أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور الموسوي - اخفاقات مابعد 2003















المزيد.....

اخفاقات مابعد 2003


انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)


الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غالبا ما يحصل الاضطراب, في البلدان النامية أو ما يمسى ببلدان العالم الثالث, وذلك لظروف مختلفة أهمها اقتصادي مع غياب الديمقراطية أو الالتفاف عليها, أو صناعة ديمقراطيات مزورة بفعل نتائج انتخابية غير رصينة, وهذا ما يؤدي إلى اختزال الحريات الفردية والجماعية, وضياع المزيد من الاستقرار.
من اهم مبررات عدم الاستقرار وقيام الثورات أو الاحتجاجات إذ يرى اقتصاديون مثل ((بول كوليرو أنكه هوفلر في عامي 1998 و2002، والتي دلت على ارتباط المؤشرات الاقتصادية بالاضطرابات السياسية، خاصةً حينما ينخفض نصيب الفرد من الدخل، فيصبح هذا الانخفاض سببًا لكثير من الاضطرابات السياسية .أما الفساد ((بالطبع لا تؤدي زيادة السكان الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة في بلدٍ ما بالضرورة إلى ثورة، لكن اجتماع هذا العامل بفساد قادة هذا البلد يزيد من نسبة حدوث الاضطرابات السياسية).
العراق بلد تم بناءه منذ تأسيسه الحديث, ليس على رؤية تقدمية مستدامة, بل جرى الاعتماد على مواكبة قضاياه المرحلية, ووفقا للظروف الموضوعية التي تمر بمجتمعاته ويجري التعامل معها أنيا, أو ضمن اطار غير واسع الأفق.
كان ولا زال العراق بلدا يراوح في مكانه, مما سمح ويسمح دائما بحصول الاضطرابات الداخلية, والتدخلات الخارجية.
صناعة الثورات والاحتجاجات فضلا عن مجمل التدخلات الأخرى في صياغة القرار الداخلي له مبرراته الأكيدة, إذ لليوم لم يتمتع قادة العراق مع الحلفاء قبل الأعداء بقرار وطني مستقل, يسمح بوضع رؤية تنموية واقتصادية خاصة بالنظام الداخلي لهذا البلد.
التراكمات السلبية قبل عام 2003 وما نتج عنها من إخفاقات في بنية شخصية الفرد العراقي, ومن ثم المجتمع , لم يتم علاجها بطريقة فعالة, بل ازدادت هوة تمييع الهوية, وتفاقمت مرحلة الصراعات, وتم إعادة إنتاج الفساد بطريقة دراماتيكية عصرية. وانفتحت أبواب التحديات المختلفة من القاعدة وداعش, والتدخلات الإقليمية, وصار البلد بوابة لتجارة الدول على حساب امن وسلامة ووحدة البلاد.
الضعف الواضح, وقلة الخبرة, وسياسة المحاور غير المنتظمة, وعدم ادراك أولويات الشعوب, وتفاقم حالات الفساد للقادة قبل المواطنين, واستنزاف خيارات البلد ضمن رؤية أحادية الجانب, والتعكز ضمن مسار اقتصادي واحد, جانب كل الحقائق العملية والعلمية لإعادة إنتاج عراق قوي.
قادة المرحلة يظنون ويفكرون بان حتمية الخلاص والنهوض بالبلد لن تمر وفقا لمنظور اقتصادي, وسياسي, وبرامج علمية واستشارات دولية, انهم مصرون إن كل ذلك لن ينفع في إعطاء مزيدا من الرخاء والتقدم والحريات, لان العقلية التي يضممون بها هي عقلية تتسم ضمن منهجيتين:-
الأولى : استثمار البلد والمواطن, وليس استثمار بالبلد وللمواطن. وهذا نتج بيع محصول وإرادات العراق لجيوب نفعية فردية وفئوية وانتج الفساد المعلن والمقنع, لعبة هذا الدور بالأساس مجموعة من الأحزاب والشخصيات النفعية, وتمت الشراكة بين تلك المنظومات وفقا لعقد تمتعت باللصوصية اكثر مما اتسمت بالوطنية, فخيرات العراق تم التحاصص عليها واقتسامها وبيعها وبيع حتى الثوابت الوطنية لمجموعة هدفت إلى اكتساب المزيد من الثروات على حساب الاقتصاد الوطني, ومستوى دخل الفرد, فبالتأكيد في نهاية المطاف لن تتحقق العدالة الاجتماعية وسيضعف الناتج المحلي والقومي, مما سيؤثر حتما على نمو الدخل الفردي, وخلق ما يسمى بال ( الطبقية الحديثة). فكيف لا تقوم الثورات...!
