أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد المختار أحمد فال - في التجديد الديني أم في فلسفة الدين محمد إقبال والتساؤل حول إمكان الدين















المزيد.....

في التجديد الديني أم في فلسفة الدين محمد إقبال والتساؤل حول إمكان الدين


محمد المختار أحمد فال

الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 01:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في التجديد الديني أم في فلسفة الدين محمد إقبال والتساؤل حول إمكان الدين


محمد المختار أحمد فال / باحث موريتاني






تمهيد :


يندرج مشروع محمد إقبال ضمن ما يمكن أن نصطلح عليه بالتأسيس (غنوفلسفي) لإمكانية الدين نفسه ونعني هنا بالغنوفلسفي إدماج رافدي الروحانيات والعقليات ضمن تأسيس نسق جديد يعيد اختبار التجربة الدينية في بعد تقومها الجوهري والحيوي ضمن كينونة الإنسان وكذلك يضفي على العلوم الطبيعية بعدا روحيا تغدو معه تدبرا في "سنة الله" وتأسيسا لهذا التقوم المتدفق والخلاق ، وهو تقوم يندرج ضمن محاولات إقبال الدؤوبة لإعادة الحفر بتمعن شديد في إمكانيات الروح البشرية و في علاقتها كنظام بالأبدية والديمومة رغم ما تجده هذه الروح من حرية تجعلها تنفلت من عقد كل محاولات الذود بها نحو الحتمية أو الغائية في بعديهما الكلاسيكي وهو ما سنطرق له بقدر من التفصيل فيما يلي من محاور .
وإذا كانت فلسفة الدين في السياق الغربي قد تأسست ضمن من يمكن أن نصطلح عليه بالمسار الممتد من سبينوزا كانط وصولا إلى برجسون فإننا يمكن أن نقول ودون ما مماحكة تذكر إن كتاب محمد إقبال تجديد الفكر الديني في الإسلام يعد الكتاب الأهم في السياق الإسلامي لتقديم تسويغات جديدة للتجربة الدينة تخوله لأن ينال درجة السبق في هذا المضمار .
وهي محاولات سنحاول رصد بعض معالمها وتبيين بعض خطوطها النظرية شديدة الأهمية في المحاور التالية .



محمد إقبال والتأسيس الفلسفي لإمكانية قيام ميتافيزيقا بالعموم


إذا كان كانط قد انطلق في كتابه نقد العقل الخالص من محاولة واضحة المعالم لجعل ضرب من الميتافيزيقا على الأقل ممكنا وهو ما اختصرته صيغة الإستفهام الكانطية : كيف تكون الميتافيزيقا ممكنة؟ وعضضه شغفه الدائم في إنقاذ هذا العلم المترنح منذ القدم وإلى اليوم حسب عبارته التي استخدمها في تصدير الطبعة الثانية من كتابه ، فإننا يمكن أن ندرج محمد إقبال ضمن هذا المسار وإن بتمايز نظري غير عسير الإدراك ، والقارئ الفطن لكتاب إقبال التجديدي يلاحظ الحضور المكثف لكانط في متن إقبال وإن بتفاوت تارة وتأرجح بين الظهور والاستبطان تارة أخرى .
لقد حاول إقبال أن يجعل سؤال الدين ممكنا عبر تأسيس ميتافيزيقا لا ترتكن إلى الأدوات والمناهج التي أفضت بها إلى طريق مسدود و لذلك نجده في بداية كتابه التجديد الديني في الإسلام يقيم نقدا لاذعا لكل الأدلة الميتافيزيقية التقليدية على وجود الله الدليل الكوني والدليل الغائي والدليل الوجودي ،ولن نقف ههنا إلا على الدليل الأول طلبا للاختصار واعتبارا لكون هذا الدليل في جوهره المنطقي يستغرق الدليليين الآخريين ويؤسس لهما .

والحال أن "الدليل الكوني ينظر إلى الكون على اعتبار أنه معلول متناه ، ثم ينتقل في سلسلة من أشياء يتعلق بعضها ببعض تعلق العلة بالمعلول ، حتى يقف عند علة أولى لاعلة لها لأن العقل لايقبل التسلسل إلى غير نهاية و على أنه من الواضح أن معلولا متناهيا لا يعطينا إلا علة متناهية ، أو يعطينا على أكثر تقدير سلسلة غير متناهية من علل متناهية ، فالوقوف بهذه السلسلة عند حد معين ، والارتفاع بواحد من هذه العلل إلى مقام علة أولى لا علة لها إهدار لقانون العلية نفسه و الذي يصدر عنه الدليل بجملته".(1) يبدو أن إقبال لا يبتعد بشكل كبير عما أسماه هيدجر في إطار نقده لهذا الدليل بالدور الأرسطي وهو هذا الوقوف عند علة أولى تفسر إمكانية العلية دون أن تدرك ضرورة التسلسل من حيث ارتباطه بصحة الدليل نفسها وهو دور ظلت كل العصور الوسيطة تعتمده وتبني عليه حججها دون فحصه فحصا حقيقيا ، وربما أول فيلسوف حاول أن يخرجه من إطاره الميتافيزيقي لم يكن إلا اسبينوزا حينما رام التفلت من كل تعال يوقع في فخ هذا الدليل فاستعاض عنه بالمحايثة والضرورة وإن كان لنا تشوفنا على هذه الصيغة فإننا لن نطنب كثيرا بصددها .
إن الحقيق بالتنبيه هو ضرورة الرجوع إلى ما فعله كانط مع مفهوم العلية وإخراجه إلى آخر مجالات اشتغالته
يقول نيتشه بعد أن عدد ثورات العقل الفلسفي الألماني إن ثورة كانط تكمن بالأساس في"علامة الاستفهام الكبيرة تلك التي وضعها بجانب مفهوم السببية، لا لأنه عارض مشروعية هذا المفهوم كما فعل هيوم ، لقد شرع بالأحرى وبحذر في تحديد المجال الذي لايزال فيه لهذا المفهوم نفسه معنى ولازلنا لم ننته من هذا التحديد بعد (2)

والواقع أن إقبال يريد في عملية تجديده أن يعيد الاستدلال على الدين فلسفيا وذلك لا يتأتى إلا بفحص كامل لكل دليل ووضع الاعتبار لكل تفسير من شأنه أن يشكل نقطة ضعف تمس مسار الاستدلال ذاته وهو أمر جعله يحاول أن يقيم التناهي في علاقته باللاتناهي من دون المرور بأي جهاز من أجهزة التفكير الميتافيزيقي المدرسي .
"إن اللامتناهي الصحيح لا يخرج المتناهي بل يشمله ويفسر وجوده ويسوغه "(3) وهو بهذا المعنى يختلف عن سياق طرح المدرسيين له اختلافا جوهريا ولا يتضمن بالمرة كذلك الوقوع في العلاقة التي أقامها هيجل بين اللامتناهي والمتناهي تلك العلاقة التي تجعل "اللامتناهي الحقيقي يمتص في جوفه وباستمرار كل متناه "(4)

والحال أن سياق المحاججة قد دفع بإقبال إلى مناقشة إشكالية المكان والزمان في تاريخ الفلسفة بدء بزينون الإيلي وانتهاء بآينشتاين في القرن العشرين ليتسنى له من خلال فحص المكان اعتبار مفهوم التجربة في علاقته بالطبيعة وتفنيد النظرة التجزيئة الإنفصالية للطبيعة المبنية على الواقعية الساذجة التي ماتت مع المناطقة الجدد كما يقول آرثر فاين Arthur Fine في كتابه اللعبة الهشة The shaky game .
يقول برتراند رسل واصفا الحال الذي آل إليه مفهوم الجوهر مع آينشتاين:"إن نظرية النسبية التي أدمجت الزمان في الزمان - المكاني قد زعزعت معنى الجوهر كما اصطلح عليه السلف أكثر مما زعزعه جدل الفلاسفة " (5)
وإذا كانت "المادة حسب الإدراك العادي مجرد شيء يلبث في زمان ويتحرك في مكان فإنها و بحسب النسبية في الطبيعيات الحديثة ليست شيئا ثابتا له أحوال متغايرة ، بل أصبحت مجموعة حوادث مرتبطة بعضها ببعض وبهذا ذهبت صلابة المادة التي قيل بها قديما ، وذهبت معها الخصائص التي كانت تجعلها تبدو في نظر المادي شيئا أقوى في حقيقته من الأفكار التي تجول في العقل (6) .


