أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان يوسف - السيناريو المفقود واطراف الحل في سوريا














المزيد.....

السيناريو المفقود واطراف الحل في سوريا


جوان يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من مرور عقد من الزمن على الأزمة السورية فإن أطراف الحل الحقيقين ما زلوا مجهوليّ الهوية، تعددت المسارات وتغيرت الأطراف وتجددت التحالفات؛ ولكن حتى الآن لا يبدو واضحا من هي أطراف الحل السياسي، أهي مجموعة سوتشي وآستانة، أم أطراف المعارضة والنظام، أم مسار جنيف، أم الأمريكان؟ الكل له دور وشأن مهم في مسار الحل السوري، ولكن لا أحد يستطيع التكهن حتى الآن من الذي يسعى إلى حل جدي يرضي الأطراف، ومن يريد أن يستمرَّ الوضع على ما هو عليه، في حالة اللَّا حل بالرغم من أن الجميع اتفقوا وتوافقوا منذ زمن أن الحل في سوريا هو حل سياسي.
إذن، يمكن القول: إن هناك ثلاث أطراف رئيسة تتحكم بالمشهد السوري، الأول يريد إطالة أمد الحرب في سوريا إلى أن تتحقق مصالحه، تلك الموزعة بين مصالح اقتصادية وجيوسياسية، والثاني جعل من سوريا ملعبا لتصفية الحسابات مع خصومه، ولا ننسى ذاك الطرف الذي يدير الأزمة لأهداف استراتيجية موجودة على جدول أعماله لكنها لم تنضج وماتزال بعيدة المنال.
أي يكن، فإن النهاية مازالت بعيدة وظروف الحرب ماتزال مرجحة -وإن كانت أقل عنفا- على شروط الحل السياسي الذي يبدو حتى الآن ترفا يوميا لجميع الأطراف، بالطبع باستثناء المواطن السوري صاحب المصلحة، وهذا الاستنتاج ليس اختراعا ولا إبداعا من وحي الخيال، وإنما من واقع وجود مصالح لأطراف متعددة ومتداخلة في الأزمة السورية، لم تحقق أي منها أهدافها حتى الآن، بل إن مصالحها حتى هذه اللحظة محل تكهنات، باستثناء أطراف الصراع الأساسية، على الأقل شكلا، المعارضة والنظام الذي يبدو واضحا أن المسألة بينهما مسألة وجود وبالتالي لا تدخل في سياق الحل السياسي .
في ظل هذه التعقيدات، سؤال الحل يستتبع جملة من التساؤلات، هل سيستمر الوضع في سوريا إلى مالانهاية في حالة اللا حل! غالبا لا، لكن التاريخ يخبرنا أيضا أن الحروب الأهلية استمرّت لعقود طويلة ومنها الحرب الأهلية في السودان التي استمرت خمسين عاما قبل أن تنتهي باستقلال جنوب السودان عام 2011، صحيح أن أمر السودان مختلف قليلا عن سوريا لكنها تحمل التركة نفسها، صراعات طائفية وقومية وإقليمية وسلطوية هي ذاتها التي حكمت الحرب الأهلية في السودان لنصف قرن.
بالعودة إلى السؤال الرئيسي المطروح حول الحلول الاستراتيجية بعد فشل العملية السياسية والقفز على القرارات الدولية، فإن المتابع لا يحتاج إلى الكثير من الذكاء والحصافة ليقول: إن حوامل جنيف وسوتشي وآستانة لا تحمل أي مقومات للحل السياسي في سوريا، لأن أي حل سياسي أو حتى تسوية يجب أن تتمثل فيها مصالح الأطراف كلّها ، وتكون الأطراف الفاعلة مشاركة في هندستها وإلا يصبح الأمر عبثا أو في أحسن الأحوال سوف يؤدي إلى تجديد الصراع بتحالفات وقوى جديدة، والكل يعلم أن الحوامل السابقة ينقصها أهم ثالث مكون عسكري وسياسي في سوريا وهي الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية .
في مشهد الصراع:
لا شك بأن روسيا لن ترضى بالبعد الإسلامي للنظام القادم، ولن تقبل بنظام لا يضمن مصالحها وخاصة فيما يتعلق بحمولة الحرب التي تحملتها ، وأن تركيا لن تقبل بنفوذ كردي -حتى ولو على شكل لامركزية إدارية- ضمن مناطق تواجدها ، وإيران لن تقبل بنظام يقطع خطوط إمدادها مع حزب الله أو يقطع عليها طريق ثورتها الشيعية ، والسعودية لن تقبل بنظام موالي لتركيا فهي تخشى من تضخم وزن تركيا على حساب مركزها ومرجعيتها في قيادة السنة ، والسُّنة لن يقبلوا بنظام يقوده العلوية ( على حد تعبيرهم ) والنظام ( العلوية )لن يقبل بالتخلي عن الحقوق المكتسبة خلال نصف قرن ، وتركيا الأكثر فاعلية بالملف السوري لن تتخلى عن حلمها بإعادة ولاية حلب إلى جغرافيتها أو على الأقل بنظام يكون خارج عباءتها الأيديولوجية والسياسية، و هو الأخطر من ضمن كل المشاريع السابقة .
تبقى أمريكا التي أعلنت مرارا أن جهودها تتركز على أمرين ، مواجهة النفوذ الإيراني وتعطيل ممرّها البري الذي يربط بين إيران ولبنان، والثاني منع عودة ظهور التنظيمات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية والقاعدة، وأعتقد أن ذلك ما هو معلن من الاستراتيجية الأمريكية، أما ما هو مستتر وغير معلن فإنها تريد لها قاعدة ثابتة في سوريا والعراق اللتين كانتا حتى وقت قريب مناطق نفوذ روسية وأهم مستوردي السلاح منها، وأهم خصمين استراتيجيين من حيث الإمكانات البشرية والجغرافية لإسرائيل، لذلك لن تسمح لروسيا باستعادة موقعها مجددا.
أمام كل هذه التناقضات يبدو أن الخيار الأفضل وبشكل خاص للولايات المتحدة الامريكية وعلى المدى المنظور، أن يبقى الوضع معلقا، إلى أن يستوي الجميع وبشكل خاص تركيا، عندها يصبح الحل مستندا إلى قرار مجلس الأمن 2254، بوجود كل أطراف الصراع الداخلية، مع تعديلات تسمح بوجود ثلاثة أقاليم مع شرعنه أممية للوجود الروسي والتركي والأمريكي كل في منطقة نفوذه الحالية.



#جوان_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم الحياة يفوق متعتها بكثير
- قراءة في رواية ارادة الحب للكاتب لقمان سليمان
- قراءة في رواية (ارادة الحب ) للكاتب لقمان سليمان
- الانتخابات التركية.. فاز دميرتاش وخسر أردوغان!
- الكرد في الحل السوري وتغير المعطيات
- لا أرثيك ....فقط أتذكرك ... صديقي مشعل التمو ....
- أهمية منظمات حقوق الانسان
- المواطنة وحقوق الانسان
- من أوراق السجن 2
- /من اوراق السجن/نشيد الوداع
- رؤية كردية للتغيير في سوريا
- حوار حول القضية الكردية في سوريا تجاوبا مع هموم غسان المفلح
- هل يستطيع النظام السوري إستيعاب هذا الطوفان
- خيارات النظام السوري الصعبة


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان يوسف - السيناريو المفقود واطراف الحل في سوريا