أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد جبر - كونداليزا رايس بين نص السياسة ونص (انهم يقتلون الأطفال) مقاربات نقدية















المزيد.....

كونداليزا رايس بين نص السياسة ونص (انهم يقتلون الأطفال) مقاربات نقدية


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتابع رايس جولاتها المكوكية ، وهي تحلم بشرق اوسط جديد على انقاض الدمار ودماء الطفولة البريئة ، وحلمها يترأى للمحلل الناقد في محاكاة لنص "انهم يقتلون الأطفال" في مجموعة انتفاضيات للشاعر المبدع ايمن اللبدي ، حيث ابدعت مخيلة الشاعر حالة مستنزفة لأسقاط الواقع على النص ، في ظل محاورة تدور انقاضها على الدمار والوحشية ، واجتثاث الأنسانية من جذورها في سبعة مشاهد دامية ، حيث تتشكل السادية والضحية في النص ، وهي ذات الثنائية التي تقدمها قامة رايس الدموية في نص السياسة ، في ظل مشروعها السياسي الأحمق .
ونص " انهم يقتلون الأطفال " يدور في سبعة مشاهد همجية للعدوان الصهيوني على الطفولة والزيتون والحضارة ، وهي ذات المشاهد التي تتبادلها رايس مع اولمرت في ملحمة القتل والدمار، والأرهاب بكل ما تعنيه الكلمة
ففي المشهد الأول تبرز جائزة اولمرت لشعبه في ملحمة القتل ، لغاية تربع اسرائيل على عرش سفك الدماء ، وتهيئ رايس الأجواء الدموية لقنابلها الذكية ، لتبني شرق اوسط الذل والمهانة والأنكسار، والنظم العربية لم يسعفها الحظ في اعمال عقلها المعطل سنوات في سياسة الأمعية لرايس وجوقتها الدموية ، ونموذجها الشرق اوسطي الجديد ، حيث هيأت تلك النظم الباهتة لأولمرت حظوة حظوة قتل الزنبق وعين شمس الورد ، على تصفيق رايس لشلالات نازفة في المشهد الأحمراللامتناهي ، حيث يفتح الهيكل ذراعية للتأييد والدعم لامحالة
شلومو قد نال وساما
وموشي يأخذ نيشانا
اما عفراء لم يسعفها الحظ اليوم
شأؤول ينتظر ليقتل زنبقة اخرى
ويصبح قي قائمة الأبطال
ويفوز بثقة الهيكل
وفي المشهد الثاني تتجلى همجية القتل وقد نفذت قنابل العدو المتكدسة في مستودعاتها ، وقد احرقت الأرض، واجتثت الزرع ، وقطعت الأشلاء ، وادمت الطفولة بالقتل والجراحات ، وهذا هو المشهد ذاته في قدوم المرأة الشمطاء رايس في نص السياسة تتقدمها قنابل الموت على اجنحة اشباح الليل ، وقد نفذت اسلحة العدو ، في الوقت الذي تترعرع فيه ورود الحياة من اتون الارض الحمراء ، اصرارا وصمودا في لبنان الحرية والكرامة ، وغزة الشهداء

نفذت كل صواريخي وانا في مرمى الرادار
اباتشي : لاتتهور ، اياك دخول الميدان
اثنان: وحيدا
اطلب دعما جوياً ، اطلب قصفاً بحرياً
اطلب بترولا عاجل
اطلب راجمة صواريخ ولواء دروع
ويتشكل في المشهد الثالث طبيعة الأهداف الموجهة التي التي تهدد كيان العدو من مشاهد اطفال يبكون ، وسيارة اسعاف، او عمارة تشد ساعديها للبناء على ارض الوجود ، والمشهد ذاته في نص السياسة ونص انهم يقتلون الأطفال ؛ ما بين اولمرت ورايس معا والشعب الذي ينحر امام شاشة التلفزة في لبنان وغزة هاشم ، فالأهداف هي الطفولة والمدنيين والدمار بعينة ، في نفسية العدو الحاقد السادي على الدوام ، وجيوش النظم العربية الباهتة ، ترقص على الجراح ، وتتغني بلهاء بالبطولات ، وشاشتها مسمرة لعرض الأجساد وسراب الحكايات وتزوير الأعلام الذي يدون لغته بومة الدمار في العالم اجمع ، وهكذا تختلط لغة الدمار في نص السياسة بين نكهة امريكية سادية ونكهة عربية متخاذلة على جرعة الدمار الصهيونية