لكن عبقرية إقبال تكمن بالأساس حسب تصورنا في معالجته للزمان وهي معالجة لا نكون مبالغين إذا قلنا إن إقبال نال بها درجة السبق الفلسفي حتى لهيدجر فيلسوف الزمانية الأكبر .
يحاول إقبال أن يقدم تصورا لا علميا للزمانية بموجبه تكون الأولوية للثقل الفينومينولوجي الذي يلقيه الزمان داخل ردهات الكينونة الإنسانية من خلال اعتبار مفهوم الحياة وأسبقيته الأنطولوجية على أي تفسير ميكانيكي
"فالحياة ظاهرة فريدة وفكرة الآلية غير مناسبة لتحليلها (7)
و "الزمان المحض كما يكشفه التحليل العميق لحياتنا الشعورية ، ليس خيطا من لحظات متفرقة متقلبة وإنما هو كل مرکب ، ليس الماضي فيه متخلفا ، ولكنه متحرك مع الحاضر ويؤثر فيه والمستقبل يتصل بهذا الكل المركب لا بوصفه موجودا أمامه ليجتاز بعد ، وإنما يتصل بهذا الكل المركب بمعنى أنه ماثل في طبيعته في صورة إمكان قابل للتحقق . والزمان باعتباره کلا مرکبا هو الذي يسميه القرآن "التقدير" وهي كلمة أسيء فهم معناها كثيرا في كل من العالم الإسلامي وفي خارجه والتقدير هو الزمان عندما ننظر إليه على أنه سابق على وقوع إمكانياته ؛ هو الزمان الخالص من شباك تتابع العلة والمعلول ، أي حالة الرسم البياني التي يفرضها الفهم المنطقى على الزمان ، و بالاختصار هو الزمان كما نشعر به ، لا كما نفكر فيه أو نحسبه(8)

إن الزمان الحقيقي حسب إقبال هو الزمان الذي يتأسس على وحدة الديمونة دون أن يعني ذلك نمطا من الآلية أو الغائية التي تشاطر الآلية نفس المنطلق إنما هو نمط من الخلق المتجدد يكون فيه "الإنسان على تمام الحرية والابتكار"(9)

والحال أن هذا السبب هو الذي يجعل العلم في محاولات دائمة لخرق هذه الأصالة في الخلق المتجدد وتعويضها بنمط تحكمي حسابي ينتهي على أعتاب الحتمية ذلك أنه -أي العلم - إنما يسعى إلى إيجاد التماثل والاطراد في التجربة ولكن الحياة بما فيها من إحساس عميق بالتلقائية تقيم قواعد الاختيار فتخرج بذلك عن نطاق الجبر ، ولهذا يعجز العلم عن فهم الحياة " (10)

بهذا الأساس يعيد محمد إقبال الاستدلال على التجربة الدينية والميتافيزيقية بشكل عام على أساس فلسفي جوهره هو الزمانية المبدعة والديمومة الخلاقة واعتبار المتناهي في علاقته باللامتناهي على أساس هذه التقديرية التي يحوزها اللامتناهي ويبني من خلالها نظام العالم وروح الحياة بناء يجعل "العلم بالطبيعة علما بسنة الله"(11) و يحيل كل محاولات فهم الطبيعة إحالة مباشرة إلى العبادة باعتبار أن "ما نسعى إليه في الحقيقة إنما هو نمط من الاتصال الوثيق بالذات المطلقة (نفسه ) وليس للعبادة في حقيقتها من مفهوم أكثر من مفهوم الصلة والتدبر والتفكر .



