أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلقة الثانية















المزيد.....

هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلقة الثانية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 15 - 01:39
المحور: القضية الكردية
    


كان عليها حل مشكلة الكورد المجردين من الجنسية السورية
بغض النظر عن مخالفة السلطات السورية المتعاقبة قوانين هيئة الأمم المتحدة حول الجنسية، والتي خطت بنودها في اتفاقيتي عام 1954 و1961، ولم تتقيد بها ولربما لم تقم على دراستها، لئلا تعيد النظر في قضية الكورد الذين جردوا من الهوية السورية، مروجة لادعاءاتها؛ على أن إحصائية عام 1962 لم تكن مخطط بعثي، بل أقدمت عليها السلطات السابقة لها، وعلى خلفيتها كانت سلطة الأسد تخلق المبررات في ديمومة المشكلة، لحرمان أولياء الأطفال من الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، وبالتالي التأثير على الواقع التعليمي والنفسي والمعيشي(الاقتصادي والصحي) لأطفالهم، وفي النهاية كانت غاية النظام خلق مجتمع كوردي جاهل ثقافيا، ومعدم اقتصاديا، وهزيل سياسيا.
وقد كانت تكلف سلطاتها المحلية، بدءاً من الإدارية إلى الأمنية، بهذه المهمات، وعلى أثرها ظهر جيلين من الأطفال بدون جنسية، معزولين بطريقة أو أخرى عن المجتمع السوري، وهو ما أدى إلى هجرة العديد من عائلاتهم، وكانت هذه من إحدى أهم مخططات النظام.
نعلم أن دساتير معظم دول العالم الحضاري وحتى في العالم الثالث، الأطفال يحصلون على الجنسية بحكم الولادة، إلا بعض الدول التي لا تزال تنتهج ثقافة ألغاء الآخر، وبينها سوريا البعثية والأسدية وبعض الدول العربية والمحتلة لكوردستان، وعلى أثرها فقد عانى أطفال الكورد في سوريا، من عامل نفسي مستدام، فعندما كان يرى أن والديه يعانون العديد من مصاعب الحياة، على خلفية عدمية الجنسية، ويلاحظون أن إمكانيات التنقل ممنوع ضمن الوطن بدون مراجعة المراكز الأمنية، فكان واقع مشابه للعيش في السجن، فترسخت هذه ذهنية الطفل مع مرور الزمن وتكرار حالات الطلب عند الاضطرار إلى السفر إما لمعالجة في أحدى مستشفيات الداخل، أو طلبا للعمل، فأصبح أطفال الكورد المجردين من الجنسية، يشعرون بعدمية الانتماء إلى الوطن، وأن الوطن ينبذهم، ولا حقوقهم لهم في هذه الجغرافية، وهذه أدت بدورها إلى أن الأطفال المعدومي الجنسية في الشارع أو في المدارس الابتدائية يشعرون بنوع من النقص.
أثر الواقع المعيشي لعديمي الجنسية على أطفالهم بشكل مباشر على سوية تعليمهم، وتقدمهم في المراحل الدراسية خاصة في المرحلة الابتدائية، لربما هذه المعاناة في المدينة كانت أشد منها في الريف، بحكم أن الأهالي في القرى كانوا يتعاملون بحكم القرابة، إلى جانب أن تعاملهم مع الإدارات الحكومية كانت أقل من أبناء المدن. وفي الواقع لم تتمكن العائلات من إيجاد حل لهذه المشاكل، مع وجود استثناءات، الذين تمكنوا من مراجعة الأمن بشكل متواصل، لتأمين الموافقة على نقل أطفالهم من المرحلة الابتدائية إلى المراحل الدراسية الأعلى، وتأمين الموافقة على العمل، إلى جانب الشريحة الثقافية الواعية بينهم، والتي تمكنت من خلق مفاهيم لدى أطفالهم على أنهم ضحية صراع قومي سياسي مع سلطات محتلة لوطنهم كوردستان، وقد لعبت هذه المنهجية دورا إيجابيا في نفسية الطفل، ساعدت على نقل شريحة من الإحساس بالنقص إلى الاعتزاز بالنفس وأنهم ينتمون إلى قومية تحاربهم سلطات دكتاتورية، وقد انتشرت هذه المفاهيم في العقود المتأخرة، وهي التي نبهت سلطات دمشق إلى النتائج العكسية التي خلقتها مخططهم، وعلى أثرها بدأت الحوارات مع الحراك الكوردي لإيجاد حل، وهو في الواقع لم يكن حل من أجل مصلحة الكورد، بل لإنقاذ الذات.
