أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - تحولات جمال عبدالناصر














المزيد.....

تحولات جمال عبدالناصر


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6831 - 2021 / 3 / 4 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلا البيان الأول لحركة الجيش المصري في الـ 23 من يوليو 1952 من أية شعارات قومية أو إشارة الى القضايا العربية ما عدا الحديث عن ((تآمر المرتشين والمغرضين على الجيش وتسببهم في هزيمته في حرب فلسطين)). وكان كل البيان يتحدث عن قضايا تخض مصر لا غيرها. ولكن بعد إقدام عبدالناصر على تأميم قناة السويس، وما ترتب على التأميم من عدوان ثلاثي على مصر كانت إسرائيل أحد أطرافه، وبعد ما أستثاره العدوان من تضامن شعبي في البلدان العربية، شعر عبدالناصر أن له ظهيرا شعبيا يتجاوز حدود مصر ، وأن عليه الإستفادة منه.

في المقابل رأى البعثيون في سوريا، وهم يتطلعون الى السلطة، أن وجود عبدالناصر وشعبيته يمكن أن تقربهم من هدفهم، إن لم يكن كليا فعلى نحو جزئي. فتقربوا من عبدالناصر وبايعوه بالزعامة على أمل أن يتمدد حزبهم الى مصر أيضا. غير أن عبدالناصر البارع في مجال التآمر تحسس أهداف البعثيين بسحب البساط من تحت قدميه، فاشترط للقبول بالوحدة مع سوريا حل جميع الأحزاب فيها، بما فيها حزب البعث، مع أشراك قادة الحزب كأفراد في مناصب رسمية صورية في دولة الوحدة، حيث عين أكرم الحوراني نائبا لرئيس الجمهورية العربية المتحدة التي ضمت ((القطرين المصري والسوري)).

بعد نحو ستة أشهر من قيام دولة الوحدة أطاحت حركة عسكرية بالنظام الملكي في العراق، وأعلنت في
الرابع عشر من تموز ـ يوليو 1958 قيام الجمهورية العراقية، أمر فتح شهية عبدالناصر لضم العراق إلى دولة الوحدة. وقد تحمس الشخص الثاني في النظام العراقي الجديد، حينها، عبدالسلام عارف، ذو الميول القومية ــ الإسلامية لإندماج العراق بدولة الوحدة، لكن حماسته إصطدمت بمعارضة رجل النطام الأول، رئيس الوزراء والقائد العام لقوات المسلحة ، عبدالكريم قاسم، وأنتهى الخلاف بين الرجلين بتجريد عارف من جميع مناصبه، وسجنه في وقت لاحق بتهمة التآمر على حياة قاسم.

تعقيدات الوضع العراقي، وأهمها التنوع الأثني والمذهبي للمجتمع العراقي، كانت بعيدة عن إدراك جمال عبدالناصر فسعى الى تغيير الوضع في العراق عبر دعم محاولات تآمرية كان أولها تمرد بقيادة العقيد عبدالوهاب الشواف في لواء ((محافظة)) الموصل المحاذي للحدود السورية، وقد تحدث نائب عبدالناصر عبداللطيف البغدادي في مذكراته التي نشرت في وقت لاحق عن تفاصيل تورط عبدالناصر في المؤامرة.
وبدلا من أن يستخلص العبرة من فشل تمرد الشواف، إزدادت شهية عبدالناصر الى لعب دور زعيم تتجاوز زعامته حدود مصر الى كل بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فزج مصر في كل الصراعات الداخلية في تلك البلدان، وكانت النتيجة أن أنفصلت سوريا عن دولة الوحدة، وحتى هنا لم يعترف ناصر بخطأ قراءته للأوضاع العربية، وأبقى مصر تحت أسم الجمهورية العربية المتحدة حتى وفاته المفاجئة في أيلول ـ سبتمبر عام 1970

