أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور الموسوي - مقاطعات بين المدنية والأديان















المزيد.....

مقاطعات بين المدنية والأديان


انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)


الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقاطعات بين الأديان والمدنية:-
هناك صراع يحاول أن يكسبه رجال الدين في مناطق عدة من العالم، هذا الصراع يتحول الى تطرف في اغلب حركاته، ويتعقلن في بعضه.
رجال المتبنيات الدينية يصرون على أن الأنظمة فاشلة التطبيق ويصبون جام غضبهم على النظريات السياسية المتوفرة.
الإرهاق الذي تسببه لهم المنظومة المدنية بالعالم بات علني. وأفقدهم الكثير من صوابهم.
ذلك لأن:-
فشل المنظومة الدينية في ايجاد بديل حيوي وحياتي لتجهيز الانسان المعاصر بالرغبات الحياتية والتطلعات اليومية،واقتصارها على أبعاد غيبية بيد أن الانسان المعاصر جزءًا اساسياً من عصر النانو، ومتحركًا فاعلًا في سمات العصر اليومية التي تنحصر ضمن مفهوم مركزي يُدعى " بالحريات ".
لم تحصل المنظومة الدينية بكل أشكالها على نظرية سياسية " متوافقة " لا بالإدارة ولا بالحكم، بل يحدثنا التأريخ عن ارهاصات في الحكم " سياسية " مبتعدة تمامًا عن طبيعة الأحكام الدينية النافذة أمثال الحكم البابوي في اوربا والحكم الإسلامي في باكستان والسعودية وإيران...او بشكل اوسع الخلافتين ( الاموية، العباسية ).
بل قد يتحول الأمر الى تطرف سالب للحياة تمامًا يجذر عناوين متطرفة غايةً بالوحشية والأجرام كما في حركات المتشددين الدينيين في كل أنحاء العالم ومنهم التنظيمات "السلفية".
لم تكن مخرجات تلك العناصر على نحو الصدفة ، بل هي مقيدة بالنص الديني ( غاية الأمر لو أراد احد المنظرين الذين " يحاولون الاعتدال" يلقون اللوم على من فهم النص والتأويل ويدعون انه فهمه خطأ، أو يضعفون حجية سند الروايات).
وهذا أيضًا اوقع الجميع في فهم نص متعدد وبالتالي تعددت النتائج في التطبيق على البشرية وأدت إلى كوارث من الحروب والقتل وسلب الحريات.
لربما لو أردنا مسامحة بعض النصوص وحملها على محمل ( البراءة ) خرجنا بنتيجة لا تختلف كثيرًا عن الواقع الذين يرفضه اصحاب تلك الفرضيات والتي هي:-
( التحرك ضمن مصالح شخصية بإسم النص الديني) او استغلال بإسم الأديان من قبل البعض.
وهذه تخريجة ستجعل المدافعين عن حدود القدسية للنص في غاية الحرج!.
لأنها ستحيل التفسير الى النظرية الماركسية لسلوك البشرية بكونهم مرتبطون عنوةً بوسائل الإنتاج وإن غاية محركاتهم الحياتية تنبع من دوافع إقتصادية...
في خضم تضارب وضعف النص الديني العالمي ( بالتأويل، والتفسير، والتطبيق ) لا زالت جميع الحركات مصرة على أنها جزء فاعل في إنتاج مجتمع " غير مدني " لكنه سعيد!! والى يومهم هذا لم يستطيعوا تلبية 1٪ من هذه الفرضية لمواطن واحد في أنحاء العالم!.
غاية الأمر أن جميع منظري هذه الحركات يستطيعون أن يقدموا تبريرات وليست نظريات وإن قدموا نظرية فإنها لا تخرج عن حدود النص " المنغلق " كحركة الإخوان المسلمين، وأحزاب ألعالم الشيعي وفرسان الهيكل، وجيش الرب...
في حقيقة الأمر ان هذا الصراع لم يأخذ شكلًا متوازنًا ابدًا على طول مراحل التأريخ، هناك بون شاسع بين [المدنية الاجتماعية والمدنية السياسية] بمختلف عناصرها، وفارق عميق بين معكسر المدافعين عن النص الديني.
لكون الأول يُتيح واتاح مساحة كبيرة جدًا في فهم الحياة بالشكل الحالي، وأدى الى تقديم "فيزياء مكانية" أتاحت للبشرية أن تنعم بأشكال من التطور والتنوع والرُقي وتوفير مستلزمات الانسانية التي هي بحاجة ماسة لها، وتتطلع لها حتمًا وفقًا لسيكولوجية البشر والطابع الفسلجي للإنسان. ( الأمور هنا ليست بالمطلق بطبيعة الحال إذ هناك اكيدًا إستثناءات).

