أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - رواية العطر بلا عطر














المزيد.....

رواية العطر بلا عطر


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 16:00
المحور: الادب والفن
    


العطر رواية بوليسية بامتياز .. بدلالة عنوانها الثانوي (قصة قاتل) لكاتبها الألماني باتريك زوسكيند .. ترجمة د. نبيل الحفار .. دار المدى, وقد ترجمت الى أكثر من عشرين لغة وحولت الى فلم شهير حقق أرباحا عالية.
وبصراحة شديدة أن هذه الرواية الشهيرة, التي دوخت القراء والنقاد على حد سواء, هي حسب وجهة نظري الشخصية والمتواضعة جدا, أسخف رواية قرأتها في حياتي .. رغم براعة الروائي فنيا وتقنيا, ورأيّ هذا قد يصدم بلا شك ذائقة العشرات بل المئات من المعجبين البليدين سرديا وثقافيا ومعرفيا, دون أن يكلفوا أنفسهم بسؤال بديهي واحد وهم مسترسلين مع الراوي الماسك بزمام السرد دون فكاك, هل لهذه الأحداث الدراماتيكية السوبرمانية أية صلة بالواقع أو المنطق ؟ الجواب كلا ...
عمد الروائي في كتابة روايته الى الأسلوب الغرائبي العجائبي متخذا من (الراوي العليم) ساردا كلي العلم, كي يسلب لب القراء البلداء ذوي الثقافة السطحية والمغرمين بالقوى الخارقة والمعجبين بالأساطير والخرافات وغرائب الحياة عبر وصف دقيق مسهب وممل, يتخلله الكثير من الفذلكات والهرطقات والأكاذيب والخزعبلات التي لا تنطلي على أي شخص سوي.
جان باتيست غرنوي بطل الرواية المولع بالروائح حد الهوس يقتل 25 فتاة عذراء فاتنة لا لشيء, فقط كي يستخلص من أجسادهن وشعورهن نوعا من العطور, ويفلح في مسعاه لغاية القبض عليه والحكم عليه بالإعدام, وما أن يصعد على منصة الصلب يستخدم عطره الأخاذ الساحر فيصاب الجمهور الغاضب بشبه إغماء متعاطفين معه حتى يصرخ الجلاد بصوت مرتفع: ما هذا إلا ملك صالح, وحين يتأكد المجرم من مفعول عطره, يرش قطرات أخرى عل منديله ويصوبه نحو الجمهور المحتشد, فيهتاجون جنسيا, النساء ينزعن ثيابهن شهوة والرجال يواقعون النساء في حفل باخوسي أيروسي مذهل, شيبا وشبابا, تصوروا عشرة آلاف رجل وامرأة ينغمسون في مضاجعة جماعية في المجتمع الفرنسي المحافظ ابان القرن الثامن عشر وغرنوي يتفرج عليهم بمن فيهم الكهنة والراهبات وكل علية القوم عرايا كما خلقهم الرب حسب وصف الروائي, ثم يطلق سراحه ليذهب الى حال سبيله, ويعدم بدلا عنه دومينيك دروو الذي كان يعمل عنده غرنوي.
وحين يدخل غرنوي باريس يرش بعض القطرات من زجاجة العطر على رأسه قرب مجموعة من الناس المجتمعين (30 شخصا) ليلا حول موقد نار, وما أن شموا رائحة العطر انجذبوا اليه مأخوذين مسحورين فينقضون عليه كالضباع كي ينالوا نسمة من عطره الذي أشعل شهوتهم ونهمهم, ومزقوه اربا اربا الى ثلاثين قطعة, والتهموه وكأنهم أكلة لحوم البشر.
هذا باختزال شديد مضمون الرواية التي تمتد أحداثها من سنة 1738والى سنة 1797 أي 59 عاما هو عمر البطل القاتل غرنوي الذي مات ميتة مفتعلة غير مقنعة اطلاقا كما مات قبله السيد غريمال غرقا بعد سكرة عتيدة, وبالديني العطار الايطالي الذي تهاوى بيته في النهر وانتهى أمره هو وزوجته.
وأخيرا أقول أن الكاتب أي كاتب لا يحترم عقلي (عقل القارئ) لا أستسيغ طروحاته ولا أقتنع بفحوى خطابه, حتى ولو بدعوى الخيال الجامح والفنطازيا والغرائبية وما الى ذلك من المفاهيم الأدبية التي ينطوي تحت ظلالها بعض الأعمال الإبداعية.



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماحيات 20
- سماحيات 19
- سماحيات 18
- سماحيات 17
- تغريدات فيسبوكية 2
- عشاق مغرمون
- سماحيات 16
- سماحيات 15
- أنبياء المعجزات الكبرى
- وجع الجنوب في صلب حلب بن غريبة
- سماحيات 14
- سماحيات 13
- مأزق العرب والمسلمين
- ظرف مغلق .. اقصوصة
- سيارة سوداء وقبعة زرقاء / قصة قصيرة
- شذرات من كتاب (قصتي مع الشعر) لنزار قباني
- تغريدات فيسبوكية
- أدب وأدباء
- سماحيات 12
- سماحيات 11


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - رواية العطر بلا عطر