أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير علي السيد علي - ما لاتعلمهُ عن الحب














المزيد.....

ما لاتعلمهُ عن الحب


أثير علي السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


لم يُخبركَ أحدٌ إنكَ ستقضي جزءاً ليس باليسير من حياتكَ كشخصٍ بالغٍ في محاولةِ تجاوزَ آثار حبكَ القديم وإنكَ لفتره لايُعرف مداها ستضعُ لا أرادياً كلَ من يحاول التقربَ منك وكلَ موعدٍ عاطفي وكُل من تشعرَ مستقبلًا بالانجذابِ اليه في ميزانِ مقارنة مع أول شخصٍ أخترق أسوار قلبكَ وأستوطن بهِ وهذه مقارنة غيرُ عادلةٍ بالمرة .
لم يخبروكَ بأن حبك السابق سيستحوذُ عليك بجنونهِ كوحشٍ نهمٍ لايكلُ ولا يشبعُ من التهامكَ ببطىءٍ دون حتى أن تدركَ ذلك ، ويومًا ما ستكونُ ممتنًا اذا وجدتَ حباً أكثر هدوءٍ وأبطأ وتيرةً مما كان عليهِ ذلك الحصانُ الجامح .
لم يحدثكَ أحدٌ عن الحبِ حد الإدمان فهو أكبرُ ضررًا من إدمان التدخين ، فإدمانُ الحبِ يستهلك الروح والجسد وليست الرئتينِ فقط ولن يهدأ حتى يحولكَ شخصًا آخر غير الذي كنت عليهِ ويمتص منكَ كلَ رغبةٍ وقدرةٍ على التفكيرِ بأي شيءٍ يمتُ للعاطفةِ بصلةٍ ولو جاءكَ البشرُ كلهم عاشقين يقبلونَ يديك.
فضربة الحبِ كضربةِ التجربةِ الاولى لعقار الهيروين قد تودي بك للضياع .
لم يخبروكَ كيف تعملُ عجلةَ الحبِ وكيفَ تتلاعبُ بالأقدار وكيف رحاها من نهرِ المشاعرِ وجنةَ أحلام العاشقين الى طُرقٍ لاتودُ السير بها وخياراتٍ لاتتمنى القيام بها وعلى حينِ غرة يفقدُ كُلَ شيءٍ بريقهُ وتخفتُ أضواء المشاعرِ الزاهيه. لم يخبروكَ إن الحبَ أحيانًا يصنعُ منك شخصًا آخر غير الذي تريد وحياةً أخرى غير التي ترغب.
لم يُخبركَ أحدٌ عن كسرةِ الحب وتداعياتها وكيف أنه يُحيل كل أملٍ لديك بالحبِ والعطاء الى شكٍ وكفرٍ بهذا الشعور الرائع ومهما حاولت ومهما أشتبكت يديك بأيادٍ أخرى ومهما قبلتَ من شفاهٍ أو لامستَ أجسادٍ فلن تعودَ أبدًا كما كنت قبل أن تُكسر .
لم يبلغكَ أحدٌ بأن صراع الشك وعذابات فقد الإيمان هذه ستنتهي يومًا حينَ تجد من يغيرُ كل ذكرياتك المؤلمة ويستبدلها بأخرى ملؤها الابتسامة والفرح ناسيًا كل ما مر من تقلباتٍ على صليبِ قلبك .
لم يُحدثكَ أحدٌ بأنك ستدخل مرحلةً تنسى بها معنى الحبِ وعيشه وإنك ستنحي المشاعر جانبًا كما ترمي بحقيبتكَ على المقعدِ المجاور في الحافلة وتنهمكُ في مسؤولياتك وصراعاتٍ أخرى في الحياة ناسيًا معنى ان تكون عاشقًا ، ناسيًا طعم قبلةِ العاشقين وأحضان المحبين ، وفي داخلك توقٌ لان تُحبَ وتُحَبَ مهما حاولت اخفاءهُ تحت الف قناع فأنه سيظهر لك كل ليلةٍ على وسادتك الخالية.
لم يخبروكَ إن الحب عادةٌ يمكنكَ التخلي عنها لكنك لن تعود كسابقِ عهدك أبدًا وستمضي بقيةَ عمرك تسأل لما بحق السماء حين هدمتُ حواجزي لأسكنهُ قلبي جعلني أبني سوراً أعلى من سابقة الأن وإنَ شيئًا صغيرًا كسماعِ أغنيةٍ ينكأُ لي جرحًا خلتهُ برأ منذُ زمن ؟ ولما لمستةٌ من يدٍ محبه أعادت لي تلكم الغصة التي كنت نسيت ؟ وتكتشفُ بلحظةٍ إنك لما تشفى بعد من جِراحِ نزاعكَ الذي مضى .
لم يخبركَ أحدٌ إن لا أحد قادرٌ على أعطائك الوصفةَ الشافية لكل تلك الجراحات فلكلٍ منا جراحهُ السابقة ولكلٍ منا معاركهُ الفريدة في ميدانِ الحب ولن يفهم أحدنا معنى أن يخوض غمار التجربة حتى يسبح ضد التيار في تلك الدوامةِ العاتية بهدوئها وضجيجها بغرقها ونجاتها بغرورها واعتدالها ، لن يخبركَ أحدٌ لأنهم لايملكون لسانًا لأخبارك فبعد هذا العمر كله لازلنا نفتقدُ الكلمات لوصفِ الحب.



#أثير_علي_السيد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبٌ بِلا توقعات
- عندما يضنيكَ التعبُ ويغلبكَ اليأس ... أقرأ هذا
- أكتبُ اليكَ لأني معجبةٌ بك
- الشخصَ المناسب وأشكالية التوقيت


المزيد.....




- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...
- نجمة عالمية تتألق بفستان استثنائي منذ عام 1951 في مهرجان كان ...
- عند الفجر وقت مثاليّ جدا للكتابة.. نيكول كيدمان محبطة من ند ...
- -ظل والدي-.. أول فيلم نيجيري يعرض في مهرجان كان السينمائي
- -النمر- يحضر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي بأج ...
- تضارب الروايات حول دخول مساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس
- قطاع غزة.. 55 قتيلا بينهم فنانة في غارات استهدفت نازحين ومنا ...
- ‏انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس ...
- رواية -حارة الصوفي-.. التأريخ بين قبعة الاستعمار وطربوش الهُ ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير علي السيد علي - ما لاتعلمهُ عن الحب