محمد إقبال نحو تجربة دينية مؤسسة فينومينولوجيا أو تحت هدي السؤال التالي :هل الدين أمر ممكن ؟



لاحظنا أعلاه كيف حاول محمد إقبال أن يفجر التجربة الدينية والميتافيزيقية في أعماق علوم الطبيعة المعاصرة من خلال اعتبار "الطبيعة سنة الله" التزاما بالآية وكذلك فهما لها باعتبارها تقديرا للذات الإلهية، بيد أنها سنة وتقدير لا يحد من خارجه وإنما يتقصد أن يحد من داخله من خلال فعل الذات الأزلية الذي هو فعل لا يؤسس للحتمية ولا للآلية بقدر ما يرسم مسارات الحرية ويمكن لها عبر ديمومة خلاقة .
وضمن هذا الحدود النظرية الصلبة يصل محمد إقبال في الفصل الأخير من كتابه التجديد الديني في الإسلام إلى طرح السؤال هل الدين أمر ممكن ؟


إن منتهی قصد الحياة الدينية كما سيلاحظ محمد إقبال هو :" كشف الذات بوصفها فردا أعمق من نفسية الفرد العادية القابلة للوصف التصوري واتصال هذه الذات بذات الحق العليا يكشف لها عن تفردها ومرتبتها الميتافيزيقية وإمكان تقدمها ورقيها في تلك المرتبة ولو أننا أردنا التدقيق لقلنا إن التجربة التي تؤدي إلى هذا الكشف ليست أمرا عقليا قابلا للتصور بل هي حقيقة حيوية نزعة ناشئة عن تحول بيولوجي داخلي لا يمكن اقتناصه في شباك المقولات المنطقية (12)

وانطلاق من هذه التجربة الحيوية يمكن أن يتأسس الدين باعتباره أمرا ممكنا لا بل وباعتباره أمرا جديا يرمو ملامسة الحقيقة الأبدية دون سياجات أو حدود منطقية صورية لا تفعل في كل مرة سوى مواصلة التوسل للصرامة النظرية في مقابل الجدية التي لا تبلغها مرتبة أي تجربة قدر بلوغ الدين لها يقول محمد إقبال إن :"طريقة إدراك الحق بواسطة تصور المعاني الكلية ليست قط بالطريقة الجدية لإدرا که فالعلم لا يبالي إذا كان الإلكترون الذي يقول به ذاتا حقيقية أم لا فربما كان رمزا أو عرفا لا غير أما الدين وهو في جوهره حال من أحوال الحياة الواقعة فهو الطريقة الجدية الوحيدة للبحث في الحقيقة (13)
لا يبدو لنا أن محمد إقبال يبتعد بالقدر الكافي عن صيغة هيدجر الذائعة والتي تنتمي إلى مقال ما الميتافيزيقا 1929م هذه الصيغة التي حاول هيدجر أن يحلل فيها العلم من منطلق المقارنة بينه و بين الميتافيزيقا إذ أنه ومن خلال هذه الصيغة:" لا تبلغ صرامة أي علم جدية الميتافيزيقا " (14)

والحال أن ما يشترك فيه هيدجر وإقبال يبدو جليا فكلاهما يريد الخروج على الصرامة من أجل الجدية التي هي في جوهرها طلب للحقيقة ، بيد ان ما يشتركان فيه أيضا هو نبذ هذا التصور الحاسب الذي تمت قولبة الوجود داخله وباتت كل قيمة مختزلة فيه .
إن الإنسان العصري وقد أعشاه نشاطه العقلي كف عن توجيه روحه إلى الحياة الروحانية الكاملة ( 15) فقد أصبح مقطوع الصلات بأعماق وجوده (16) وبات بعيدا عن الأسئلة الجوهرية والملحة التي تخترق كل كيانه فتهاوى في عدمية خطيرة في الغرب كانت نتيجة من نتائج العقل التقني الذي طفق يبدو مساوئه منذ منتصف القرن التاسع عشر و سقط بالمقابل في الشرق ضمن روسوم تبتعد عن الحياة وتختزل كل تجربة دينية في أشكال طقوسية جافة وباردة يقول محمد إقبال واصفا هذه الثنائية : فلا أسلوب التصوف في العصورالسطى ولا القومية ولا الاشتراكية الالحادية بقادرة على أن تشفي علل الإنسانية اليائسة ولاريب في أن اللحظة الحاضرة تمثل أزمة خطيرة في تاريخ الثقافة العصرية والدين وحده هوالقادر على إعداد الإنسان العصري إعداداخلقيا يؤهله لتحمل التبعية العظمى التى لابد من أن يتمخض عنها تقم العلم الحديث "(17)
إن الحقيق بالتأكيد هو حرص إقبال على تحديد التجربة الدينية باعتبارها تجربة روحية سامية تنفذ نحو أعماق الموجود البشري وتخوله لطرح سؤال المسار والمصير لا من حيث طرحه على العلم وإنما من حيث طرحه في دروب الحقيقة وتحت هدي الوعي الفينومينولوجي المكثف بالتجربة الدينية الروحية بشكل عام .

خاتمة :

من الجلي الآن أن محمد إقبال قد حاد بفلسفته إلى أن جعلها فلسفة في الدين تعيد له الاعتبار لا من جهة كونه حاجة إنسانية وقيمة أخلاقية بقدر ما تعيد له الاعتبار باعتباره أفق خلاص ممكن لإنسانية مرهقة إرهاقا شديدا بفعل توقيعات العلم المثقلة بالتقنية والتصور الحاسب للوجود .
وهي مهمة جعلت إقبال يعيد إفساح الإمكانية للميتافيزيقا بالعموم من خلال علاقة خاصة بين المتناهي واللامتناهي جوهر هذه العلاقة هو اعتبار الأبدية والديمومة في علاقتها بالحرية الخلاقة
لقد حاول إقبال كما بينا أن يقدم تصورا لا علميا للزمانية بموجبه تكون الأولوية للثقل الفينومينولوجي الذي يلقيه الزمان داخل ردهات الكينونة الإنسانية من خلال اعتبار مفهوم الحياة وأسبقيته الأنطولوجية على أي تفسير ميكانيكي
فالحياة ظاهرة فريدة وفكرة الآلية غير مناسبة لتحليلها كما يقول إقبال والحقيق بالطرح الجدي هو اعتبارها من حيث ثقلها كتجربة فينومينولوجية مكثفة تخترق الوعي البشري وتعطيه إمكانية لبناء الدرب الآمنة نحو اللامتناهي باعتباره منتهى للتقديرية لا مسطرا للآلية أو حتى الغائية في مفهومها العام .
لقد حاول إقبال أن يجد للميتافيزيقا موضها من خلال زمانية تنطلق من السرمدية ولا تقف الا عند عين المتغير باعتباره حالا للإنسان تندمج ضمنه هذه الإمكانية وبشكل فريد يقول القديس أوغستين :"إني أعرف الزمان مالم يسألني أحد عنه فإن سألني فإني لا أعرفه بعد سؤاله " إن هذه الخاصية العميقة للزمانية هي ما حدت بفيلسوفنا إلى أن يبني عليها تأسيسه الميتافيزيقي بناء فلسفيا قويا وهو ما خوله لأن يعيد لاحقا الشرعية للتجربة الدينية باعتبارها أمرا ممكنا لا لأنه ممكن علميا ومنطقيا ولكن لأنه ممكن عمليا وحياتيا وقيميا لحل مأزق الإنسان المعاصر إنسان التقانة والعدمية والرسومية ...إن مشكلة العلم هي أنه باختصار شديد لا يفهم الحياة .







الهوامش والمراجع :

1-محمد إقبال تجديد الفكر الديني في الإسلام ترجمة عباس محمود 1955 م ص 36
2-نيتشه ، العلم المرح ، ترجمة حسان بورقية_محمد الناجي ، إفريقيا الشرق ، الطبعة الاولى 1993 ص 222
3-محمد إقبال مرجع السابق ص 43
4-هيجل موسوعة العلوم الفلسفية المجلد الأول ت،عبد الفتاح إمام دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان الطبعة الثالثة ص 158
4-محمد إقبال مرجع سابق ص 43
5-نفسه
6-نفسه ص 54
7-نفسه ص 60
8-نفسه 60
9-نفسه 61
10-نفسه 68
11-نفسه
12-نفسه ص 211
13-نفسه
14-هيدجر ما الميتافيزيقا
15-نفسه 215
16-نفسه 216
17-نفسه 217



#محمد_المختار_أحمد_فال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان هيدجر ملحدا بالفعل ؟ ....إجابة مختصرة
- العدالة بين المعايير والحقوق أو جون رولز في الإهمال العملي و ...
- من الاستعمار والاستخلاف إلى استحالة الدولة أو من الصدام إلى ...


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد المختار أحمد فال - في التجديد الديني أم في فلسفة الدين محمد إقبال والتساؤل حول إمكان الدين