خمسون دقيقة ، ما زال الهدف يتحرك ..ويتمتم
هذا خطر جداً
اياكم ان يسمح للولد ببكاء الأطفال
اياكم ان يرفع ذاك الولد كفية طلباً توقيف النار
سيارة اسعاف تتقدم ..هذا خطر جداً
فجر سيارات الأسعاف الملعونة
لاتتوقف
........
وسقط الجسد الغض على لحم الأسفلت
وسقط الوالد من كل قلاع العرب الكبرى
فجيوش الجيران تحسن عزف الموسيقى
ويقدم المشهد الرابع تصويرا فنيا مبدعا ، لما الت اليه الة الحرب الصهيونية بنكهتها الأمريكية العربية في كلا النصين نص السياسة ونص انهم يقتلون الأطفال ، في القصف الوحشي ،واقتناص الطفولة ، وقلع الأشجار ، وقتل المدنيين ومحطات المياة وتحطيم الجسور واغراق الورد ببحر الدماء ، حتي تسطع كشجرة الشيطان اسطورة الجيش الذي لايقهر، التي تغذى امريكيا وعربيا لغاية ايجاد شرق اوسط جديد حيث تدفن الكرامة وتهشم الحرية والإباء ، بتغذية امريكية عربية سواء بالسلاح والسيولة البترولية والذهب العربي العامر ، ويعبر المشهد الرابع عن ذلك بالآتي
جيش يصطاد الأطافل
يحسن قلع الأشجار ونسف الدور السكنية
يتقن قنص الأزهار
يفتخر بقص محطات الماء
يحسن تدمير العشب
انتخبوه الأول في العالم كي يصبح قدوة كل جيوش الأرض
اعطوه مزيداً من انتاج مصانعكم
مزيداً من بترول مصافيكم
وفي المشهد الخامس تبرز الحالة ذاتها للوحة الواقع في نص السياسة التي تقودها رايس وجوقتها العربية ، حيث تبرز لغات الشكر لأمريكا لما تقوم به من دعم لألة الدمار الصهيونية و لكل الة وهمجية تقتل الحرية والكرامة في وطننا العربي الجريح ، لأنها ارهاصات حلم رايس الشرق الأوسطي الدموي الجديد
امريكا شكراً امريكا
امريكا شكرا
وجب الشكر علينا
وتهانينا للحلم الأمريكي والرز الأمريكي
وكثيراً جداً للبيتزا
......
للجسر الجوي العاجل منها اكثر
امريكا شكرا امريكا
دمنا المسفوح طويلا
اشلاء الأطفال ونوح النسوة
لاتقلق مستر مونيكا
فلدينا من اكوام اللحم كثير جدا تنتطر وصول
الشحنات الأخرى
ولتعرف بعد المزيكا
امريكا شكرا امريكا
وهنا تغدو لغة مونيكا ورايس في تؤامة دموية في عالمنا العربي الجريح ، الذي يتنفس الصعداء ، ليسفر عليه فجر الحرية والنصر المؤزر المبين ،
ففي النص تتأكد لغة الشكر للجسر الجوي العاجل والسلاح الأمريكي المغذى بالبترول العربي ، في مجازر الدم المسفوح بلا حدود ، واشلاء الطفولة ، ومزيد من اكوام اللحم المترامي على الطرقات ، على الحان الشكر العربية لأولمرت ورايس ، لما يقوموا به من تدمير وقتل لمن يجرؤ على التلفظ بأبجديات الحرية في العالم العربي الأصم .
وفي المشهد السادس تسلط الأضواء على لغات التنديد العربية ، ومؤتمرات التخاذل والتزوير ، المتهافتة على صناعة الحلم الصهيوني الأمريكي ، من خلال اعطاء الوقت الكافي لألة الحرب الصهيونية لتعيث فساداً على راحتها في اوطاننا الجريحة ، في مزيد من السفك والقتل الوحشي على مرآى الشاشات والعالم اجمع ، وذلك ما يكون كفيلا لنوم هادئ واحلام حمراء للسيدة رايس على الحان شرق اوسطها الجديد
مؤتمر اللطم المستعجل
لاينفع قبل يناير
فالوقت كثيراً ضيق كي يصنع ديكور الأمريكي
فلينتظر الدم المسفوح
وهكذا يسخر الزمان والمكان سلاحاً ، مع القنابل المحرمة دولياً والصواريخ المهداة دمارا لأطفالنا من قبل اطفال العدو ، وسائر ادوات الدمار والهمجية ،مزودة بالطوابير تلو الطوابير الخامس افراداً ونظماً وإعلاماً ، التي تتلقى التعليمات الذكية من رايس ، حول شرق اوسطها الجديد ، وبالتالي تهيئ الدعم الكافي لأستباحة وجودنا ، واغراقه بالروح الأنهزامية
وفي المشهد السابع تدور المحاكاة بين عزف رايس المدمر في وجودنا المكفهر ، ولغة الأرادة والصمود في ساحات الدمار وخلف القضبان ، التي تشرق منها طيور الحرية اسرابا تلو اسراب في وجودنا الملوث بالأدخنة ، حيث تشدو للنصر ، وتؤكد ضرورة انتصار الحق على الباطل ، والأرادة على الطغيان ، حيث يشتعل اتونها من رماد الأرض ، وحكايا الشهداء ، تعلي الراية خفاقة لاتنحني ، في لبنان وغزة هاشم ، وفي رايات كل احرار العالم .
فهذه المحاكاة مهداة :

