أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - العراق .. سمفونية الموت!!














المزيد.....

العراق .. سمفونية الموت!!


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6796 - 2021 / 1 / 23 - 03:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى أرواح شهداء ساحة الطيران
إلى تلك البسطات الفقيرة التي كانت بالكاد تُطعم أصحابها
الى أرامل وأيتام العراق
الى ما تبقّى من ضمائر تشعر بهول الكارثة

من ساحة الطيران، طارت الى الله يوم أمس أجساد ممزّقة تشتكي إليه ما حلّ بها. أجساد نحيلة هدّها الدين جوعاً لفساد أئمته، وفقراً للصوصية قادته، وخوفاً ورعباً لسطوة أحزابه وميليشياته وعصاباته، وموتاً لإجتماع سقيفة و"كسر" ضلع!

ستقف هذه الأجساد كما التي سبقتها لتشكو لله ظلم العمائم، وهي تفتي بالقتل وتصمت عن سرقة أموال اليتامى والأرامل وتُخَمِّس السرقات مع السرّاق.

ستجلس هذه الأجساد بعيدا عن الأنبياء والرسل، الجالسين على أرائك من إستبرق لتفترش التراب في جنّة لا تراب فيها الّا للفقراء.

ستنظر هذه الأجساد الممزّقة الى النبي محمّد وهو جالس بين بقيّة الأنبياء يطوف فيهم غلمان "يسقونهم كؤوسا مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً" لتسأله: هل نحن خير أمَّةٍ أخرجت للنَّاس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر!؟

هناك حيث "تقوم الروح والملائكة صفّاً لا يتكلمون الّا من أَذِنَ له الرحمن وقال صوابا"، تتحدث تلك الأجساد دون إذن وهي تشعر بالقهر والحيف وفاجعة عراقهم المبتلى لتسأل الأنبياء والرسل وهم صامتون كأنّ على رؤوسهم الطيرعن "الحقّ الذي عليهم إتّخاذه الى الله مآبا"، ليسألوا الله أن : يا إلهنا "أنّك أنذرت الكافرين عذاباً قريبا ليقولوا يا ليتنا كنّا ترابا"، فهل أهل العراق كافرون!؟ فتجيب تلك الأجساد: نعم، يبدو إننا من الكافرين و يا ليتنا كنّا ترابا كي لا تحتار ملائكة الله بجمع قطع أجسادنا المتناثرة في سماوات وطننا، وعظامنا التي لم تلحق في أن تتحول الى رميم، بعد أن دفعنا المؤمنين به وهم ينهبوننا الى بيع سقط المتاع في أسواق اللنگة لنعيش عيش الكفاف وما دون منه، وجاء مؤمنون غيرهم لينحروننا بإسمه كما النعاج.

حينها صرخ الأنبياء والرسل ومعهم الملائكة وهم ينظرون صوب العرش (الله أكبر)، وإذا بتلك الأجساد الهزيلة تهرب هنا وهناك خوفاً من هذا التكبير، وكيف لا تخافه وقد سُرِقَتْ به وقُتِلَتْ به وذُلَّتْ به، بل أنّ أحدهم إنتهك معمّم به عِرضه بعد أن تمتّع بأخته مقابل وجبة طعام لأيتامها الجوعى.

من مكان ما ظهر جواد سليم رافعاً إزميله ليذوب وسط تلك الأجساد الشاكية أمرها لله، ومعه فائق حسن وهو يئنّ من ثقل جداريته التي حملها من ساحة الطيران للجنة على ظهره الذي إنحنى وهو يحمل على كاهليه أجساد العمّال المياومين الباحثين عن رغيف مغمّس بالكرامة، وهم يستظلّون بتلك الجداريّة التي لوّنها الدم النازف من أجسادهم التي أنهكها الجوع والمرض باللون القرمزي.

ليسير الجمع في تظاهرة يتقدمّها الزهاوي، طالباً من المتظاهرين أن يعلنوا ثورتهم ضد حكم اللصوص والقتلة من الجنّة هذه المرّة، ليطردوا منها كل رجال الدين على مرّ التاريخ.

