الاعتداءات الإسرائيلية على سورية مستمرة ومتصاعدة

محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 6788 - 2021 / 1 / 14 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الاعتداءات الإسرائيلية على سورية مستمرّة ومتصاعدة
—————————————————————
شكّل العدوان الجوّي الإسرائيلي الأخير على أهداف في البوكمال ودير الزور تصعيداً خطيراً، استناداً إلى عمقه في الأراضي السورية ، وتعدّد أهدافه ونوعيّتها، وطول مدّة تنفيذه ،وحجم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي نجمت عنه، والاعتراف الإسرائيلي جهاراً بتنفيذه ...
وبغضّ النظر عن دوافعه وأهدافه العسكرية والأمنية ، والسياسية التي يبتغيها خلال الحقبة الزمنية القصيرة المتبقية من حكم ترامب وجنونه ، وإجرام نتنياهو المأزوم ، فإنّ إدانة وزارة الخارجية السورية للعدوان مناسبة للتعامل مع اعتداءات تجري خارج الأرض السورية، ولكنّها غير كافية إذا كانت فوقها، والاستغاثة بمجلس أمن مختطف من قبل أمريكا غير مجدية ، استناداً إلى عِبَر ودروس مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية السابقة، كما تطرح تساؤلات مشروعة من أهمّها :
1 - صحيح ليس من الحكمة العسكرية جرّ الجيش السوري إلى حرب واسعة مع العدو الإسرائيلي في ظل المأساة السورية الراهنة, ولكن هذا الحذر السوري، بعد تكرار الاعتداءات الإسرائيلية ، وتزايد وتيرتها ، وتحويل الساحة السورية وبما تحتويه إلى مايشبه ميدان تدريب رمي بالذخيرة الحية للصواريخ والطائرات الإسرائيلية أصبح حالة مزمنة ، ولا تُطاق .
2 - لماذا لا يستخدم الجيش السوري صواريخه المتطورة من إس 300 الروسية الصنع لردع الطيران الإسرائيلي، وتكبيده الخسائر التي يستحقها، وخاصة أنّ مواقعها، ومحطات راداراتها تتعرّض لنزيف مستمر من الخسائر نتيجة الاستهداف الجوي والصاروخي ؟ وهل هناك قيود روسية على استخدامها، وإذا كانت موجودة لماذا تمّ شراؤها ؟
3 - إذا كانت صواريخ حماس في غزة المحاصرة جوّا وبحراًوبرّا ذات المساحة 360 كم2 فقط أصبحت تشكّل وسيلة ردع ملموس للجيش الإسرائيلي، وللقيادة الإسرائيلية ، فهل الصواريخ السورية الأرضية والجوية الأكثر عدداً وأفضل تنوعاً ونوعيّة عاجزة عن القيام بدور رادع حقيقي فعّال ؟ ؟ مع العلم، إنّ هذه الصواريخ خارج دائرة الاستخدام في الحرب المجنونة الدائرة في سورية منذ حوالي عشر سنوات .
4- أين دور وموقف حلفاء سورية من مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية الإجرامية ؟ وهل من إنسان سوري وطنيّ عاقل إلّا ويشعر بالمهانة من استمرارها بدون ردّ رادع .
وأخيراً ، مهما كانت مبررات القيادة السورية ، أصبحت غير مقنعة في الشارع السوري والعربي وفق المعطيات المرصودة لهما ، ومهما طال الصبر والتردد والانتظار فإنّ العدو الإسرائيلي لن يرتدع بالإدانات والشكاوى ، ولا مفرّ من إيلامه ، وعلى الرغم من إجرامه فهو براغماتي وقابل للردع ، حتى ولو كان عدوّه أقل قدرة عسكرية منه إذا كان يمتلك إرادة الردّ ، وما الساحة اللبنانية ، والفلسطينية في غزة إلّا شاهد وبرهان، وحقيقة ملموسة أمام أعين الجميع.. وهاهو نجم ترامب وجنون قراراته ، وتناغمه مع إجرام نتنياهو سيختفي دون رجعة بعد أسبوع ، وبأفوله تزول الحجج والتبريرات لعدم الردّ ، وغداً لناظره قريب ...

#محمود_جديد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل