أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - هل يمكن إصلاح الرأسمالية بدون ثورة؟ / الاصلاح والثورة














المزيد.....

هل يمكن إصلاح الرأسمالية بدون ثورة؟ / الاصلاح والثورة


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6857 - 2021 / 4 / 2 - 16:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة واعداد
معطيات الواقع تمنح روزا لوكسمبورغ، حتى يومنا هذا، الحق في ادانتها للرأسمالية على أساس رؤيتها الثورية، وعدم قناعتها بان الرأسمالية قابلة للإصلاح بدون ثورة. لقد اقترح إدوارد برنشتاين، خصمها في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في كتابه “متطلبات الاشتراكية ومهام الاشتراكية الديمقراطية” (1899) تجاوزا غير ثوري لمبدأ الربح بطريقة إصلاحية سلمية. روزا لوكسمبورغ رفضت بشدة هذا الابتعاد عن الافتراض الماركسي بأن الثورة أمر لا مفر منه إذا كان على الإنسانية ألا تعود إلى البربرية. وبدلاً عن ذلك، طالبت بسياسة يومية إصلاحية على أساس متطلبات منظور ثوري.
لا يزال كتاب لوكسمبورغ “إصلاح اجتماعي أم ثورة؟” (1899) يحتفظ بأهميته لحل المشاكل التي تواجهنا اليوم. لقد تجنبت روزا لوكسمبورغ في عملها الوقوع في الفخ الذي يؤدي حتما الى المقارنة المتضادة بين الإصلاح والثورة. في هذه المناقشة بالتحديد، انشقت الحركة العمالية الاشتراكية، قبل اغتيالها، الى اتجاه سعى إلى التغلب على هيمنة المصالح الربحية بأساليب إصلاحية، وآخر سعى إلى الهدف ذاته بأساليب ثورية. وأدى انشقاق القوى الناقدة للرأسمالية إلى تيارين رئيسيين والعديد من التيارات الصغيرة إلى خلق لوحة اشتراكية واسعة. ولم يصل أي من هذه التيارات إلى الاشتراكية الحقة، لا الشيوعيون الذين تبنوا الثورة، ولا ورثة إدوارد برنشتاين. وأدى فشل السياسات الاشتراكية هذا إلى فتح المجال للفاشية، وفي سبعينات القرن العشرين، الى الليبرالية الجديدة، التي لا تزال تشكل الاقتصاد والمجتمع في العالم الى يومنا هذا.
كانت روزا لوكسمبورغ تأمل في القدرة على بناء اقتصاد متجدد، يمثل مزيجا من الإصلاح والثورة، اذ لم تكن الثورة عندها مرادفة لاستخدام العنف:”في الثورات البرجوازية، كانت إراقة الدماء والإرهاب والقتل السياسي السلاح الذي لا غنى عنه في أيدي الطبقات الصاعدة. إن الثورة البروليتارية لا تحتاج إلى الإرهاب من أجل أهدافها، إنها تكره وتمقت القتل البشري. إنها لا تحتاج إلى هذه الأسلحة لأنها لا تحارب الأفراد بل المؤسسات، ولأنها لا تدخل الميدان بأوهام ساذجة، تنتقم لخيبة أملها بالدم” (ماذا تريد عصية سبارتكوس؟ كانون الأول 1918).
بالنسبة لروزا لوكسمبورغ، كان العنف الثوري مقبولاً في أحسن الأحوال كعنف مضاد، عندما ينتهك الحاكمون القانون يلجأون إلى العنف. وبالمقابل رفضت لوكسمبورغ الإرهاب والإرهاب الفردي في جميع الأحوال، لأنه لا يضفي سوى الشرعية على المزيد من قمع الدولة. وبدلاً من ذلك، اتفقت مع الحركة الاشتراكية الأوروبية الغربية المبكرة التي رأت في مزيج من التأهيل السياسي والتنظيم والنضال للجماهير طرقا لتحرير المجتمع من مبدأ الربح:”ليس استخدام العنف الجسدي، بل تصميم الجماهير الثوري، في الاستمرار في الاضراب، وعدم التراجع امام العواقب الاستثنائية للوضع النضالي، وتقديم كل التضحيات، هو ما يعطي هذا الفعل قوة لا تقاوم لدرجة أنه غالبا ما يكون قادرا على قيادة المعركة إلى انتصارات مميزة في فترة زمنية قصيرة”. (مقالة التجربة البلجيكية)
بالنسبة لروزا لوكسمبورغ، تنبثق الثورات من الصراع الطبقي. التوقع الذي أعرب عنه ماركس في عام 1848، والذي تخلى، عن نصفه على الأقل فريدريك انجلس، في عام 1895، والقائل، بأن الثورة ستفتح الباب للاشتراكية بسهولة، لم تشاركه فيه روزا لوكسمبورغ، على أبعد تقدير، بعد هزيمة الثورة الروسية في 1905/1906. لقد أدركت: كل ثورة تعاني من نكسة بعد تراجع لا مفر منه لزخم القوى التي تقودها. ولكن هذه الحالة ستكون اقل حدوثا، كلما اتجهت الثورة يسارا، وصولا الى، قترة قصيرة من دكتاتورية البروليتاريا، لان الأخيرة غير قابلة للحياة بشكل دائم.هذه هي النقطة المركزية في فهم روزا لوكسمبورغ للثورة.
ومن الآن فصاعدا، فهمت روزا لوكسمبورغ الثورات على أنها عمليات طويلة الأمد ومتقطعة بشكل متكرر ودورات وليست أحداثا منفردة. ولا يتم انجاز انقلاب اشتراكي خلال 24 ساعة، بل هو حدث يميز فصلا تاريخيا طويلا.
وعلى خلفية حركات الاحتجاج الراهنة، مثل احتجاجات المناخ، أصبحت تأملات روزا لوكسمبورغ حول التفاعل بين الإصلاح والثورة أكثر أهمية. تظهر الحركات العالمية مثل احتجاجات “جمعة من أجل المستقبل” أنها قادرة على بناء ضغط يجبر النظام السياسي على التغيير.

