أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الصهيونية غير اليهودية بنسختها العربية













المزيد.....

الصهيونية غير اليهودية بنسختها العربية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 13:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


حضور الأمير تركي الفيصل لندوة المنامة جنباً إلى جنب مع جابي اشكنازي وزير خارجية الكيان الصهيوني يعتبر في المنظور والتعريف التقليدي للتطبيع تطبيعاً أو خطوة نحو التطبيع، إلا أن ما ورد في كلمته من توصيف لإسرائيل من حيث نشأتها وسياساتها تجاه الفلسطينيين والعرب عموماً يشكل صفعة للمهرولين نحو التطبيع وقد يؤدي لكبح جماح اندفاع بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع، وإذا ما وضعنا أقوال الأمير تركي الفيصل مع موقف غالبية الأنظمة والشعوب العربية وما شاهدناه من ردة فعل الشعب المصري على التصرف الأهوج للممثل محمد رمضان، كل ذلك سيبدد بعض التخوف مما تروِّج له الدولة الصهيونية بأن العرب انهوا حالة مقاطعة إسرائيل وأن السلام سيعم المنطقة بدون الفلسطينيين وبدون تسوية الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم وبأن العرب باتوا يتبنون الرواية الصهيونية كبديل عن الرواية الفلسطينية، ومن يتبنى الرواية الصهيونية يصبح صهيونياً حتى وإن كان غير يهودي.
وصف الأمير تركي الفيصل لإسرائيل بأنها دولة استعمارية وامتداد للمشروع الاستعماري الغربي وحديثه عن ممارساتها العنصرية والإرهابية ليس مجرد كلام لمسؤول سعودي سابق بل يعبر عن ضمير الشعب السعودي والجيل المؤسس للمملكة، وحتى وإن لم يكن معبراً عن الموقف الرسمي فإنه يؤشر لوجود تباين في وجهات النظر داخل المؤسسة الحاكمة في المملكة، كما أنه يرد على بعض عرب الخليج المتسرعين نحو التطبيع تحت ضغط ترامب وإدارته .
يبرر بعض المطبعين الجُدد تصرفهم بأنه يندرج في سياق الواقعية السياسية وأن العلم يتغير وأن ما يحكم العلاقات بين الدولة هي المصالح المشتركة وأن على العرب أن يتعاملوا مع إسرائيل كما تتعامل غالبية دول العالم معها.!!
هذا المنطق والتبرير يتجاهل الاختلاف الكبير بين علاقة الدول الأجنبية مع إسرائيل عن علاقة العرب معها، وأن الأسس والمنطلقات المؤسِسة لعلاقة الغرب مع إسرائيل والصهيونية واليهود تختلف كلياً عن طبيعة علاقات العرب معهم، وأن الدعم الغربي للصهيونية ومشروعها في المنطقة يستند لاعتبارات دينية وتاريخية واستراتيجية وهي اعتبارات غير متوفرة في الحالة العربية، كما أن الواقعية السياسية لا تتناقض أو تتجاهل قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية التي تقر بعدالتها حتى دول الغرب والأمم المتحدة التي أصدرت عشرات القرارات الداعمة للشعب الفلسطيني والتي تؤكد دوما على أن إسرائيل دولة محتلة وأن من حق الشعب الفلسطيني أن يقيم دولته على أراضيه في حدود 1967.
ما نسمعه من بعض العرب المتهافتين على التطبيع يثير القلق ليس لأن بعض الدول العربية تريد ان تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بل لأن في ثنايا بعض التصريحات والمواقف ما يشي بصهيونية غير يهودية جديدة، بعد موجة الصهيونية المسيحية، وهذه المرة يمكن تسميتها بـ (الصهيونية العربية الإسلامية)، وهذا ما يتطلب تسليط الضوء على مفهوم الصهيونية غير اليهودية ولماذا يجب الحذر والقلق من امتدادها للعقل السياسي العربي والإسلامي.