هذه الحكاية لعيني محمد الخائفتين
لدم شعبي المسفوح
ولصوت امرأة قالت اودعك حبيبي
ولعجوز تحمل علماً لفلسطين وتهتف ....
وهنا المحاورة بين علم فلسطين الحرية والزيتون وعلم لبنان الأمة والأباء ، وهكذا يغدو نص السياسة متهافتاً هشاً، بين تحدي الطفولة وسلاح المقاومة والأحرار في العالم اجمع ، ونص انهم يقتلون الأطفال الذي يصنع النصر من احلام الشهداء ، وارواح الطفولة المتصاعدة إلى عرش السماء .
..............................
" انهم يقتلون الأطفال " ، نص شعري مستقى من مجموعة انتفاضيات للشاعر ايمن اللبدي ، مطبعة اليانجي ، دمشق ، 2003، ص 57 ـ ص68 .




#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هندسة الذات (9) : سيكولوجية الحرب الدائرة على لبنان
- متطلبات الإدارة الإبداعية للحركة العمالية في العالم العربي
- ثنائية ( العشق ، الرفض ) للمجتمع في المشهد الأدبي
- ذاتية الكاتب والنص الأدبي
- هندسة الذات8: الذات والتغيير
- الأنسنة بين الواقع والطموح القصصي
- هندسة الذات (7) : الأرشاد العقلاني الأنفعالي
- ماهية استلاب الأنا في نص كوابيس
- انعكاسات ثلاثية ( الإبداع ، الإعلام ، الواقع ) على المشهد ال ...
- ندوة الإعلام والعولمة
- هندسة الذات (6) الوعي بالذات
- ماتيلدي سيراو والاحتضار بين زهور الفل
- هندسة الذات (5) : استراتيجيات تحفيز الذات نحو المذاكرة
- ابداعية تماهي الحوارات في نص لاتسأليني
- فوب هانسون وتمرد الشفاه الحمراء
- هندسة الذات (4) / تطبيقات عملية
- فرجينيا وولف من خلف أشجار القص
- ثقافة الحوار ..نهوض واستقرار
- هندسة الذات 3 3
- ندوة سيكولوجيا الأدب: الماهية والواقع


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد جبر - كونداليزا رايس بين نص السياسة ونص (انهم يقتلون الأطفال) مقاربات نقدية