عن موقع مؤسسة روزا لوكسمبورغ الالمانية



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهنية قومية عنصرية وراء اصداره / المحكمة الدستورية الألمانية ...
- دعوة قوى اليسار الأوربي لعدم تكرار الأخطاء / الناخبون الهولن ...
- قرابة 100 دولة تطالب بإلغاء احتكار الملكية / شركات الأدوية ا ...
- بعد فشل أساليب القمع المباشر والحرب العنصرية / تركيا: إجراءا ...
- ما تحقق إيجابي لكن يبقى الكثير الذي يجب تحقيقه / قوى اليسار ...
- زعيم يساري يقدم درسا جديدا للساسة الفاسدين / لولا دا سيلفا: ...
- في مواجهة حملات القمع والحرب العنصرية / حزب الشعوب الديمقراط ...
- هذه المرة بسبب الفساد في صفقات كمامات الوقاية / المانيا: است ...
- أمس احتفلن بعيدهن العالمي / حول التمييز الهيكلي ضد النساء في ...
- عندما تمارس الدولة القتل الكيفي / كولومبيا: إبادة أكثر من 10 ...
- النضال في سبيل الحقوق الاجتماعية والحريات والسلام / المؤتمر ...
- الديمقراطية وتراكم إرث اليمين / الشبيبة الإسبانية تحتج ضد أح ...
- تزامنا مع مقاضاة المسؤولين عن العنف الدموي / بوليفيا تعيد قر ...
- اعادت تظاهرات 2013 الى الأذهان / الاحتجاجات الطلابية الأخيرة ...
- بعد تصدره انتخابات الرئاسة والبرلمان / تحالف اليسار في الاكو ...
- الجمهوريون يمثلون خطرا على الديمقراطية / حكومة ترامب كانت ال ...
- نجاح جديد لقوى اليسار في أمريكا للاتينية / الإكوادور: مرشح ا ...
- حقوق الإنسان وصراع المصالح / أليكسي نافالني ليس بديل روسيا ا ...
- مصالح الغرب واحده / الأكاديمية الإستراتيجية الالمانية تدعم ض ...
- المنظمات غير الحكومية شددت على ضرورة مكافحة الفقر / منتدى دا ...


المزيد.....




- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - هل يمكن إصلاح الرأسمالية بدون ثورة؟ / الاصلاح والثورة