أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الاتجاه شرقا ...-مقدمة قصيرة -















المزيد.....

الاتجاه شرقا ...-مقدمة قصيرة -


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 12:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كل المؤشرات الاقتصادية والسياسية تشير الى تجاوز فكرة النظام الدولي بقطبه الاوحد -كما ساد منذ انهيار الثنائية القطبية في العام 90 واعلان الرئيس الامريكي جورج بوش ظهور مرحلة تعميم الرأسمالية وانتصارها ومن ثم انفراد امريكا بقيادة العالم ..ومعه ظهر كتاب - يعملون مستشارين للامن القومي- مثل هنتيجتون وفوكوياما يعبرا عن نهاية التاريخ وولوج مرحلة جديدة تتصادم فيها الحضارات بعد غياب البعد الايدولوجي .. مع العلم ان الايدولوجيا لاتغيب نهائيا بل تتغير في مضمونها وتعبيراتها تجسيدا لمتغيرات السياسة والتوجهات الاقتصادية ..وقد تكون الايدولوجيا لاتتصدر المشهد السياسي كما في الدور الصيني عكس ما كان عليه الحال في الاتحاد السوفييتي او التوجه الرأسمالي بنسخته الأوربية او الأطلسية ..
في هذا السياق كشفت الجائحة كورونا عن عجز كبير لدى الدول الرأسمالية خاصة امريكا التي لم تستطع اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة كورونا وتقليل عدد الاصابات في حين نجحت الصين في ادارة الازمة بكل مجالاتها ومظاهرها ..اضافة الى ذلك اظهرت الانتخابات الامريكية الاخيرة ازمة بنيوية كبيرة داجل جهاز الدولة الامريكية وانسداد افق التغيير من خلال سيطرة نخبة معمرة (لها ارتباطات بالشركات العولمية ومنها شركات صناعة الاسلحة) على دوائر صنع القرار في الكونجرس ومجلس الشيوخ ، وحتى ترشح الرؤساء مثل ترامب وبادين كلاهما في منتصف السبعينات من العمر ..ومع هذا تزايد الخطاب الشعبوي الحامل لراية العنصرية والتطرف الديني ..وجرى التهديد العملي باقتحام البرلمان ومارافقه من احداث شغب ..هذا كله اظهر ان الادارة الامريكية تعاني من ترهل في مؤسساتها وفي حضورها العام ناهيك عن تزايد الانقسام المجتمعي في الداخل الامر الذي عكس نفسه في جزء كبير من خطاب بايدن خلال حفل تنصيبه رئيسا ....في هذا السياق يتصاعد تطور الاقتصاد الصيني في نموه وتعدد قاعدته الانتاجية وتمدد استثماراته خارج حدود الصين في افريقيا وامريكا اللاتينية والشرق الاوسط ناهيك عن تعاظم دوره داخل القارة الاسيوية ذاتها .. ومعها يتصاعد نمو نوعي للتكنولوجيا المتعددة منها التكنولوجيا العسكرية خاصة في السفن البحرية والصوريخ ..مع العلم ان الصين يبلغ عدد جيشها ستة اضعاف عدد الجيش الامريكي او يزيد قليلا .
.ومع الصين يزداد الحضور الروسي عسكريا بتطور نوعي اظهرته مناورات متعددة في الاشهر الاخيرة ....الصين مقبولة كثيرا في دول العالم الثالث لانها دون تاريخ استعماري ولا تربط استثماراتها ومساعداتها بشروط سياسية وكثيرا ما تقوم شركاتها واستثماراتها بتقديم خدمات للمجتمعات المحلية التي تستثمر فيها ..الغريب هنا هو تعالي اصوات الغرب الاستعماري منددا بالحضور الصيني مع ان هذا الغرب دخل غازيا ومحاربا الى القارة الافريقية منذ ثلاثة قرون ولم يقدم لها ماتحتاجه من الخدمات الضرورية ولم يبني نظم ديمقراطية كما كان يدعي انه رسول التحديث والديمقراطية .. بل دمر تلك المجتمعات ولم يحترم خصوصيتها الثقافية والتاريخية بل وطالت يده اغتيال اهم القيادات التاريخية مثل لومومبا وسجن مانديلا ثلاثة عقود .
.وتتعالي صرخات امريكا بحضور الصين الى جوارها من خلال استثمارات وانشطة تجارية داخل الحديقة الخلفية لامريكا في فنزويلا والهندوراس وكوبا .. والغريب ان هناك مثقفين عرب وقنوات اعلامية تندد بالحضور الصيني مع اننا نعيش في زمن العولمة حيث قواعد التجارة الدولية تسمح بالتنافس وتعدد الشركات واللاعبين في هذا المجال وهي قواعد اعدتها واقرتها الدول الغربية وامريكا خصوصا .... الجدير بالذكر ان السنوات القادمة ستظهر تعدد وتنوع في اللاعبين اقتصاديا وسياسيا ولاتستطيع امريكا منع هذا التعدد كمال قال الرئيس بايدن في مؤتمره الصحفي منذ اسبوع انه سيمنع حضور الصين كقطب اقتصادي منافس .. ربما مايقوله يعكس رغبة وتطموح امريكا ..لكن .. الواقع المعاش يؤكد حضور الصين وتمددها وانتشارها خصما من مساحة وحصة كانت لأروربا وامريكا في مراحل سابقة ..واذا جرى تنسيقا عاليا بين الصين وروسيا -وهو ما تشير الدلائل الى تحققه- سيكون لهما الصوت الاعلي والحضور الاكبر في الخمسين عاما القادمة من الالفية الجديدة .وهذا يلقى بضلال كبيرة على الادارة الامريكية والاوربية ورفع درجات التحدي الى اعلى مؤشراتها ..وهذا يعني دخول العالم كله مرحلة جديد متعددة الاقطاب سياسيا واقتصاديا مع مناوشات عسكرية او التهديد بهذه القوة ومعها تجري حرب باردة لاهوادة فيها ..
ومن المفارقات ان كثير من الصحف الامريكية والشركات الكبيرة تقر بحضور الصين وتفوقها ..فيما الادارة السياسية ومعها الكارتل العسكري يرفض ذلك الحضور ..مؤكدا ان امريكا دون غيرها من يدير العالم في مرحلة القطب الاوحد ..في هذا السياق يمكن القول ان انفتاح الدول الافريقية على الحضور الصيني انما يعكس وعي جديد في القارة السمراء التي اكتوت بسوء المعاملة من الدول الاوربية ومن امريكا ايضا ..والغريب هنا بؤس الادارة السياسية في الشرق الاوسط التي لاتزال تسلم بان كل اوراق اللعبة السياسية بيد امريكا كما قال الرئيس السادات ذات يوم .. كثير من دول امريكا اللاتينية ضاقت بسوء المعاملات من الادارة الامريكية وتدخلاتها وسوء الممارسات من الشركات التي وضعت يدها على اهم الموارد الاقتصادية المحلية ..ومعها دول كثيرة بالقارة السمراء وجميعهم رحبوا بالاستثمارات الصينية التي كما اشرنا لاتربط نشاطها الاقتصادي بايدولوجيا محددة ولاتضع شروط سياسية وليس لها ماضي استعماري وتقدم خدمات كثيرة للمجتمعات المحلية اضافة الى استقبالها الاف الطلاب في منح مجانية من دول العالم الثالث ..
قديما قال غاندي لو لم يكن الاتحاد السوفييتي موجودا لاخترعناه كفكرة واسطورة لمناوئة الايدولوجيا الرأسمالية ..اليوم كل دول العالم الثالث ومنها الدول العربية تحتاج الى الاتجاه شرقا نحو الصين والهند وروسيا وخلق تكتل اقتصادي جديد او تكتلات متعددة سياسيا واقتصاديا لتقليل الحضور الغربي وتقزيم طموحه الاستعماري ..لن تفيد امريكا المنطقة العربية ولذلك لابد من صك تحالفات جديدة تشعر امريكا بتهديد لوجودها العسكري والاقتصادي حتى تغير من سلوكها السياسي تجاه المنطقة بل وتجاه العالم كله ...واتصور ان من اهم ادوات تعديل العولمة ونهجها الاحتكاري دعم تعدد الاقطاب سياسيا واقتصاديا وتوسيع فرص المشاركة للدول الصغيرة وتلك التي تسير في نمو اقتصادي جيد ..
العالم اليوم يحتاج الى توازن في النظام الدولي وتعدد اللاعبين فيه وتوسيع فرص الحضور لاي دولة لديها ممكنات المنافسة والحضور اقتصاديا وسياسيا ..وهذا الامر يقلل من نزق وطمع الادارات السياسية الغربية بماضيها الاستعماري ..فاذا كان الربيع العربي قد طالب بتغيير انظمة شمولية وقبله ربيع اوربا الشرقية ..اليوم حان الوقت لربيع عالمي في افريقيا وامريكا اللاتينية من اجل تحجيم الدور الامريكي والاوربي واجبار اداراته السياسية على الاعتذار عن ماضيهم الاستعماري البغيض والقبول بمبداء تعدد الاقطاب والتنافس الحر بعيدا عن الاحتكار المدعوم بالقوة العسكرية ..!



