أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - دينيس سميث .. الأجندة الخفية للعولمة














المزيد.....

دينيس سميث .. الأجندة الخفية للعولمة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحذر العالم الاقتصادي المرموق دينيس سميث في كتابه " الأجندة الخفية للعولمة" من أنه : " إذا لم تغير العولمة اتجاهها وتطوي شراعها فإن الثمن المدفوع من الحرية وحقوق الانسان سيكون فادحا". ترى ما الذي وجده سميث في العولمة بحيث تمثل خطرا على الحرية؟. يبدأ سميث بتعريف العولمة بأنها : " انصهار تدريجي للعلاقات بين المجموعات والمجتمعات حتى تلتقي العلاقات في النهاية من أدنى العالم إلى أقصاه"، أي حتى تصبح للعالم صورة واحدة تقريبا. ومع أن العولمة اتجاه بدأته الامبراطوريات القديمة إلا أنها تلقت دفعة قوية على حد قول الكاتب بعد :" انهيار حائط برلين في 1990 وتفسخ الاتحاد السوفيتي بحيث وجد " البطل الأمريكي" نفسه القوة الوحيدة بين أنقاض الامبراطوريات الزائلة". وهكذا قاد البطل الأمريكي ويقود عملية العولمة بصفتها الرئيسية كحركة اقتصادية تحلق بأجنحة العلم والتكنولوجيا والنظريات دفاعا عن مصالح الدول الكبرى والشركات متعدية الجنسية، وتحقق أهدافها بقفزات الأموال عبر الحدود وتقليص أوحتى تحطيم دور الدول وإزاحة الهويات الوطنية والثقافات القومية لصالح مفاهيم ومصالح رأس المال. ويتم ما يسميه دينيس سميث" الانصهار التدريجي" للمجتمعات على أساس حركة " السوق الحرة"، وجدير بالذكر هنا ما لاحظه وزير خارجية اليابان " ناكومورا " ذات يوم من أن : " ما تسميه أميركا اقتصاد السوق الحرة هو نوع خاص من الحرية يتحرك بالقنابل والصواريخ كلما ظهر أن هناك بلدا آخر يحقق تفوقا اقتصاديا"، ذلك أنه ما أن تتعارض السوق الحرة مع المصالح الرأسمالية العالمية حتى تتحرك الصواريخ لترسيخ حرية السوق لصالح البلدان الأقوى. وفي هذا الإطار يذكرنا دينيس سميث بأن تلك السوق الحرة مرتبطة بالتلويح بالعقوبات عن طريق صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية على الدول التي تتخذ طريقا خاصا لتنمية مواردها، أو تضع العوائق أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى بلدانها. ولأن العولمة تتناقض اقتصاديا مع مصالح الشعوب النامية فإن الكاتب يحدثنا عما يسميه " الإذلال" لمن يغني خارج السرب، ويحدد ثلاثة أنواع من الاذلال الدولي في مقدمتها ذل الاحتلال المباشر كما جرى في العراق وإرغام الشعب على التبعية، ويستشهد في ذلك السياق بجرائم الأمريكيين في معسكر " أبو غريب". وهناك نوع آخر من الاذلال الدولي بحرمان الدول المارقة من الانتماء إلى المنظمات الدولية، ثم استخدام النبذ والتنحية كوسيلة إذلال آخر. لهذا يرى دينيس سميث أن إحدى النتائج المباشرة للعولمة هي : " تشريد البشر واقصائهم على نحو يولد الاحساس بالسخط ". وإذا كانت العولمة تمثل هجوما شرسا لرؤوس الأموال العالمية، فلا ينبغي لذلك الهجوم أن يحرمنا من الاستفادة بالانجازات العلمية المرافقة له، وهذا بالضبط ما تم من قبل حينما غزا نابليون بونابرت مصر، ووقف الشعب المصري كله ضد الغزو، لكنه أخذ من الغزو أسلحة التطور: تنظيم الجيش، وإقامة أعمدة النور في الشوارع، والمسرح، وغير ذلك. علينا ونحن نواجه العولمة بالوطنية أن نأخذ من غزوة السوق الحرة أفضل ما لديها من علوم وتكنولوجيا وقدرات. علينا أن نستفيد إلى أقصى درجة من أن بوسعنا ونحن في شبرا أن ندخل مكتبة نيويورك، وأن بإمكانا من باب اللوق أن نتجول في متاحف فرنسا. يقترب العالم من أن يكون قرية كونية واحدة، لكنها قرية مقسمة إلى قمم وسفوح، يحصل فيها ثلاثمائة وخمسون مليونيرا على دخل يساوي ما يحصل عليه ملياران ونصف مليار إنسان! ويبقى على شعوب العالم الثالث، أو النامي، أن تستفيد من العولمة إلى أقصى درجة وهي تحاربها بفكر آخر، ونظريات اقتصادية أخرى. هذا وإلا فإن " الثمن المدفوع من الحرية .. سيكون فادحا" على حد قول دينيس سميث. فاتني أن أنبه إلى أن كتاب " الأجندة الخفية للعولمة" صادر عن المركز القومي للترجمة وقد ترجمة على أمين علي.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تعيش على أنك مصطفى وأنت إبراهيم
- شخصيات مشهورة .. أصل وصورة
- المجلات الثقافية المصرية .. الرسالة والأزمة
- اسرق قصيدة .. تصبح أديبا
- كورونا .. تجارة الحياة والموت
- فــرانــز بــارتــل .. الاســتــثــنـــائـــي فــي الأدب
- عبوات معدنية صغيرة
- سلافوي جيجك .. كوفيد 19 الذي هز العالم
- شخصية ترامب عند نجيب محفوظ
- رانيا وعفاف وقصة تحرير العبيد
- فتاة عصبية - قصة قصيرة
- حكايات صغيرة لليلة رأس السنة
- لغة الأدب في اليوم العالمي للعربية
- يحيي حقي .. الجميل الذي لا يتكرر
- رسالة عن الفلوس والفن
- فصل الدين عن الأدب .. معركة متجددة
- نظام جديد قصة قصيرة
- الــلــون والــديـــن والــســيــاســة
- روبرت فيسك .. وداعأ
- نحن والاسلام وفرنسا


المزيد.....




- باراماونت تقدم عرضًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز ديسكف ...
- غياب برلمانيين عن جلسات البرلمان يثير جدلا في المغرب ودعوات ...
- ماذا قال أحمد الشرع في الذكرى الأولى لإسقاط الأسد؟ وماذا أهد ...
- ما مصير محمد صلاح مع ليفربول بعد إبقائه على دكة البدلاء؟
- -العدالة لم تتحقق بسقوط الأسد-.. عائلة سورية لاجئة في بريطان ...
- ترامب: صفقة نتفليكس - وورنر -قد تكون مشكلة-
- ماسك يشعل الجدل: رفع السوريين لأعلامهم في أوروبا خيانة والتر ...
- سوريا: ما الذي تحقق بعد عام من سقوط الأسد؟
- أيهما أذكى؟ النشطاء يقارنون بين -جميناي- و-شات جي بي تي-
- 84 عاما وولاية رابعة.. وتارا يؤدي اليمين رئيسا لكوت ديفوار


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - دينيس سميث .. الأجندة الخفية للعولمة