فزاعة الإلحاد وبعبع الإنحراف الأخلاقي

حسن رجب

الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم أشأ التعليق على أي من المواضيع التي تخص الفكر الديني مهما كانت مسيلة للعاب الكتاب والمدونين .

إلا أن العمى الذي أصاب مسؤولي الدولة وأصحاب القضاء والقانون ، وصل حداً يصعب تجاهله .

فلو تناسينا قضية المدعو (جواد) ابن محافظ النجف لؤي الياسري الذي ألقي القبض عليه مع ثلاثة آخرين كانوا معه في ٢١ يناير ٢٠١٨ في بغداد متلبساً وبحوزتهم أسلحة خفيفة وأنواع من المخدرات والهويات الحكومية بينها (هويات جهاز المخابرات العراقي) !

أو تركنا الحديث عن الفساد المستشري في دوائر النجف ومنها مجلس المحافظة_المسؤول الأول عن منح العقود للمستثمرين والمقاولين الفاشلين والرخص لفتح مراكز الترفيه بينها الكوفي شوبات التي يصفها رجال دين وبعض من يتفق معهم بأنها مراكز لحرف الشباب !

أو صرفنا النظر عن تجاوز المحافظ لصلاحياته ولكل الأعراف والقوانين عبر نشره صورة المتهم بالإساءة إلى الشعائر الدينية تحت مسمى (القدسية) التي يبدو أنها (أي القدسية) غير صالحة للدفاع عن حقوق الناس وأموالهم التي تسرق وتنتهك جهارا نهارا في النجف وغيرها من الأماكن (المقدسة) !!

لو تجاوزنا كل هذه "الفظائع" وغيرها الكثير ، فالمنطق الذي يستخدمه أي إنسان عاقل منصف ،

يحتم عليه أن يسأل عن "الأسباب الحقيقية" عن ظهور حالة مثل حالة الشاب المتهم ب"الإساءة" إلى الشعائر الدينية أيام زيارة (الإمام الكاظم) ، والتي تستهدف بحسب آخر الإعترافات التي زعمت قيادة شرطة النجف ، حصولها عليها من المتهم ،

"اختراق" الشباب فكريا واستدراجهم للعمل مقابل مبالغ مالية في صفوف داعش بعد غسل ادمغتهم واستهداف القيم الاخلاقية لديهم !

هل هذه الأسباب متعلقة صدقاً بقناعة أمثال هذا الشاب بالأفكار التي تحملها التنظيمات الدينية المسلحة ؟

أم هو سوء إدارة وتنظيم شؤون الناس بشكل عام ، وأيام المناسبات الدينية بشكل خاص ، من قبل أصحاب السلطة بطريقة تمنع تعطيل حيوات من لا يرغب بممارستها أو لا يؤمن بها ؟

هذا الكلام وهذه المقارنات ليست لتبرئة المتهم ب"الإساءة للشعائر الدينية" أو للدفاع عنه فهذه وظيفة المحامين والقانون الإنساني الحقيقي ..

لكن إختصار مشكلات العاطلين عن العمل المتعاظمة وحرف الأنظار عنها تارة ب"فزاعة" الإلحاد وأخرى ب"بعبع" الإنحراف الأخلاقي ،

أصبحت بالية وسخيفة جدا .

#حسن_رجب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل