أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير علي السيد علي - حبٌ بِلا توقعات














المزيد.....

حبٌ بِلا توقعات


أثير علي السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 30 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


سأخبركَ ما هو الحبُ دون توقع شيئاً في المقابل .
أعظمَ الحب هو أن تحبَ نفسك بالمقامِ الأول وليس القصدُ هنا أن تُحبها لحدِ الأنانية والنرجسية أو تحبها بصورةٍ أقل من الطبيعي المهم أن تُحبها أولًا.
فلا تعمد الى الغاء مخططاتك التي رسمتها بكلِ شغفٍ من أجل شخصٍ ما الا للضرورة ولا تعيد ترتيبَ يومكَ بأجمعهِ كي يلائمَ جدول أعمال أحدهم مالم تكن متأكدًا من حضورهِ في موعده . فأنت ملزمٌ بنفسكَ ونفسكَ فقط وحتى إن اضطررت لفعل هذا فأفعلهُ للأسبابِ الصحيحة ففي كثيرٍ من الأحيان يتعارضُ مانتمناه مع مانحنُ مجبرينَ على فعلهِ .
إن ماتحتاجهُ فعلًا هو شخصٌ تعتمدُ عليه طول الخط اعتماداً لايشوبهُ شكٌ على الإطلاق وهذا الشخصُ لابدَ وأن يكونَ أنت . فعِندَ نهاية اليوم إن فشلَ شخصٌ ما بالوفاء بموعدهِ ولم يظهر أو لم تصلكَ تلك الرسالةَ لأن مرسلها قد أنشغلَ بشيءٍ ما ستبقى أنت موجودًا من أجلك وهذا وحدهُ يكفي ، فأن أفضى بك اليومُ وحيدًا فكن سعيدًا بذلك لأنك مع الشخص الوحيد الذي يستحقُ التواجد معه وهو أنت .

كي تُحبَ بلا توقعات كن صادقًا مع نفسكَ في مسعاك فأن لم تكن من هواةِ الألاعيب فلا تمارسها وأبتعد عن هواتها فأنت ملتزمٌ بمواعيدك مع الآخرين ولاتنسى أن تردَ على رسائلك مهما أنشغلت
وتقولُ ماتحسَ بهِ بكل صراحة ولا تمتهن التلاعبَ بعباراتكَ كي تخدعَ الناس ، ففي عالمٍ من الخداعِ أخترتَ أن تكون صادقًا مع نفسك والآخرين حتى ولو كلفكَ هذا خسارة درزينةً من الحمقى لأنكَ رفضت أن تكونَ جزءً من ألاعيبهم وفضلتَ أن تكونَ الشخصَ الذي تُحب.

كي تُحبَ بِلا توقعات عليكَ أن تُظهرَ الرحمة والتعاطف في كُلِ أفعالك مع نفسك والآخرين حتى الذين لم يقدموا لكَ سوى الخداع وتركوك تسأل نفسك لليالٍ طوال ماذا قدمت لهم كي أجني منهم كل هذا ؟ أرمي كل هذا وراءَ ظهرك وتعلم كيف تنسى وتتجاوز فالناسُ هم الناس منذُ بدءِ الخلق وهذه طباعهم فتعلم أن تفصلَ بين تجاربكَ الخاصة وتجارب الناسِ من حولك فلا تضع أفعال الغير في ميزان تقييمك الشخصي فكُل أمرءٍ وماجُبلَ عليه فلا أنت ستغيرهم ولاتدعهم يغيروكَ على شاكلتهم.

كي تُحبَ بلا توقعات ضع يدكَ أولًا على مكامنِ ضعفك وواجه شياطينك الداخلية كي تُحبَ نفسك من أعماقك فلا أحد في الدنيا بأجمعها سيفهمكَ كما تفهمُ نفسك ولن يعينكَ أحدٌ كما ستعينُ نفسك .
وفي نهاية المطاف أنت بين خيارينِ لا ثالثَ لهما أما أن تتقبل من معك كما تتقبل وتحب نفسك بكل عيوبهِ قبل حسناته أو أن تدعهُ يرحل فلا داعي لأن تتركَ نفسك أسيراً لأنصاف الحلول فلا انت بمجتازٌ للنهرِ ولا أنت بالعائدِ من حيثُ أتيت فهذا أكثرُ العذاباتِ شدةً وأقساها على نفسك مرارةً .

كي تُحبَ بلا توقعاتٍ بالمقابل تعلم أن تقدرَ قيمةَ مالديك وقتما لديك فلا نحنُ بمالكين لقلوبِ البشر ولا بمسيطرين على أفعالهم وسترى دائمًا إن كلما زادت توقعاتنا بأحدهم كلما كانت خيبتنا أكبر من المأمول فلا نملكُ الا أن نقدر ما معنا طالما هم معنا وإن هموا بالرحيل فلا نملكُ أن نثنيهم عن عزمهم حسب الظروفِ والأسباب مهما كان وجودهم مهم وضروري لنا فلسنا بمالكين لهم .

كي تُحبَ بلا توقعاتٍ بالمقابل عليك أن تتصالح مع نفسك وتفتح أبواب قلبكَ وذراعيك للحياة موقنًا أن الجميع ليسوا بالنبلِ الذي تظنهُ لكن هذا ليس سببًا يمنعنا من أن نوصدَ أبواب قلوبنا فثق بنفسك وتعلم كيف تداوي جراحك وتستمر ولا تنسى أن تُحبَ نفسك وأن تفخر بها طوال الوقتِ والأيام.



#أثير_علي_السيد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يضنيكَ التعبُ ويغلبكَ اليأس ... أقرأ هذا
- أكتبُ اليكَ لأني معجبةٌ بك
- الشخصَ المناسب وأشكالية التوقيت


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أثير علي السيد علي - حبٌ بِلا توقعات