وصل أمر التظاهرة لله وهو مستو على عرشه، وأبلغته الملائكة المقرّبين بأحوال الأجساد التي فتك بها الصراع الطائفي الديني ومطالبتهم بطرد جميع رجال الدين من الجنّة.

قرر الله لحزنه على شهداء سوق اللنگة أن يُسرِع بإعلان يوم القيامة، فحملت ثمانية من الملائكة عرشه وهي تسير في موكب جنائزي نحو المتظاهرين ليُعلن تضامنه معهم.

وفجأة توقّفت قافلة الملائكة والعرش فوق رؤوسها لتعود من حيث جاءت!! لأن جميع المتظاهرين قتلوا بكواتم للصوت لا يعرف أحداً كيف دخلت جنّة الله.

في منظر مرعب وجثث المتظاهرين تملأ المكان مثقوبة الرأس، عزفت الفرقة السمفونية لرجال الدين وهي تنظر للأجساد الطاهرة بشماتة وحقد دفين، سمفونية موت العراق وشعبه..

وما أن إنتهى العزف ورجال الدين في فرح وحبور وسرور لإغتيالهم العراق، حتّى تفاجأوا بفرقة سمفونية عراقية، تتقدمها دجلة وهي تتلاعب كأجمل الصبايا بقيثارة سومر لتعزف نشيد الأمل والحريّة تحت نصب الحريّة وسط كعبة التحرير، وبجانبها الفرات بعنفوانه وهو ينفخ ببوق فجر السلالات فتنتفض الناصريّة وتتحول ساحة الحبوبي الى منصّة للحريّة والإباء والكرامة، وليحاكم قتلة العراق في الساحتين وساحات العراق الثائر الأخرى.


- ما بين الأقواس مأخوذ من القرآن الكريم
- سوق اللنگة تعني سوق البالة باللهجة العراقية المحكية



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات ثقافة لايمتلكها الشارع العراقي
- حينما صمتت البرنو
- مقتدى الصدر يحرّض الغوغاء على القتل العلني
- الصدريّون .. طاعة عبودية ذُلْ
- ما العمل ..؟
- سائرون تبدأ تجارة الإنتخابات من النبي محمّد
- مقتدى الصدر .. انا الدولة!!
- ثلثين بلاسخارت عالخال
- هل نجحت إنتفاضة اكتوبر في تحقيق أهدافها ..؟
- الفاشيّة الدينية المشوّهة .. العراق مثالا
- السلطة كانت هدف الإمام الحسين ولتكن هدف دعاة الإصلاح
- الكاظمي وتراث بهجت العطية
- سترون يد إيران القويّة ... أين!؟
- ثرثرة فوق دجلة
- لا خوف على التومان الإيراني ..!
- سائرون تتمسك بقانون إنتخابي على مستوى الدرابين
- أثر غياب القوى الديموقراطية على انتفاضة شعبنا
- النقد ودوره في بناء عراق جديد
- پيشمرگة، أي پيشمرگة .. حشد، أي حشد..؟
- حكومة مصطفى الكاظمي ميْتة قبل أن تولد


المزيد.....




- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية للطلاب المطرودين من جامعات ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- هدنة مع حماس أو اجتياح رفح.. خيارات إسرائيل بشروط أمريكية
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- زيلينسكي يقيل رئيس قسم الأمن السيبراني في هيئة الأمن الأوكرا ...
- برلماني أوكراني سابق يكشف مخططا غربيا يخص زيلينسكي سيكتسح ال ...
- -استهداف مبان وموقع عسكري جنود-..ملخص عمليات -حزب الله- ضد ا ...
- طقس العرب: صورة فضائية تاريخية لاتساع غير معهود لسحب رعدية ف ...
- خبير عسكري: حزب الله نجح في قصف مواقع القبة الحديدية بأساليب ...
- مقتل عنصر من كتيبة طولكرم برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - العراق .. سمفونية الموت!!