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسار متجدد لحرب باردة لم تنتهي
- السعودية في عين العاصفة الامريكية -2-
- نحو صناعة ايدولوجيا حداثية
- في بلادنا أزمات متراكمة تدفع ثمنها الطبقة الوسطى
- كورونا بين السياسة والعلم والدين ..!
- ملاحظة في مفهوم المثقف ..!
- ايران والخليج ..(مواجهة ام تخفيف التوتر ) :
- ظاهرة العنف بين السياسي والديني
- سيناريوهات المشهد الانتخابي الأمريكي ونتائجه
- السودان بين مطرقة الخارج وسندان الداخل
- كلمة عن القضية الفلسطينية
- اعادة بناء النظام الدولي وهيكلته -الضرورة والحاجة -
- انفجار بيروت ..المعنى والدلالات
- بؤس النخب السياسية والحزبية في دول الربيع العربي
- كلمة قصيرة عن الجامعة العربية
- نظرية الصدمة وازمات المنطقة العربية
- كورونا ووعي المشتغلين بالعلوم الاجتماعية
- فشل السياسي والحزبي والمثقف
- رئيس من العالم الثالث في البيت الأبيض
- الاقتصاد السياسي مدخل لفهم وتحليل الازمات الراهنة


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - الاتجاه شرقا ...-مقدمة قصيرة -