أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سلام ابراهيم عطوف كبة - الرأسمالية نظاما (3 – 3)















المزيد.....

الرأسمالية نظاما (3 – 3)


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 6798 - 2021 / 1 / 25 - 02:03
المحور: الارشيف الماركسي
    


الرأسمالية نظاما (3 – 3)
CAPITALISM AS A SYSTEM
ترجمة : ابراهيم كبة
القسم الثالث

الفصل الخامس عشر من كتاب كوكس
النظام في انتقال
اذا كان صحيحا بأن النظام الرأسمالي،بطابعه غير متناسب الاجزاء،من النواحي الاقليمية والاقتصادية والسياسية،يكون الوحدة الاساسية المنطوية على تغيرات وتطورات داخل وحدته الجزئية المختلفة،فيجب تحليل مشاكل الانتقال بالاشارة الى القالب الاجتماعي ككل.وبعد التسليم بهذا الافتراض تبقى هناك نظرتان مهمتان للمسألة:الاولى تؤكد على التغير باصطلاحات الصراع الطبقي،والاخرى تؤكد على نتائج التحول بالنسبة لمختلف مجتمعات النظام.ويبدو ان نظرية الصراع الطبقي ترى بأن قلبا بروليتاريا للمجتمع الرأسمالي،في أي جزء من اجزائه تقريبا،سوف يؤدي بحكم ذلك وحده الى اطلاق طاقات الجماهير لاقامة نظام جديد يمكن توسيع رخائه بصورة غير محددة.ولكن يندر ان نجد توغلا في تفاصيل هذه العملية.والواقع ان ماركس نفسه،الواضع الاصلي لهذا الاتجاه لم يكن لديه ما يقوله الا القليل حول تلك العملية وحول عناصر النظام الجديد.على ان الكفاح الطبقي،كالحرب،قد يلف المشاكل الحقيقية بالغموض.ان المشاكل الحقيقية تتصل بالتحول نفسه،وتمكن معرفة هذه المشاكل من التنبؤ حتى بدرجة النجاح التي يمكن ان يحرزها الكفاح المذكور في مختلف المواقف.ويظهر ان الناس سوف لا يقنعون بصورة دائمية،بمجرد نقل السلطة الى(الشعب)،اذ لو كان هذا صحيحا لزاد الطلب على الطوبائيين،اكثر مما هو الآن بكثير.ان الانسانية على العكس،مكتوب عليها ان تعيش في مجتمعات منظمة حسب مبادئ منطقية داخلية.صحيح ان التخطيط الاجتماعي قد اصبح الان في متناول شعوب عديدة،ولكن هذا له حدوده.لذلك دعنا نحاول اولا الاشارة الى ماهية الشروط التي يسهم فيها النظام الرأسمالي في نجاح التمرد الجماهيري المعاصر.يجب ان يستبعد،كمسألة ذات اهمية خاصة،تذمر العمال في البلدان المتقدمة.بصورة عامة كان العامل المنظم في الامم الراسمالية القائدة،مواليا للرأسمالية،وحسب مواعظه المستمرة،يقيم العبيد،في البلدان الاشتراكية.ويبدو ان العامل الاساسي والاول هو الاتجاه الثابت نحو الركود في النظام الرأسمالي.وطالما كان النظام غير قابل للتوسع بصورة طبيعية في قمته – حسب تقاليد السوق الحرة – لابد من ظهور المشاكل المتضمنة حلولا غير سوقية خلال مجموع اجزائه.ومن نتائج هذا التطور هي حقيقة ان الرأسمالية تفقد باستمرار مثاليتها الاممية.ان الروح الاممية التي ولدتها المنافسة على القيادة سابقا،لم تعد سائدة الان.لقد انقطعت سلسلة الوراثة.
العمل الثاني الحتمي هو نضوج الفكر العقلاني ونمو العلمانية وتقدم العلم والتكنولوجيا.ان هذه من المنتجات الايجابية للرأسمالية،التي تبعث الثقة في مختلف البلدان بأن وسائل التخطيط الناجح للمجتمعات اصبحت متيسرة.وبهذا المعنى،تعود الاشتراكية لاستلهام مفكرين من قبيل روجر بيكون وفرانسيس بيكون وكوندورسيه.لقد كونت الرأسمالية مجتمعا عقلانيا وعلمانيا،وربطت العلم والتكنولوجيا وظيفيا،بالتقدم الانساني.
