أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - حماية مصالح الشعب من خلال الرقابة البرلمانية















المزيد.....

حماية مصالح الشعب من خلال الرقابة البرلمانية


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 6858 - 2021 / 4 / 3 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّ الرقابة البرلمانية هي وسيلة لحماية مصالح الشعب ومنع الانحراف السياسي والالتزام بالسياسة التنموية التي وافق عليها البرلمان وإن الالتزام بالميزانية التي أقرها هو الحفاظ على الأموال العامة من الضياع والفساد، فالبرلمان وهو سلطة رقابية على السلطة التنفيذية يحاسبها ويراقب تصرفاتها وأعمالها وقراراتها، يستطيع من خلالها التحقق من مشروعية تصرفات السلطة التنفيذية وأعمالها ومدى استهدافها, فضلاً عن مراجعتها وإعادتها إلى مسارها الصحيح إذا انحرفت. ومن خلال تتبع واقع الرقابة البرلمانية في العراق يظهر أن هناك الكثير من السلبيات والتي تعود في الأصل إلى سببين، الأول يتعلق بالثغرات القانونية الموجودة في النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي، أما الثاني يعود إلى التركيبة التي يقوم عليها مجلس النواب العراقي.ومن الثغرات القانونية التي تتعلق بالمناقشة العامة أيضاً عدم وضوح الإجراءات التي يجب أن تسير لها، وهذا ما يؤدي من الناحية العملية إلى إنحراف أعضاء مجلس النواب العراقي عن الغاية التي يجب تحقيقها من خلال وسائل الرقابة بشكل عام، ومن الأمثلة على ذلك تلك الحادثة الغريبة عن التقاليد البرلمانية، والتي تحوّلَ من خلالها طرح موضوع عام للمناقشة إلى استجواب ، وهذا ما حصل في جلسة مجلس النواب العراقي رقم (69 )عام 2007 ،والتي كانت مخصصة لمناقشة وزير الدفاع والتي تحولت إلى استجواب بعد أن تعالت الأصوات بين أعضاء مجلس النواب العراقي. وعلى الرغم من أن اعتماد نظام الانتخاب بالتمثيل النسبي في الانتخابات البرلمانية، وذلك على أساس عادل, لكن الاشكالية الاساسية هي توزيع المقاعد على سائر ممثلي مكونات المجتمع العراقي بشكل نسبي ، واعترضت هذا السبيل تمثلت باحتساب المقاعد الشاغرة والتعويضية، إذ خضعت تلك العملية لأمزجة القادة فضلًا عن عدم دقة المعلومات حول عدد السكان نتيجة عدم توفر إحصاء سكاني شامل ، والاهم من ذلك تدني مستوى وعي الناخب وارتهان إرادته وسلوكه الانتخابي بالاعتبارات الطائفية والقومية والعشائرية، وبالتالي لم تكن المؤسسات التي تمخضت عن تلك العمليات الانتخابية مجلس النواب على وجه الخصوص لتمثل مكونات الشعب العراقي تمثيلا حقيقيا مما انعكس سلباً على اداء مؤسسات النظام السياسي برمتها، ومن ثم فأن الرقابة البرلمانية هي الأخرى خضعت لهذه الاعتبارات، ففي اغلب الاحيان يترتب على اتباع نظام انتخابي معين تبعات هائلة على مستقبل النظام السياسي في البلد المعني اعتقادا بأنه يتلائم بشكل افضل مع مصالحهم الحزبية. كذلك أثرت التركيبة التي يقوم عليها مجلس النواب العراقي على الرقابة البرلمانية، فعلى الرغم من التمثيل العادل لكل مكونات الشعب العراقي، ولكن من الناحية العملية هناك تكتلات مبنية على تصنيفات ثقافية أو عرقية أو قومية، مما أدى ضعف الرقابة البرلمانية، وهذا يعود إلى تركيبة الأحزاب السياسية التي يتشكل منها البرلمان، والتي هي أحزاب متعددة، بمعنى أن البرلمان لا يقوم على الثنائية الحزبية التي تقوم بدورها على حزب حاكم وحزب معارض، بمعنى أن الدور الرقابي للأحزاب السياسية في ظل نظام تعددي أقل تأثيراً على الحكومة من نظام الحزبين، لأنه في ظل ثنائية الحزبين يحصل تنافس بينهما للوصول للسلطة، فالحزب السياسي المعارض يجند كل طاقاته في سبيل تشديد الرقابة على أداء الحكومة، بينما في نمط التعددية الحزبية فضلًا عن عدم الثبات والاستمرارية من قبل هذه التعددية تكون الرقابة مبعثرة وغير واضحة بين تلك الأحزاب، معارضا وغداً يصبح مع سياستها وبما تقتضيه ً الأحزاب على موقف محدد، فقد يكون الحزب اليوم للحكومة المصلحة الحزبية، وبالتالي فإن نظام التعددية الحزبية يقر بوجود الرقابة البرلمانية لكنها قد تكون محكومة برغبة الأحزاب السياسية والمصالح التي يحملها أصحابها. ان الممارسة السليمة لكل من الوظيفة التشريعية والرقابية لمجلس النواب العراقي ينبغي أن تبنى على ضرورة إعادة هيكلة المشهد السياسي والتأكيد على الانتماء الوطني والسعي إلى مغادرة النهج القومي أو العرقي الضيق، والعمل على تعزيز سلطة الدولة المدنية وهذا يمكن أن يكون الدافع الأساسي في إيجاد الترابط بين مفاصل النظام السياسي، وبخاصة السلطتين التشريعية والتنفيذية والعمل على إعادة الثقة بينهما من جهة وتقويتها وتجديدها مع المواطنين من جهة أخرى، وتقديم أفضل الخدمات لهم ومراقبة سيرها بدقة وفقاً للحاجات ومتطلبات المرحلة القادمة بعيداً عن لغة الربح والخسارة بين تلك السلطات المكونة للنظام السياسي فضلًا عن تفعيل فكرة التوازن والتضامن في العمل الرقابي لكي لا تجور إحداهما على الاخرى وتستأثر بالسلطة ومن ثم تهدد مصالح المجتمع وتؤثر سلبيا على نظام الحكم.
وهناك أسباب تدفع الأنظمة السياسية لاتباع المحاصصة السياسية، ومنها الطموح لاتخاذ السلطة هدفا وغاية باستغلال عواطف طائفة معينة وقصور النظرة إلى مخاطر هذا الاتجاه، و عدم الثقة بين الأطراف السياسية في تعاملها بين بعضها البعض، وتمسّك كل طرف سياسي بوجهة نظره حسب ما يراه هو متخندقا بقوة كتلته في هذا الجانب أو ذاك . هناك فرق كبير بين المحاصصة السياسية، وبعض المصطلحات الأخرى، ومن أهمها مصطلح المشاركة السياسية، إذ أن نظام المشاركة السياسية مصطلح أوسع من مصطلح المحاصصة السياسية، لأنه يتيح المجال أمام جميع أفراد الدولة المؤهلين للمشاركة في كل الشؤون السياسية في الدولة دون اعتبار لتخصيص حصص معينة لطائفة أو جنس أو عرق، أما مصطلح المحاصصة السياسية فيقوم كما رأينا على تخصيص حصص معينة في الحكومة أو البرلمان لأفراد ينتمون إلى ديانة، أو طائفة، أو جنس، أو عرق. أدى تطبيق المحاصصة السياسية في بعض الدول إلى تصاعد في مستوى الفساد الإداري والمالي، سواء لعدم مقدرة هذه القيادات على التمكن من المواجهة وإصلاح الأمور أو لأنغماسها في مصالح شخصية بسبب عدم أهليتها، كما أنها – المحاصصة السياسية- أدت إلى خلل في المنظومة القيمية والأخلاقية يجعل المجتمع يتقبل الممارسات السلبية، مثل الرشوة، والواسطة، وصعود أصحاب النفوذ الاجتماعي في استغلال العلاقات الشخصية لإنجاز أعمال غير قانونية تمس بالمصلحة العامة، وانتشار مثل هذه المظاهر يعجل بظهور الفوارق الطبقية وإحساس الجهات التي لا تستفيد من الدولة والقطاع العام بالظلم والتهميش فتلجأ لانتهاج نفس السلوكيات لأنها تعتبرها الوسيلة الوحيدة للحصول على الخدمات. يظهر أثر المحاصصة السياسية في العراق على أداء مجلس النواب من عدة نواح، وأهمها ً تأثيرها على الأمور التنظيمية لمجلس النواب العراقي، لا سيما من ناحية انتخاب رئاسة مجلس النواب أو إقالتها، والنصاب اللازم لعقد الجلسات، كذلك يظهر تأثير المحاصصة السياسية على ممارسة مجلس النواب العراقي لاختصاصاته المختلفة سواء أكانت اختصاصات تشريعية أو اختصاصات في الرقابة على عمل الحكومة. المحاصصة السياسية أدت إلى العديد من الأزمات السياسية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، وأظهرت ضعف الدولة العراقية. ً



