أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد ابو شحاتة - الأسلام دين ودولة














المزيد.....

الأسلام دين ودولة


عبدالله محمد ابو شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 6796 - 2021 / 1 / 23 - 15:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الاسلام دين ودولة " كثيراً ما نسمع هذا التوصيف الغريب في خطاب جماعات الرجعية ولا سيما التي تهتم منها بالعمل السياسي او ما يعرف بالإسلام السياسي ، والحقيقة أن هذا الادعاء لا يمكن القول إلا أنه صورة من صور الأرهاب ، فلكي تتضح الأمور علينا أن نوضح اولاً لماذا لا يمكن إعتبار الأسلام دين ودولة ولماذا يعتبر هذا الأدعاء صورة صريحة من صور الفاشية ،
فالدولة إذا أردنا إيضاح ماهيتها بإيجاز فلا يسعنا إلا القول انها كيان سياسي مادي ، فسياسي تعني أنه منوط به الأدارة والحكم ومادي هنا تعني أنه قائم على علاقات مادية قائمة بين أفراده ومؤسساته ، فحتى المؤمن نفسه لا يستطيع إنكار مادية الدولة ولذلك يصبح النقاش حول علمانية الدولة من عدمها نقاش فارغ ، لأن الدولة تقتضي بالضرورة العلمانية وإن غابت العلمانية غابت الدولة ولم توجد إلا كيانات فاشية وأشباه دول كالتي نراها في معظم بقاع الشرق الأوسط ، ولذلك يصبح دمج مصطلح الدين الدولة دمج بين متناقضين من كافة الجهات فهذه كيان مادي وذاك كيان ميتافيزيقي ما ورائي ، وتلك كيان إجتماعي توافقي وذاك معتقد شخصي ، فلا يمكن أن يجتمعان في جملة واحدة مطلقاً، والحقيقة أن هذا التوصيف حتى يصيبنا نحن دارسي علم الإجتماع والسياسة بقدر كبير من اللبس فهو ينتقد أساس العلم الذي درسناه والذي طالما فرق بين الدولة وبين معتقدات مواطنيها ، ولا نعني هنا الأنفصال التام ولكن التلاقي يكون في قنوات محدوده ولا يمكن على أي حال دمجهما بشكل كلي ، فالدين عليه أن يظل في مكانه الطبيعي كأيمان شخصي وكون الدين شخصي امر ليس له علاقة بعدد معتنقيه فحتى لو كان يعتنقه كل المجتمع إلا واحد فسيظل شخصياً وذلك لأن كونه شخصياً لا ينبع من عدد معتنقيه بل طبيعته المورائية والغيبية التي تجعل من المستحيل ربطه بشكل كامل بالواقع الموضوعي للمجتمع ، ومن هذه النقطة يظهر جلياً ما يحمله توصيف الأسلام دين ودولة من تعدي على الحرية وعلى الدولة ، فإجبار شخصاً ما على الأيمان بمعتقد شخصي غيبي هو تعبير صريح عن الأرهاب ، وهذا الأجبار لا يمكن تجنبه إذا دمجنا بين الدين والدوله فمن المعروف أن سلطة الدولة تمتاز بالأجبار والألزام ولذلك يجب أن تختص فقط بالأمور المادية الموضوعية لا الأيمانية وإلا تحولت سلطتها إلى إرهاب فكري ،
كما أن سلطة الدولة وقوانينها لا تحدد إلا بشكل ديمقراطي بنقاش مجتمعي وتتسم بالديناميكية وقابلية التغيير وفقاً لمقتضى الواقع المادي ، أما الدين فمجرد قاعدة ثابته غير قابلة للفحص أو النقاش ولا تقبل التغيير للإعتقاد بقدسيتها وتنزهها عن الخطأ ، فحتى لو فرضنا أن غالبية المجتمع في فترة ما مؤيدة للقاعدة الدينية فإنه على أي حال لن يكون من حق ذات الأغلبية تغييرها في المستقبل إن أرادت ذلك وإلا كان ذلك خروجاً غير مقبول على الشرع وعلى سلطة الله يجب أن يواجه بالقوة ، فالشعب في دولة كهذه لن يكون هو مصدر السلطات ، ولذلك فدمج الدين و الدولة يؤدي في كافة الأحوال إلى إنهيار الديمقراطية وتدعيم سلطة الفاشية والأرهاب ، فلا مناص من الفصل بين المعتقدات الدينية و القوانين ونظم الحكم ، والفصل بين عناصر الضبط الأجتماعي الرسمية وغير الرسمية وليس هذا بالطبع خيار على الدولة أن تتبعه بل ضرورة ملزمة لحفظ لبنية الدولة الحديثة وهيكلها .



#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاعة المؤمن
- هل يمكننا القضاء على الجوع ؟
- مصطلحات الحداثة في خطاب جماعات الرجعية
- المجتمع وحق التملك
- اليهود بيننا
- هل توجد علاقة طردية بين تدين المجتمعات و فسادها..؟؟
- مجتمعات العصا ومجتمعات الحوار
- التعليم والضفائر الفوشيا في مصر
- الحرية وحدود القانون


المزيد.....




- -فخ إسرائيلي- للإيقاع بدروز سوريا... وكراهية الإسلام أضحت -ع ...
- القدس في أبريل.. انتهاكات غير مسبوقة للاحتلال في المسجد الأق ...
- الأردن: أحكام بالسجن 20 عاما ضد متهمين في قضية مرتبطة بالإخو ...
- عاجل.. أعداد كبيرة من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماي ...
- لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية ...
- TOROUR EL-JANAH KIDES TV.. تردد قناة طيور الجنة على القمر ال ...
- متاحة الآن مجانًا .. أحدث تردد قناة طيور الجنة الجديد على نا ...
- ترمب مازحا: أود أن أصبح بابا الفاتيكان الجديد
- السجن 20 عاما لـ 4 متهمين في قضية الإخوان بالأردن
- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد ابو شحاتة - الأسلام دين ودولة