أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حتى لا يرتد سلاح المقاومة على الشعب















المزيد.....

حتى لا يرتد سلاح المقاومة على الشعب


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 14:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشهد الساحة الفلسطينية الرسمية والحزبية حراكاً سياسياً مكثفاً ،وإن كان يؤمَل منه إخراج الحالة الفلسطينية من العدمية السياسية وانغلاق الأفق على كافة المستويات، إلا أنه في نفس الوقت يثير القلق لتعدد الملفات وتعقدها وتداخل ما هو حزبي داخلي مع ما هو وطني، والمصلحة الوطنية مع المصلحة الخاصة، وتداخل الإرادة الفلسطينية بالتغيير من خلال الانتخابات مع التدخلات الخارجية التي تريد تطويع وتكييف الحالة الفلسطينية مع المعادلات الإقليمية والدولية المستجدة.
بالرغم من التصريحات الإيجابية التي تصدر عن قيادات فتحاوية وحمساوية إلا أن الغموض ما زال يكتنف عديد الملفات، والشعب بات يتخوف من مفاجآت الأيام القادمة. ومسألة سلاح المقاومة والجماعات المسلحة في قطاع غزة وبدرجة أقل في الضفة الغربية من الملفات التي قليلاً ما يتم الحديث عنها.
كانت الفصائل ومنذ بداية حوارات المصالحة في القاهرة 2009 تتجنب فتح ملف الأمن وسلاح المقاومة، وحتى في اللقاءات الأخيرة في القاهرة في الشهر الماضي صرح أكثر من مسؤول حزبي بأن ملف سلاح المقاومة لم يتم مناقشته وأنه خارج النقاش ولا يمكن المساس بسلاح المقاومة ما دام يوجد احتلال.
من حيث المبدأ فإن كل فلسطين خاضعة للاحتلال وحيث يوجد الاحتلال يوجد الحق بالمقاومة وهو حق مستَمد من كل الشرائع الدينية والوضعية كما أن الأمم المتحدة تُقر بحق الشعوب الخاضعة للاحتلال بمقاومته بكل الوسائل الممكنة والمتاحة. إن أي شعب خاضع للاحتلال ويتخلى عن حقه بالمقاومة ولا يمارسها إنما يُسقط حقه بوطنه ويبلغ رسالة بأنه مستعد للتعايش مع الاحتلال، وعلى هذا الأساس فإن الحق بالمقاومة يُرقى لدرجة الثابت الوطني والمقدس ولا يجوز لأحد أن يتخلى عنه.
ولكن، المقاومة ليست مجرد شعارات ورجال يحملون السلاح أو الأعمال القتالية الارتجالية لشخص أو حزب، كما لا يجوز لحزب أن يُعلن المقاومة أو الجهاد فيما رأس النظام السياسي وبقية الأحزاب ملتزمة بالهدنة أو بالتسوية السياسية، بل يجب أن تندرج المقاومة في سياق استراتيجية وطنية تُحدِد مفهومها وأدواتها وأهدافها، وهي استراتيجية تتكيف حسب خصوصية ومعطيات كل مرحلة، وقد سبق أن توافقت الفصائل على أن قرار الحرب وقرار السلم يجب أن يكون وطنياً وبتوافق كل الأطراف وهذا ما أكد عليه أيضاً رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عندما تم تبني الوثيقة الجديدة لحماس عام 2017، إلا أن الأمور سارت على عكس ذلك، فلا قرار العودة للمفاوضات والتسوية السلمية كان بالتوافق ولا قرار المقاومة في غزة والاشتباك مع جيش الاحتلال كان بتوافق وطني، وحتى الهدنة التي وقعتها حركة حماس لم تكن بتوافق وطني كامل .
راهناً، وقد قررت كل الأحزاب والفصائل المسلحة وغير المسلحة –باستثناء حركة الجهاد الإسلامي- المشاركة في انتخابات مجلس تشريعي لسلطة الحكم الذاتي، واتفقت على أن تكون الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات حكومة وحدة وطنية، وحيث إن حركة حماس وقعت اتفاقية هدنة مع إسرائيل وأوقفت المقاومة المسلحة، وحتى مسيرات العودة وكسر الحصار تم وقفها، وحتى لا يصبح حالنا كحال لبنان حيث أصبح سلاح حزب الله أو سلاح المقاومة أحد العوائق أمام استقرار لبنان ونجاح المسار الديمقراطي، وحيث إنه ليس من مهمة الحكومة الفلسطينية القادمة الدخول في مواجهات مسلحة مع الاحتلال كما أن المرحلة القادمة كما يبدو مرحلة استشراف فرص التسوية السياسية، و لأن ما تملكه فصائل المقاومة من سلاح ومسلحين أكثر عدداً وأقوى مما تملكه أجهزة أمن السلطة، وحيث إنه لا يجوز أن يملك حزب مشارك في الحكومة سلاح ومسلحين غير خاضعين للحكومة بينما أحزاب أخرى لا تملك سلاحا ولا مسلحين...
لكل ذلك يجب الآن مناقشة ملف سلاح المقاومة في المرحلة القادمة، حتى لا يرتد سلاح المقاومة على الشعب وقد عايشنا وسمعنا كثيراً من الحالات التي تم فيها استعمال (سلاح المقاومة) لتصفية حسابات حزبية أو عائلية بل أحياناً ارتكاب جرائم سرقة وسطو وابتزاز، بالإضافة إلى الانفجارات العَرَضية أو الناتجة عن المناورات الحربية وتجريب صواريح وأسلحة الخ .
