أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف الحسيني - أمزميز الذي نريده !














المزيد.....

أمزميز الذي نريده !


يوسف الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 18:25
المحور: المجتمع المدني
    


إن السؤال الذي دائما ما يكون صلب رهاننا خلال كتابتنا عن مدينة أمزميز؛ والذي نحاول أن نقاربه هو سؤال التنمية بالمنطقة، على اعتبار أنه يمثل قضية القضايا، بالرغم من تعدد المؤشرات التي نقترحها في كل مرة، إلا أننا نعي جيدا المدخل الذي من خلاله سننجح بنسبة كبيرة في مقاربته، وهو المدخل الذي يرتكز على أسس فلسفية وعلمية فكرية، لأن التنمية لا يمكن أن تتم في معزل عن جذورها الفكرية والتي لها أسس فلسفية وعلمية بالأساس، ولنا في المجتمعات المتقدمة خير مثال، وبدون هذا المدخل تظل الكتابة في سؤال التنمية مجرد ترف فكري لا غير.

إننا حين نراهن على تأطير الإنسان وتكوينه وتوعيته فإننا ضمنيا نتمنى أن نخلق جيلا حداثيا، قصد الوصول إلى مجتمع حداثي ديمقراطي على شاكلة الحضارات التي شقت لنفسها طريق النجاح، صحيح أن السياق مختلف؛ لكن بإمكاننا أن نصل إلى مستوى أفضل من هذا الذي نعيشه بمراعاة خصوصية ثقافتنا، فالحداثة لا تتعارض في نظرنا مع مرجعيتنا المغربية، وبالتالي فإننا سنصل وقتها إلى خلق مواطن يقيم علاقة نقدية مع ذاته ومع الآخر ومع سياقه السوسيوثقافي، والحس النقدي لا يمكن إكتسابه في معزل عن الحقل الفلسفي، باعتباره الحقل الذي يعلمنا النقد وأدبياته، وليس النقد الفارغ الذي ذاع صيته لدى البعض هنا بأمزميز، حينما أرادوا أن يمارسوا النقد مفتقدين للأساس الفلسفي والعلمي الذي يقوم عليه، إضافة إلى إفتقادهم لمبدأ "العضوية"1 في المجتمع، ومن موقعنا نلتمس العذر لهذه المحاولات "الطفولية" إيمانا منا بأن الإنسان يتكون فكره من خلال ما يقرأ فما بالك إن كان لا يقرأ أصلا.
إن تأكيدنا على المعطى الثقافي من داخل جمعية ركراكة فاميلي هو تأكيد على بناء الإنسان، الإنسان الذي سيعيش في الحداثة، "فالحداثة كما هو معلوم تكتسح كل المجالات"2، فكيف يمكن العيش في ظل المجتمعات الحديثة، ونحن نفتقر لأسسها الفلسفية التي أصلا قامت عليها، فأصبحنا نتحدث عن التحديث بدلا عن الحداثة، فبدلا من المطالبة بتحديث العقل الأمزميزي؛ نطالب المسؤولين بتحديث البنيات التحتية، إن نقد ذواتنا في نظرنا المتواضع هي عملية يجب أن نؤسس لها من خلال فحص عيوبنا والإعتراف بها بداية لإصلاحها، لأن تعليق الفشل على المنتخب السياسي لوحده هو تملص من المسؤولية المشتركة، لأن التنمية مسؤولية الجميع.
بناء على ما سبق فإنه لا يمكن تحقيق وبناء نهضة محلية بعقل غير ناهض، وبالتالي حينما أعتبر أن التنمية مصدرها وجذورها فلسفية فإنني أدافع عن هذا الأساس بناء على المؤشرات والمعطيات التاريخية والدروس والعبر المستفادة من الامم المتقدمة أو السائرة في طريق النمو، وكخلاصة :
- التنمية يجب أن تبنى على أسس فلسفية وفكرية.
- التنمية يجب أن تنهض على مرجعية علمية.
-التنمية يجب أن تضع الإنسان في قائمة الأولويات.
- التنمية ليست مسؤولية. المؤسسات فقط كما يشاع.

-----------------------_-------------------_---------------------_----------------

1- محمد عابد الجابري، "مواقف" مسار كاتب... الطريق الى تكوين العقل العربي، الكتاب 18، الطبعة الأولى، 2003، ص 19.

2- عبد الله العروي: حوار مع جريدة "السياسة الجديدة" عدد 23- 29 أكتوبر 1998، ص 5.



#يوسف_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب أمزميز وخطاب الفشل.
- مشاعر بلا معنى
- الله ليس لأحد
- هلاوس ما قبل وما بعد المنتصف
- الغريب
- الجسد أولا
- هلاوس
- قراءة في كتاب الإشكالية في العلوم الإجتماعية للباحثان محمد ع ...
- قول في الصداقة
- شاذ في الحب
- جمعيات فاعلة بدون دعم - أمزميز نموذجا -
- مذكرات شاب عاطل عن الحياة


المزيد.....




- جورجيا.. اعتقال 20 متظاهرا احتجوا على -قانون العملاء الأجانب ...
- 220 يوما للحرب على غزة.. المجاعة تعود في الشمال وتطل برأسها ...
- حماس: ملف التفاوض لا بد أن يؤدي إلى عودة النازحين دون قيد أو ...
- الأمم المتحدة: مقتل 27 مدنيا في مواجهات بين الجيش السوداني و ...
- اليمن والأمم المتحدة يبحثان مساعي استئناف العملية السياسية
- اليمن والأمم المتحدة يبحثان نتائج مساعي استئناف العملية السي ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من نزوح جديد لعائلات غزة بحثا عن ...
- فلسطين تتحدى إسرائيل.. نحو عضوية كاملة بالأمم المتحدة
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان: -لا يوجد مكان آمن في غزة-
- الأمم المتحدة تعلق على استهداف قوات كييف لمنشآت مدنية على ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف الحسيني - أمزميز الذي نريده !