أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - بيتنا.. قصص قصيرة جدا














المزيد.....

بيتنا.. قصص قصيرة جدا


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 15:05
المحور: الادب والفن
    


بيتنا
في بلاد الغربة هو منذ عشرين عاما. عندما مرضت أمه في بغداد وأصبحت تشكو من آلام المفاصل وأمراض القلب، عمل المستحيل حتى تشاركه بيته الصغير في بلاد غربته في مقاطعة ويلز.. ساعده طبيب أستشاري من المستشفى الجامعي في المدينة حتى تبقى والدته معه. يذكر قول الطبيب له في ذاك الصباح التشريني البارد من عام 2010: أعرف كم أن الحال صعب في العراق.. ووالدتك مريضة حقا.. بقيت أمه معه لفترة 4 أشهر فقط.. قالت أنها لا تطيق العيش بعيدا عن بيتها في بغداد.. حاول أن يقنعها بالبقاء معه.. لكنه لم ينجح. توفيت أمه بعد عودتها بسنتين بعد أن أصيبت بجلطة دماغ مفاجئة. الوطن لم يتحسن حاله. البيت البغدادي وحده يبقى شاهدا على أيام لا تنسى. كانت أمه حريصة قبل مغادرتها المدينة الغريبة عائدة لأرض الوطن، على أن توصيه بالبيت.. سلّمته نسخة من مفتاحه ومجموعة أوراق قديمة في كيس أحمر مليء بصور الطفولة..أحداها كانت قريبة على قلب أمه.. تلك التي هي فيها مع أبيه وهو الطفل يلعب بينهما مع قطة بيضاء في حديقة البيت الواسعة والتي تتوسطها أرجوحة كانت ملاذ مرحه الطفولي الذي تشتاق أليه نفسه الآن.

هدية
تفاجأت الأم بهدية أولادها لها بمناسبة عيد الأم..البنت الكبيرة تعرف أن أمها تظل تردد دائما في المناسبات :أنا غنية وأحب الهدية. توفي الزوج قبل أربع سنوات..وهي كلما تتذكرّه تضم جهاز الكندل الذي كان يقرأ فيه كتبه الى صدرها.. الأولاد يتجمعون سوية في البيت الكبير اليوم.. الحفيد وسيم يلعب في حجر جدته التي راحت تفتح علبة ضمّت هدية عيد الأم.

أم سلمان
في صباح اليوم الممطر هذا راحت تقص أم سلمان لأبنها معاناتها الجديدة مع ألم الفقرات في الظهر، وكيف أنها اليوم قد أصبحت تستعمل الكرسي المتحرك..وأن كيس أدويتها قد أصبح أكبر من ذي قبل.. فالمهدئات بأنواعها وأشكالها لا يتحملها جسمها النحيل بعد اليوم.. نعم ها هي قد فقدت الكثير من وزنها..منذ أن غادرها أبنها سلمان قبل 3 أعوام. أم سلمان بدأت بالنشيج، وترقرقت عيناها بالدموع، وهي تغادر أرض مقبرة المدينة حيث مسحت بيديها المتعبتين على شاهدة قبر أبنها سلمان وودعته، على أمل لقاء قريب......



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حال الطب والأطباء في ظل وباء الكورونا
- فيتامين دي وفايروس الكورونا
- ميزانية بريطانيا في زمن الكورونا.. كيف يكون المال في خدمة ال ...
- ثورة العلم الجديدة
- أخبار سارة عن اللقاحات المضادة للكورونا
- ظهور سلالة الكورونا الجديدة في العراق ما العمل الآن..؟
- فايروس الكورونا في العراق.. المشكلة والحل
- جولة في صحافة لندن ليوم الجمعة 12 شباط 2021
- الديمقراطية في عصر العالم الرقمي الأفتراضي
- الكورونا.. بين السلالات واللقاحات
- جولة في صحافة لندن لهذا اليوم السابع من شباط
- اللقاحات المضادة للكورونا.. لابد من التعاون الدولي
- الكورونا بعد عام كامل.. أستراتيجية للخروج من الأزمة..
- أستراتيجية للتعامل مع الكورونا الطويلة المدى
- جولة في صحافة لندن ليوم الأحد 24 كانون ثاني 2021
- فايروس الكورونا ..والسلالة الجديدة
- الحالة السكانية في العراق.. وماذا بعد؟
- رحيل عالِم عراقي: الأستاذ الطبيب فاروق حسن الجواد في ذمة الخ ...
- جولة في صحافة لندن ليوم الأثنين الرابع من كانون الثاني 2021
- صحافة لندن لهذا اليوم الجمعة الأول من كانون ثاني/يناير 2021


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر هشام الصفّار - بيتنا.. قصص قصيرة جدا