أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن رجب - الأوبئة ومواقف المتدينين وحكاية طريفة في العراق














المزيد.....

الأوبئة ومواقف المتدينين وحكاية طريفة في العراق


حسن رجب

الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 19:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(الجزء الأول)

في ظل تفشي فايروس كورونا في العراق ودول العالم بداية العام ألفين وعشرين الذي تحول فيما بعد الى وباء متوحش أخذ يفتك بالناس ويثير الرعب بينهم ، ونظرا لتشابه ظروف وعوامل انتشار هذا الوباء مع الظروف والعوامل التي عاشها العراقيون بشكل خاص في مراحل تاريخية سابقة ،

فإنه يمكن القول إن الطاعون كان أفظع وباء حل بالعراق عبر تاريخه الطويل ، وقد ظل المعمرون من اهل بغداد يتحدثون عن مآسيه حتى عهد متأخر .

جاء هذا الوباء قادما من ايران التي تفشى فيها اواسط تموز عام ١٨٣٠ ليصل بعد شهرين الى كركوك ، حيث طلب (داود باشا) والي بغداد آنذاك في العهد العثماني من طبيب القنصلية البريطانية اعداد منهج للحجر الصحي بغية منع الوباء من التقدم تحو بغداد ، وقد أعد الطبيب المنهج لكن المتزمتين من رجال الدين في بغداد أفتوا بأن الحجر الصحي مخالف للشريعة الاسلامية ، ومنعوا (داود باشا) من اتخاذ اي عمل لصد سير الوباء ، فاستمرت القوافل الواردة من ايران وكردستان بالدخول الى بغداد بكل حرية .

في أواخر آذار ١٨٣١ ظهرت او اصابة طاعونية في بغداد وكانت في محلات اليهود ، ثم أخذ الطاعون يسري نحو المحلات الأخرى .
حيث بلغت أعداد الجنائز التي أخرجت من ابواب المدينة أواسط نيسان من العام نفسه (ثلاثة آلاف) جنازة يومياً حسب ماضبط في سجلات الموظفين الذين لم يبقَ منهم بعدئذٍ من يقوم بالتسجيل .

الاوربيون والمسيحيون المتصلون بهم ولأنهم يعون خطورة الوباء ، عمدوا بدورهم الى حجر انفسهم في بيوتهم لا يخرجون منها وذلك بعد أن جهزوا انفسهم بما يلزمهم من مواد التموين . وكانوا اذا اضطروا الى اخذ شيء من الخارج سحبوه من الشبابيك بالملاقط ودخنوه قبل استخدامه ، ولهذا كانت الاصابات بينهم قليلة نسبيا .
اما سائر السكان ، فقد استسلموا للقدر وأخذ الطاعون يحصدهم حصدا حتى قيل ان عدد الموتى في اليوم الواحد بلغ تسعة آلاف ، في الوقت الذي كان اللصوص ينتهزون الفرصة ليدخلوا الى بيوت المتوفين لنهبها .

ومن الحوادث الطريفة التي تروى من تلك الأيام ، هي أن رجلاً رأى في منامه الملائكة مارين في الزقاق لتسجيل عدد الذين سيموتون في كل بيت ، وقد وجد أن العدد الذي سُجل عن بيته يطابق تماما عدد أسرته ! وبما أن أفراد أسرته ماتوا جميعا ماعداه هو ، أيقن انه ميت قريبا .
وحين استيقظ من النوم استعد للموت فغسل بدنه ولبس الكفن ثم تمدد نحو القبلة ، وشاءت الصدف أن يدخل في تلك اللحظة الى بيته لص ظن أن صاحب البيت ميت لكنه فوجئ به وهو ينهض صارخاً به ، ليقع اللص صريعاً من هول الصدمة ، وعند هذا أيقن صاحب البيت أن عدد الموتى الذي سُجل عن بيته قد تم ، فلا داعي لموته ، فبقى على قيد الحياة ووصلت بعد ذلك روايته الى ابن حفيده الذي هو عالم الاجتماع الأكبر الدكتور علي الوردي والتي ذكرها في كتابه (لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث) والذي سأنقل لكم من كتابه المذكور بقية حوادث هذا الوباء في الجزء القادم .



#حسن_رجب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أهدى ماركس (رأس المال) لداروين؟
- مزرعة الحيوان ووصايا القائد
- وفد العراق في الصين ألف سلامة
- وظيفة الصحفي وحريته
- فزاعة الإلحاد وبعبع الإنحراف الأخلاقي
- على أي شيء نشكر العبادي؟
- الأولى لوضع صورته أو إسمه على العملة
- رؤية مصرية نأكل أرضنا الخضراء


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن رجب - الأوبئة ومواقف المتدينين وحكاية طريفة في العراق