انطلاقاً من ذلك ولأن هناك اجتماع في القاهرة بعد أيام بين الأحزاب الفلسطينية للبحث في القضايا الخلافية، نتمنى أن يمتلك المتحاورون الجرأة ويضعوا على رأس اهتماماتهم بحث الملف الأمني وخصوصاً مستقبل سلاح المقاومة، لأنه لا يمكن لمواطن أن يشعر بالطمأنينة والاستقرار في قطاع غزة أو الضفة الغربية ولا يمكن لحكومة أن تستقر، حتى مع تشكيل حكومة وحدة وطنية، ما دام هناك ترسانة من الأسلحة بيد الأحزاب والأفراد، وهؤلاء غير منزهين عن الهوى والعواطف والمصالح الخاصة والارتباطات الخارجية، وإن كان هذا السلاح تم استعماله بين أبناء فصيل واحد و بين أبناء فصائل المقاومة ضد بعضها البعض فما الضمانة لعدم استعماله في أية خلافات ستنشب بين مكونات حكومة ما بعد الانتخابات وخصوصاً أنه تم ترحيل كثير من القضايا الخلافية إلى حين تشكيل الحكومة، بل ما ضمانة عدم اللجوء للسلاح كأداة ترهيب أثناء الانتخابات وقبل تشكيل الحكومة؟
نعم المقاومة حق مقدس ومرفوض تجريد الشعب الفلسطيني من سلاحه قبل تحرير وطنه، ولكن يجب أن يكون هناك مرجعية واحدة تشرف على السلاح والجماعات والأجهزة المسلحة سواء المتواجدة في قطاع غزة أو الضفة، أيضاً استراتيجية وطنية للمقاومة والتي يتحدث عنها الجميع دون خطوات عملية لإنجازها، وهذان الإجراءان يجب أن يُنجزا قبل الانتخابات وتشكيل الحكومة، هذا إن جرت الانتخابات في مواعيدها وتم الالتزام بمخرجاتها .
وحتى في حالة عدم إجراء الانتخابات فإن موضوع سلاح المقاومة بشكل عام يجب معالجته بحكمة وسرعة خصوصاً مع تبني فصائل المقاومة في قطاع غزة (استراتيجية دفاعية)!!!! ووجود هدنة بينها وبين الكيان الصهيوني، وإلا سيتحول السلاح لأداة قمع داخلي، ولا يستثنى من ذلك سلاح الفلتان الأمني في الضفة الغربية وهناك خشية أن تتحول مناطق السلطة في الضفة إلى حالة فوضى وفلتان كما هو الحال في المجتمع الفلسطيني في أراضي 48، وإسرائيل غير بعيدة عن حالة الفلتان وفوضى السلاح في الحالتين.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدو يذكرنا إن نسينا أو تناسينا
- الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني
- فوضى (الربيع العربي) تطبيق للجيل الرابع للحروب
- تعريف الانقسام الفلسطيني: وفرص وسيناريوهات انهائه
- حركة فتح في مواجهة تحديات غير مسبوقة
- ما الذي جرى في لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة؟
- العلاقات المغربية الفلسطينية: مقاربة سسيوتاريخية
- انتخابات فلسطينية مثيرة للقلق
- المشكلة في أمريكا وليس في رئيسها
- تساؤلات حول الانتخابات الفلسطينية
- آفة العدمية السياسية في العالم العربي
- الأفتراء على منظمة التحرير الفلسطينية
- جنون ترامب وحكمة الرئيس أبو مازن
- حتى يكون العام الجديد منطلقاً للأمل
- الفلسطينيون أولى بالاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح
- القضية الفلسطينية في زمن التطبيع العربي
- التطبيع لن يضمن أمن واستقرار الأنظمة المطبعة
- الصهيونية غير اليهودية بنسختها العربية
- الفلسطينيون وتحدي العودة للمفاوضات مع إسرائيل
- هوامش على إشكالية الانقسام والمصالحة الفلسطينية


المزيد.....




- مسؤول: إسرائيل لم تتلق ردا من حماس بعد على اقتراح مصر لوقف إ ...
- أوستن: لا مؤشرات على أن حماس تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في غ ...
- الشرطة تفض اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة في باريس.. والحك ...
- احتفالية في روسيا الاتحادية بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب
- دراسة ألمانية: الأثرياء يعيشون حياة أطول !
- إسرائيل ودول الوساطة بانتظار رد حماس على مقترح الهدنة المصري ...
- منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة المعارض الروسي نافا ...
- بايدن يعين مستشارا جديدا لمعالجة مستويات الهجرة
- دعما لغزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات العال ...
- السويد.. وضع أطلس شامل للتطور الوراثي المبكر للدماغ


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حتى لا يرتد سلاح المقاومة على الشعب