المقصود بالصهيونية غير اليهودية أو الصهاينة غير اليهود، كل من هو غير يهودي ووقف وساند الحركة الصهيونية وتبنى مشروعها الاستعماري العنصري بإقامة وطن لليهود في فلسطين، وهؤلاء فئتان:
1- الأولى تقف هذا الموقف لأسباب دينية ويُطلق عليهم (الصهيونية المسيحية) وهم تيارات متعددة داخل الكنيسة المسيحية تبدأ جذورهم مع الحركة الإصلاحية الكنسية مع مارتن لوثر في القرن السادس عشر التي أوجدت المذهب البروتستانتي والإنجيلين وجماعات أخرى عديدة يساندون الحركة الصهيونية بدون تحفظ من منطلق أن قيام دولة إسرائيل وعودة اليهود إلى فلسطين منصوص عليه في الكتاب المقدس حسب تفسيرهم له، وأن عودة اليهود إلى فلسطين (أرض الميعاد) وقيام الدولة اليهودية شرط لعودة المسيح المنتظر.
2- أما الفئة الثانية فهم السياسيون والمفكرون الاستعماريون الذين ساندوا الحركة الصهيونية واليهود لأسباب سياسية ومن منطلق التقاء مصالحهم الاستعمارية مع تطلعات الحركة الصهيونية، حيث رأوا أن قيام دولة لليهود في فلسطين يساعدهم على تجزئة المنطقة العربية وإضعافها مما يسهل عليهم استعمارها، وهذا هو الحال مع نابليون بونابرت الذي ناشد اليهود بمساندته في حملته العسكرية في الشرق عندما فشلت حملته العسكرية على أسوار مدينة عكا الفلسطينية عام 1799 مقابل مساعدتهم على إقامة دولة لهم في فلسطين، نفس الأمر مع بريطانيا العظمى حيث التقت التطلعات البريطانية ومساعيها لهزيمة الإمبراطورية العثمانية واستعمار البلاد العربية مع الحركة الصهيونية الناشئة، والتقاء المصالح هذا كان وراء صدور وعد بلفور في نوفمبر 1917، وعلى نفس الأساس يمكن تفسير الدعم الأمريكي القوي للكيان الصهيوني حيث تُعتبر إسرائيل حاملة طائرات أمريكية في المنطقة والعصا الغليظة لتهديد وابتزاز كل من يعادي المصالح الامريكية في الشرق الأوسط، دون تجاهل قوة حضور المذهب البروتستانتي الإنجيلي في الولايات المتحدة الامريكية.
كانت الصهيونية غير اليهودية مقتصرة على المسيحيين والغربيين، إلا أنه أخيراً ظهرت صهيونية غير يهودية مختلفة وهذه المرة من بعض العرب والمسلمين، حيث نلاحظ انزياحاً نحو التطبيع مع إسرائيل وبعض المطبعين لا يكتفون بالاعتراف بالكيان الصهيوني بل يؤيدون روايته ويسوِّغون شرعيته ويبررون كل ممارساته بل ويشككون بشرعية الرواية الفلسطينية، وهذا ما أخذنا نسمع به أخيراً من خلال تصريحات وندوات ومقابلات ليس لأشخاص عاديين تم غسل أدمغتهم بإقناعهم بأن كل مشاكلهم اليومية من فقر وبطالة سيتم حلها في حالة التطبيع مع إسرائيل، بل أيضاً من مسؤولين تجاوزوا حتى المواقف والسياسات الغربية ومواقف الصهيونية المسيحية نفسها في تمجيدهم للكيان الصهيوني وسياساته وفي التنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى تلك التي تقر له بها الأمم المتحدة والعالم الغربي.
الصهيونية المسيحية تمثل قناعات وسياسات لدول ومجتمعات مسيحية استعمارية تجد سنداً لها في كتبهم الدينية وتنتح من ذاكرة تاريخية لصراع ديني يعود لأيام الحروب الصليبية واستمر إلى مرحلة المد الاستعماري في القرنين التاسع عشر والعشرين ومن الطبيعي أن تكون معادية لحركات التحرر العالمي، ولذلك فإن خطابها ومواقفها لا تؤثر كثيراً على الرأي العام العالمي ولا على الشعوب العربية والإسلامية وبالتالي على عدالة القضية الفلسطينية، بل إن جزءاً كبيراً من شعوبها لا تؤمن بمواقفها وتؤيد الشعب الفلسطيني كما يتبدى في المناسبة السنوية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحملات المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية لإسرائيل وغيرها من المواقف.
أما الصهاينة الجدد أو الصهيونية (العربية والإسلامية) حتى وإن كان عددهم محدوداً فإنهم أشد خطورة، وخطورتهم تكمن في أنهم من أبناء جلدتنا كمسلمين وعروبيين وفي أنهم يثيرون الشكوك ويطعنون بالمرجعيات والمواقف الدينية والقومية التي اعتمدت عليها القضية الفلسطينية عبر تاريخها، وكثيرون منهم مدفعون بأحقاد على الشعب الفلسطيني وعلى كل قوى التحرر والديمقراطية.
المشكلة في الصهاينة الجدد أنهم يخلطون ما بين نشدان السلام وهو مطلب إنساني لا خلاف عليه والوقوف إلى جانب كيان استعماري عنصري، فإن كانوا يريدون الاعتراف بإسرائيل وإقامة سلام معها لأي سبب كان فهذا شأنهم حتى وإن كان فيه إضرار بالمصلحة الفلسطينية وتجاوز لقرارات قمة عربية ومنها المبادرة العربية للسلام، ولكن ليس من حقهم أن يعادوا الشعب الفلسطيني ويتنكروا لعدالة القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني حتى يكسبوا ود إسرائيل.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون وتحدي العودة للمفاوضات مع إسرائيل
- هوامش على إشكالية الانقسام والمصالحة الفلسطينية
- الفلسطينيون في مواجهة استراتيجية الإلهاء والتدمير الذاتي
- من يقف وراء التصعيد في مشكلة الصحراء؟
- إسرائيل كيان هش بالرغم من قوته الظاهرة
- هوامش على الانتخابات الأمريكية
- في ذكرى قائد أبى أن يترجل إلا شهيداً
- هل سيكون الشرق الأوسط أفضل في عهد بايدن؟
- المبالغة في المراهنة على الانتخابات الأمريكية
- ليس هكذا يتم الدفاع عن الإسلام وحمايته
- الوجه الخفي والخطير لتدهور العلاقات الرسمية الفلسطينية العرب ...
- حتى لا تتحول الانتخابات إلى ملهاة جديدة للشعب
- لماذا هذا التجني على الشعب الفلسطيني؟
- وحدة المجتمع لا تقل أهمية عن الوحدة السياسية
- التطبيع بين الأمس واليوم
- إما انتخابات أو قيادة مفروضة من الخارج
- المطبعون يُجرِمون العرب ويبرئون الكيان الصهيوني
- بعد 27 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو
- تدهور غير محمود وغير مسبوق للعلاقات الفلسطينية العربية
- اغتيال السلام باسم السلام


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الصهيونية غير اليهودية بنسختها العربية