وعقب أنهيار الوحدة توصل عبدالناصر الى ضرورة الأستناد الى تنظيم سياسي، متوهما أن حزبا تختلقه السلطة، من الأنتهازيين والوصوليين، يمكن أن يكون سياجا متينا لدولته وتجربته، فعمد أولا الى تشكيل كيان أسماه الإتحاد القومي، تلمس فشله بنفسه، فاستبدله بتشكيل آخر أسماه الأتحاد الإشتراكي العربي، لينافس به حزب البعث، وقام بالسطو على شعار البعث الشهير: ((وحدة .. حرية .. إشتراكية)) لكنه تلاعب في ترتيب الأهداف، وحولها إلى: ((حرية .. إشتراكية .. وحدة)). ورغم أنه قدم الحرية كهدف على ما عداها من إهداف ظلت منظومته البوليسية ظلت تحصي على الناس أنفاسهم، وترسل من تشاء منهم إلى (( ما وراء الشمس)).

وبعد أفلاس قضية الوحدة أختار عدالناصر التركيز على قضية أخرى هي: الإشتراكية، ووجد أن بإمكانه الإستعانة بالشيوعيين الذين أنهكهم في سجونه ومعتقلاته، والذين وجدوا في رأسمالية الدولة، التي سميت (( طريق التطور اللا رأسمالي))، بديلا للأشتراكية، فحلت عديد من التنظيمات الشيوعية نفسها، وأنضمت أعداد من منتسبيها الى الأتحاد الأشتراكي العربي، ربما على امل التأثير فيه وتغيير طبيعته كحزب سلطة مختلق لحمته وسداه من الوصوليين والأنتهازيين.

ولا يستبعد أن يكون ذكاء ناصر الفطري قد كشف له عن فساد فكرة الإتحاد الإشتراكي أرتباطا بطبيعته التي أشرنا إليها، فتفتق ذهنه عن فكرة إنشاء تنظيم سياسي سري أطلق عليه أسم ((التنظيم الطليعي)) إنضم اليه الشوعيون السابقون على نحو واسع. لكن هذا التنظيم تحول في الممارسة العملية الى جهاز أمني، وصار أفراده، وبعضهم شخصيات ثقافية معروفة، يرفعون التقارير ضد بعضهم البعض.

بالنتيجة لم تختلف طبيعة ((التنظيم الطليعي)) عن الإتحاد القومي والإتحاد الأشتراكي، ولهذا لم يستطع الصمود أمام الهجمة الساداتية لتصفية تركة عبدالناصر بعد وفاته.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالذي ينتظره (( المدنيون الديمقراطيون )) من الإنتخابات المقب ...
- زيارة
- محنة الصحافة في مجتمعاتنا
- هل ثمة عملية سياسية في العراق؟
- فرط الرمان
- هل انتفت الحاجة الى الإيديولوجيا؟
- ثورة فيروز والرحابنة في الموسيقى والغناء العربي *
- في الوطن والوطنية
- رؤية مكثفة للتيار الصدري
- شرط الوطنية الحاسم
- لماذا رفض قاسم تسليح مقاومي إنقلاب شباط؟


المزيد.....




- -الصورة العائلية- المحرجة لقادة العالم
- باحثون يكشفون عن -لص معرفي- في أدمغتنا
- -روستيخ- تطور حواسب صغيرة بمواصفات خاصة
- الجراح غوتيه: روسيا رائدة في مجال زراعة الأعضاء
- أين ستعثر الولايات المتحدة على جنود جدد لقتال روسيا؟
- ترمب يعمل على سحب ورقة الناخبين السود من يد بايدن
- أبعد مسبار فضائي عن الأرض.. -فوياجر -1 التابع لناسا يعود للح ...
- الجثث تفحمت.. مصرع 9 أشخاص في احتراق -باص- يقل مسافرين وسط ا ...
- سوناك يتحدث عن شروط -مقبولة- لكييف ينبغي على أساسها -إحلال ا ...
- مصر.. الأرصاد تكشف حقيقة تعرض البلاد لموجة حر خلال أيام عيد ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - تحولات جمال عبدالناصر