ان هذين التطورين المتعارضين،ركود النظام السوقي الرأسمالي الذي يتطلب اللجوء المتزايد للتدابير الاشتراكية حتى في البلدان المتقدمة،وظهور الامكانيات غير المحدودة للعلم والتكنولوجيا،يقويان باستمرار الحركة نحو الانتقال.
الا ان عقم الرأسمالية،لا يشعر به على الوجه الاشد في تلك البلدان التي حققت هيكلا رأسماليا متقدما،قبل مجئ الركود.ان الامم الناضجة لا تزال تأمل في المحافظة على اوضاعها الامبريالية،بتعديل ممارستها ستراتيجيا.الا ان الامل معدوم بالنسبة للبلدان المتأخرة للتدرج نحو مكانة الامم الرأسمالية المزدهرة وكاملة التكوين.وفي هذه البيئة الاخيرة،تصبح قيم الاقتصاديات المخططة اكثر جاذبية.ويمكن ان يكون هذا هو الدافع الوحيد حقا لاطلاق النزاع الطبقي،الهادئ او العنيف.على ان الهدف يبقى نفسه دائما:مثال ذلك ان قليلا من المسؤولين يبدو عليهم التأثر الشديد من اتجاه قادة الشعوب المتأخرة الذين يحرزون الاستقلال لبلدانهم،لاحتلال نفس المراكز المادية للامبرياليين المطرودين،بينما يعتبر تبني الاشتراكية تحركا في منتهى الخطورة.وكما اشرنا سابقا،ان تجريد النظام من قاعدته في الشعوب المتأخرة،معناه الاجهاز عليه،ولا يمكن للطبقة الحاكمة في الامم القائدة ان تقابل ذلك ابدا بعدم الاكتراث.وهكذا يصبح الكفاح نحو الانتقال الى اقتصاد مخطط ظاهرة دولية تتركز في الاقطار السلبية سابقا.
وفي محاولة تقدير معدل النمو،كان يؤخذ تقليديا ظرفان اساسيان بنظر الاعتبار:احتمال الحرب بين الدول الرأسمالية الكبرى،واحتمال تكرر ازمات الكساد من نوع كساد 1929-1939.وبالرغم من ان حربا عالمية رأسمالية،او كسادا كبيرا،سوف يطلقان من دون ريب قوى الاشتراكية،الا ان الظروف الموضوعية،ومزاج القيادة في الامم الكبرى،لا تبرر فيما يبدو توقع حصول اي منهما.وليس الامر ان النظام استطاع التخلص من الدورة الاقتصادية،ولكن دور الحكومة في العمليات الاقتصادية يستبعد امكانية حصول كساد نموذجي(وبالمناسبة،يجب اعتبار دور الحكومة غير المعتاد هذا،احد الجوانب المهمة في الانتقال).
وفي غياب اي انشغال طويل الامد بالحرب الداخلية او الكساد،تبقى قيادة النظام حرة نسبيا لمقاومة اية حركة نحو الاشتراكية في الخارج،بالقوة او المقاطعة او الخديعة.وبالرغم من ان هذه القدرة على المقاومة تتناقص باستمرار،الا انها ما زالت قادرة على انزال العقاب الفظيع بالامة المتأخرة التي تحاول الانسحاب من النظام.الا ان الوضع يتميز الآن،بالحاجة لتقديم (وجبة اكبر من الجزر) قبل استخدام العصا.والى جانب هذه المعارضة،تواجه كثير من الشعوب المتأخرة مشاكل مستعصية في طموحها الى اقامة اقتصاديات مخططة.ان الجزء الاضخم من كفاحها ليس موجها ضد القضاء على الطبقة الحاكمة،بقدر ما هو موجه لتنظيم مجتمع جديد قادر على البقاء.ان الاشتراكية قد تقدم الجواب،ولكن ادارة هذا النظام اصعب بكثير من ادارة لون سلبي من الرأسمالية.ان المجتمع الاشتراكي القابل للحياة،يتطلب بيروقراطية حكومية جديدة واسعة نسبيا،ومؤسسة عسكرية مرنة،ونواة صغيرة على الاقل من العلماء والتنكيكيين،وحجما معينا مهما من السكان،ومقدارا كافيا من الموارد الطبيعية،وشعبا يمكن ان يفهم وان يدافع لتحمل الحرمان ومواصلة العمل دون انقطاع في سبيل المستقبل السعيد الذي قد لا يتمتع به في حياته ابدا.