اما المتحدثين بإسم النص الديني لم يقدموا شيئًا وفقًا لنصهم للبشرية شيء. لسببٍ يكاد يكون جوهري في هذه التضمينة وهو:- أنهم لا يوجد لديهم شيء ليقدموه على مستوى السلوك الاجتماعي والحريات، ولا على مستوى العلم. غاية الأمر تقديم تبريرات للدفاع عن النصوص، أو تقديم نقد عن هجمات مزعومة ضد الدين!.
اما نظرية تتبنى جانب سياسي او اقتصادي وتطبيق فعلي لا نظري مع سلوك هادف لخلق فرص عيش منتظمة تتيح للبشرية أن تمارس حرياتها فذلك أمر ابعد مايكون عن الإنتاج الديني.
إن تلك الإشكالية باتت تخلق جانبًا زبائنياً فقط لدى الأنصار للنص الديني وجانبًا غيبيًا عقائدياً.
الجانب الزبائني هو المحرك الأجدر في الانضمام اذ يتيح توفير علاقة " نفعية " لسد نقص الاحتياجات المادية لدى الأفراد وعند توفير تلك الضرورة الحياتي تجد المدافعين منهمكون في التصدي!.
وبالتالي فأن فلسفة الأمر ستحيلنا الى نفس نظرية المحركات الاقتصادية والمادية في السلوك البشري، إذ لم نصنع شيئًا سوى الإيهام بالفاعل الروحي بآنه هو المحرك لا غير.
اما الجانب العقائدي فهو يكاد يكون متولد من الجانب الزبائني لا أكثر.
لكن هذا ايضًا ليس مطلق التعميم فهناك إستثناءات ايضًا.
أصبح اليوم الدفاع عن النص والدعوات إلى إرجاع البشرية حيث النص الديني ( وإن كان معتدلًا) يأخذ شكلًا ضعيفًا بل مهزومًا، وهذه الحقيقة لم تأتي من هجمات ضد الأديان او مؤامرات كونية كما يتشبث بها المغردون.
هي حقيقة بنيوية في طبيعة النص نفسه، اذ هو غير قابل للمسايرة والتعميم، وصناعة دولة ومجتمع متطور. ولإثبات ذلك تلاحظ مجتمعات العالم المتقدم حينما غادرت الكنسية ما ذا حصل لها؟ وحتى المجتمعات والسياسات التي تتمسك بالسمة الرسمية في دستورها بالنص الديني أنها غادرت هذا النص ضمنًا ضمن سلوكيات مجتمعاتها وسياساتها بلا إفصاح او تصريح علني لكن تلاحظ ذلك من خلال طبيعة سياستها وسلوك مجتمعها المدني.
بينما المجتمعات والسياسات التي أصرت على البقاء ضمن بؤرة النص الديني ( مسيحي ،أسلامي، يهودي) تلاحظ أن سمة التشدد هي الأرفع في تعاطيها مع الاخر، ولم تمضي بخطوة واحدة نحو التقدم والنهوض وصناعة مجتمع مرفه أو نظامي.
اذ لم تحقق لرعاياها أدنى مقومات الرفاهية ولم تحقق تقدمًا في السياسة والاقتصاد وغيرها.
يبدو إن الصراع بين المدنية والدينية بدأ يآخذ شكلًا مختلفًا الآن عن ذي قبل، اذ كانت المدنية والعلمانية متهمة بكونها مستوردة من الغرب، اما اليوم اتضحت القضية انه صراع بين التقدم والتأخر، بيد في حقيقة الامر ان لا صراع جذري بينهم، ((فالمدينة العلمانية)) تحترم تلك الخصوصية وتحافظ عليها وتجعل لها مساحة مناسبة لها، لكنها لا تسمح لها بشغل أكثر من مساحتها تلك،أي هي تفسر حجمها الحقيقة وتضعها به، وهذا التفسير هو ما ولد هذا الصراع، اذ لم يرق ذلك لدعاة الحاكمية المطلقة ومجموعات لا حكم إلا لله...كونهم يوهمون أنفسهم والناس بأنهم الناطقون باسم الرب والفاعلين الأساسيين لتطبيق رغبة الرب على الأرض ( مجرد ادعاءات) تحولت إلى قضايا معاصرة!.
لا احد يستطيع تقديم هذه الحقيقة على اساس عقلاني منطقي بصورة صريحة لكنها تبقى حقيقة.

