صلاح حمه أمين
(Salah H Ameen)
الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 04:05
المحور:
الادب والفن
[email protected]
عربةٌ
من ورق
رقعةٌ لرايات حروبٍ
ومقابر ,
مِنصةٌ لصور شهداءٍ
وغابةٌ
لتيجانٍ وعروشٍ من طين ,
أسطورةٌ
من عكازٍ
ومن تماثيل وهم ,
موتٌ يبحثُ عن نبتة الخلود ,
حقولٌ
ومصبٌ من جفافٍ
وأشرعةٍ من كفن ،
غرقى تتقاذفهم في كل يومٍ
أمواجٌ
وفُتاتَ أحلامٍ مرصعةٍ بالمرجان ,
طرقٌ محاطةٍ بعساكر من ورق
تحركهم ملوكٌ
وتيجانٍ فوق رقعةٍ من فراغ ,
مراكبٌ
بلا أشرعةٍ
ولا بوصلة ,
بحورٌ ملغمةٍ بالإنكسار ,
ميناءٌ للمجهول
وأرضٍ جرداء
مُرقعةٍ بالإنتظار ,
شموسٌ بلا فضاء
نبتةٌ من دمٍ
وشهيد ,
ضياءٌ ترك شرفات
ليلٍ لاتطلُ عليها
نجومٌ
ولاقمر ,
أزقةٌ
وأرصفةٍ تحصي قتلاها
في كل يوم ,
جسدٌ من تفسخ
وبحرٌ من طحالبٍ
فقدت زرقتها
والإخضرار ,
عجلاتٌ من صدءٍ
تراوحُ مكانها منذُ قرون ,
خيوطٌ من دماءٍ
تبحثُ عن إبرٍ
ترقعُ بها ساعتها الرملية
وفواصل الزمن ,
سلالمٌ للهاوية
ولخنادقٍ من رياح ,
طرقٌ موبوءةٍ بالظلام
أضدادٌ من صراعٍ
منذُ الأزل ,
نورسٌ من جناحينِ مكسورين ,
فخٌ من قيودٍ
وسلاسل
تَقطعُ في كل يومٍ
أكفٌ وأعناق ,
بؤرةٌ للحزنٍ
و للوجع ,
حنجرةٌ
لتراتيل صمتٍ ويأسٍ
ولهجر حروفٍ
وصراخٍ أيضاً ,
سنابلٌ وأسماكٍ
وحيتان ,
ذئابٌ تنهش جروح ,
مدنٌ من خرائطٍ
ومن جِناتٍ ورموز
جدرانٌ من دموع
يُعلقُ فوقها
ظل نهارٍ
فتسقط ,
أبوابٌ من رثاء
تسكنها أراملٍ من سواد
كأس ندامةٍ
تبحثُ عن حاناتٍ
لاتغلقُ أبوابها ,
حصونٌ من مدامعٍ
و براكين ,
حدائقٌ
من حروبٍ
ومسالكٌ من ألغام ,
عصافيرٌ من جمرةٍ
ومن لهبٍ
وعويل ,
راحتين من خطوطٍ
ومن براءة طفولةٍ
ولهفة شهداءٍ
ورعشة فراشات ,
عاصفةٌ لاتقفُ على الحياد ,
منفىً من لغةٍ
يبحثُ عن الهوية
منذُ قرون
طرقٌ من جثثٍ
وعُقدٌ من مطرٍ
تنفرطُ حباتها
في حدقاتٍ للإنتظار
منفىً من وطنٍ
ووطنٌ من منافي ,
جبالٌ من سراب
في كل حربٍ
يحملُ حقائب شهدائهِ
ويرحل عبر بحورٍ من دماء ,
رعودٌ
وأمطار
طبولٌ توقظُ شهداءٍ
وليالٍ مُعلقةٍ فوق أعوادٍ
من سماء ,
ريحٌ تنسلُ لأكفٍ من ظلامٍ
فقدت فضاءات أحلامها ,
أوراق خريفٍ
وجفاف ,
نبتةٌ
من وباء طاعونٍ
وأنفلوونزا الخنازير
والكرونا ,
مأدُبةٌ لعشاء عملٍ
ولأنواط الشجاعة
والنياشين ,
أمسيةٌ جديدةٍ لحربٍ
ووباء .
#صلاح_حمه_أمين (هاشتاغ)
Salah_H_Ameen#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