الله ليس لأحد

يوسف الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

" إن الحياة ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ إﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ، ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻧﺖ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﺑﺤﻜﻢ اﻷﻣﻮﺍﺕ ، ﺇﻥ ﺻﺪﻗﺘﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻬﻤﺖ ﻗﺼﺪﻱ، ﻭ ﺳﺘﻜﻮﻥ حتماً باحثاً ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، ﺃﻭ قارئاً ﻳﻌﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻼ ﺩﺍﻋﻲ للإﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﻌﻚ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ، ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﺘﻌﺎﻟﻰ لتكتشف أﻧﻚ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﺴﺨﺔ ﻟﻨﺴﺦ ﻛﺜﻴﺮﺓ سبقتك ﻓﻲ هذه ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، فالاﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮين ﻭﻫﻢ ﻳﻐﻄﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻚ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﺎﺋﻦ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ، ﻛﻨﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻨﻤﻞ، ﻓﺎلاﺧﺘﻼﻑ ﻻ يعدﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻚ الفزيولوجي ﻻ ﻏﻴﺮ، أما ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺘﻘﺎﺳﻤﻬﺎ ﻣﻊ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻚ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ : ﺛﻘﺎﻓﺘﻚ ، ﺃﺧﻼﻗﻚ ، ﺩﻳﻨﻚ ﺳﻠﻮﻛﺎﺗﻚ ... فهل ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻚ ؟! ﺑﻞ إن ﻣﺠﺘﻤﻌﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻏﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻫﻢ ﻣﺆﺳﺴﺘﻴﻦ، ﻭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﺳﺮﺓ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻛﻤﺤﻄﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، فمن ﺧﻼﻟﻬﻤﺎ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺠﺘﻤﻌﻚ، وهكذا ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻭ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻭد .

ﻻ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺳﺘﻮﺿﺢ ﺃﻧﻚ ﻟﺴﺖ مختلفاً ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻙ في أي ﺷﻲء ، ﻓﻘﻮﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺃﻧﻚ ﻣﺴﻠﻢ ﺳﻨﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲء ﺟﺪﻳﺪ ، ﻭ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻥ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻲ ﺃﻣﺰﻣﻴﺰ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ، ﻭ ﺫﻫﺎﺑﻚ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ آبائك يفعلون ،ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺪﻳﺪ ﺃﻳﻀﺎ !!.
ﻫﻞ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻳﻮﻣﺎ عن ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻚ أن ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ؟ ﻭ ﻫﻞ ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﺪﻳﻨﻚ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ؟ ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ دون ﻏﻴﺮﻫﺎ ؟ ﻭ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ عن ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺧﻤﺴ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﺘﻚ ، ﺃﻭ ﺍلاﻛﺘﻔﺎء ﺑﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺤﺮﻓﺔ ﻭ ﺩﻳﻨﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻘﻂ،
ﺇﻥ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻥ ﺻﺪﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺳﺘﻤﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺴﻠﻜﻚ ، ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ بحثاً طويلاً ﻛﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ مسلماً سنيا ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ، ﺃﻣﺎ ﻭﺭﺍﺛﺘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﻴﻚ ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻧﺴﺨﺔ ﻃﺒﻖ ﺍﻷﺻﻞ ﻟﺴﻠﻔﻚ ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻫﻞ ﻏﻴﺮﺕ
ﺷﻲء ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻻ ! ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ
ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍلاﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺪﻧﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ "ﺃﻥ ﺳﺆﺍﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻗﺪ ﻳﺨﺮﺏ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ".
ﺇﻥ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﻭ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ للأشياء، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺗﻘﺎﺱ ﻣﺪﻯ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ ، ﺃﻣﺎ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻛﺄﻓﻜﺎﺭ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ الضلال بعينه ، ﻭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻤﻦ ﺃﺻﺎﺣﺐ ﻳﺤﺘﺠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻛﺄﻥ اﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ! ﻭ ﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺎﺫﺍ وجدوا ﻓﻲ دينهم ﻭﻟﻢ يجدوه ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ؟ يغلقون ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﺇﻣﺎ بقولهم ﺑﺄﻥ ﺩينهم يغنيهم ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻣﺤﺮﻓﺔ ﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ، ﻭ ﺑﻬﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻠﺘﻪ ﺗﺪﻋﻮ للقراءة ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺆﻻء ﻃﻠﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ، ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻃﻠﺒﺔ ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ، ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻬﻼ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ اﻗﺘﻀﺎء ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﺠﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﻷﺋﻤﺔ عن ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ عن ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ وتقديم ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ لها.
وﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺫﺍﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﺃﻣﺰﻣﻴﺰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ " ﻋﻠﻲ ﺑﻮﻟﻬﺰ " ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ الإقبال ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﺑﺴﺒﺐ رئيسي متمثل في ﻋﺠﺰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ، ﺇﻥ هذا ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﻐﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ يمنع الحديث فيها ، لهذا ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ، ﻓﺎﻟﺸﻚ ﺍﻟﺪﻳﻜﺎﺭﺗﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎء ، ﻭ ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻭ ﺧﺎﻃﺊ ﺑﻞ ﻧﻀﻊ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﻣﺤﻞ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻓﻘﻂ .

ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ عند ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ، ﻭ ﻟﻌﻞ ﺃﻫﻢ ﺷﻲء ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ تبعها ﻣﺸﻜﻠ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ والذي ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ. ﺣﻴﺚ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﺻﺎﺧﺒﺔ ﻧﺒﻪ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻻﻫﺎ إلا ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﺮﻳﺶ ﻟﻤﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ، ﻭ ﻧﻔﻮﺫ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، وﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﺩﻣﻮﻱ ، ﺑﺎﺩﺭ ﻋﻤﺮ ﻓﺒﺎﻳﻊ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭ ﺗﺒﻌﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻤﺖ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﺍﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺭﺿﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺯﻭﺝ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﺑﻨﺘﻪ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﻖ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺽ ﺃبو ﺑﻜﺮ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺒﻮﻳﻊ ﻋﻤﺮ ، ﻭﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ ﻋﻤﺮ اﺟﺘﻤﻊ ستة
ﺻﺤﺎﺑﺔ ﻣﻤﻦ ﻋﻴﻨﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ، ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻴﻬﻢ ، ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻳﻖ ﻳﺮﻳﺪ ﻋﻠﻲ ، ﻭ ﻓﺮﻳﻖ ﻳﺮﻳﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ تمت مبايعة ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻭﺃﺛﻨﺎء ﺣﻜﻤﻪ
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ﻓﺨﺼﻬﻢ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ، ﻭ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ، ﻣﻤﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﺇﺳﺘﻴﺎء ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺗﺒﺮﺯ ، ﻭ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻏﻨﻴﺎء ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍء ، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻭﻻﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﺍلعدل ،ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﻫﺠﻤﺖ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ، ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ ، ﻓﺘﻔﺎﻗﻤﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺗﻌﻘﺪﺕ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍلاﻧﻘﺴﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺭﺩﻩ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ : " ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻴﻬﻢ اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ " ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﺖ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﻓﺎﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ، فما ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻜﺮ لإﻣﺎﻣﺘﻪ ، ﻭﺑﻴﻦ ﻗﺎﻋﺪ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﻞ بإﻣﺎﻣﺘﻪ ، ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﺑﺨﻼﻓﺘﻪ ، ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﺍلاﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻃﻠﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻭ ﺣﺮﺑﻬﻤﺎ ﺇﻳﺎﻩ .
ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﻕ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ، ﻭ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻕ :
- ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ : ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ عقب ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ، ﺃﻱ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﻭﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ، ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻮﺍ ﻳﻬﺪﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ، ﻭﺑﻘﻴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺮﻗﺘﺎﻥ : ﺍﻟﺼﻔﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ، ﻭما ﻳﺰﺍﻝ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ إختلف ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ أﻥ ﺗﺤﺼﺮ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺶ ، ﻭ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻥ أﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﻮ ﺻﻼﺣﻪ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ قرشيا أﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ، ﻋﺮﺑﻲ أو ﻏﻴﺮ ﻋﺮﺑﻲ.
- اﻟﺸﻴﻌﺔ : ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺬ ﻭﻓﺎﺓ ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وسلم ﺍﺳﺘﻘﻄﺐ ﻋﻠﻲ أﻧﺼﺎﺭﺍ ﻭ أﺗﺒﺎﻋﺎ،ﻭ ﻗﺪ بقي ﻫﺆﻻء ﻳﻌﻄﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﻨﺎﺻﺮﻭﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻭ ﻭﻗﻌﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻓﺎﻧﻘﺴﻢ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ، ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﺑﻘﻲ ﻭﻓﻴﺎ ﻟﻌﻠﻲ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ .
ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﺷﻴﺌﺎ شيئا ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻭ ﻣﺒﺎﺩﺉ أﻫﻤﻬﺎ ﺃﻥ : ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ أﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭأﺻﻞ ﻣﻦ ﺍﺻﻮﻟﻪ ، ﻭ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ أﻭﺻﻰ ﻟﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮﺍ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻛﺄﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎء ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ إﻧﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺗﺠﺎﻫﻼ أﻭ ﺟﻬﻼ ﺑﺎﻟﻮﺻﻴﺔ ، أﻭ ﻏﺼﺒﺎ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ ، ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﻌﺰﺯﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ أﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻘﺮﻩ
أﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻪ ﻣﺤﺮﻓﺎ أﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ أﻥ علياً أﻭﺻﻰ لأﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭ ﻫﺆﻻء ﻷﺣﻔﺎﺩﻩ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻜﻞ إﻣﺎﻡ ﻳﻮﺻﻲ ، ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍلإﻣﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﺔ ﻭ ﻣﺆﺩﺍﻫﺎ أﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺸﻴﻌﻲ أﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ إﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻄﺶ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ أﻭ ﺗﺘﺒﻌﻬﻢ ، ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻦ ، ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﻳﻌﻤﻞ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎء ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍلأﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﻨﺖ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺭﻏﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ.

- ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ: ﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺆﻳﺪﻭﺍ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭ ﻻ ﻧﺎﺻﺮﻭﺍ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﻠﺘﺰﻡ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺒﺎﺱ ﻭﻏﻤﻮﺽ ،
ﻭ ﻫﻢ ﻳﺮﻭﻥ أﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ أﻭ ﺫﺍﻙ ، لأﻥ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎء ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺼﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﺊ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺭﺟﺄﻭﺍ ﺃﻣﺮهم ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .

ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻠﻔﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻧﺠﺪ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺮﻯ ﺑﺄﻥ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭغيرها ﻓﻲ ضلال ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﻄﺎﺣﻨﺎﺕ ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﺄﻱ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺃﻧﺴﺐ لنسلكها نحوه ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮﺍﺕ ﺣﻮﻝ
ﺟﺪوى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻓﻼ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ "ﺑﻮﻟﻬﺰ" ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ، ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ ، ﻷﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﺃﻭ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ، ﺑﻞ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻓﻲ ﻃﺮﺣﻪ ﻭﻧﺒﻨﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻔﺮﻕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﺩﻳﺎﻧﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ، ﻭ ﻟﻌﻞ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺃﺭﻗﻰ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ، وﺣﺘﻰ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ، أﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ، ﻭ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻴﺘﺎﻓﺰﻳﻘﻲ ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺗﺠﻌﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺴﻢ صعباً ﺟﺪﺍ ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﺎ ﻭ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻛﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﻏﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻤﻮﻗﻊ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﻧﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ . "

_ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ : كتاب "ﺩﺭﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺍﻟﺠﺎﺑﺮﻱ ﻭ ﺭﻓﺎﻕ ﻟﻪ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ.

#يوسف_الحسيني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات