أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مشعل يسار - هل نحن محايدون إزاء الصراعات الأميركية؟














المزيد.....

هل نحن محايدون إزاء الصراعات الأميركية؟


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 02:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الصراع في الولايات المتحدة بين ترامب الجمهوري والديمقراطيين هو في جوهره صراع لا بين الجمهوريين والديمقراطيين - تنافسي محض كعادته، ولا يمكننا الآن أن نسترشد تماما ما قاله عن حق في زمن مضى الرفيق الكبير فيديل كاسترو الذي عانت بلاده من حصار كلا الحزبين في حينه لجزيرة الحرية ولا تزال، فنقول إن الترامبيين والديمقراطيين هم سواء. إنه صراع ظاهره بين حزبين برجوازيين طالما حكما الولايات المتحدة وأيدا شن الحروب في شتى أصقاع الأرض. لكن ترامب "الجمهوري" الذي ورث شيئا عن حزبه، استنبط في سياق أزمة الرأسمالية وتأثيرها خاصة على معيشة الناس في الولايات المتحدة أشياء جديدة في سياسته فغرد أحيانا كثيرة خارج سربه!
في ظل تحول الصراع الرئيسي عالميا من صراع بين البروليتاريا والبرجوازية إلى صراع بين البرجوازية المعولمة والبرجوازيات الوطنية المشتغلة خصوصا في الإنتاج والتنمية الاقتصادية، يمكن إدراج صراع ترامب الملياردير الصغير قياسا إلى رأس المال الكبير العائد للمشتغلين في البورصات والمعلوماتية خصوصاً، المياردير الحريص على عودة الإنتاج الرأسمالي إلى الولايات المتحدة بعد أن انتقل بحكم قانون رأس المال الجشع إلى حيث الربح أكبر وأكبر في جهات الأرض الأربع، ضمن هذا الصراع الأشمل. فهو مع إعادة تشكيل البرجوازية المنتجة المناهضة لتلك الطفيلية 100% والتي لا يهمها أين المنتج بل فقط اقتناص الزبدة المعروفة باسم الربا.
فنظام الاحتياطي الفدرالي الذي يملكه آل روكفلر وروتشيلد ومورغان ومن لف لفهم ويتقاضى من الخزينة الأميركية مقابل إصدار الدولار وبيعه لها مئات المليارات منذ زمن بعيد، منذ بدايات القرن الماضي وتحديدا منذ عام 1913، عام إنشاء هذا النظام وآلة طبع الدولارات مثلما أنشأوا في ماضي الزمان بنك بريطانيا الذي كانوا يسلفون منه المملكة المتحدة لتشن حروبها الاستعمارية.
إن حرب ترامب هي اليوم مع هذا الأخطبوط المالي العالمي الذي لا تهمه أميركا إلا كمطية يركبها ويدفعها إلى الثراء على حساب الشعوب الأخرى ليثري على حسابها.
ترامب جاء على أجنحة الطير بأصوات الأميركيين العاديين البرجوازيين الصغار والمتوسطين ومدعوما بقوى برجوازية كبيرة نافذة لا يستهان بها في المجتمع الأميركي من بينها حتى البنتاغون الذي أصبح مثابة الفقير بالمقارنة مع أساطين المعلوماتية من فيسبوك وغوغل وأمازون وتويتر وكذلك شركات الأدوية التي يمولها غيتس وسوروس وغيرهما.
حرب ترامب حرب لا على الديمقراطيين بالذات بل على المنضوين تحت لواء هذه القلة البطرة الصهيونية، الماسونية، الدولة العميقة، الحكومة العالمية - سمّها ما شئت - والتي باتت تفرض فرضا على حكام شتى البلدان وعلى البشرية جمعاء تطلعاتها الفاشية بحجة الحفاظ على نقاء الهواء والماء وعلى الموارد التي بدأت تنضب برأيهم ولم تعد تكفي، ويجب أن تبقى لهم دون غيرهم. وقد أسفر جوهرهم الفاشي أخيرا لا آخرا عن إطلاق وباء الكورونا لإنقاص تعداد البشرية بنسبة هائلة، هذا الوباء الشبيه بالأوبئة الموسمية لا أكثر، والذي ما كان ليؤذي أكثر من أي أنفلونزا لولا تضخيمه ببوستر booster الدعاية المغرضة والتضليل على مستوى البشر جميعا بواسطة أدواتها الإعلامية الضخمة، والبرطيل بما تملك من مليارات هائلة، وابتزاز العصاة بثورات ملونة بما تملكه من خبرة.