ان كل بلد ينسحب من النظام الرأسمالي،يجب ان يتوقع ان يصاب بهزة ثقافية وبتوقف اقتصادي قد يكون خطيرا.ان البلدان التي تعتمد على المحصول الزراعي الواحد او التي يقوم اقتصادها على استخراج المعادن،قد تجد نفسها معرضة للتجويع بمجرد اغلاق الاسواق في وجهها.وهكذا فأن المنافع الاشتراكية المعلنة،قد تظهر غالية الثمن بسهولة.وفي الوقت الحاضر قد تستطيع بعض البلدان الاشتراكية الراسخة،خاصة الاتحاد السوفيتي والصين،ان تقدم المساعدات لتخفيف بعض الصعوبات،ولكن ليس في كل الظروف.
يجب التذكر دائما بأن التطور الاشتراكي يعتمد على ركيزة واحدة اساسية،تلك هي استخدام العلم والتكنلوجيا،بالشكل الذي يضمن الانتاجية الاقتصادية بمعدل نمو اسرع من معدل نمو السكان.ولا يمكن ان يحقق ذلك،لا الانتاج المباشر،ولا الاعتماد على استيراد السلع الرأسمالية.ان البلد نفسه يجب ان يكون قادرا على وراثة القابلية الذاتية للتوسع،المميزة للاستخدام غير المحدود لرأس المال.وهكذا فلا مندوحة عن التصنيع الواسع.ومع ذلك فليس بامكان جميع الامم المعاصرة ان تحقق هذا النوع من التصنيع،لأن الكثير منها محدود السكان والموارد.ان البلدان الاشتراكية،خلافا للرأسمالية،لا تستطيع ان تخطط لاستغلال موارد الشعوب الاخرى.انها يجب ان تتطلع لاراضيها الخاصة وقوة عملها فقط.ولذلك فان البلدان الصغيرة يجب ان تتوقع اما البقاء توابع الى الابد،او ان تندمج في وحدات اقليمية أكبر.ان ايا من امم جزر الهند الغربية مثلا،او البلدان القارية للكاريبي،لا يمكن ان يأمل ابدا الاستفادة بصورة متصاعدة من وفورات الحجم،الملازمة للصناعات التقليدية،في انتاجه من اجل اشباع استهلاكه الداخلي الضروري.
ان هذه البلدان،بقدر ما يمكن التنبؤ به الآن،يجب عليها دائما ان تستورد السلع الاستهلاكية التي تنتجها الصناعات المذكورة.ولكنها،كجزء من اقليم اكبر،تتمتع بمرونة سكانية حرة،وقد تصبح مساهمة واعية في عملية الانتاج الكلي.
وفي بلدان مثل روسيا والصين،حيث تتمتع بظروف ملائمة من ناحية السكان والموارد الطبيعية،تستطيع القيادة الاشتراكية ان تؤجج الحماس المطلوب في الشعب ليقوم بالتضحيات الاولية الفظيعة،في العمل والادخار،وان تبقي فيه جذوة الأمل متقدة،بأظهار النتائج المتراكمة.ويمكن التغلب على الاخفاق،باعادة تأكيد اضافية على التقدم.ان الطلب الداخلي يكون على درجة من السعة بحيث يستمر الضغط على المعامل والمصانع ومشاريع الطاقة المائية ومشاريع الري والمؤسسات التربوية.. الخ،للعمل بكفاءة متزايدة،الامر الذي يظهر ضرورة الانضباط الاشتراكي.
يجب التذكر بأن الرجل الرأسمالي عانى هو الآخر فترة انضباطه الخاص.واذن فهذا العامل – الدفع المجزي لتحقيق اهداف اقتصادية وثقافية – يصبح أساس الدوافع والحوافز في المجتمع الاشتراكي.ان البلدان التابعة لا تستطيع ان تمارس هذا بشكل كامل.انها – كوحدات – قد تعاني اخفاقات تراكمية.انها لا تستطيع(الانطلاق).
اما امريكا الجنوبية وافريقيا جنوب الصحراء،فأنها،بالرغم من تمتعها بالسكان والموارد الكافية لضمان تطورات اشتراكية،اساسية لديها،الا انها تواجه الحقيقة المانعة وهي التشتت القبلي.وكبلدان منفردة – الا في حالة البرازيل والكونغو احتمالا – يجب عليها اما الاستيراد في تحمل معدل التطور غير الملائم او حتى الهبوط،المفروضين بالمؤامرات الامبريالية،او القيام بمحاولات يائسة في اتجاه الاشتراكية لتدرك بسرعة انها امام طريق مسدود.وفي هذه الاقاليم،تصبح الوحدة هي الشرط المسبق الصارخ للتطور التقدمي عن طريق التخطيط.وكما يجب ان تتوقع،تحاول قيادة النظام الرأسمالي بالضبط ان تصد وتحبط هذه الرغبة.ويمكن ان يعد بين رؤساء الدولة الافريقيين الذين هم اكثر ادراكا،بألم، للنتائج المحددة لهذه الفرقة،جمال عبد الناصر في الشمال وكوامي نيكروما في الجنوب،وبسبب سلوكهم سبيل الوحدة هذا،بالدرجة الاولى،لم يعودوا مشبوهين فقط،بل اصبحوا اهدافا للهجوم من قبل القومية المغذاة بسهولة،في البلدان الاخرى.
وبالنظر لمعارضة الامم المتقدمة،فان صعوبات تنظيم دول اشتراكية قادرة على البقاء في هاتين المنطقتين صعوبات مذهلة حقا.ومن العوامل الداخلية المعيقة للتوحيد،هو طابع عدم التكامل للانتاج والمهارات البشرية في الوحدات الداخلية المتعددة.ان تفرغها للزراعة والتعدين،يميل الى عدم خلق الاسواق،او خلق القليل منها فقط،لتصريف منتجات بعضها البعض،ولهذا فانها تتوجه اعتياديا،من الناحيتين الاقتصادية والثقافية نحو الامم المصنعة،وهي مضطرة غالبا للاتجار مع بعضها البعض،بصورة دائرية مغلقة،عن طريق انظمة متركزة في البلدان الصناعية.
ومع ذلك فان الاتجاهات الاجتماعية ملائمة للحركة.ان كل محاولة ثورية تقوم بها الامم على انفراد في امريكا الجنوبية،ناجحة او فاشلة،تضطر قيادة الرأسمالية باستمرار على اثبات قدرة النظام على سد حاجيات جماهير الشعب،بفعالية اكبر من الثوريين.ومن الصعب (محاصرة) هذه الحاجات،كما ان الحركات التي تحاول التكيف معها تقضي دائما التخطيط الى ابعد من قدرات المشروع الحر.ويمكن اعتبار حتى السوق الاوربية المشتركة،كجانب مهم للتحول.انه جزيئا،استجابة للضياع الحقيقي او المحتمل للمستعمرات،وجزئيا رد فعل للتحدي التنافسي للاتحاد السوفيتي.وبالنظر لملكيتها لمقاطعات كولونيالية،تستطيع حتى اقطار صغيرة كهولندا وبلجيكا ان تقوم بتسليفات يعول عليها،كالامم الصناعية.وبالاضافة الى ذلك،فان ايا من الامم الاوربية،قد لا يملك الحجم الكافي ولا المواد الخام الكافية للشروع في تحقيق منهاج للتنمية،موجه داخليا وقادر على البقاء الذاتي.او بعبارة اخرى،لا يستطيع اي منها - بنفسه – ان يستغل بصورة كاملة القيم المتوالدة ذاتيا للعلم والتكنولوجيا.اما بالوحدة فتكون اوروبا قد اقامت قاعدة السكان والموارد،اللازمة لمجتمع اشتراكي كبير.ولكن هذا لا يعني بان مهندسي السوق المشتركة قائمون،عن وعي،ببناء الاشتراكية.انها الرأسمالية،دون شك،التي يحاولون اسنادها.ان كثيرا من قادة البلدان المتخلفة،خاصة القادة الافريقيين يخشون اهداف السوق المشتركة،كوسيلة لادامة الاستغلال الامبريالي.وهكذا يحذر كوامي نيكروما رئيس جمهورية غانا:"ان الامبريالية لا تغير طبيعتها.انها تغير واجهتها فقط..ان منظمة السوق المشتركة تستهدف تعبئة البلدان الافريقية لاشباع نهم الربح للكتلة الامبريالية،ومنعنا من اتباع سياسة محايدة مستقلة.ومن السهل رؤية ان الامبرياليين الكولونياليين مصممون على ابقاء الاقطار الافريقية في وضع المجهزين للمواد الخام الرخيصة..ان المنظمة تشكل محاولة لاستبدال النظام القديم للاستغلال الكولونيالي بنظام جديد من الاستغلال الجماعي الذي سوف يكون اقوى واخطر من الشرور القديمة التي نكافح لتصفيتها من هذه القارة".(1)وليس هناك شك حول المصلحة الذاتية للسوق المشتركة.والقوة الفعالة الوحيدة للرد عليها هي الوحدة الافريقية.الا ان هذه القوى التجزيئية السائدة التي اشرنا اليها،ومنها القومية الاقليمية والقبلية والطابع غير التكاملي للاقتصاد،قد مكنت السوق المشتركة في نهاية عام 1962 من تحقيق وحدة اوربية المركز،لحزام مهم من الامم الافريقية.وقد وقعت اتفاقية في بروكسل تربط اقتصاديات هذه الامم الجديدة،المشتقة من الامبراطوريات الفرنسية والبلجيكية السابقة،بالنظام الصناعي للسوق.ان هذا الاتحاد من شانه ان يحبط اية وحدة اساسية ذات مركز افريقي،ويعزل عددا من البلدان الافريقية،ويحول غانا بصورة خاصة الى منطقة محاصرة مع امكانيات محدودة جدا للتطور.