الثاني:- إن الخلفية الأيدولوجية التي يتمتع بها هؤلاء القادة أو الأحزاب, هي خلفية مستمدة لعناصر ديمومتها من الماضي, وجرى ويجري التأكيد على موضوعة استلهام عناصر الماضي في إعادة إنتاج الحاضر وحتى المستقبل, وهذا فيه عمومية ليس لقادة العراق فحسب, بل لكل الدول العربية الإسلامية, إذ انهم حينما يواجهون المشكلة, لا يتم معالجتها وفقا لظروف المرحلة, أو ما تتطلبه عقلية الظرف الراهن وما تشير اليه الأبحاث العلمية, فبدلا من النظر إلى الأمام يرجعون القهقري إلى الماضي في محاولة لإيجاد تفسير موضوعي ((لصراع الايدلوجيا ت أو صراع الحضارات, أو أسباب صدام التقدم العلمي مع التخلف الواقعي الذي يعيشوه)). فما ذا يجدون بالماضي؟ يجدون مجموعة من المتهات, أو غير المستندة إلى حصيلة فكرية وعلمية تتناسب مع واقع المرحلة, أو تخلف مزمن عانته الحقب السالفة من تاريخهم, أو ميتافيزيقية روحية متسامية لا تنسجم مع أي من حقائق الواقع ومشاكله, وتشكل حالة فردانية تصلح لان تكون شخصية, لا يمكن تعميمها في سياسة إدارة المرحلة. فينصدمون بالواقع من خلال رجوعهم إلى الماضي, فما الذي يحصل؟ الذي يحصل انهم بقوا بالماضي ولم يرتحلون عنه, بل أعادوا إنتاج مضامين الماضي بصيغة الحاضر, وأسقطوها ضمن اطر الحلول فأنتجت مجموعة من الرواسب المخدرة للفرد والمجتمع, واستهلاك حتمي لأي رؤية مستقبلية في التقدم, وتراجع واضح ومعلن في خراب الحاضر والمستقبل.
في الأساس إن صراع الأيدولوجيات لا ينتج بالضرورة ممكنات تقدمية, بل "رواسب تلك الحقب تكون منتجة لذاتها في كل العصور" وان الإصرار على عدم مغادرة الماضي, يخلق هوة واسعة وكبيرة في فهم عقلية الجيل الحاضر, ولن ينتج سوى محصلات تديم زخم ذلك الماضي عن طريق الأفراد والجماعات المنضوية تحت تلك الأيدولوجيات, وتخلق حالة " زبائنية" غير مثمرة على مستوى الطموح الوطني, بل مثمرة ضمن الكسب الجماهيري فحسب. وهذا ما سينعكس سلبا وبصورة حتمية على مفردات الحياة العامة, والتشتت الاجتماعي, والضعف في بنية الهوية الوطنية في قبالة تعظيم الهويات الفردية والحزبية والولائية, وهذا شرخ كبير في منظومة بناء الدولة على أساس "دولة المكونات وليست دولة المؤسسات".
إذ من البديهي أن تحصل الاحتجاجات والثورات, والمطالبات في تحقيق الإصلاحات, وحتى موضوعة التدخلات وشراء الذمم. فحينما يتم وضع علاقة " زبائنية" مستندة على أحياء التراث كأيدولوجية فعالة, لاشك إن تتسم الحقبة بمختلف الانتكاسات, وضياع فرص النهوض والتقدم والعمران.
الثوابت المشكوك في صلاحيتها لازالت هي نفسها تلك الثوابت التي ينتهجها النظام الحالي, بمعزل عن أي تفكير من أن المراحل تحرق بعضها, والأجيال حينما تولد, تأتي بحلة جديدة مختلفة عما سبقها, والمراحل السابقة احترقت من فكر هذا الجيل, فلا يمكن أن نتعامل مع جيل المرحلة وفقا لمرحلة الجيل السابق, فضلا عن التعامل معه وفقا لعقلية ال1400 سنة...! كل هذا سوف لن يجدي نفعا, ولن يتم بناء دولة أو فرد وفقا لهذا المنظور.
معطيات المرحلة والحال هذا ما تعيه كل الدول المتقدمة بالعالم, من خلال تعبيد التكنلوجيا, وضمان الحصول على الخدمات والبنى التحتية مع صياغة الاقتصاد القوي وزيادة الناتج الوطني, وتحقيق النمو الفردي, مع توفير كافة القوانين الخاصة بالحماية الفردية والاجتماعية وعدم المساس بتلك الحريات, وترك خرافات الماضي للماضي, وفسح المجال بشكل مطلق لكل الحريات , وتعظيم السياحة بكل أنواعها وبلا قيود عرفية أو دينية, والحال هذا في كل دول العالم حتى الإسلامية منها.
الجيل المكبوت, هو من يصنع نفسه ويضع خيراته. بات مستحيلا أن نرجع إلى الوراء, إلا ضمن حدود الرمزية بالاحتفاظ بالهوية الفردية كشكل من أشكال التوارث فقط., إن هذا الجيل يحاول الآن شق عباءة الأعراف التقليدية والمضي بمستقبل ينسجم مع تطلعاته ورغباته المكبوتة وطموحاته التحررية والوطنية.



#انور_الموسوي (هاشتاغ)       Anwar_H.noori#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لانظام بنكهة الستوتة
- التشيع والدولة
- الضريبة ومسؤليات القيادة
- انصار الصدر لا يشبهون الستر الصفراء رؤية وتحليل.
- حرب النستولوجيا( حزب البعث) الجزء الأول
- العلمانية ونظرية سروش
- تسجيل المكالمات
- سائرون ومسار المعارضة
- ورقة نقدية في كتاب الاسلمة السياسية في العراق للدكتور فارس ك ...
- ملف شحة المياه والجنابي وزيرا
- الانتحار
- الاديان, والاراء على محمل البحث
- تقرير حرب
- الانتخابات مشروع لحتمية الدولة المدنية
- اصالة المعنى
- مقالة في كتاب سيكولوجيا الاحتجاج في العراق للدكتور فارس كمال ...
- تأسيس على كتاب العنف في الأديان للدكتور صادق اطيمش.
- دويلات لخارطة جديدة برسم المعلوم ( العراق)
- العجز الوجودي!
- العودة إلى الدُنيا


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور الموسوي - اخفاقات مابعد 2003