إن كفاح ترامب الذي يبقى حتى الآن ضمن الأطر الشرعية والحقوقية والسلمية – وهي لا شك من بين أوهام البرجوازي في التغيير – ليس برأيي يخص ترامب وحده بل يخصنا جميعا الآن في كل أصقاع الأرض. فلو انتصر ترامب لانتصر معه التوجه نحو إنهاء مهزلة الكورونا المأساة، هذه الحرب الهجينة التي تشنها القلة المذكورة على الشعوب لتفليسها، ولا سيما على كل من لا يزال يملك ولو حانوتاً خاصا به، من خلال الإغلاقات المتكررة للاقتصادات والبلدان وإرفاقها بكم الأفواه وبفرض التباعد بين الناس وبفرض التعليم عن بعد للغاية نفسها ألا وهي "فرق تسد!" إن لم نذكر الغايات الأخرى وعلى رأسها التجهيل بدلا من التعليم.
وكل هذا يجري تحقيقاً لنبوءة ماركس العلمية حول تطور الرأسمالية نحو استئثار قلة ضئيلة بكل الثروة وتحول الباقين جميعا إلى بروليتاريا لا تملك شروى نقير.
من هنا أنا لست مع الرأي القائل بأن صراعهما لا يهمني ولا يهم أهلي وأصحابي وشعبي وشعوب العالم، بل هو في المحصلة صراع بين الخير والشر، بين الإنسان والطبيعة الغاشمة للقلوب السوداء، بين أن تصبح أرضنا جنة لمن يعيش عليها من كل الأقوام والشعوب وبلا طبقات كما نحلم بها نحن الشيوعيين، وبين أن تصبح مقبرة جماعية لمعظم البشر بسلاح رخيص جداً هو سلاح التطعيم المزعوم "ضد" الكورونا المتهمة زورا بأنها طاعون العصر، علما أن الطاعون لم يستحق الإجراءات المرعبة التي استحقتها الكورونا لأنها "بنت الست" الخارجة من رحم الفاشست الجدد.
ترامب لم يرتد الكمامة ولم يرتدها أنصاره، وأعلن على لسان ابنه أنه سينهيها حال عودته إلى البيت الأبيض. وهذا ما حدا أصحاب المشروع الجهنمي أن يعملوا كل جهدهم ولو بالتزوير لمنعه من العودة إلى السلطة لأربع سنوات أخرى. فهم الآن سيكملون تنفيذ مشروعهم ولو بزج الجيوش في عملية إجبار الناس جميعا على تلقي "الطعم" القاتل. هذه هي التوتاليتارية التي طالما اتهموا بها الاتحاد السوفياتي والاشتراكية، وهي عندهم توتاليتارية قاتلة للشعوب الكادحة التي تشكل أغلبية البشرية، لا للقلة البرجوازية المجرمة.



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب -الإمبراطور الروماني- المنقذ؟
- لن يكون هناك نقود - مجموعة البنوك الستة الكبرى تقرر... متى ت ...
- أكاذيب وتزوير واحتيال: رسالة من الجنرال ديلاوارد منشورة على ...
- كورونا: الخداع تفضحه المقارنة
- العلماء الروس يتهمون رئيسة مصلحة حماية المستهلك بالخيانة الع ...
- الرئيس الصيني يدخل على خط الاستفادة من الكورونا
- السحر يرتد على الساحر: ترامب العنيد يفوز بـ 2- صفر
- تقدمية المحافظين ورجعية مدعي اليسارية!
- لماذا العالم كله مع ترامب اليوم
- فالنتين كاتاسونوف: -لن أتسرع في تهنئة بايدن بفوزه-
- جوازات سفر إلكترونية للتطعيمات في روسيا
- كلن يعني كلن؟!
- إما إسقاط الرأسمالية وإما الموت الجبان!
- الكورونا المتجددة كل 100 عام!
- الثروات الكبيرة وراء المشاريع الشريرة
- أطباء أوروبيون يطالبون منظمة الصحة العالمية ب -إنهاء الهستير ...
- تحية للحزب الشيوعي اللبناني في ذكرى تأسيسه!
- المؤرخة أولغا تشِتفيريكوفا: الجائحة آلية لتغيير نموذج أداء ا ...
- لن يكون التطعيم إجباريًا فحسب، بل سيسبب الإدمان. نشر خطة بيل ...
- هل حقاً -نامت نواطير مصر عن ثعالبها-؟


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مشعل يسار - هل نحن محايدون إزاء الصراعات الأميركية؟