هل ستلغى التجارة الدولية في مجتمع اشتراكي مبني على اسس اقليمية؟لقد طرحت احيانا المسألة بالشكل التالي:اذا كان على الاقطار الاشتراكية الرئيسية ان تتطلع الى عملها وارضها الخاصة للتطور،وليس الى الاقطار الاخرى للاستغلال افلا يصبح العالم مجزءاً الى شعوب منعزلة؟ابدا.بالدرجة الاولى ان الكرة الارضية متخصصة بصورة طبيعية في مواردها المتنوعة،وكلما ازداد التطور الثقافي لشعوبها،ازداد حرصها على هذا التنوع.ثم ان المهارات البشرية،كذلك،لا بد ان تتنوع من مكان لآخر.وسوف تلقى الرواج،كل منتجات هذه المهارات،والمعارف المتميزة.وبالاختصار فان التصنيع العام لا يحتاج ان يعني الغاء التخصص.انه قد يؤدي الى زيادة حجم التبادل الكلي.فمن الممكن مثلا،اذا وضع حد للعداء نحو الاشتراكية،ان تكون السوق الحالية للسلع والخدمات الامريكية في الصين اكبر من اي وقت في الماضي.الا انه سيكون هناك فرق مهم:ان الصين سوف تشتري ما تحتاجه حسب ما هو مقرر في خططها للتنمية،بينما كانت قبل الثورة تشتري اعتياديا ما كانت الاقطار الصناعية تريد وتلح ان تبيعه اليها.
ان المسائلة،الآن وللمستقبل الغير محدود،هي ما اذا كان سكان المعمورة،التي انكمش حجمها،بالمواصلات الفورية والنقل السريع،يستطيعون مواصلة السير بوسائل التعاون بدل المنافسة العدائية،نحو حلمهم العظيم في بلوغ الكمال المطلق.لقد ادت الرأسمالية الخدمة التي لا تقدر بثمن،في الغاء الحواجز الكبرى التي كانت تعزل فئات العائلة البشرية.وامام هذه الفئات المتصلة ببعضها،اما ان تتطور معا في سبيل ذلك الهدف المشترك،او ان تقيد تطور المجتمع.

(1) كوامي نكروما،"تحرير افريقيا ووحدتها"،خطاب امام المؤتمر القومي للمدافعين الافريقيين عن الحرية،حزيران 1962،واعيد نشره في "طرق الحرية"،خريف 1962،ص 420 – 421،بالانكليزية



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية نظاما (2 – 3)
- الرأسمالية نظاما (1 – 3)
- اعوام ثقيلة تمر على رحيل الدكتور ابراهيم كبة
- -موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (7-7)
- -موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (6-7)
- -موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (5-7)
- -موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (4-7)
- -موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (3-7)
- -موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (2-7)
- -موريس كورنفورث والبراغماتية والفلسفة العلمية- (1-7)
- اختطاف افراح شوقي يرفع الى الواجهة ملف جرائم الميليشيات وافع ...
- قانون الحشد الشعبي والميليشيات
- الشبيبة الديمقراطية العراقية وذكرى ميلاد اتحادها المجيد
- الحط من القيمة التاريخية لثورة 14 تموز في العراق - تعقيبا عل ...
- ديناميكا الفوضى في الطبيعة والمجتمع والنموذج العراقي
- وطنيون ام همج ورعاع؟!
- متى كانت مسابقات ملكات الجمال فعالية ماسونية ؟!
- العدالة الاجتماعية – المفهوم والكوابح والمعالجات/العراق نموذ ...
- العدالة الاجتماعية – المفهوم والكوابح والمعالجات/العراق نموذ ...
- العدالة الاجتماعية – المفهوم والكوابح والمعالجات/العراق نموذ ...


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سلام ابراهيم عطوف كبة - الرأسمالية نظاما (3 – 3)