أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - حين تتموقع الأنتروبولوجيا بين العلم والأدلجة














المزيد.....

حين تتموقع الأنتروبولوجيا بين العلم والأدلجة


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 6860 - 2021 / 4 / 5 - 02:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعود سياق الموضوع إلى صدر عن الأستاذ عبد الله الحمودي قوله: »علميا، الأمازيغ ليسوا هم سكان المغرب الأولون«؛ كما يعود إلى أن كل محاولة لربط إشكالية علاقة البحث عن »الأصل« بالعلم، تؤدي حتما إلى الغرق في متاهات والسقوط في الأدلجة.
لقد كان الرحالة حينما يعودون إلى أرض الوطن يتحدثون لنا عن »عجائب وغرائب« البلدان التي زاروها. أما »الرحالة« الأستاذ عبد الله حمّودي، الرحالة إلى أرض »العم سام« (الولايات المتحدة الأمريكية)، فإنه يعود من حين لآخر من »رحلته« ليحدثنا عن »عجائب وغرائب« حول تاريخ المغرب؛ وكأن رحلته ليس الهدف منها إلا التشكيك في كل ما يبنيه المغاربة حول تاريخهم بأنفسهم... .
من المعلوم أن الأستاذ عبد الله الحمودي »سرغيني« (من منطقة قلعة السراغنة)، وحسب ما أعرف أن كلمات : »تاسرغينت«، ومشتقاتها، كلمات أمازيغية ولها علاقة بنبثة يتم استعمالها في العلاج وفي استعمالها من أجل رائحتها الزكية؛ كما أن اسم الشخص المشتق منها: »أسرغي« (جمع ئسرغين« / »السراغنة«)، ... يعني المعالج. وقد ذكرهم البيدق في بداية تأسيس الدولة الموحدية، أي قبل استقدام يعقوب المنصور الموحدي القبائل العربية إلى المغرب الأقصى للقضاء على بقايا إخوته من الأمازيغ المصامدة البرغواطيين. فهل لا تفرغ الأستاذ لكي يبين؛ على الأقل؛ من الأسبق إلى »فضاء قلعة السراغنة«: »ئسرغيين-الأمازيغ« أم »السراغنة-العرب«؛ قبل أن يتحدث عما قبل التاريخ؟

