أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد غويلب - أمس احتفلن بعيدهن العالمي / حول التمييز الهيكلي ضد النساء في الرأسمالية














المزيد.....

أمس احتفلن بعيدهن العالمي / حول التمييز الهيكلي ضد النساء في الرأسمالية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 21:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان أحد “الأوامر التنفيذية” الأولى للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن هو حظر “التمييز بين الجنسين”. وإذا ما ألقينا نظرة سريعة على تركيبة حكومة بايدن فيبدو الأمر منسجما. تبلغ نسبة النساء في الحكومة 46 في المائة، و50 في المائة من قوامها ليس من البيض، و15 في المائة ينحدرون من أصول لاتينية، 23 في المائة من الأفارقة الأمريكان، 11 في المائة ينحدرون من آسيا والمحيط الهادي. وإذا ما اعتمدنا معايير الإعلام التقليدي المهيمن فان ما تمت الإشارة اليه كبير جدا، ولكن كيف تبدو حقيقة التحرر وحقوق المرأة في سياق واحدة من أزمات الرأسمالية الخطيرة؟ بالعودة إلى التاريخ المعاصر توضح صورة التقطتها المصورة دوروثيا لانغ عام 1936 لعاملة مزارع القطن في كاليفورنيا فلورنس أوينز تومسون البؤس الكامل للعاملين في سنوات الأزمة. كانت تومسون إحدى أفقر النساء. لقد جربت ما تفعله النساء العاملات عادة خلال الأزمات والكوارث والانهيارات الاجتماعية. العمل لمدة 16 ساعة يوميا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوفير الحد الأدنى الضروري لإنقاذ الأطفال واستمرار الحياة.
أما في عالمنا الراهن فالأمم المتحدة تتوقع، وارتباطا بالأزمة، ارتفاع معدلات الفقر المدقع
(أقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم) والتي ستشمل، بحلول عام 2030، أكثر من 200 مليون انسان في جميع أنحاء العالم. والنجاحات الصينية في مكافحة الفقر يتم تقويضها جزئيًا بواسطة آليات إدارة الأزمات التي يحركها الربح. وهناك عشرات الملايين من حفيدات فلورنسا أوينز تومسون، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وعالميا، تتقاضى النسوة 24 في المائة أقل من الرجال. وفي “البلدان النامية”، تعمل 75 في المائة من النساء في “الاقتصاد غير الرسمي”، حيث الدخل المنخفض جدا، الأعمال الخطرة، وفقدان الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، وبالتالي ليس لديهن فرصة للتحرر من الفقر. وعلى النساء العمل 4 سنوات إضافية للحصول على التقاعد، مقارنة بأقرانهن من الرجال.
هذا بالإضافة إلى العمل الاجتماعي المجاني: تربية الأبناء، والأعمال المنزلية، ورعاية المرضى والمسنين. وفي جميع أنحاء العالم، تبلغ حصة النساء من العمل في هذا القطاع أكثر من الضعف مقارنة بالرجال. وتقدر قيمة هذا العمل سنويًا بـ 10,8 تريليون دولار، أي حوالي 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وهناك أكثر من 40 مليون انسان في العالم يشكلون ضحايا “العبودية الحديثة”. وتبلغ نسبة النساء والفتيات منهم أكثر 71 في المائة. وان امرأة من كل 130 امرأة تعيش في عبودية أو فيما يشبه ظروفها.
إن المساواة والتحرر قضية طبقية. وجميل أن تشغل النساء 46 في المائة من المناصب الوزارية في الحكومة الأمريكية، وحتى أن تصبح امرأة ملونة نائبة للرئيس، ولكن لا يغير ذلك شيئا بالنسبة لـ 12,9في المائة من مواطني الولايات المتحدة الذين يعيشون في فقر، ولا بالنسبة للنساء اللواتي يتحملن مسؤولية إعالة العائلة بمفردهن، حيث تبلغ نسبة الفقر بينهن 24,9 في المائة. وفي عام 2018، بلغ عدد الفقراء في الولايات المتحدة قرابة 40 مليون مواطن. ونتيجة للأزمة، ارتفع هذا الرقم بشكل خاطف ليصل مستويات لم تشهدها البلاد منذ 60 عاما. وهنا أيضًا، كانت النسوة أول من فقدن وظائفهن المحفوفة بالمخاطر، وانزلقن إلى البطالة والفقر، وكن أكثر عرضة للخطر وأكثر استغلالاً في سياق مكافحة الوباء، لكونهن الأكثر بين العاملين في الخطوط الأمامية في القطاع الصحي.
