أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - لاتكن كصاحب البراد ولا الكيزر !!














المزيد.....

لاتكن كصاحب البراد ولا الكيزر !!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 03:32
المحور: كتابات ساخرة
    


أيها البخيل العراقي اسمعها مني صراحة وأنا لك ناصح أمين "مالك في زمن الفقر والجوع والفاقة ستتركه للورثة بعد موتك ولن يتصدقوا ثوابا على روحك ولو بكارتونة ماء، نصيحة أخوية ، وإن شئت انسانية ، وإن شئت شرعية ، وإن شئت أخلاقية، تصدق بمالك في حياتك تنجو،ابخل بمالك تهلك، فنسبة الفقر في العراق الأغنى حول العالم ومع شديد الأسى والأسف وصلت اليوم الى 35 % مع ارتفاع الدولار،وانخفاض قيمة الدينار،وغياب الحصة التموينة التي صارت بالقطارة بين سطر وسطر، كذلك غلاء الاسعار، وارتفاع ثمن العلاج والنقل والعقار وبدلات الايجار، في ملحمة من البؤس اسبابها صارت معروفة للجميع يتصدرها الفساد المالي والاداري والسياسي والمحاصصة الطائفية والشهادات المزورة والرشوة والمحسوبية والمنسوبية والحزبية والعشائرية المقيتة والاحتكار والجشع والطمع والانانية وغياب النزاهة، وتلاشي الرقابة، قائمة طويلة من الآفات الإجتماعية والسياسية نجحت بمجملها في أن تضع من لايستحق مكان من يستحق في مئات المؤسسات الاهلية والحكومية ، مقابل اقصاء وتهميش الكفاءات وتنحية الخبرات وتهديدهم والتضييق عليهم أو إحالتهم على التقاعد ، ما أسفرعن هجرة الاف العقول الى خارج البلاد مرغمين قبل ان يفقدوا أعناقهم أو ارزاقهم أو الاثنين معا، فحل الخراب والدمار في كل الأرجاء وأتى الفساد على كل شيء والتهمه كالجراد ومن دون استثناء ولم يبق على عامر في هذه البلاد قط ولما يزل بعضهم يزعم ويجعجع بمكافحة الفساد والتصدي له - بالخيال فحسب - فيما يقف حقيقة في صف الفاسدين وأساطين الفساد الذي يضرب أطنابه يمينا وشمالا من دون حسيب ولا رقيب !
اليوم وبينما كنا جلوسا في أحد المقاهي الشعبية واذا بشاب لانعرفه دخل الى المقهى وأخذ يوزع بين الزبائن امساكية شهر رمضان ثوابا على روح والده وقد كتب اسمه اسفل الامساكية، وكان يجلس الى جواري رجل كهل تبدو عليه امارات التعب والاجهاد جلية ،وما إن أخذ إمساكيته من الشاب حتى قال متنهدا وبالحرف " اييييه ، عجبا ولدنا من نموت هم راح يذكرونا ويوزعون امساكيات وخيرات على ارواحنا ؟!" فبادرته على الفور قائلا " تصدق في حياتك وقبل موتك بنفسك ، واغرس في اولادك فضيلة حب الصدقة وتقديم الخير والمعونة للناس من دون مقابل وسيكونون خير خلف لخير سلف " .
قبل 2003 وايام الحصار الاميركي الغاشم ولمدة 13 سنة متتالية بمشاركة نصف الحكام العرب - ممن لم ينج ولا واحد منهم لاحقا لأن الله عز وجل يمهل ولايهمل فأذاقهم الذل والهوان والجوع والبؤس الذي اذاقوه للعراقيين حرفيا وزيادة ، فبعد 9/ 4/ 2003 يوم أحتلت بغداد الحبيبة على يد رعاة البقر الجدد بقيادة " بوش لنك " اللعين فيما كان الحكام العرب يتفرجون لم يبق ولا حاكم واحد منهم بإمكانه بعدها أن يأمن على نفسه ولو في التواليت !" ، كان هناك رجل عراقي ثري " هذا الشخص وبدلا من أن يتصدق بجزء من ماله على الجياع والمحرومين والمدينين والمرضى والمساكين وهم بالملايين انذاك فقد شرع ببناء قصر كبير له في ارقى أحياء العاصمة بغداد ..يمعود ..ميصير ..عيب ..الخاطر الفقراء أجل الموضوع ..لافائدة ، القصر ثم القصر ثم القصر حتى انه استدان لإكماله في مراحله الاخيرة ...فمات بعيد الانتهاء منه بفترة قليلة ...