أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابراهيم محمود - قلبي على لبنان














المزيد.....

قلبي على لبنان


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 05:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الأحبة، الأخوة، الأصدقاء، المعارف، الكائنات المعلومة والمجهولة، الصديقة وغير الصديقة الخرائب البليغة والعجائب الذاهلة عما يجري، الكواليس وما وراء الكواليس، الجن والإنس معاً في لبنان، أما بعد.
أخجل من نفسي حين أكتب إليكم هكذا، لأنني لا أملك شيئاً، أخفف بها مصابكم الجلل، في طول لبنان الجميل وعرضه، في شرقه وغربه، في بحره وجبله، في سهله وواديه، في أحلامه وأمانيه
أخجل من هذا الذي لا يخجل متاجراً باسم بلد جملة وتفصيلاً، لا يرعوي وهو يشاهد الدمارالمختوم باسمه، وهو يهلل للدمار، لأن اسمه يتردد هنا وهناك، أخجل من هذا الذي يقول ما يضحِك الصخر، ويثيرسخرية الموت، وهويدشن لموت شعب، وطن، عالم ، باسم جهاد مجهَد، وحية موؤودة، وفي الطرف الآخر من يزاود في الموت ، وفي استعراض الحياة المدمّرة للحياة المرجوة هنا وهناك، أخجل أيها اللينانيون الطيبون ، الأصدقاء الوفيرون، وأنا أمد يدي المركبة من كلمات تتدفق من قلبي المولوع بما أشاهد فيكم، وأنتم تكتوون دون رد، تعبيراً عن أضعف الإيمان، تواصلاً ، عن بعد، مع مصابكم الفريد المرعب والمعاصر، باسمي، حيث بالكاد أتنفس باسمي إليكم، لأنني أعجز عن الوصول إليكم بقلب يعيش أنفاسكم المطعونة حيثما تكونون .، ،...
لا أملك ما يبقيني صاحب موقف جدير بالتذكير به تاريخياً، وانساناً قادراً على المواساة، وأنتم هناك في فوهة الجرح الكبير والحرج، تلتهبون كافتكم، وأنا أضطرب، ما يشهد على أنني حاولت مؤازرتكم فعلاً، لأنني بعيد عنكم، بعيد عما تريدونه فعلاً، لا حول لي ولا قوة، منزوع من كل قوة تقربني منكم، ولو في البقاء سويعات لمشاركتكم هذا الضرب الجنوني الذي تتعرضون لـه، هذا الخبل الذي يتم به وفيه سيناريو كيفية تحويل لبنان قاعاً صفصفاً، جنون من يريد الجنون قانوناً، وجنون من يتصور الاستعراض بالقوة والضرب يميناً وشمالاً، وجنون من يعتبر العقل أبغض الملَكات المعرفية إلى الانسان خارجكم وبينكم.
ولأنني بهذا الصفات البائسة، أكتب بملء جوارحي، أسطّر لأحبة ما ظننت يوماً أنهم ليسوا كذلك، ولأصدقاء ما شككت يوماً في حميمية ترابهم، وسلاسة وجداناتهم، وجمال ضحكتهم حيث كنت بينهم كثيراً، كما لو أنني كنت بيني وبيني، كما لو أنني ممتد في كل لبنان، وأعيش لبنان الجميل من ألفه إلى يائه.
ليس لي إلا أن أتابعكم عبر الشاشة التي شوشت علي أفكاري كثيراً، من كثرة الأخبار والمشاهد المفجعة وإرادة التدمير عند الذين يعتبرون الحرب قانون فرض القوة حضارةً، أتابع الوحشي من البشر الذين يضربون ويقتلون ويحرقون ويميتون الحرث والنسل، داخل الجسد اللبناني الجميل رغم ويلاته.
أكتب إليكم بكامل الثقة، لأنني لم أتلمس في لبنان سوى ما يستحق الإعجاب والتقدير، رغم كل صدماته، لأنني لا أتحدث إلا إلى من أعيش معهم وجدانياً، من أعتبرهم أقوى من كل هذا الدمار المروّع وهواته.
أكتب إليكم، لأنني على قناعة تامة، أن لبنان كان ولا يزال طائر الفينيكس الذي يحترق دائماً ويحيا أكثر جمالاً وأشد صلابة.
أكتب إليكم، وليس لي إلا الكتابة، والكتابة هي رتبي ومياديني، واستطلاعاتي الحياتية، وأفقي المستديم، ولأنني على قناعة غير مشكوك فيها، في أنني سأزور لبنان قريباً، وهو يستعيد لبنانه المعهود: لبنان الحياة، وليس لبنان الموت، ولبنان المضاء والمضيء ، وليس لبنان المعتم، لبنان الطليق حريةً ونقاء روح .



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - Mijabad رواية أوديسا الشاعر الكردي- المقام الشعري في رواية ...
- نقد العقل القدري الكردي
- مكائد الأمكنة: حسين حبش وشعرية المكان
- أعلام الكرد الخفاقة
- موسم الهجرة الطويل إلى جنوب كردستان
- الكردي مؤرّخاً
- الدوغماتيكي رغم أنفه
- -النقلة باعتبارها تمرداً في الأدب: سليم بركات في روايته الجد ...
- أهي نهاية المرأة ؟
- منغّصات الترجمة
- الكردي الرشيد: رشيد كرد
- مغزل الكردي
- هل يصلح الرمز الديني موضوعاً للسخرية؟
- الدولة العشائرية الموقَّرة
- دولة قوية دون شعبها
- السورية تيتانيك 3- مرسى تيتانيك مرسومة
- السورية تيتانيك2- الإبحار الكارثي
- السورية تيتانيك 1- لحظة الإبحار
- عمر الشريف بارزانياً
- فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابراهيم محمود - قلبي على لبنان