إن الفقر والقمع وحتى العبودية أنثى. ما فائدة العبارات عالية النبرة بشأن سياسات الهوية التي تطلقها نخبة الموظفين الليبرالية بالنسبة للمرأة العاملة؟ وما فائدة لغة الجندر، إذا لم ترتبط بتغيير جذري في واقع القمع الذي تمارسه رأسمالية الليبرالية الجديدة؟ وماذا لو استمر فاحشو الثراء في كسب المزيد من المليارات، وربع سكان الولايات المتحدة، وخصوصا النساء يعيشون في فقر، ويعتمدون على كوبونات الطعام، ومطاعم المعونات الخيرية؟ وماذا عن الملايين الذين فقدوا تأمينهم الصحي بسبب الوباء، فضلا عن عشرات الملايين الذين لا يملكون تامينا صحيا أصلا؟
وإذا كانت لغة الأرقام ترسم لنا هذه الصورة عن معاناة النساء في المركز الأول للرأسمالية في العالم، فان أحوال نساء البلدان التابعة أسوأ بكثير، وأسوأ منها أحوال نساء بلدان النزعات المسلحة، او تلك التي تحكمها دولة فاشلة كما هو الحال عندنا في العراق.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تمارس الدولة القتل الكيفي / كولومبيا: إبادة أكثر من 10 ...
- النضال في سبيل الحقوق الاجتماعية والحريات والسلام / المؤتمر ...
- الديمقراطية وتراكم إرث اليمين / الشبيبة الإسبانية تحتج ضد أح ...
- تزامنا مع مقاضاة المسؤولين عن العنف الدموي / بوليفيا تعيد قر ...
- اعادت تظاهرات 2013 الى الأذهان / الاحتجاجات الطلابية الأخيرة ...
- بعد تصدره انتخابات الرئاسة والبرلمان / تحالف اليسار في الاكو ...
- الجمهوريون يمثلون خطرا على الديمقراطية / حكومة ترامب كانت ال ...
- نجاح جديد لقوى اليسار في أمريكا للاتينية / الإكوادور: مرشح ا ...
- حقوق الإنسان وصراع المصالح / أليكسي نافالني ليس بديل روسيا ا ...
- مصالح الغرب واحده / الأكاديمية الإستراتيجية الالمانية تدعم ض ...
- المنظمات غير الحكومية شددت على ضرورة مكافحة الفقر / منتدى دا ...
- قرن على تأسيسه / في الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الإيطالي
- ملفات الفساد في المراكز الرأسمالية / ساركوزي من قصر الإليزيه ...
- قراءة لعام مضى وآفاق متوقعة للعام الجديد / أمريكا اللاتينية: ...
- ثلاث عشرة موضوعة في النسوية الماركسية * فريغا هاوغ
- عاشت البلاد عاما من الاحتجاجات وعنف الشرطة العنصري / فرنسا: ...
- على الرغم من عدم تسليط الضوء عليهن / فلاحات الهند يتصدرن الأ ...
- الفاشيون والشعبويون في المراكز الرأسمالية والأطراف من طينة و ...
- المرآة السوداء.. لماذا المقاومة تسبق السلطة؟ *
- في بلدان أوربا الديمقراطية / إيطاليا: العبودية المعاصرة تطبع ...


المزيد.....




- غزة محور جوائز بوليتزر ونيويورك تايمز تستبعد تقريرها عن العن ...
- ساعد الأخطبوسات يتشاقوا
- هل روجت منظمة العفو الدولية لارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب؟ ...
- السعودية.. الأمن يتحرك بعد تداول فيديو تهديد شخص للنساء اللا ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. تعرف على الشروط وكيفية ا ...
- بريق الذهب يُغري المُقبلات على الزواج في الأردن والشباب يستد ...
- حقوق المرأة المطلقة عربيا
- «لولو يالولو وينك يالولو».. تردد قناة وناسة Wanasah TV بجوده ...
- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رشيد غويلب - أمس احتفلن بعيدهن العالمي / حول التمييز الهيكلي ضد النساء في الرأسمالية