لنحلل »أطروحته«: »علميا، الأمازيغ ليسوا هم سكان المغرب الأولون.«؛هذه الأطروحة هي نفي لأطروحة: »البربر هم سكان المغرب الأولون«، التي كانت تدرس في الكتاب المدرسي المغربي، ثم حذفت منه بعد مدة. الهدف من »أطروحة« الأستاذ عبد الله الحمودي، ومن مختلف الأطروحات التي تجعل للأمازيغ أصولا خارج إفريقيا، هو ببساطة أن الأمازيغ ليسوا مالكي هذه الأرض التي بدأوا يسمونها »تامازغا«؛ إما لأنها كانت، من قبل، أرض غيرهم أو أنهم أتوا إليها، كما أتى إليها غيرهم عبر العصور ومنذ أقدم العصور: الإرسالية واضحة ولا غبار عليها أيديولوجيا.
المشكلة الجديدة الآن هي ادعاء الأستاذ عبد الله الحمودي أن ذلك »مثبت علميا«. أي علم أثبت ذلك؟ لم يشر إلى ذلك. إذا كان يقصد التاريخ فقد وجدنا الحضارة المصرية والقرطاجية واليونانية والرومانية قد اعترفت بوجود الأمازيغ في هذه المنطقة بشكل لا يرقى إليه أدني شك، كما اعترفت بمساهماتهم في مختلف المجالات في هذه الحضارات. وإذا كان يقصد الأركيولوجيا، فإن المستعمر الأوروبي لم يقم إلا بالبحث الأركيولوجي الذي يبرز آثار الحضارة الرومانية لأهداف لا داعي لسردها. وفي بداية الاستقلال لم يتم التركيز إلا على البحث الأركيولوجي المتعلق بالفترة الإسلامية بالمغرب.
أما الاكتشافات الأركيولوجية التي أثبتت وجود الإنسان بالمغرب منذ عشرات ومئات آلاف السنين بمختلف مناطق المغرب (إنسان جبل إغود قرب سيدي بنور؛ إنسان الرباط بالقبيبات بالرباط؛ إنسان دار السلطان بالرباط؛ إنسان تمارة بالهرهورة؛ إنسان دوار الدوم بالرباط؛ إنسان سيدي عبد الرحمان بالدار البيضاء؛ إنسان طوما1 وطوما 2 بالدار البيضاء؛ وغيرهم وغيرهم)؛ ولن ننسى الكتيب الذي نشرته وزارة الثقافة المغربية عن وجود آثار وجود الإنسان بالدار البيضاء منذ مليون سنة؛ هذه الاكتشافات ثم التوصل إليها فقط في مقالع الحجر أو في مغارات، ولم يكن هناك برنامج قصدي للبحث عن وجود الإنسان في الفترات ما قبل التاريخ إلا مع باحثين أمازيغيين منذ بضع سنوات؛ كما هو الشأن لما اكتشف في »كهف عمرو ؤموسى« على وادي بهت قرب الخميسات، أو ما اكتشف في كهف الحمام في الشمال الشرقي، وغيرهما من الاكتشافات التي يقوم بها باحثون أمازيغيون في التاريخ وفي الأركيولوجيا مؤخرا).
فهل هناك بحوث أركيولوجية في الصحراء، حيث نجد قرائن من الثقافة الأمازيغية التي لا غبار عليها والتي تعود إلى آلاف السنين؟ ما علاقة ما صرح به الأستاذ عبد الله الحمودي وما صرح به الأمير هشام العلوي في فرنسا منذ سنوات حول تأكيد نفس الأطروحة؟ : من »الشيخ«؟ ومن »المريد«؟
وخلاصة القول: من هي »الضحية«؟ ولمن »أقنعتها«؟ ونتمنى أن »تسقط الأقنعة« لأن المغرب اختار منذ سنة 2000 أن يتصالح مع ذاته ومع ثقافته وهويته ومع تاريخه ومع حضارته التي اعترف بها القريب والبعيد. خاصة بعد العثور على بقايا خمسة من البشر من نوع »هوموسابيينس« (الإنسان العاقل Homo Sapiens ) عاشوا في جبل إيغود بالمغرب قبل 300.000 سنة (ثلاث مائة ألف سنة).

الحسين أيتب احسين
باحث في الثقافة الأمازيغية



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أمريك-* (AMREC) من تثمين التنوع الثقافي إلى ثقافة الاعتراف
- من أمازيغي مغربي إلى أمازيغية مصرية
- تحولات أسد الأطلس !
- الأمازيغ بين الحاجة إلى الإنقاذ الذاتي وسرعة الاستجابة لنجدة ...
- الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين (أو بين الهيكلة المؤسس ...
- أمريك وتسليم مشعل شيبها (حكمائها) لشبابها (حداثييها)
- الفقيد أحمد الدغيرني (مساراته الكبرى: الشخصية والثقافية والس ...
- رفقة الأمازيغية لنصف قرن: من التداول الشفوي إلى المأسسة والك ...
- أي موقع للأمازيغية في النموذج التنموي المغربي المرتقب؟
- الأمازيغية ورهان المأسسة بعد ترسيمها في دستور 2011
- القيمة المضافة لترسيم الاحتفال بالسنة الأمازيغية
- الأساطير المؤسسة لاكتشاف الموارد المائية واستغلالها (بعض عيو ...
- -أمريك- (1) واللقاء الدولي للثقافة وشعرية المدينة في دورته ا ...
- -دور المتاحف الجماعية في التنمية المحلية المستدامة- (حول مشر ...
- جرد أولي لإصدارات الفقيد الحسين الملكي بن عبد السلام
- رهانات إرساء سياسة لغوية، تعددية، منصفة وعادلة، بالمغرب.
- جرد أولي لكتابات الأستاذ محمد شفيق (كُتب، مقالات، دراسات، خط ...
- بحيرات المغرب (1/30).. بين الأساطير المؤسسة والدلالات اللغوي ...
- الأمازيغية بالمغرب بعد دستور 2011 بين الحماية الدستورية والت ...
- حول -النعوت شبه الطوطمية- في المجتمع الأمازيغي (أرغن / هرغة ...


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - حين تتموقع الأنتروبولوجيا بين العلم والأدلجة