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقد الاجتماعي يُشَكِّل أساساً مرجعياً لجميع الحقوق والواجب ...
- الجرائم التي تترتب عن إساءة إستخدام الحاسوب
- الشرعية الدستورية
- محل وأصول ألإثبات
- إلزام الخصم بتقديم ما تحت يده من مستندات
- العدالة إحترام حقوق الآخرين
- تأثير العدالة الجنائية على الامن الاجتماعي
- حق المجني عليه الذي انتهكته الجريمة
- حركات الاسلام السياسي
- التوازن بين واجبات السلطة التنفيذية وحريات الافراد
- النظم الإنتخابية و بساطتها له إنعكاس كبير على الناخبين
- الدولة العلمانية هي الدولة العصرية التي نحتاجها
- جماعات الضغط والعمل الديمقراطي
- الذي حلَّ بالاقتصاد الدولي بعد الحرب العالمية الثانية
- ضمان تحقيق الحرية وحقوق الشعب بوجود دولة المؤسسات
- الولايات المتحدة ألأميركية تقدم الارهاب كوجه جديد لصراع الخي ...
- العدل يجعل من ألإنسان ملتزماً بالقانون والنظام
- استقرار العراق السياسي وسلامة اراضيه تساهمان في الاستقرار ال ...
- إلقاء القبض على المتهم لأجل التحقيق وإظهار الحقيقة
- الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - حماية مصالح الشعب من خلال الرقابة البرلمانية