أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح كنجي - لا لحكومة تشغل نفسها ببطل العرق!















المزيد.....

لا لحكومة تشغل نفسها ببطل العرق!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 29 - 18:54
المحور: المجتمع المدني
    


تضامناً مع أصحاب الكأس وحرية الاختيار والعمل

قبل أيام تمّ الإعلان عن موعد الاعتصام والتظاهر من قبل مجموعة من العاملين في مجالات اقتصادية تشمل البارات والحانات التي تقدم المشروبات الكحولية للزبائن.. وعددها رسمياً يفوق الـ 250 باراً ومتجراً في بغداد.. وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها مباشرة منهم سنة 2017 اثناء وجودي في بغداد..
اليوم 29/1/2021 سيقوم عدد من أصحاب هذه المتاجر بالتظاهر في بغداد للمطالبة بحمايتهم وعدم منعهم من فتح المحلات.. والموضوع لا يتعلق بمقتضيات وإجراءات الكورونا وما تسببه من موت ومخاطر على المجتمع والناس في عموم العالم.. كما هو واضح لنا.. ونحن نتابع مخاطر انتقال وانتشار هذا الوباء يوماً بعد آخر.
بقدر ما له علاقة بسلوك مجموعات دينية تتحكم بالسلطة في العراق.. ما زالت تعتقد انّ من أولى مهامها ـ في هذا العصر ـ فرض معتقداتها الدينية على المجتمع.. واسلمته عبر النهي عن المنكر.. وإنها مكلفة من الله بفرض شرائعه وقوانينه.. وحددت البارات واصحابها.. ومن يتردد عليها.. كهدف ينبغي مهاجمتهم وملاحقتهم.. ومنعهم من العمل.. وهو اجراء يتنافى ويتناقض مع مفاهيم الحرية.. وحق الانسان في الاختيار والعمل والتمتع بملذات الحياة..
متناسية المصائب وحالة الخراب التي تعم في البلد من أقصاه الى اقصاه بسبب الفشل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحتى الأخلاقي.. وسقوط الفئة الفاسدة المتحكمة بأوضاع العراق المنحدرة من أوساط الدين الى أسفل السافلين..
هؤلاء السراق والحرامية من لصوص السلطة.. الذين يحللون لأنفسهم ما لذّ وطاب.. ويحرصون على الحصول على المشروبات الكحولية بشتى الطرق.. ويفرضون الإتاوات على اصحاب المحلات ويتقاسمون معهم الأرباح طيلة السنوات الماضية بلا خجل..
اخذوا ينقلبون على الاتفاقات السرية التي كانت تضمن للباعة حق العمل وتوفر للآلاف من أبناء بغداد الفرص للحصول على قنينة بيرة او كأس عرق او جرعة ويسكي تخفف من احزانهم وسط هذا الخراب والتوتر والانحدار الذي يعم العراق يوماً بعد آخر.. وبات يقترب من حالة الانهيار الشاملة.. بسبب عدم المقدرة على توفير الحد الدنى من الرواتب والفشل الأمني.. ناهيك عن مخاطر انتشار الأوبئة ـ ولا اتحدث هنا عن الكورونا وحدها ـ واقصد بها وباء الدين.. بمفاهيمه الراهنة.. التي تجعل من بطل العرق والخمر وبقية مشتقات الكحول مشكلة المشاكل.. وتجند قوات الأمن وتوجهها لمراقبة المحلات ومنع الزبائن من الوصول اليها.. وتزجهم يومياً في الأماكن والواجهات على شكل فرق ومجموعات حراسة ليل نهار..
كأن المعركة الكبرى للعراقيين اليوم وفي هذه الأوقات العصيبة.. هي مع بطل العرق وقنينة الويسكي او علبة البيرة.. ليخلوا الجو للفساد والحرامية لسرقة المال العام ويعبد الطريق للإرهابيين للنفوذ الى قلب العاصمة وتنفيذ تفجيرات متكررة وقاتلة تزهق أرواح العشرات من الأبرياء في كل مرة..
والمهزلة.. كل المهزلة.. وسط شعارات ومواعيد وبرامج فضائية.. تتحدث عن الانتخابات.. كأننا في أرقي دولة تمارس فيها الديمقراطية.. وتبيح أوسع مجال للحرية.. وخالية من العطالة.. ولا توجد فيها مظاهرات واعتصامات.. بسبب انعدام الخدمات.. وتدهور الأوضاع الأمنية.. وانتشار الفساد والعنف المستشري في كافة اصقاع البلد.. الذي ما زال فيه الناس يلجؤون للتحكيم العشائري.. وطب المشعوذين ويعانون من شتى الأمراض.. ناهيك عن الجوع والفقر.. وانعدام فرص العمل.. وتلوث البيئة.. ووو نستطيع ان نعدد الكثير الكثير مما له صلة بهذا الخراب الذي لا تراه عيون أصحاب السلطة او لا تريد ان تراه.. بسبب الحول الذي تحدث عنه الدكتور قاسم حسين صالح في أكثر من مقال وبحث علمي في موقع الحوار المتمدن.. والمشكلة الكبرى من جراء بطل العرق في هذا الوجود الكافر والملحد الذي يفتقد للأخلاق ويمنع المواطنين من تقديم فروض الطاعة والخنوع للـ الإله الذي بات مصيره مرتبطاً وعرشه مهدداً ومهتزاً بسبب جرعة خمر يتناولها بغدادي عاشق للحرية في زمن الاستبداد الديني..
إنّ هذا السلوك العدواني مع الباعة.. وإجراءات غلق المحلات التي تقدم المشروبات للناس.. هو اعتداء على الحريات العامة يتنافى مع حرية الانسان في الاختيار والعمل.. لا يجوز ان يمارس في هذا العصر من قبل اية مجموعة تعتقد انها مكلفة بتطبيق شرائع الله.. وتوجه من قبل فئة فاسدة ومدانة بالسرقات ونهب المال والفشل الاجتماعي والسقوط الأخلاقي في هذا الزمن المنحط..
وللمزيد من المعلومات ومعرفة بقية التفاصيل اتصلت بصديق يعمل في هذا المجال.. وقال لي في رده المختصر..
(للأسف انهم لا يعطون لنا المعلومات عن أسباب هذه الإجراءات.. ومن جهة بعض عناصر السياحة يأخذون اجورهم الأسبوعية منا كالمعتاد.. ويقولون لنا: افتحوا "بالصنطة" وعندما يأتيهم الامر من وزارة الداخلية.. يأتون الى القاعات دون ان يعلمونا بمجيئهم ويخرجون الزبائن دون ان يدفعوا الحساب ويأخذون أحد من العاملين في القاعة سواءً كان صاحب القاعة او عاملا فيها.. المهم يأخذون واحداً من المتواجدين لكي يثبتوا انهم أغلقوا القاعة او البار..
وكانوا في السابق يأخذونا الى مركز محلي.. الآن يأخذونا الى دائرة الاستخبارات العامة للإرهاب وعندما نسألهم ماذا تريدون؟.. لا أحد يجيب او يعرف الجواب..
بالأمس سألت أحدهم.:
ما هو الوضع؟ وكيف ننتهي من هذه المهزلة؟
قال لي بألم:
عندما كنا نقبض على الارهابين من الدواعش كان الأمر سهلاً علينا بالرغم من خطورة الموضوع.. أما اليوم فإن الأمر أصعب لنا لأننا نواجه مخاطر أكبر.. الأوضاع تغيرت..
قلت له لماذا وكيف؟ قال:
عندما نقبض على شخص في صالات القمار المهمة بالذات صالات الروليت في الأماكن المعروفة.. نخاف من الرؤوس الكبار في الدولة.. اللذين يمارسون ويعملون في مجال غسيل الاموال وتهريبها للخارج.. ولهذا السبب يخلطون الاخضر باليابس وباتوا يستهدفون محلات المشروبات ايضاً..
ويبدو ان وزير الداخلية ترك الميليشيات والارهاب والحرامية.. ويومياً ومن شهرين الشرطة الاتحادية وشرطة السياحة قد زجت في العمل والسهر ليلاً لمراقبة البارات والنوادي الليلية وملاحقة أصحابها والعاملين فيها.. من دون توضيح الأسباب والدوافع.. كل ماهناك يقول لنا:
ـ هذا امر من وزير الداخلية.. ونحن منفذون مأموراً او مجموعة مأمورين.. امام أبواب الحانات ليطردوا الزبائن.. هذا هو وضعنا من شهرين)..

