أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس عنوري - إشكالية تليين الفلسفي مقابل الديني في فصل المقال لإبن رشد














المزيد.....

إشكالية تليين الفلسفي مقابل الديني في فصل المقال لإبن رشد


يونس عنوري

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 9 - 21:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد حظت إشكالية التوفيق بين الفلسفة والدين؛ أي بين الحكمة والشريعة، عقول الفلاسفة في العصر الإسلامي الكلاسيكي، مادفعهم الى القيام بمحاولات في تليين الفلسفي مقابل الديني، وعلى ذلك كتب إبن شد مؤلفه المائز "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الإتصال"، محاولة جريئة لإحداث القول الفصل في مسألة التوفيق، التي أرقت وجعلت العقل الإسلامي الكلاسيكي في موقف قلق معرفي. وانطلاقا منه ابدع واتكئ إبن رشد على مفاهيم سعى من خلالها لربط وصال الثنائيتن اللتان شغلتا العقل. مبتدعا بذلك التأويل والظاهر والمجاز؛ باعتبارها مفاهبم ساعدة في تشكيل فهم بين الديني والفلسفي. ومنه فماذا نقصد بالتأويل؟ وما الظاهر والمجاز؟ كيف نفهم ردود الشرع في الظاهر والباطن؟
لا مراء في أن التوفيق بين لحكمة والشريعة أوبتعبير اخر بين الفلسفة وعلم الكلام منبع رئيس للدلائل النطقية التي سعى ابن رشد لربط الوصال بينمها. منطلقا بذلك بأن الفلسفة أي الحكمة تدعونا الى النظر والإعتبار العقليين في الموجودات في شموليتها، ماهي إلا رغبة في مساس حقيقة الصانع؛ لأن الصنائع المنتشرة حوالينا ماهي إلا صنائع صانع. بالتالي إدراك حقيقتها هو في نفس الوقت ادراك للصانع أي "الله". ومنه يحدث إبن رشد مقارنة بين الإعتبار والنظر الفلسفي للفيلسوف أنه لا تتعارض مع نظر رجل الدين، الذي ينقب بدوره ويعتبر على أن الصنائع دليل على الصانع، وفيه أيات كثيرة في القرأن تدعو الى النظر والتدبر "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت". فالحقيقة التي تسعى الفلسفة للإقتراب منها لا تختلف في جوهرها على مايسعى رجل الدين وعلماء الكلام وراء تدبر أيات القرآن. إن انظر الفلسفي القائم على البرهان باعتباره عملية إستدلال لتبيان صدق القضية من كذبها، ومدى صدقها مرتبط بالحجج التي تتكئ عليها القضية التي تكون موضع تبيان صدقها من كذبها. وفي نفس المصب يقول ابن رشد في مامعناه أن كل ما أدى له البرهان وخالفه ظاهر الشرع أن ذلك الظاهر يقبل التأويل على التأويل العربي. بمعى أن ما وصل إليه البرهان باعتباره نظر عقلي منطقي قائم على حجج منطقية، من حقائق صادقة وخالفها التأويل العربي، لابد من الميل نحو البرهان مقابل التأويل الشرعي باعتباره هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح بدليل. فإذا حدث خلاف بين ما وصل إليه البرهان وما آل اليه الشرع، فالذي وصل إليه الأخير وجب تأويله تأويلا غير التأويل العربي. إستنادا لما يحمله المنهج التأويلي من نقائص متشابكة فيما بينها؛ بين تأويل عقلي وتأويل باطني ذاتي لا يفهمه إلا المأول نسفه، بين تأويل قائم على الجدل ينتظر من ورائه للميل لفكرة تبناها المجادل. فهذه التشابكات بين التأويلات أحدثت شرخا بين التأويل السليم وبين التأويل المؤدلج الغاية منه تأويل النص لما يخدم ذات الشخص،ما غيب الحقيقة. وعدم التعامل مع النص القرآني باعتباره يحمل ظاهرا وباطنا ومجازا، الشيء الذي لم يدركه علماء الكلام ما جعلهم منكبين على فهم النص اقرآني دون القبض على التأويل السليم. بالتالي ما وصل إليه البرهان وخالفه الشرع لا يجب ترجيح التأويل الشرعي على البرهاني، بل وجب اعادة تأويل النص القراني تأويلا غير التأويل العربي، لما له من هشاشة سببها الإنكباب للتأويل وأدلجتهة الشيء الذي أدى بصعوبة إدراك وفهم حقيقة النص القرءاني. وهذا الخلاف الحاصل مس بالأساس الباطن من النص القرءاني، نظرا لتباين قراءة العامة وفهمهم للنص ما جعل الخلاف الحاصل في فهم النص القرءاني مربتبط بصعوبة فهمه وما تسبب في خلاف بين علماء الكلام.
إن ما دعا إليه ابن رشد وأكده هو أن ما يصل إليه البرهان ويخالفه الشرع، لا يجب طمس نتيجة البرهان بل وجب تأويل النص ليووافقه البرهاني القائم على حجج منطقية تبين صدق القضية من كذبها. ومنه يحاول ابن رشد إقامة قول فصل وتساوي مابين الديني والفلسفي أي ما بين الحكمة والشريعة. وأنهما لا يختلفان ولا يتضادان بل هما في علاقة مكملة لبعضهما. بالتالي أحداث قول فصل فيما بين الحكمة والشريع من الإتصال.



#يونس_عنوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة بين الأصل التيولوجي والإصطلاحي!
- تجديد المناهج الدراسية كسبيل لبناء فكر نقدي حر!
- عقل إسلامي كلاسيكي أم عقل كلاسيكي في السياقات الإسلامية!!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس عنوري - إشكالية تليين الفلسفي مقابل الديني في فصل المقال لإبن رشد