التطور.
إن البحث في فلسفة التاريخ كما أسس لها ضمن أبحاث المدرسة التوراتية الأثرية في القدس بتمويل صهيوني وبمشاركة باحثين عرب أنتجت فقط خطابات عاطفية للتطبيع مع إسرائيل ولم تقدم أي دليل على المشروع الذي بنيت عليه الإيديولوجية الصهيونية حول فلسطين ارض الميعاد.
رئيس المعهد الاركيولوجي في جامعة تل أبيب يسرائيل فنكلشتاين الذي اشرف على عمليات البحث والتنقيب الأثري قال: "اثبت البحث الاركيولوجي في السنوات الأخيرة, انه لم يكن هناك شريحة من اليهود يعرفون القراءة والكتابة. ومن يقول اليوم بالاعتماد على الوثائق فانه يخدع نفسه, فلا توجد مواد مكتوبة من فترات التاريخ القديم. وما وقع من أحداث هناك في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.. لجوء العبرانيين إلى بلاد كنعان..كتبت بعد 500 سنة من وقوعها وضمت الكثير من القصص الوهمية. " The Bible Unearthed
ارتكزت الصهيونية أيضا على أبحاث إسرائيل ولفنسون المتخصص في اللغات السامية القديمة والذي أنجز بحثا سنة 1929 خلص فيه إلى كون العبرانيين من بني إسرائيل "جاءوا بلغتهم الأصلية (التشديد مني) ولم يقتبسوها من الكنعانيين"
هدا البحث تحول إلى عامل أساسي في الترويج للعبرية كلغة والكنعانية كلهجة دون تزكية من أية اكتشافات أثرية علمية. والعكس هو المثبت حيث نجح البحث التاريخي الفلسطيني واليهودي الرافض للمشروع الصهيوني في اثباث الكنعانية والآرامية لغة في حين لم يعثر لأي اثر للعبرانيين في والوثائق القديمة ولا في أسفار التوراة.
العقل الصهيوني المنصهر ضمن حركية امبريالية تسلمت قيادتها الولايات المتحدة الأمريكية مند وعد بلفور, الرسالة التي وجهها اللورد جيمس بلفور للبارون ليونيل فالثر روتشيلد صاحب العلاقات المالية الدولية يؤكد فيها تعهد الحكومة البريطانية بمساعدة اليهود في إقامة وطن قومي لهم و الذي تزامن مع سيطرة البحرية الأمريكية على المحيط الأطلسي وتغيير موازين القوة في الحرب الامبريالية الأولى, هذا العقل عمل كل شيء من اجل السيطرة على أساس الحق التاريخي دون أن يفلح في ذلك, وأمام احتدام التناقضات الطبقية داخله وفرض الانغلاق القومي اليهودي لجأ إلى إبداع أشكال أخرى تزكى الاعتراف الأبدي بالحق التاريخي اليهودي مقابل إنكار حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ما نسعى عن اختيار أو مكرهين أو عن ضعف قبول التعايش معه أو التطبيع معه أهو المشروع الصهيوني وقد تجسد في دولة قومية يهودية؟ أم اعتقادنا بأن هذا الكيان يمكن أن يمنح حلا لإرضاء استمرار سيطرة النزعة القومية فينا عندما عجزنا كعرب وكمسلمين وكوطنيين ديمقراطيين حل القضية في إطار الحل القومي؟ هو في حقيقته فكر استسلامي للهزيمة لم يتمكن من تأسيس هوية ثقافية متحررة من مناهج البحث عن أسباب التخلف إلى مناهج البحث المنتجة لأسباب التقدم ولم يتوفق في تنزيل الفكر القومي إلى الحاضنة البروليتارية ذات القدرة على القيادة نحو التحرير والديمقراطية الشعبية. حتى عندما يستنجد هذا الفكر بالرؤية العلمانية فانه فقط "ليفسر الماء بالماء" بأسلوب دونكيشوطي وأصبح صراعنا يدور إما في السماء أو في الأفكار نبحث تارة في نقد العقل العربي عن نزوع عقلاني عند ابن رشد وابن حزم وتارة أخرى ننقد نقد العقل العربي والقول أن الانقلاب السني عن إسلام القران هو سبب التخلف علما بان الاتجاه الأول أنكر العلمانية كمحدد للديمقراطية الحقيقية والثاني غيب أدوات التحليل الماركسي العلمي في التحليل وكلاهما لم يتعامل مع الحالة القومية كواقع متغير وليست كجوهر تابث.
من بين أتباع هذه الاتجاهات من دعا إلى اعتبار التطبيع مع إسرائيل ضرورة ملحة والأخطر هو اعتبار التطبيع في مصلحة " الحكومات العربية" لأنها ستستفيد من التقدم التقني والعلمي الكبير فانتقلنا من التوفيق بين القرءان والحكمة إلى التوفيق بين التوراة والحكمة للبحث عن مخرج من التخلف.
ومن يدعو إلى ربط الفكر العربي بأدبيات التطبيع يعطي التزكية ليهودية الدولة في إسرائيل ويقبر كل الاجتهادات الرائدة المنبثقة من داخل شرارة الكفاح المسلح الفلسطيني مثل الحل العلماني الديمقراطي ويطبع مع أنظمة الاستبداد حارسة المصالح الامبريالية والصهيونية بالمنطقة ويطبع ببؤس مع ما لم تستطع الكتيبة الأثرية الصهيونية اثباثه بالعلم.
مراجع أساسية:
1 البعد القومي للقضية الفلسطينية, مركز دراسات الوحدة العربية الدكتور إبراهيم أبراش 1987
2 زئيف جابوتنسكي والقضية الفلسطينية قراءة في مكونات الفكر الصهيوني اليميني, محمد أبو سمرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية.
3 وثائق مؤتمرات هرتسليا, إسرائيل في عصر الأزمات
4 القضية الفلسطينية في الكتابة العربية, هل هناك حاجة إلى تاريخ جديد العدد 55 السنة 2003
5 اختراع الشعب اليهودي, شلومو ساند ترجمة سعيد عياش
اختراع ارض إسرائيل, ترجمة أنطوان شلحت واسعد زعبي, 2014
6 المؤرخون الجدد في إسرائيل" الانهيار الأخير للمدرسة التوراتية الأثرية, بشار خليف 2008
7 تاريخ اللغات السامية, إسرائيل ولفنسون 1929
Israel Finkelstein et Neil Ashr Silberman, The Bible Unearthed 8
9 فلسطين أربعة آلاف عام في التاريخ, نور مصالحة 2019
10 النظام الاقتصادي في فلسطين, ناجي علوش 1917 – 1948



#مصطفى_الفاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبل الحياة أو أنشودة الصدى
- في ذكرى اليوم العالمي للمسرح
- تدبير الصندوق الخاص بجائحة كورونا
- الاشتراكية لازالت الخيار الأنسب للشعوب
- الثورة والثورة الشعبية في ايران
- الديمقراطية بالمغرب........متى!؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى الفاز - بؤس فلسفة التطبيع