أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيعة العربي - تذكرة للرحيل














المزيد.....

تذكرة للرحيل


ربيعة العربي

الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


توجهت نحو محطة القطار. كانت الشمس تميل نحو المغيب. أحسست بأني والشمس رفيقان. استسلمت لهذا الإحساس الغريب. تهت في تأملاتي. كنت أسير ببطء غير عابئة بهرولة المهرولين. هاتفني منير بصوت مبحوح ليخبرني بأن الجميع في انتظاري. أسرعت الخطى نحو شباك التذاكر. وقفت أنتظر دوري بفارغ الصبر، وإذا بي ألمحه بقامته الممشوقة وملامحه الباردة و شعره الأسود الكثيف. إنه هو. رغم أنني لم أره لمدة طويلة تذكرته. كان يرتدي نفس البذلة البيضاء. رجل بملامح صارمة و حركات واثقة. قلما تلحظه العين. تذكرت أول مرة رأيته و تذكرت المرأة الذي كانت جالسة أمامي في القطار. تذكرت كيف همس في أذنها وكيف أنها أحست بالاختناق وماتت. لم يصلني ما قال لها حينئذ. سألته بإلحاح:
- ماذا قلت لها، هل نقلت إليها خبرا سيئا فلم تستطع تحمله؟
نظر إلي نظرة باردة و غادر بدون أن يلتفت وراءه.
مضت عشرون سنة على هذه الحادثة... والآن أراه يسير بكل ثقة بين المارين. أحسست بانقباض وهممت بالمغادرة، لولا أنني رأيته يتحدث هاتفيا و سمعته يقول لمحدثه: خمس دقائق وأكون عندك. تنفست الصعداء وأخذت التذكرة. هرولت نحو القطار كأنني أهرب من طيف يطاردني. أخذت مكاني وبدأت أتصفح الجريدة. كان المقعد الذي بجانبي شاغرا، غير أنه ما كاد القطار ينطلق حتى شغله رجل... لم ألق إليه بالا في البداية، لكن البذلة البيضاء جعلتني ألتفت إليه. إنه هو. بابتسامة باردة اقترب مني وهمس في أذني بكل هدوء: تريدين أن تعرفي ماذا قلت لها. قلت لها ما سأقوله لك الآن. حان دورك. أنت عروس هذه الليلة.



#ربيعة_العربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسس محير
- دو سوسير و محيطه الثقافي: جدلية الامتداد و القطيعة
- ابتذال الرواية رواية الابتذال : محمد شكري نموذجا
- التداولية الاستدلالية
- الاكتساب اللغوي المبادئ و الوسائط
- ضد هذا البياص أسير
- بنية الثورات العلمية
- نظرية النحو الوظيفي
- نظرية الأنحاء التوليدية التحويلية: النشأة و التطور
- ملامح من الغني الزاهر
- عتبة العبور
- نحو نحو وظيفي للخطاب لسيمون ديك ترجمة
- بلاغة الحجاج و تقنيات التأثير
- حد الدنيا
- رجع الصدى
- سجين الصورة
- أفول
- اضطراب عسر الانتباه نموذجا
- إياب
- الحد بين النص و الخطاب


المزيد.....




- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيعة العربي - تذكرة للرحيل