أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير علي السيد علي - الشخصَ المناسب وأشكالية التوقيت














المزيد.....

الشخصَ المناسب وأشكالية التوقيت


أثير علي السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 04:09
المحور: الادب والفن
    


Heidi Priebe
ترجمة : أثير علي

لم نعاني يوماً في علاقاتنا مثلما عانينا من عُنصر التوقيت . فربما نلتقي بالشخص المناسب لنا قبل شهرٍ واحدٍ فقط من سفرهِ للدراسةِ في الخارج أو أن نشعُرَ بأنجذابٍ رهيب إتجاهَ شخصٍ جذاب بكلِ المقاييس والذي يصدفُ دائماً أن يكونَ مرتبطًا سلفًا .
فعلاقةٌ تنتهي هنا لأن أحدَ الاطراف لم يكُ مستعدًا للالتزام وعلاقةٌ أخرى تنتهي هناك لأن أحدهم أصبح ملتزمًا بأسرع من ما ينبغي .
أحيانٌ مانهمسُ لأصدقائنا قائلين " كان سيكونُ شخصًا ملائمًا لو كنّا التقينا بعد خمسِ سنواتٍ من الان أو أبكرَ بثمانِ سنوات أو في أي مرحلةٍ مبهمةٍ من المستقبل حيثُ كل مشاكلنا ستكونُ قد حُلت من تلقاءِ نفسها بحلول ذلك الوقت " .
لطالما بدا الوقتُ هو العنصر الثالث في أيٍ من علاقاتنا ولازلنا عاجزين عن تنحيةِ هذا العنصر من لعبِ دورهِ المحوري المتحكم بسيرِ الاحداث .
التوقيت هو الشبحُ المقيت الذي يخيمُ على عقولنا لكنهُ سيكونُ كذلك فقط إن سمحنا له بذلك وأعطيناهُ تلك السلطة للتحكم بدفةِ الامور . فالحقيقة الواقعية برأيي والتي لابد من الاعتراف بها وأعتناقها هي " إنَ الأشخاص الذين قابلتهم وستقابلهم في الأوقات الخاطئة ماهم في الحقيقة الا أشخاصٌ غير مناسبين ".
نَحْنُ لانقابلُ أشخاصًا مناسبين في أوقاتٍ خاطئةً على الإطلاق لأنهم دائماً مايكونوا خارج حسابات التوقيت المقيت هذا ، فعندما تلتقي بهم لن تعبأ بالتوقيت وصحته بل سترمي كلما خططت لهُ مسبقاً وراء ظهرك وتسير معهم على غيرِ هدىً نحو مستقبلٍ آخر دون اي لمحةِ تردد . فمعهم لن تدخلَ دوامة التفكير المطول ولن تمر بعاصفة أتخاذِ القرار من عدمهِ أنت فقط ستسبحُ مع التيار ولاشيء آخر . فأنت تعلمُ في قرارةِ نفسك ووجدانك إنهُ أيما كانت روعة المغامرة المزمعُ خوضها مسبقاً لن تكون حتى بنصفِ روعةِ ماستشهدهُ برفقةِ الشخص المناسب ، فلا أهمية لما كان فقد تغيرَ كلُ شَيْءٍ مُذ أطلوا.
ستسقطُ كلُ حساباتِ الوقتِ والتوقيت بلحظةِ لقائكَ بالشخصِ المناسب فلا تجهد نفسكَ عبثًا في محاولةِ إدخالهم في ثنايا يومكَ وتعقيداتهِ لانهم سيمسون ومن غيرِ أن تدرِكَ كُلَ يومِكَ بل وسيكونوا عمود حياتِكَ الفقاري ، سعادتُكَ أحلامُكَ رغباتكَ الدفينة سيغدونَ هم مصدرها وشعلتها التي لاتنطفئ فما عليكَ سوى الاهتمامُ ببقية الجوانبِ الاخرى . الشخصَ المناسبَ لن يقفَ يومًا حائلًا بينك وبين ماتصبو إِليهِ من أحلام ولن يضعَ نفسهُ في كفةِ الميزانِ الاخرى مقابلَ طموحاتك بل سيشجعكَ على المحاولةِ أكثر على الإقدامِ أكثر على العملِ أكثر . سيظهرُ أجملَ مزاياك وأقوى خصالكَ لتقاتلَ كما لم تفعلَ مِنْ قبل . هذا النوعُ من الاشخاصِ لن يفرضَ عليكَ مطلقًا أشكاليةَ حدودِ الوقت لأحلامك وقدراتك بل سيرغبونَ بحملِ الجبالِ عوضًا عنك مهما طال الوقت وبلغَ مقدارَ الجهدِ فالوقتُ مع الشخصِ المناسبِ هو خادمٌ طوعَ بنانِكَ لا أكثر.
في أغلبِ الأحيانِ عندما نتجاوزَ شخصٌ ما بسببِ سوءِ التوقيت فكُلُ ما سنقنعُ أنفسنا بهِ إِنهُ لايستحقُ إضاعة الوقتِ معهُ ، لكنْ فلتعلم بأنهُ لاوجودَ لأوقاتٍ سحريةٍ حيثُ تتساقطُ الحلولَ من السماءِ لأزماتنا وتصلحُ ما أفسدهُ الدهرُ في علاقاتنا بل أنْ هناكَ شخصًا مناسبًا سيأتي في قادمِ الأيامِ يسحبُ البساط من تحت ذلكَ الشبحُ المسمى بالوقت لانهُ وبكلِ بساطةٍ عندما يطلُ علينا سنخلقُ الوقت لندخلهُ في فضاءاتِ حياتنا وهذا مايدعى ..... بالوقتِ المناسب



#أثير_علي_السيد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير علي السيد علي - الشخصَ المناسب وأشكالية التوقيت