هذا من زاوية اما الزاوية الاخرى المنيرة لجانب النص الديني وتطبيقاته وانفعالاته على سلوك المجتمع فهي :- لا تتعدى الجانب الروحي السامي لدى الافراد، جانب فردي شخصي يتسامى الأنسان فيه نحو الرب، نحو عالم أخر، عالم غيبي لم نشهده وهو واقع، يعمل على نحت ذاته وفقًا لعبادات ومعاملات وطقوس لإيصال روحه الفانية لمرضات الرب من خلال أعماله الصالحة، وتلك فضائل حقيقة لا يمكن انكارها فلسفيًا بالمطلق.
وهي سلوكيات نافعة، وغاية مؤدية لخلق فرد فضائلي نقي مقدمًا أعماله الصالحة لأجل الغيب وحيازة مرضات الله تعالى.
وتلك حقيقة لا يمكن ان تنفك ايضًا عن سلوك البشرية، لكنها اختيارية، غير تابعة لا لفرسان الهيكل، ولا لجنود الرب واحزاب الفرض القسري على الحياة...

هو سلوك طوعي إختياري لا يمكن ان يتم بالفرض والإكراه وصناعة التشدد، وبطبيعة الحال وعلى الرغم من سموه فهو:- غير صالح بالمطلق لصناعة دولة، ولا تقديم نظرية سياسية، ولا رفاهية دنيوية لبشرية جمعاء ولا خلق فرص عيش متقدمة مع الاخذ بنظر الاعتبار طبيعة اختلافه من دين الى دين اخر ومن جماعة الى جماعة أخرى اذ هو ايضًا غير متوافق عليه ومحل تهجم وخلاف بين الاوساط المشتغلة ضمن هذا الإطار، وتبقى تلك السلوكيات فردية بحتة غير قابلة للتعميم أو الفرض والشمولية.

انور الموسوي
21/3/2021



#انور_الموسوي (هاشتاغ)       Anwar_H.noori#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا.. جعلوني وحيداً!
- الصدر يهدم
- اخفاقات مابعد 2003
- لانظام بنكهة الستوتة
- التشيع والدولة
- الضريبة ومسؤليات القيادة
- انصار الصدر لا يشبهون الستر الصفراء رؤية وتحليل.
- حرب النستولوجيا( حزب البعث) الجزء الأول
- العلمانية ونظرية سروش
- تسجيل المكالمات
- سائرون ومسار المعارضة
- ورقة نقدية في كتاب الاسلمة السياسية في العراق للدكتور فارس ك ...
- ملف شحة المياه والجنابي وزيرا
- الانتحار
- الاديان, والاراء على محمل البحث
- تقرير حرب
- الانتخابات مشروع لحتمية الدولة المدنية
- اصالة المعنى
- مقالة في كتاب سيكولوجيا الاحتجاج في العراق للدكتور فارس كمال ...
- تأسيس على كتاب العنف في الأديان للدكتور صادق اطيمش.


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور الموسوي - مقاطعات بين المدنية والأديان