مع تغير المراحل العمرية، لأبناء الكورد عديمي الجنسية، اختلفت المشاكل، وازدادت صعوبة، انتقلت من الواقع النفسي إلى الواقع العملي، واجهها الطلاب المنتقلون من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية، وخاصة من الريف إلى المدينة، ومنها إلى الثانوية، وهنا تلكأت استمرارية الحياة حتى العادية منها، مقارنة بشباب المواطن العادي، وخلقت في مراحل عمرية، صدمات كبرى، كصدمة البعض عند محاولة الزواج من فتاة مواطنة، أو بالعكس، عندما كان يرغب طالب الزواج من فتاة عديمة الجنسية، وما رافقها من المشاكل عندما كان يتم عقد الزواج ويظهر الأطفال ما بين والدين يملكون المواطنة وعدمه.
والأهم عند الانتهاء من المرحلة الثانوية، وظهور الحاجز بين الشباب وطموحاتهم، ليس فقط في مجال الثقافة بل في المجالات الاقتصادية والإدارية، وحتى السياسية فيما لو أرادوا الانخراط في العمل السياسي ضمن الدولة، خاصة وقد كانوا معفيين من الخدمة الإلزامية، والتي رغم إيجابياتها على أنه لم يكن يخسرون أعوام من عمرهم، إلا أن هذه المعاملة كانت تلغيهم من جميع حقوق المواطنة، والتي هي الدراسة والعمل والحصول على المؤونة بأسعار الدولة المدعومة وغيرها من الخدمات الحكومية.
لم تتخطى هذا المعضلة إلا نسبة قليلة من الشباب، وهم أبناء العائلات الميسورة الحال، أو الشريحة الواعية سياسيا-ثقافيا، المذكورة سابقاً، والذين كانوا قد زرعوا نوع من الثقة بالنفس لدى أطفالهم وانتقلت معهم إلى مرحلة الشباب، هذه العائلات تمكنت من تحفيز شبابهم بالبحث عن الثقافة والعمل خارج سوريا، وهنا ظهرت الهجرة القسرية من الوطن، أو لنقل تهجير غير مباشر للشباب الكورد من جغرافيتهم الكوردستانية، وللأسف إمكانيات هذه العائلات كانت شحيحة بالنسبة لكلية الكورد عديمي الجنسية، وبالتالي كان صراع الأجيال المتلاحقة من الشباب، بدءاً من أعوام إلغاء الجنسية إلى قرابة القعد الماضي، ظلت ذاتها من حيث المعيشة والحصول على إمكانية الدراسات العليا، وهو ما أدى بالعديد من الشباب بالعمل في مجال الخدمات والأعمال اليومية، لتحسين الواقع المعيشي للعائلة بدل الصراع من اجل الحصول على الدراسات العليا والتي وإن تم فلا فائدة منها. ومن المؤسف أن شريحة واسعة من الشباب الكورد خسروا قدراتهم الثقافية، رغم ما كان لهم من الإمكانيات الذهنية والتفوق في المراحل الدراسية. وقد أدى هذا الواقع إلى عزل نسبة واسعة من شباب الكورد في سوريا وعلى مدى جيلين عن المسرح الثقافي، إلى جانب ما عانوه من الصراع مع الحياة المعيشية...
يتبع...
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
6/2/2021م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلق ...
- هل سنعود إلى الوطن
- الكوردي المنبوذ
- قضايا كوردية أمام مبعوث إدارة جو بايدن
- عفرين ضحية الصفقات الدولية- بصدد السنة الثالثة لاحتلال عفرين
- المتوقع للكورد من إدارة جو بايدن
- الدكتور نور الدين ظاظا والهجرة إلى الأزل
- مسيرة (بينوسا نو) المئة
- هل درس داروين الكورد عندما كتب أصل الأنواع
- ذهنية طغاة محتلي كوردستان
- مؤتمر دول الخليج والجغرافية الكوردستانية
- سيرة دونالد ترمب باختصار
- تصريحات مريبة من المبعوث الأمريكي السابق (جيمس جيفري) حول ال ...
- قضية كوردستان خلف الكواليس
- من سلسلة الإعلام الكوردي
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس عشر
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الخامس عشر
- نتائج فشل المفاوضات الكوردية
- ماذا حل بالأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الرابع عشر
- القضية الكوردية في البيت الأبيض


المزيد.....




- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...
- مفوض الأونروا يحذر من خطط إسرائيل لحل الوكالة: تقوض قيام دول ...
- الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة
- والدة أمير قطر تلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاج ...
- منظمات حقوقية تنتقد قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروب ...
- تعليق أمريكي على إقرار قانون مكافحة البغاء والمثلية الجنسية ...
- هل تصدر -الجنائية- مذكرات اعتقال بحق -نتنياهو- و-غالانت- هذا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - هل نطلب الكثير من الإدارة الذاتية في المنطقة الكوردية- الحلقة الثانية