أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يونس عنوري - الصداقة بين الإمكان والإستحالة














المزيد.....

الصداقة بين الإمكان والإستحالة


يونس عنوري

الحوار المتمدن-العدد: 6846 - 2021 / 3 / 20 - 14:42
المحور: مقابلات و حوارات
    


لطالما شكل مفهوم "الصداقة" موضوع سجال وخلاف وجدال بين الأشخاص حول ماهية الصداقة والأساس الذي تنبني عليه. هل هي علاقة إنسانية منزهة عن كل منفعة أم هي قائمة على مصلحة؟ على إثر هذه الإشكالات أقيم حوار بين أخوين حول "الصداقة" وكان على الشاكلة الىتية:

ي:

تصوري للسعادة يتحقق بثلاث؛ الصحة، الاستقلال المادي، الحب والعلاقات الصادقة، وهي نفس فكرة برتراند راسل.


ش:

أتفق في الأولى والثانية، وأختلف في جانب العلاقات الصادقة مع الآخرين.
العلاقات مع الناس الآخرين عبارة عن مصالح.. وبالتالي لا وجود لأي شيء يسمى بـ"العلاقات الصادقة".



ي:

المجازفة بالتلفظ بمفهوم "الصديق" أو "صديقي" تجاه الغير هو في الحد ذاته دلالة صريحة عن كون ما نتلفظ به من ملفوظات خصوصا تلك التي تلازم مجاملة "الأغيار"، في غياب تام لركائز الصداقة؛ فالصديق ليس من يلازمنا لفترة أو مرحلة زمنية بعينها، أو مشترك نشترك فيه. بل هو في نظري: الذي جرد علاقتنا به من كل منفعة زائلة. فالصداقة المؤسسة على منفعة تزول حين تنتهي المنفعة. فالصديق الحق، الذي لازمنا ولازال كذلك، لم يكن بيننا وبينه علاقة منفعة.

ش:
أختلف معك في أنه، بالنسبة لي، العلاقات عبارة عن مصالح؛ مادية أو معنوية، وحين تزول المصالح تزول معها العلاقات، وبالتالي صفة صديق ليست ثابتة بل متغيرة، والمتغير لابد من التعامل معه كمتغير..


ي:

أتفق معك في كون العلاقات متغيرة، والمتغير وجب التعاطي معه كمتغير. ولكن هل في نظرك يمكن القول إن الصداقة مفهوم هولامي طوباوي لا وجود له سوى في عقول العامة؟ إذا كان الأمر كذلك لا معنى للحديث عن "الصداقة".


ش:

الصداقة بالنسبة لي مصطلح نُطلقه على من شئنا من الناس، حتى وإن تعرفنا على المنادى قبل ساعة، وفي حديثي دائماً أكتب: صديقي..

أي أني لست معنيا بإشكالية أين يندرج مفهوم الصداقة.. لأنه ببساطة مصطلح، قد أشبهه بـ: جميل، حسن، أنيق.. وهي كلمات قد نقولها لأشخاص بغض النظر عن مدى صحة كون الغير جميلاً أو حسناً أو أنيقا.

ي:
هي ملفوظات عادية ولكن وجب التدقيق فيها حتى لا نكون دولوزيين في التفكير.
إذا لم ندقق في المفاهيم، فسنظل نطلق مفاهيم هنا وهناك دون استغوار معناها والتدقيق فيها وفي ماهيتها.


ش:
حتى لا نكون كذا"، عبارة غير دقيقة لأنها تستعمل للوصاية على الأشخاص، وهي دخيلة على الفلسفة، باعتبار أن أغلب استعمالاتها تكون في أوساط رجال الدين، الذين يوجهون الناس بالقول: "علينا فعل كذا. حتى لا نكون من الذين.. أو الذين.. أو...".

ولكن عموماً: ما إشكالية أن أكون دولوزياً أو كلبيا أو حماريا أو جحشيا؟ لأن الدوائر التي تراها غير جديرة بالتواجد داخلها، قد لا تكون كذلك بالنسبة للغير.

مسألة أخرى أجدد التأكيد عليها لمعرفة معنى تعريفي للصديق، ورداً على قولك أنه غير دقيق، عد لفوق حين قلت إن العلاقات عبارة عن مصالح مادية ومعنوية، وبالتالي هي متغيرة، أي الصداقة متغيرة. إذا بالنسبة لي لا فرق بين أن أطلق على شخص تعرفت عليه قبل ساعة صديق، وبين آخر أعرفه منذ سنوات وعلاقتي به ليست مادية نهائياً، لأن كلاهما سيان في نظري، الأول أتواصل معه كصديق آني لقضاء مصلحة مادية لي أو له، والثاني أتواصل معه كصديق قديم تربطني به مصلحة معنوية وهي؛ الضحك أو اللعب أو النقاش أو أي شيء يجعلني مرتاحاً أو سعيداً؛ أي مصلحة معنوية..

يعني الصديق هو: شخص تجمعني به مصلحة مادية أو معنوية، آنية أو مستمرة.

ي:
الصداقة تعاشُ ولا تقالُ ولا تقاسُ.

الصداقة من وجهة نظري؛ هي علاقة إنسانية بالدرجة الأولى المجردة من كل منفعة زائلة. لماذا؟ لأن المنفعة متغيرة والمتغير زائل ومتحور؛ والصداقة المؤسسة على المنفعة المتبادلة زائلة.

قد أكون رغبويا في ضع حد لمفهوم الصداقة ولكن تلك وجهة نظري وحتى لو اختلف معي الأغيار، شيء عادي جدا لأن الأصل بين البشر هو الاختلاف.
رغبويا من أي ناحية؛ من أنني أنزع الصداقة عن كل منفعة زائلة رغم أنه قد لا يكون ذلك هو الصواب، ربما قد يكون العكس.



#يونس_عنوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية تليين الفلسفي مقابل الديني في فصل المقال لإبن رشد
- اللغة بين الأصل التيولوجي والإصطلاحي!
- تجديد المناهج الدراسية كسبيل لبناء فكر نقدي حر!
- عقل إسلامي كلاسيكي أم عقل كلاسيكي في السياقات الإسلامية!!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يونس عنوري - الصداقة بين الإمكان والإستحالة