أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصعب عيسي مصطفي - النيوليبرالية المعولمة -التعليم كمدخل للهيمنة الثقافية- (2)














المزيد.....

النيوليبرالية المعولمة -التعليم كمدخل للهيمنة الثقافية- (2)


مصعب عيسي مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 09:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ان معظم فترات السعي البشري التاريخي، وبخاصة منذ اجتياح الليبرالية المعولمة وثورة المعلوماتية والتكنلوجيا الاتصالية، تشير الي التداخل بين السياسة والثقافة، بل والاندماج احياناً بينهما، الي الدرجة الي تبيح لنا ان نصوغ مقولة ( النيوليبرالية عملية ثقافية في جوهرها وحركتها) وهذا واضح تنزل القضايا المجردة من سمائها المطلق الي الواقع وتجسيداتة، كما أننا ان الاهداف والمفاهيم التي تحملها النيات الحسنة او التقارير، او الموتمرات، تتناقض في واقع جدلي مع اوضاع الدولة الافريقية والعربية المستهدفة، ويمكننا أن نشير هنا الي أهم المعالم الرئيسية للتدخل النيوليبرالي العولمي في قضايا كالتعليم (للمثال وليس الحصر طبعا) التي تعيد تشكيل دورة في الثقافة الوطنية للدول واهمها :-
1- ضمان اعادة تكوين دول المنطقة وفق اسس الاضطراب الهوياتي الممنهج، وتقسم الدول وفق اللغة والتاريخ والثقافة "لا سيما دول الجامعة العربية" بحيث تنفك روابط الهويات القومية واللغات المحلية والاديان.
2- العمل علي انشاء مدارس خاصة بريطانية وامريكية، تنفذ برامج تدريبية من خلال جامعات الدولة الام، لما يسمي بتدريب القادة، وارسال مجموعات مختارة، من قادة التعليم، اساتذة الجامعات، الصحفيين، جمعيات اهلية… الخ، في زيارات للتعرف علي تلك الدول (لا سيما الولايات المتحدة) لاتخاذها نموذجا في التطور الثقافي والانساني والتعليمي والادراي، وعلي حسب تعبير كارين هيوز وكيل الخارجية الامريكية "ان تبادل الوفود بين العالم العربي والافريقي وامريكا يشجع علي التعرف علي التعددية في المجتمع الامريكي وكيف أنهم متدينون ويحترمون قيم العائلة" وهناك الكثير من بلداننا الان تعيش في ما يشبه (الهوجه) من زخم برامج التدريب والمنح الممولة صناديق المعونة الامريكية، او الاتحاد الاوروبي.
3- اشتراط الدول المانحة ان يكون لها دور في رسم السياسات التعليمية، فتتركز المطالب الاميركية بالذات، في تطور مناهج اللغة العربية، والتربية الدينية، والتربية القومية، والتاريخ، بحيث (تطهر هذة المقررات) من كل ما يسيء الي الحضارة الغربية، ومن كل ما يعتقدون انة يمكن ان يولد الارهاب ومظاهر العنف، وهذا كله تحت شعار (تحديث المناهج).
4- خفوت صوت تكافؤ الفرص والعدالة من معظم الخطابات والسياسات الرسمية الاجنبية، وتاهت مسئولية التعليم في تكوين ثقافة وطنية للتماسك الاجتماعي والوشائج الثقافية بين دولنا، والغريب انها اصبحت لدي الكثير من المتعلومين فكرا قديما تجاوزه الزمن، واصبح للاسف في مكان هذة القيم الثقافية التربوية قيما اخري اكثر منها اهمية، حيث طغت معالم التركيز علي سوق العمل وثقافة السوق واحتياجاته وقدراتة التنافسية.
5- ادت سياسات اللبرلة المعولمة "انفتاح اقتصادي، خصخصة القطاع العام، التركيز علي آليات السوق" الي تقليص دور الدولة التعليمي، وتراجعها عن مسؤولياتها في كفالة حق التعليم للجميع، وتفاقم دور الخاص "هذا واضح عندنا في السودان ابان فترة النظام البائد" بشكل مطرد الي درجة تضاعف نموة في التعليم العام، ولما كان هذا النوع من التعليم يتطلب مصروفات باهظة، بدأ التعليم يدخل في نطاق السلع التي تباع وتشتري، وانقسم بدورة الي فسطاطين حكومي وخاص، وشاعت مقولة ان كل خاص افضل واكثر كفاءة مما هو حكومي.
6- من المعلوم ان ان التعليم مجاني تدريسة باللغة العربية، وهي اللغة الاقرب للغات المحلية، بينما المدراس الخاصة الي جانب اهتمامها باللغات الاجنبية، فانها تدرس المناهج العلمية والرياضيات واللغات بنفس اللغة، وكأنما اللغة العربية واللغات الاخري مقصرة في تعليمها ! هذا الي جانب تخصص بعض هذة المدراس في اعداد طلابها لامتحان الثانوية الامريكية او الشهادة البريطانية، وكل هذا اعداد وتوجه نحو الخارج في اغلبة، ومتغاير لتوجهات التعليم الوطني، الذي ينبغي ان يهدف الي جانب الاهتمام باللغة الام، ايضا اهتماما باللغات المحلية للقبائل او الاثنيات الاجتماعية.
7- اتساع شهية الربح والتسليع للتعلم، وانتشار تأسيس الجامعات والمعاهد العليا والأكاديميات الخاصة، بدعوي الاستجابة للطلب المزايد علي التعليم العالي تارة، وتوفير كفاءات عالية توائم سوق العمل تارة اخري، ومعظم هذا النوع من التعليم يتم بلغات اجنبية، تغلب فيها اللغة الانجليزية، كما انها تتقاضي مصروفات باهظة لا تتحملها الا شريحة محدودة من المجتمع، ونحن هنا امام فسطاطين اخرين، حكومي وخاص، وحتي التعليم الحكومي التي لم تقوي علي منافسة الخاص، أضافت شعبا واقساما بالانجليزية وبمصروفات، وتحظي هذة الشعب بمكانة متميزة وتقدير سواء من الطلاب او الاستاذة.
واخيرا قد يتساءل المرء، هل ستتحول بالضرورة لغة التعليم فيما قبل الجامعي بالتحديد الي اللغة الانجليزية بالضرورة في المستقبل القريب



#مصعب_عيسي_مصطفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين واللاهوت عند سبينوزا
- الهامش والمركز (في الحالة السودانية)


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مصعب عيسي مصطفي - النيوليبرالية المعولمة -التعليم كمدخل للهيمنة الثقافية- (2)