أهله لم يجدوا ما يتصدقون به عليه بعد ان وضع كل ماله في القصر سوى ببراد ماء صغير صنع محلي - تلزيك - موضوع داخل حديقة القصر وحنفيته تخترق الجدار العالي الخارجي ليشرب منه المارة ماء سبيل ثوابا ...مررت بجانب الجدار بعد اسبوعين من وضع البراد في عز الصيف ولم اكن ظمآنا ساعتها الا انني قلت في نفسي لأشرب من ماء البراد حتى يكسب أجرا لأنه وفي اواخر أيامه مرض واودع بمستشفى حكومي بائس يفتقر لأبسط الاجهزة والمعدات ايام الحصار الغاشم ومات فيه كونه لا يمتلك ثمن العلاج في الخارج بسبب ما وضعه في القصر من اموال هائلة ..واذا بماء البراد ، يصلح لتخدير الشاي من شدة الحرارة لاسيما وانه براد محلي الصنع ، وموضوع تحت اشعة الشمس اللاهبة في عز الصيف ، ومن دون كهرباء موصول به لتبريده ...لا كهرباء وطنية ولاسحب ولا مولدة شخصية !!
هذا الشخص والى يومنا صار عندي مقياسا لكل البخلاء في العراق والعالم العربي .ورثته الذين ورثوا قصره الفاره من بعده لم يعجبهم ان يتصدقوا على روحه حتى ببراد ماء - مال اوادم - كذلك هي نهاية كل بخيل ولات حين مندم.
كذلك صاحب الكيزر وهذا شخص آخر لايختلف كثيرا عن صاحبه السابق حيث كان حريصا ولايخرج ماله الا بشق الانفس ، وكان يقضي حياته كلها سيرا على الاقدام ، وهو يعاني بملابسه شبه الرثة والقديمة من بخله ، حتى ظن الناس من حوله أنه فقير معدم لايملك حتى ثمن الباص لغرض التنقل ، ولم يخطر ببال احد انه رجل بخيل ولم يكن فقيرا، حتى افتضح امره بعيد وفاته يوم عثرعلى مبلغ - 150 - مليون دينار محفوظة بعناية داخل سخان قديم للمياه موضوع في احدى زوايا المنزل فصار بهذا الاكتشاف المدوي مضربا للبخل على لسان اقرب المقربين اليه بمن فيهم اولئك الذين ورثوه ولم ينفقوا عليه دينارا واحدا بعد ان خدعهم وحرمهم نتيجة بخله من التمتع كالاخرين ...فلاتكن كصاحب البراد ولا الكيزر واذا كنت لبيبا فأفهم .اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاردن واردوغان ..انقلابات الامراء والعسكر على الملك والسلطا ...
- مهزلة الطغيان عبر التأريخ = استحمار + استدمار + طغاة واستهتا ...
- الداعية العربي قبل ضياع الخارطة وفقدان البوصلة والانحراف عن ...
- -حوادث مصر العجيبة - لا علاقة لها ب - لعنة الفراعنة -المريبة ...
- عصور الاستدماتور والاستحماتور والترمنايتور بحاجة الى -نينا خ ...
- ماذا تعرف عن موائد وطوابير وهدايا ورضاعات العبيد في عصر الحف ...
- السادة العبيد ..والعبيد السادة ..والعبيد العبيد !!
- معذرة من القلب لمملكة الحشرات وأخص ال-مغزل دادا والفراشات-!!
- المطلوب حملة”ابن أم مكتوم” لطباعة المصحف الشريف بلغة برايل و ...
- حدثونا عن التعايش بين الأديان وذروا الديانة ال-وهمية-المسماة ...
- المطلوب الاصلاح لأجل الصلاح لا لأجل الكرسي !
- نصيحة أخوية من القلب ... لاتكن في السياسة ملكيا أكثر من المل ...
- عار على الامة ايقاف عجلة الاصلاح كليا بإنتظار المخلصين - الش ...
- مفارقات -بالونية - في الحقبة الكوكو...رونية !!
- #أسعِد_تُسعَد (1)
- مهازل لاتحدث الا في حقبة -حيص بيص -العراق ...!!
- أضحِك العاطلين والفقراء والجياع قليلا قبل بكائك ومجتمعك كثير ...
- نصيحة اخوية للجميع من محب ....احذروا هؤلاء ولا تفصلوا بينهم ...
- ماذا تعرف عن مشروع بدأ بكرتونة أدوية وإنتهى ب-عدة صيدليات-خي ...
- سواعد ومطابخ الخير ...لإطعام المعي الفارغة !


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد الحاج - لاتكن كصاحب البراد ولا الكيزر !!