لا لقمع الحريات
لا لأسلمة المجتمع
لا لدواعش الدين
لا لوزير داخلية وحكومة تنشغل ببطل العرق وتنسى مهامها في حفظ الأمن ومكافحة العنف والارهاب
الحرية للإنسان وكل ما يعزز ارتباطه الانساني بهذا الوجود..
ـــــــــــــــ

29 كانون الثاني 2021



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن غير المؤهلين في هذا العصر
- حكاية ليست للأطفال بمناسبة العام الجديد..
- مع الاحتجاجات الثورية في كردستان
- ليكن يوماً فاصلا ًفي تاريخ العراق..
- المقدمة.. هذه اليوميات وما فيها..
- رواية الهجرة غرباً
- تعالوا نتوقف لحظة امام هذا الكم الهائل من العنف في العراق!
- حكاية الآغا مصطفى ..
- هذا بعض الوفاء لك يا حسون ..
- عراقيون في المانيا 2.. الشاعر مؤيد الراوي .. (2)
- عراقيون في المانيا 2.. الشاعر مؤيد الراوي .. 12
- عراقيون في المانيا .. 1 الموسيقار علي الشبلي
- صباح كنجي - كاتب وباحث واحد كوادر الحركة الانصارية - في حوار ...
- رواية حازم القوشي عن الأنفال.. 2
- رواية حازم القوشي عن الأنفال..1
- فيان جمعة.. الإبداع المرهف والرؤية الإنسانية الثاقبة
- رواية ابو عمشة عن الأنفال.. 3 الوصول للحدود والعبور الى تركي ...
- الاحتجاجات في العراق.. معلومات وانطباعات ميدانية..
- بالونات ابو الدجل وانتفاضة الطلبة..
- رواية ابو عمشة عن الأنفال..2 البحث عن منافذ للخلاص والنجاة م ...


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح كنجي - لا لحكومة تشغل نفسها ببطل العرق!