أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - القدس والانتخابات














المزيد.....

القدس والانتخابات


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6853 - 2021 / 3 / 29 - 12:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


أظهر شعبنا الفلسطيني توقا جارفا وحماسا كبيرا للمشاركة في الانتخابات، وقد تمثل ذلك في نسبة التسجيل العالية التي فاقت 93% من أصحاب حق الاقتراع، وبلغ عدد المسجلين أكثر من مليونين وستمائة ألف مواطن، وكذلك ما تشهده مختلف المناطق والمحافل والمجالس من تفاعلات ونقاشات تبدي رغبة في المشاركة إما من خلال الفصائل والأحزاب المعروفة، أو من خلال تشكيل قوائم جديدة، فبتنا نسمع عن قوائم للمستقلين، أو للأكاديميين أو العمال أو النساء أو الشباب، وأخرى للأسرى المحررين، وغيرها للقدس، أو للاجئين...
وهكذا يبدو أن كل فئات شعبنا ترغب في المشاركة، وترغب في أن تحتل قضاياها مكانة مميزة في اهتمامات المجلس التشريعي والقيادة السياسية بشكل عام، ويبدو أيضا أن الثقة في قدرة الأطر والأحزاب القائمة على حمل هموم الناس والتعبير عنها، تعرضت للاهتزاز خلال السنوات الطويلة التي غابت فيها الحياة الديمقراطية.
وينبغي التمييز من دون شك بين الرغبة المشروعة في العمل السياسي وحمل قضايا قطاعات وشرائح ومناطق مهملة ومهمشة، وبين النزعة التسلقية التي تستخدم قضايا وعناوين جذابة كشعارات لمجرد اجتذاب أصوات الناس، فالحديث عن المستقلين جميل ولكن لا يستطيع مستقل بعينه ولا مجموعة من المستقلين أن يدّعوا تمثيل كل المستقلين، والمطالبة بحقوق الأسرى المحررين محقة وواجبة ولكنها لا يمكن أن تنفصل عن حقوق العمال وقضية القدس والحريات العامة، ونواب التشريعي يجب أن يكونوا نواب وطن، لا نواب حارات ومناطق وشرائح قطاعية دون غيرها، وكأنهم مخاتير ذوو مطالب واهتمامات تخص جمهورهم الضيق دون غيره من أبناء وبنات الشعب.
مكانة القدس وحضورها وتمثيلها في هذه الانتخابات من أكثر القضايا حساسية وتعقيدا، ذلك أن هذه الانتخابات تأتي بعد الاعتراف المشؤوم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية لها، وهي خطوات أعلنت إدارة بايدن الجديدة أنها لن تتراجع عنها، وبالتالي وجدت إسرائيل فرصة سانحة لتسريع خطواتها وإجراءاتها لتهويد المدينة، ومحاربة كل ما يرمز لهويتها وانتمائها العربي الفلسطيني المسيحي الإسلامي، وشملت هذه الإجراءات اعتقالات متكررة لمحافظ القدس ووزيرها والأمين العام للمؤتمر الشعبي، ولكل أصحاب المناصب التي ترمز للارتباط بمؤسسات الشعب الفلسطيني سواء السلطة أو منظمة التحرير الفلسطينية، طبعا إلى جانب مواصلة إغلاق المؤسسات الفلسطينية، والتوسع في هدم المنازل، وتشجيع الاستيطان، وأسرلة التعليم، والتضييق على حياة الفلسطينيين توطئة لتهجيرهم، وقد تزامن كل ذلك مع إعلانات متكررة عن نية إخراج أحياء بكاملها من حدود البلدية وسحب ما يسمى حق الإقامة ( أي حيازة هوية زرقاء من دون حق المواطنة) من حوالي 150 ألف فلسطيني.
كما ترسل الجهات الأمنية والسياسية الإسرائيلية رسائل وتحذيرات، وتطلق شائعات بأن من ينتخب سوف يحرم من الهوية الزرقاء، وهي شائعات كاذبة ومغرضة هدفها تقليل نسبة مشاركة المقدسيين في الانتخابات، وتكريس عزل المدينة وفصلها نهائيا هي وسكانها عن باقي الجسم الفلسطيني.
