أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الإتفاقيةالصينية - الإيرانية الإستراتيجية ..حلف وارسو بنسخة جديدة















المزيد.....

الإتفاقيةالصينية - الإيرانية الإستراتيجية ..حلف وارسو بنسخة جديدة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6853 - 2021 / 3 / 29 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإتفاقية الشاملة بأبعادها الإقتصادية والعسكرية والسياسية التي جرى توقيعها ما بين الصين وايران لمدة 25 عاماً أول أمس السبت من قبل وزراء خارجية البلدين،والتي نرى أولاً أنها ثمرة لكون الصين قوة اقتصادية ضخمة تزدهر وتتقدم بشكل كبير لتسيد العالم اقتصادياً وايران تمتلك مصادر ضخمة للطاقة وتزدهر علمياً وتنشط صناعياً،وثانياً لعبت سياسة البلطجة والحصار وفرض العقوبات التي إتبعتها الإدارة الأمريكية السابقة ضد كل من الصين وروسيا وايران وفنزويلا وكوريا الشمالية دوراً كبيراً في توقيع هذه الإتفاقية الإستراتيجية ....امريكا تعتقد بانها ما زالت قادرة على التحكم بمصير العالم،ولم تدرك بعد حجم التغيرات الكبرى في العالم والمنطقة ،فالإدارة الأمريكية السابقة فرضت حزمة كبيرة من العقوبات على الصين وعملت على حصار روسيا وانسحبت من الإتفاق النووي مع طهران عام 2018،وشددت من فرض عقوباتها على طهران، وشمل ذلك الجوانب الإنسانية،عدم السماح بتوفير المعدات والأجهزة اللازمة لمكافحة جائحة " كورونا"،وكذلك فعلت مع فنزويلا والتي لم تكتف بالعقوبات الإقتصادية ضدها،بل محاولة قلب نظامها بالقوة عن طريق المرتزقة من داخل وخارج فنزويلا .....من الواضح أن هذه الإتفاقية الشمولية بين البلدين توجه لطمة كبيرة لأمريكا،فهي لم تأت فقط في إطار مواجهة العقوبات الأمريكية والعمل على كسر الحصار ،بل تتعدى الإتفاقية حدود ذلك الى تعهد الصين بالحفاظ على مصالحها وحمايتها امنياً وعسكرياً في ايران....وهذا يعني بأن القوة الإقتصادية الصينية الكبرى والزاحفة نحو التربع على عرش العالم،تمهد للتحول الى قوة عسكرية وسياسية تهدد المصالح الأمريكية،التي كانت تسيطر على الموانىء البحرية التي تضمن لها السيطرة على طرق الملاحة والتجارة الدولية ...هذا الإتفاق الجيوسياسي ما بين البلدين سيضاف له روسيا وكوريا الشمالية وفنزويلا ولاحقاً قد يتمدد نحو اكثر من منطقة سوريا واليمن ولبنان والعراق...من شأنه أن يغلق قلب أوراسيا في وجه النفوذ والتغلل الأمريكي.....الخلاف والصراع الأمريكي- الصيني على المصالح والنفوذ خرج عن إطار الضبط والتحكم والسيطرة،حيث فشلت محادثات الأسكا بين البلدين،وإنتهت بتراشق اعلامي ...وسبقها اتهامات متبادلة بين روسيا وامريكا ...وصلت حد وصف الرئيس الأمريكي الضعيف بايدن للرئيس الروسي بوتين بالقاتل،ليرد عليه الأخير " كل اناء بما فيه ينضح"،وأتمنى لك الصحة،بعد تعثره على سلم الطائرة ثلاث مرات....الصين بحاجة كبيرة الى مصادر الطاقة،وكذلك بحاجة الى سوق ضخمة لبضائعها،وهي تستهلك ما يزيد عن ستة ملايين برميل من النفط من الخارج،سيكون فيها لطهران حصة الأسد،وهذا يجعلها تهتم بشكل كبير بالشراكة مع طهران،التي ستوفر لها مصادر الطاقة والسوق الضخمة للبضائع ...وكذلك ايران تقع على الطريق البري لمشروع" الحزم والطريق" الإستراتيجي العابر للقارات ...وطهران كذلك تجد في الإتفاق أبعد من مواجهة كسر حصار وتجاوز للعقوبات الأمريكية،فهذا من شأنه أن يعزز المكانة الجيوسياسية لطهران ونفوذها ووجودها في المنطقة،فالإتفاقية تنص على استثمارات صينية في الأفرع المختلفة للإقتصاد الإيراني تزيد عن 450 مليار دولار في عدة سنوات،بما يشمل الموانىء والسكك الحديدية والصرافة والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات ،والزراعه والمياه والتعليم والبنى التحتية والأهم، من ذلك استخدام العملة الوطنية في التبادلات التجارية بين الطرفين،أي تأمين نظام مالي بديل عن النظام المالي الأمرو اوروبي ،وهذا ما شدد عليه وزير الخارجية الروسي لافروف أيضاً.
واضح بان طهران استغلت بشكل جيد قضية الصراع والتنافس الصيني – الأمريكي على المصالح والنفوذ،وباتت على قناعة تامة بأن الإدارة الأمريكية التي تفرض عليها حصاراً منذ أربعين عاماً،لم تعد سيدة وشرطي العالم،ودورها وحضورها ونفوذها بدأ بالتراجع عالمياً وإقليمياً،وكذلك طهران لم تعد تثق بالإتحاد الأوروبي ولا بالوعود التي قطعها،بأنه سيعمل على ايجاد آلية مالية وتجارية،تضمن لطهران تصدير نفطها والتعامل المالي مع بنكها المركزي،بل وجدت بأن الإتحاد الأوروبي اصطف الى واشنطن في عقوباتها المفروضة على طهران،ولم تعد المسألة العودة الى الإتفاق النووي مع طهران الذي انسحبت منه واشنطن،والتي يفترض أن توجه لها سهام خرق وعدم الإلتزام بالإتفاق النووي،بل وقفت باريس ولندن وبرلين الى جانب امريكا،في مطالبة طهران بعقد اتفاق جديد يطال الصواريخ الباليستية الإيرانية ودورها الإقليمي ،ومن هنا وجدت طهران بأن الفرصة مؤاتية للدخول في شراكة استراتيجية مع الصين،عبر اتفاقية شاملة في مختلف الجوانب الإقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية،بما في ذلك التعاون العسكري والقدرات الدفاعية والتعاون الأمني والإستخباري ،ولذلك طهران قالت لا قاطعة،ليس فقط لنقاش أي ملف خارج إطار الإتفاق النووي،بل قالت بأنها ترفض العودة للإتفاق النووي دون التزام واشنطن بالغاء العقوبات وإنهاء الحصار،وهذا التشدد الإيراني في الموقف،ما كان له ان يكون بهذه القوة،دون إرتكاز ايراني على تحالف مع بكين وموسكو،فهي رفعت من نسبة تخصيبها لليورانيوم الى 20%،وتهدد برفعه الى نسبة 60%،وكذلك خفضت من تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية الى أدنى درجة،فيما يتعلق بالزيارات المفاجئة لمنشأتها النووية.
أمريكا ستجد نفسها بعد هذا الإتفاق الصيني – الإيراني الإستراتيجي،أما معضلة حقيقية، اذا ما أصرت على موقفها الذي تدفعها اليه تل ابيب وبعض العواصم الخليجية وفي المقدمة منها الرياض،بعدم العودة الى الإتفاق النووي مع طهران،ما لم يشمل ذلك قدرات طهران من الصواريخ الباليستية الدقيقة وطويلة المدى وكذلك دورها الإقليمي ودعمها لحلفائها في المنطقة والإقليم،فهذا سيدفع طهران الى المزيد من التشدد وربما يسهم في إقترابها من إمتلاك السلاح النووي اذا ما أرادت ذلك،ولذلك وجدنا الإدارة الأمريكية بدأت بالنزول عن الشجرة وأصبحت جاهزة للعودة الى الإتفاق النووي مع طهران بدون شروط،ولكن طهران موقفها غير قابل للنقاش رفع العقوبات وإنهاء الحصار قبل أي عودة للإتفاق النووي ....وكل يوم يمر ليس في صالح الإدارة الأمريكية،فطهران في شهر حزيران القادم ستكون أمام انتخابات رئاسية،وواضح بأن التيار المتشدد القريب من الإمام على خمينائي هو من سيفوز بهذه الإنتخابات،ولذلك ستصبح مواقف طهران أكثر تشدداً،والإتفاقية الصينية – الإيرانية وحجم الإستثمارات الصينية في ايران،وقدرتها على تصدير نفطها الى الصين،التي تحتاج إلى 6 ملايين برميل يوميا من الخارج، حصة الأسد منها لطهران،سيمكنها من تفريغ العقوبات الأمريكية من مضمونها،وستعزز طهران من حضورها ووجودها في المنطقة والإقليم،ويصبح الخيار العسكري أمام واشنطن لضرب المنشأت النووية الإيرانية مكلف جداً وغير مضمون النتائج،والذي قد يؤدي الى فقدان أمريكا الى المزيد من نفوذها وحلفائها في المنطقة.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نتائج الإنتخابات الإسرائيلية
- أسرلة المنهاج الفلسطيني في القدس ...استراتيجية اسرائيلية شام ...
- من ينقذ القدس والمقدسيين..؟؟
- هدم بيت عائلة عليان في العيسوية ....رسائل في أكثر من اتجاه
- رحل المفكر والمناضل الفدائي أنيس النقاش في الزمنالعربي الصعب
- إرادة الصمود و ا ل م ق ا و م ة أقل كلفة من الخنوع والإستسلام
- لكي نعيد فلسطين للقدس والقدس لفلسطين فلا بد أن تكون قائمة - ...
- إنعاش اوسلو من جديد ....والحمل الكاذب
- اسرائيل لا تستطيع ان تحسم حرباً ولا ان تخوض حرب استنزاف
- إرهاب المستوطنين بحماية الجيش والشرطة
- حتى لا نبيع اهل القدس وهماً
- العيساوية انموذج المقاومة الشعبية الحقيقية
- الأقصى ومخاطر إقامة الهيكل بدل مسجد قبة الصخرة
- قراءة حول مشاركة المقدسيين في الإنتخابات الفلسطينية
- نبيذ وعسل ونساء وسجاجيد صلاة لأمراء وشيوخ الإمارات والبحرين
- تحرير الإنسان يتقدم على تحرير الأرض
- المقدسي قومية عربية وهوية فلسطينية وانتماء اصيل وجنسية ضائعة ...
- هل نحن ذاهبون نحو الفوضى الشاملة..؟؟
- حصاد عام مُرٍ منصرم..عربي وفلسطيني
- الأقصى ما بين مخاطر التقسيم والتطبيع


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الإتفاقيةالصينية - الإيرانية الإستراتيجية ..حلف وارسو بنسخة جديدة