أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حمه أمين - قصیدة (شرنقة من حقائب وخيام)














المزيد.....

قصیدة (شرنقة من حقائب وخيام)


صلاح حمه أمين
(Salah H Ameen)


الحوار المتمدن-العدد: 6880 - 2021 / 4 / 26 - 03:09
المحور: الادب والفن
    


مدخلٌ لباب حلمٍ
ونافذةٍ من غبار ,
عيونٌ من عصافيرٍ
وحمائم ,
بقايا جسدٍ
قذفتهُ سفينة نوح
وتأريخٍ يلفظُ أنفاسه الأخيرة
نحو الفراغ .
عتمةٌ ضرير
وذبذباتٍ تنذرُ
بعاصفةٍ من تراب ,
طقوسٌ من سراب ,
رأسٌ من هذيانٍ
يتأرجحُ في هواءٍ
من أبدية التدوين
فوق صفحات صحفٍ
لايقرأها أحد ,
يدين من حمامةٍ
وملامح وجهٍ مثقلٍ بأمالٍ
يمحوهُ رذاذ أمطارٍ
ورياح ,
شفاهٌ وجفونٍ من ذبولٍ
ومن مقابر دموع ,
قفصٌ من بقايا ليلٍ
ومن خطوات عواصفٍ
وثرثرات جروح ,
بحرٌ من شظايا حروبٍ
وأمواجَ جثثٍ تستغيث ,
فنارٌ من أفولٍ
وجزرٌ موحشةٍ
وميناءٍ من ليل .
وطنٌ
ينامُ تحت مظلةٍ من قذائف ,
شهداءٌ يستجدون قطعة كَفنٍ
وموطيءٍ لجسدٍ
وحلم ,
هدنةٌ يقلمون فيها
أظافر هموم .
أشلاءُ أصابعٍ
ترممُ عَطل عمر ,
جسدُ من طائرٍ
وسلالمَ للخواء ,
وممرٍ للسراب .
إرثٌ من جثثٍ
وكؤوسٍ من فراغ ,
بقايا ليلٍ
وصبحٍ من خفوت ,
وطنٌ
من مشرحةٍ
ومن فضاءٍ يضيق ,
نياشينٌ
من نجومٍ وإنتحار .
وطنٌ
من أفول
ممرٌ لطائراتٍ
وحروب ,
بلادٌ من بحور دمٍ
و من رماد جثث
بها
تمشطُ كل صباحٍ
شعرعجائزها
والأرامل .
غرفُ نومٍ
وهواجس ,
نساءٌ من قناديلٍ
ومن أوراق زهورٍ
تيبست بين طيات كتبٍ
وفوق أثوابٍ من إيواء رغباتٍ
وهموم ,
نساءٌ من وهج
تترنمن بعد كل قذيفةٍ
وحرب ,
موطيءٌ للمجانين
ولذبح قلوب ,
أقدامٌ لاتدبُ على أرض
حقائبٌ وخيامٍ في مهب الريح ,
أعوادُ مشانقٍ
من قلائد ,
أصابعٌ من خريفٍ
ومسالك جسدٍ من غروبٍ
وإغتراب
تضيعُ في فنجان قهوةٍ مقلوب
وفي عيون ناي ,
شرنقةٌ من تفتت أحلامٍ
ومن بقايا جناح فراشةٍ
وإنطفاء شموع ,
أوراقُ خريفٍ
وأسلاكٍ شائكة ,
رغباتٌ
ومأثر فوق سريرٍ من بحر ,
فمٌ غريق
وإبتسامةٍ أضاعت طريق شفاه ,
حقولٌ من قحطٍ
ووكرٍ للذئاب ,
أشرطةٌ حمرٍ
وحدودٍ من علامات
تعجبٍ
وإستفهام ,
غصنٌ من جفاف
وشرايينٍ من تخثر ,
رقعةٌ من شروخٍ
وثقوب ,
نهارٌ يغازل جناح حلمٍ
سقط من فوق غصنٍ مكسور ,
أناملٌ وجدائل لعذراءٍ
من حناءٍ وطين ,
خزائنٌ و مرايا
وبقايا صور ,
فتياتٌ من غيومٍ
ومن حبات مطرٍ
تخيطُ مدامعٍ
ودموع ,
وترقعُ بصيصٍ لموسم صبحٍ
وبقايا وميضٍ لهبوب نسيم .
خطوات حفاةٍ
تذرعُ طرقٍ من أفاعٍ
وممراتٍ من أنياب ,
حرارةٌ تنبعثُ
من أسفلت شوارعٍ
وأرصفةٍ للنسيان ,
مروجٌ من نشيجٍ
وفصولٌ للقحط