ومع أن حق انتخاب الفلسطينيين هو حق طبيعي محمي بالاتفاقيات، ومدعوم من مختلف الهيئات الدولية، إلا أنه للأسف لم تبذل جهود كافية ولم يجر خوض معركة حقيقية لانتزاع مشاركة القدس في الانتخابات باعتبارها مدينة فلسطينية محتلة بعدوان 1967، ومواطنوها هم جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني.
وما دامت هذه المعركة لم تخض كما ينبغي، فعلى الأقل من باب التعويض الجزئي ينبغي أن تحتل قضية القدس وهمومها الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والتشغيلية والإسكانية وحق جميع الفلسطينيين في وصولها ودخولها، وأوضاع مقدساتها ومؤسساتها وهموم شبابها وعموم مواطنيها مكان الصدارة في اهتمامات القوائم، لا لاستدراج الأصوات بشكل انتهازي، ولكن على شكل خطط واقعية قابلة للتنفيذ، فلا يكفي ترديد شعار أن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية، وأنها درة التاج، وأهميتها الدينية في عقيدة المسلمين والمسيحيين، فالجميع يعرف ذلك، إنما المطلوب أن نعرف ما الذي سيفعله النواب لإنقاذ مستشفى المقاصد والمطلع وشركة الكهرباء، وكيف سنواجه عمليات هدم البيوت، وهل سيجري العمل على إنشاء صناديق للإسكان، وكيف سندعم المدارس الفلسطينية ونعيد إحياء مؤسسات المدينة، والأمر ذاته ينطبق أيضا على ضواحي وبلدات القدس خارج الجدار، التي فصلت بشكل قسري وتعسفي عن مدينتها الأم التي ارتبطت بها لمئات السنين، كما ينتزع الوليد من حضن أمه، وتحول قسم من هذه الضواحي إلى ما يشبه العشوائيات من ناحية الأبنية والطرق والتخطيط، في غياب تام للسلطة والقانون، وانتشار الفوضى.
القدس ليست مجرد قضية عاطفية ووجدانية، بل هي مجموعة من القضايا والهموم المباشرة والملموسة لمئات آلاف المواطنين، ونمط حياتهم وصحتهم وتعليمهم وأماكن سكناهم والمؤسسات التي ترعاهم، فإذا استثمرنا في تحسين حياة هؤلاء وحقهم في الحياة بكرامة في مدينتهم وقراهم وبلداتهم، نكون قد عززنا صمودهم، واستثمرنا في أهم جبهة لمواجهة مخططات التهويد والتطهير العرقي.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلامذة كهانا وغولدشتاين في الكنيست
- أرضنا مكب لنفايات الاحتلال
- الفلسطيني غائبا حاضرا في الانتخابات الإسرائيلية
- إسرائيل تنتخب الاحتلال والتطرف والعنصرية
- حول يسارية اليسار الصهيوني: ميريتس نموذجا
- أحزاب وفصائل أم عشائر وقبائل
- الانتخابات الفلسطينية والبحث عن طريق ثالث
- أم الفحم وانتخابات الكنيست
- جناب الشاويش
- تحولات الموقف الإسرائيلي من سوريا: من العمل لتقسيم البلد إلى ...
- اليسار ضرورة وطنية واجتماعية
- عن الانتخابات الفلسطينية: النزاهة أولا
- اليمين الشعبوي يؤازر بعضه بعضا: العلاقات الهندية الإسرائيلية ...
- هل يسعى بايدن لترويض نتنياهو؟
- إسرائيل والعملاق الصيني: علاقات متنامية محفوفة بالحساسيات وا ...
- العالم وفلسطين ما بعد الكورونا
- خلفيات معارضة اسرائيل للاتفاق النووي وتهويل الخطر الإيراني
- حراك المحامين وإحياء المجتمع المدني
- النضال الكلامي والاستعراضي
- العلاقات االروسية الاسرائيلية: الخلافات لا تفسد للمصالح قضية


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - القدس والانتخابات