أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصعب عيسي مصطفي - النيوليبرالية وتهديد الثقافات المحلية عبر الاقتصاد والتعليم -بالنظر الي حكومة الانتقال في السودان- (3)














المزيد.....

النيوليبرالية وتهديد الثقافات المحلية عبر الاقتصاد والتعليم -بالنظر الي حكومة الانتقال في السودان- (3)


مصعب عيسي مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 10:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قد يتساءل المرء عن سبب توافد الجامعات الاجنبية علي اقطارنا العربية والافريقية، فليس من المرجح ان تكون مدفوعة بعامل العائد المادي فحسب، واغلب الظن ان انشاءها كان بغرض خدمة استثماراتها، وتلبية اغراض فروع شركاتها المتعددة الجنسية، هدفها طبعاً اعداد مواطنين من "اهل البلاد" تأهلهم تأهيلا جيدا بلغة وقيم ومهارات استثماراتها وشركاتها، او للقيام بدورهم وكلاء وسماسرة لمصالحها التجارية، وفي هذا تتحمل تكلفة أقل مما تتحملة في جامعات مواطنها الاصلية، كما انها تلتقي مع هواجس الدول العربية والافريقية، لما يمكن ان يحدث من تغييرات ثقافية لابنائها وبناتها عندما يبعثون الي الخارج ويقيمون هناك. وتشير اهداف معظم هذه الجامعات في نشراتها الرسمية الي تكوين "قيادات المستقبل" وتهيئتهم للتعامل مع السوق العالمية ومرونتها في التفاوض والتنافس، كما يمكنها الاستعانة بهؤلا الخريجين عبر اغرائهم بالهجرة الي بلادها الاصلية، وقد يعزي ذلك الي العامل الديمجرافي في تلك الدول، من تناقص معدلات النمو الطبيعي للسكان، ما بين صفر و 1.5% مما قد لا يوفر لها في المستقبل نمواً كافياً لشريحة الشباب في سن التعليم الجامعي، وبعدة وفضلا علي العوامل الاقتصادية، سوف تقوم هذة الجامعات بأعداد قيادات ممن يعتمد عليهم في ترسيخ علاقات سياسية وثقافية بين خريجي جامعاتهم الاجنبية وبين موانع اتخاذ القرارات والسياسات في دولنا، وشاهدنا نحن في السودان كيف ينفذ "وكلاء الهيمنة من موظفي الامم المتحدة ونشطاء منظماتها" القرارات والسياسات الاميركية والصهيونية بالحرف، خصوصا في الجانب الافتصادي، والذي بالتأكيد ستتبعة سياسات اخري في التعليم وبناء موسسات الدولة.
ومن هنا يمكن القول أننا ازاء موجه اقتصادية وتعليمية تسعي لإعادة صياغة البلاد بالشكل الذي تفرضه مؤسسات النيوليبرالية والعولمة الثقافية، وبالاضافة للوكلاء المحليين هناك دولا عديدة في المنطقة تشربت بالنيوليبرالية المعولمة في المحيط العربي والافريقي، فهي تعمل كأدوات وساطة في العمق لتطبيق تلك السياسات، كالسعودية والامارات، ونعلم جميعاً كيف تدخلت هذة الدول في الشأن الوطني "السوداني" منذ بداية ثورة 19 ديسمبر المجيدة، فالبيئة السودانية اصلا خصبة للمزيد من السياسات لا سيما الاقتصادية منها، فقد اورثنا النظام السابق مناخا اقتصاديا يعمة الفساد الاداري والسياسي، فضلا علي الخصصة شبة الكلية للقطاع العام، نجد مثلاً، ان ان التعليم اتسم بالفوقية بتعليم الميسورين من الطلاب من رياض الاطفال حتي الجامعات باللغة الاجنبية، التي يعتقد في تميز ثقافتها وفرص عملها في المستقبل، وهذا واضح من اكتساح هذا النوع من التعليم منذ اواسط التسعينات، فهذا التعليم يهدف في النهاية الي تكوين الفرد السوقي، مع عدم الاهتمام بالمواطن السوداني البسيط، بتعليم المواطنة وثقافتها في صيغتها السودانوية "ان جاز التعبير" وسيصبح التوجه الي الخارج وثقافة السوق وفرصها واحتياجاتها هو مصدر الحكم علي ملائمة باقي المنظومات "الاقتصادية والتعليمية والثقافية" والطلب عليها، وتكاد تتلاشي مهمة الدولة الاساسية في تكوين ثقافة وطنية تحررية تحقق قدرا ضرورياً من التماسك الاجتماعي مع التنوع - لا التعدد - الخلاق لابناء الوطن الواحد.
واؤد ان اؤكد ان السياسات النيوليبرالية سواء في الاقتصاد، عبر تدجين الانسان وجعلة سلعة تباع وتشتري، او التعليم عبر تعليم لغة وثقافة الغير وتصويره علي انة المتفوق دوما ثقافيا وانسانيا، تعني ان شعوبنا سينتهي بها المآل كما قال طه حسين في عن المعاهد الانجليزية والامريكية في مصر " ان الشبان الذين يتخرجون من هذة المعاهد مهما كان حبهم لبلدانهم، فأنهم بالتاكيد يفكرون علي نحو يخالف النحو الذي يفكر علية الذين يتخرجون من المعاهد الوطنية" وهذا امر طبيعي، حين ندرك ان اللغة كما يقول هيدجر " ان لغتي هي مسكني وهي موطني"
واخيرا لن اتردد في التأكيد بأنني في الوقت الذي أحاول ابراز ما يتهدد ثقافتنا "او ثقافاتنا العربية والافريقية" من سيطرة العولمة وعالم المال والبزنس، وخطورة انحراف التعليم عن اغراضة التعليمية والتربوية الوطنية، فأنني اؤكد في الوقت ذاته ضرورة الافادة من الحضارات الغربية في تجديد ثقافتنا ومدوامة ازدهارها، كما انني اختلف تماماً مع الرأي السائد بالخضوع للهيمنة الثقافية علي اعتبار ان الآخر المهيمن هو الافق الاخير والنهائي لتصور العالم من زوايتة الضيقة، بل لا أخشي من السحب القاتمة التي أشرت اليها، وما تحمله من مفاهيم وممارسات منفصلة عن الزمان والمكان والسياق كالعلم والتكنولوجيا والسلام العالمي، والمهارات المعرفية والتنافس وغيرها، وما تؤدي الية من تشويش لتفكيرنا في لغتنا وثقافتنا، ومن تفكيك اواصر المجتمع ولحمتة، ومن ثم لا يمكن ان نطمئن الي تلك الاستحالة، بل علينا ان ندق اجراس الخطر دقا متواصلاً عنيفا، وارجو ان اكون مخطئا، ومن حقي ان اخطئ وان انحاز، واعلن عن وجهة نظر مغايرة.



#مصعب_عيسي_مصطفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيوليبرالية المعولمة -التعليم كمدخل للهيمنة الثقافية- (2)
- الدين واللاهوت عند سبينوزا
- الهامش والمركز (في الحالة السودانية)


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصعب عيسي مصطفي - النيوليبرالية وتهديد الثقافات المحلية عبر الاقتصاد والتعليم -بالنظر الي حكومة الانتقال في السودان- (3)