وسنينٌ للسُبات ,
أصابعٌ مهترئةٍ
تسعى لرسم خطوط أملٍ
سقط من فراغ ,
أضراسٌ تقرض أناملٍ
من زجاج ,
مفاتيحٌ لأبوابٍ من سراب
حافةٌ من ريحٍ
وأقدامٍ من تراب
ظلٌ يطاردُ خطوات جسد .
سفنٌ ومراسي
وميناءٍ لبقايا سفينة نوح
ولأشلاء (لكل زوجين إثنين) ,
ظلمةٌ لاتؤدي الى مرام
طائرٌ يترك عشاً
وغصن شجرةٍ
ويتيهُ في ظلام ,
حجرٌ لايقاومُ
هدير الأمواج ,
إیمائاتٌ تدنوا من نافذةٍ
تطلُ على غابةٍ
من عواء ذئابٍ
وزئير أسود ,
فراشاتٌ تحلقُ في فضاءٍ
من لهب ,
خارطةٌ
لمدنٍ من تصخرٍ
وإحتراق
ولروائح مياهٍ أسنة ,
بقايا نهارٍ تضيعُ
بين خيوط قناديلٍ
و همسات عشاق ,
أشجارٌ وجذورٍ من ذكريات
ومقاعدٍ من أثار وجعٍ
تتكؤ عليها سنينٌ
من حنظل فراقٍ
وبكاء .
عاصفةٌ من ترابٍ
وخطواتٍ من ظلالٍ
تنغرسُ في مسالك شوارعٍ
وأزقةٍ من طين ,
مدنٌ من طينٍ
وصفائح
ومن بحور نفطٍ أيضاً ,
نساءٌ من رحيق زهورٍ
ينتظرن فوق أرصفةٍ
وشوارع سنينٍ
جثث جنودٍ عائدين
من جنيّ ثمار حروبٍ
وغنائم .
رأسٌ يعجُ بخيوط مساءٍ
من ظلامٍ
وغابةٍ من مصابيحٍ
فقدت ينابيع نهار ,
أزقةٌ من عتمة ليلٍ
تركتها خطوات أضويةٍ
ومساحاتٍ من بياضٍ
وعابرين ,
ليلٌ من وحدة رجلٍ
يتكأ على عامود عمرٍ منحني
يتأملُ ممرٍ من عابرات ,
فتياتٌ برائحة البكارة
وإمرأةٌ تُسدلُ
ستائر شمسٍ
وتفتح ستائر قمر,
لحظاتٌ تسقطُ من عقارب حلم ,
بيتٌ من زجاج
وسلسلةٌ من مشاهدٍ صدئة ,
عشٌ للسُبات
وشماعةٌ من قميص نومٍ
وسريرٌ من شظايا ليل ,
رؤىً من أراملٍ
وعوانسٍ
وسديم ,
شبابيكٌ للعابرات ,
رصيفٍ
وظل شجرةٍ للقبل,
تابوتٌ من نثار وطنٍ
ونقالةٍ تحملُ بقايا ندى
ونجومٍ من ظمأ ,
حاضرٌ من حقول ألغامٍ
ومستقبلٌ من فخاخ ,
أحلامٌ من رمادٍ
وخيام ,
فمٌ بطعمِ
ورائحة الدم ,
رأسٌ من خوذة حربٍ
وأقدامٍ من بسطال
بقايا جسد محاربٍ
مكومٍ فوق ظل صخرة .



#صلاح_حمه_أمين (هاشتاغ)       Salah_H_Ameen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصیدة جمرة
- قصيدة رماد
- قصيدة ليل
- قصيدة نياشينُ قمر
- قصيدة مرايا مهشمة (18)
- قصيدة مرايا مهشمة (17)
- قصیدة مرايا مهشمة 17
- قصيدة مرايا مهشمة (16)
- قصيدة مرايا مهشمة (15)
- قصيدة مرايا مهشمة (14)
- قصيدة مرايا مهشمة (13)
- قصيدة مرايا مهشمة (12)
- قصيدة رقعة شطرنج
- قصيدة مرايا مهشمة (11)
- قصيدة مرايا مهشمة (10)
- قصيدة مرايا مهشمة (9)
- قصيدة مرايا مهشمة (8)
- قصيدة مرايا مهشمة (7)
- قصيدة مرايا مهشمة (6)
- قصيدة مرايا مهشمة (5)


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حمه أمين - قصیدة (شرنقة من حقائب وخيام)